المرأة والتدخين عبدالحميد غزي

المرأة والتدخين

أخطار جسيمة على الحمل والرضاعة

لماذا لا تجعلين فترة الحمل والرضاعة فترة ذهبية للتخلص من هذه العادة الروتينية وأعني بها عادة التدخين؟. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإليك بعض الأخطار

دلت الإحصاءات على أن قابلية السيدة الحامل للإجهاض، تتضاعف بالتدخين وخاصة أثناء الشهور الأولى من الحمل، حيث يزداد الخطر، فمادة النيكوتين في السجاير يمتصها دم الأم من الرئة، لتسري في جميع أجزاء الجسم، ومن ضمنها الرحم والمشيمة، حيث تؤثر على مهد الجنين الصغير، تسبب انفصاله عن مصدر غذائه وإعالته عن الأم، وتكون النتيجة الحتمية لهذا هو الإجهاض الذي قد يتكرر ما دام السبب موجودا وهو التدخين أثناء الحمل. وقد يشير حاليا، إصبع الاتهام في هذا المجال إلى أن نواتج احتراق السيجارة مثل القطران وغيره تؤدي إلى تشوهات في الجنين أثناء الحمل وأولى ضحايا هذه المواد الغريبة هو الجهاز العصبي، والأصعب من ذلك، أن مادة النيكوتين وبعض نتائج احتراق السيجارة يفرزها الثدي مع اللبن في فم الطفل الرضيع. ومن هنا، أترك لك يا سيدتي حالة هذا الكائن الضعيف، الطفل الرضيع، وهو في أسابيعه الأولى، فماذا لو أعلمتك عن نتائج التدخين الأخطر، ألا وهي السرطان وهذا احتمال وارد لإصابة طفلك به والسبب هو الاستمرار في التدخين.

التأثير على وزن الطفل

أوضحت بعض الأبحاث أن من النتائج السلبية لهذه الظاهرة إنجاب أطفال بأوزان منخفضة ومصابين بأمراض تتعلق بأجهزتهم التنفسية، إضافة إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الرضع. ومن الجدير ذكره في هذا السياق دراسة الدكتور "مايكل وايتزمان" حيث بنى نتائجه على أساس تحقيقات ومقابلات، شاركت فيها أمهات (2256) طفلا تتراوح أعمارهم بين أربعة، واحد عشر عاما، وتوصل إلى الاستنتاج التالي: "كلما ازداد عدد السجائر التي تدخنها الأم، ازدادت نسبة احتمال إصابة أولادها بمشاكل تتعلق بالسلوك". وأوضح د. وايتزمان "أن النساء اللواتي يدخن علبة من السجائر على الأقل يوميا، ينجبن أطفالا لديهم مشاكل سلوكية متطرفة كالعصيان والقلق والتشاجر مع الآخرين بمعدل الضعف مقارنة مع أطفال أمهاتهم لا يدخن". وأوضح أيضا أنه إذا ولد طفل وزنه أقل من كيلو غرام ونصف الكيلو لأم تدخن علبة سجائر يوميا على الأقل، فيكون الاحتمال لديه لإظهار مشاكل سلوكية متطرفة أكثر بثماني مرات من طفل ضعيف الوزن، ولد لأم لا تدخن السجائر. وإذا كنت تريدين، المزيد مما قاله الدكتور وايتزمان فإليك الخبر التالي : "تدخين الأمهات أثناء فترة الحمل وبعد الولادة، قد يغير تركيب وعمل الدماغ مع حدوث آثار طويلة الأمد على سلوك الأطفال، بالإضافة إلى حدوث تغيير في سلوك الأم من حيث معاملتها مع الطفل"

الإقلاع عن التدخين

وسؤالي الآن، على من تقع مهمة الإقلاع عن التدخين؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال أزف إليك هذا الخبر المهم، وذلك من بريطانيا، حيث تسعى الشركات البريطانية جاهدة لمنع التدخين أثناء العمل. والأهم في ذلك سيكون عام 1995 بالنسبة للعاملين في مجموعة "ابي ناشونال" البريطانية المختصة بخدمات الإقراض السكني حيث سينفضون أيديهم من غبار صحون السجاير، وهناك شعور يتنامى لدى الرأي العام، يميل إلى تفضيل منع التدخين أثناء العمل، وثمة خيارات بغية الإقلاع عن التدخين لدى الشركات البريطانية، منها منح مهلة زمنية، بحيث تسبق فترة تنفيذ القرار القاضي بمنع التدخين، وخيار آخر هو إيجاد غرف خاصة للمدخنين بعيدا عن الآخرين الذين لا يدخنون، إلا أن الخيار الأقوى تأثيرا، هو منح قروض من قبل شركة أبي ناشونال لموظفيها وتكون معفاة من الفائدة بقيمة 200 جنيه إسترليني، لمن يريد منهم المعالجة بالتنويم المغناطيسي للتخلص من التدخين. والغريب في الموضوع، تلك الدعوى التي رفعتها إحدى الموظفات في المجلس البلدي بشمال شرق إنجلترا، ونالت تعويضا قيمته 15 ألف جنيه إسترليني، بسبب أضرار صحية أصابتها في عملها جراء تدخين الآخرين. ونحب أن نشير إلى الاقتراح المتضمن إبعاد المدخنين بمكاتب خاصة مستقلة عن العاملين الذين لا يدخنون، حيث جاء هذا الاقتراح تطبيقهـا لتلك الدراسة التي قام بها الدكتور " ستانتون غلانتز" الذي عالج مشكلة التدخين من جانبه فأشار بل أكد أن الدخان المنبعث من سجائر المدخنين يزيد من مستوى الكوليستول الخطير في دم الأشخاص غير المدخنين الذين يستنشقون دخان المدخنين. وانطلاقا من مسببات التدخين، نستنتج أن مهمة الإقلاع أولا وأخيرا تقع على المدخن نفسه وعلى قناعته الذاتية، من حيث الاقتناع بأضراره الجوهرية. وآثاره المختلفة سواء بالمشاهدة أو الملاحظة وعبر أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة، ويجب أن يكون التوجيه والتوعية ضمن برامج وخطط منظمة لتبيان آثار التدخين، والأفضل عرض ذلك بأسلوب الحوار المباشر بين المدخن والمقلع عن التدخين، لأن الامتناع عن التدخين أولا يحتاج إلى اقتناع المدخن نفسه بأن هذه السيجارة هي السبب فيما يعاني من آلام وأنها تسبب الضائقة المالية التي يعيشها، وقد أثبت العلم أن التدخين عادة وليس إدمانا ومن الممكن الاستغناء عنها، كأية عادة لو خفضت نسبة المواد الضارة تدريجيا، دون أن يكون هناك تغيير مفاجئ في نكهة السيجارة، ومن ثم لإثبات أن الإنسان يجب أن ينتصر على هذه العادة.

 

عبدالحميد غزي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات