شعر
ربما لخصته
الأغاني
ربما شرحته الغرابة:
مرة: زوج الكون نفسه
ودعا النيرات لتشهد
عرسه
مرة: وهب الصبح قبعة..
واستعار من الصبح شمسة
مرة: ناول الزهر
مهجته..
ليناوله الزهر كأسه
مرة ( كي يرى وجه محبوبه):
شق للبحر فوق خرائط
كفيه مجرى..
وأعطى المياه جواز السفر
مرة: قايض الليل:
أعطاه مسبحة
الأغنيات..
ليعطيه الليل قوس القمر
مرة: أجلس الأفق في حجره..
وانبرى يلثم
النجم وقت السحر
(2)
الفضاء الرحيب.. له:
وطن يتشكل طوعاً كما
يشاء
وعرائس أحلامه..
تخذت وشيها من عقيق الآباء
لم يكن أحرفا ما حوى
شعره..
إنما قلبه والدماء
في المدى.. راحل: راحته..
تكتب عقد القران
المقدس..
بين الشموس وبين الرعية
وعلى كل سارية: ريشته..
تنشئ
شعباً،
وتبنى هوّية
(3)
تستأنف الشمس دورتها فيه كل مساء
وحين يغيبه
الوجد..
يشرق فيه صباح الأبد
وتجيء المدارات سعياً إليه..
لتسكب بين
يديه:
لا تسأل الكون:
كيف يغادر كل الجهات ليسكن قلباً
ولا تسأل
القلب:
كيف استطاع احتواء جميع الوجود
وما زال تفاحة تحتويها الضلوع
إنه
لشعر يأتي..
فتأتي السموات،
تأتي البسيطة،
تأتي التواريخ،
تأتي
الجموع
وحده ( وهو يمخر بحر غراباته):
يدخل مملكة السر/ يودعها بعض
أوراقه،
ثم يأوي:
إلى جبل في أقاصي خيالاته..
حيث:
لا عسس يترصد خطواته
وسبيله
هاتفاً ملء سمع الهيولى
مهيض أنا منذ صيرني الشعر..
طيراً بأفق
البلاد العليلة
والذي يجهل الشعر..
كيف له أن يحيط ببعد جروحي؟..
لعل أقل
همومي:
أن جناحي ضاعا..
وما زلت أبحث عن
أمة
مستحيلة