المجذوب محمد محمد الشهاوي

المجذوب

شعر

ربما لخصته الأغاني
ربما شرحته الغرابة:
مرة: زوج الكون نفسه
ودعا النيرات لتشهد عرسه
مرة: وهب الصبح قبعة..
واستعار من الصبح شمسة
مرة: ناول الزهر مهجته..
ليناوله الزهر كأسه
مرة ( كي يرى وجه محبوبه):
شق للبحر فوق خرائط كفيه مجرى..
وأعطى المياه جواز السفر
مرة: قايض الليل:
أعطاه مسبحة الأغنيات..
ليعطيه الليل قوس القمر
مرة: أجلس الأفق في حجره..
وانبرى يلثم النجم وقت السحر
(2)
الفضاء الرحيب.. له:
وطن يتشكل طوعاً كما يشاء
وعرائس أحلامه..
تخذت وشيها من عقيق الآباء
لم يكن أحرفا ما حوى شعره..
إنما قلبه والدماء
في المدى.. راحل: راحته..
تكتب عقد القران المقدس..
بين الشموس وبين الرعية
وعلى كل سارية: ريشته..
تنشئ شعباً،
وتبنى هوّية
(3)
تستأنف الشمس دورتها فيه كل مساء
وحين يغيبه الوجد..
يشرق فيه صباح الأبد
وتجيء المدارات سعياً إليه..
لتسكب بين يديه:
لا تسأل الكون:
كيف يغادر كل الجهات ليسكن قلباً
ولا تسأل القلب:
كيف استطاع احتواء جميع الوجود
وما زال تفاحة تحتويها الضلوع
إنه لشعر يأتي..
فتأتي السموات،
تأتي البسيطة،
تأتي التواريخ،
تأتي الجموع
وحده ( وهو يمخر بحر غراباته):
يدخل مملكة السر/ يودعها بعض أوراقه،
ثم يأوي:
إلى جبل في أقاصي خيالاته..
حيث:
لا عسس يترصد خطواته وسبيله
هاتفاً ملء سمع الهيولى
مهيض أنا منذ صيرني الشعر..
طيراً بأفق البلاد العليلة
والذي يجهل الشعر..
كيف له أن يحيط ببعد جروحي؟..
لعل أقل همومي:
أن جناحي ضاعا..
وما زلت أبحث عن
أمة مستحيلة

 

محمد محمد الشهاوي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات