مصير وليد منير أمين

مصير

شعر

سنتان... وهو مقيّد في الأسر...
فاختلطت عليه الكائنات،
رأى الحياة تضيق حتى أصبحت قفصاً،
وكوكبة الظلال تضيع من عينيه.
من يتذكّر الآن المدى،
دفق المياه على الصخور،
تشابك الأغصان في فوضى الرياح،
خطى اشتعال الشمس فوق مدرجات الخضرة السوداء؟
كان زئيره يهب التراب قداسة،
ويخضخض الأفلاك،
أما اليوم
فالصخب الذي لف الطبيعة لم يزد عن كونه حجراً تدحرج من جبال اليأس.
صيادوه قد خدعوه ذات ضحى،
وقالوا: سوف نسخر منه،
ثم رموا عليه شباكهم.
لم يدعه أحد إلى شرف النزال
ولم يبادله التحدي،
هكذا سرقوه من خيلائه،
حملوه فوق محفة
وأتوا به لينافس البهلول
والشحاذ،
فانتفضت بلبدته الزلازل،
عاش في دمه حريق الثأر يأكل ما تبقى من كرامته،
ونام على بلاط الحزن،
راح يدور حول خطاه
ثم يدور حول خطاه،
لم ير غير حارسه،
وقضبان الحديد،
وهؤلاء الناس.
فكر كيف ينتزع السماء بنابه من غابة الماضي،
وكيف يعلم الحيوان
والطير انتقام الروح،
ثم جثا
وحاول أن يقوم فلم يقم،
دخلته شوكه موته،
وتلاشت الدنيا أمام رؤاه،
وارتسم السكون على فم الأشياء.

 

وليد منير أمين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات