عزيزي القارئ

في اتجاه المستقبل

  • عزيزي القارئ..

على أعتاب الصيف تقبل إليك " العربي "، حيث تتقد الشمس منذرة بصيف حار يذكر بشتاء شديد البرودة مر بمنطقتنا. وما بين قطبي التطرف المناخي يبدو " مايو " شهراً وسطًا، هدأة للتأمل، ودعوة لإرسال الطرف إلى بعيد، في اتجاه الخروج من الاستغراق في الذات. وبصدق الحس، وبعض الترتيب تتسق "العربي" مع هذا الإيقاع الحيوي، فتتسم مواد هذا العدد بتأمل: المستقبلي، والآخر، والكوني، والمتغير، إضافة إلى ما يخص الذات العربية، وهو الثابت الذي لا يكون الاكتمال بدونه.

في بداية العدد يقف بنا رئيس التحرير على مشارف القرن القادم لنتأمل برؤية مستقبلية ما سوف يكون من أمر مفهوم القوة أو السلطة في الزمن القادم. ستدهشنا التغيرات المتوقعة في مفاهيم الثروة أو القوة أو السلطة كما يتنبأ بها كاتب مستقبلي كبير هو "ألفن توفلر"، وسنرتبك بينما نضع أيادينا على سبب لم يكن في حسباننا- كأبناء عالم ثالث- لهزيمة الاقتصاد الاشتراكي.

وفي طريق الخروج من الذات الصغيرة، سنتجه نحو ذاتنا الأكبر كسكان لكوكب واحد، لننظر إلى بيتنا الكبير: الأرض، نتأملها من بعيد، ونتأملها من قريب لنقف على حجم رقتها وهشاشتها، والخطر المحدق بها ونحن نقف على أعتاب مؤتمر القمة البيئي الذي سيعقد في العاصمة البرازيلية منتصف الشهر القادم، والذي تدرك "العربي" أهميته فتستبقه بملف خاص تحت عنوان "بيتنا الأرض".

ولن يكف رحيلنا باتجاه المستقبل، فسنطل على الجديد. في مجال الذكاء الصناعي مع المهندس بيهس محمد عدنان فرعون ومقالته عن "الكمبيوتر وسباق الذكاء"، وسنطل مع الدكتور سمير رضوان على علم مستقبلي أيضاً هو الهندسة الوراثية في مقالته " وراثة السمات النفسية".

وإذا كان المتغير هو نذيرا مستقبليا، فإن استطلاع العدد الذي كتبه أنور الياسين سيحملنا إلى أفق مدينة زلزال القرن العشرين لنرصد الراهن ونحرز الآتي في " بطرسبرج.. من ميراث المجد إلى أحلام الثراء".

ونحو الآخر سيتجه بنا حسين أحمد أمين في محاورة، أو مواجهة، عندما يحدثنا عن "موقف المسلمين من الحضارة الغربية". الشيء نفسه- مع بعض الاختلاف- يقدمه الدكتور يحيى الرخاوي في مقاله "الهالة الزائفة ومسئولية المعرفة".

أما عن الثابت الذي لا اكتمال بدونه، عن الذات العربية، فيصحبنا إليه سليمان مظهر واستطلاعه لجزء مهم من المملكة العربية السعودية في "المنطقة الشرقية من السعودية.. قلب من ذهب".

وغير بعيد عن هذا الثابت، تأتي المقالة النقدية للدكتور جابر عصفور عن كتاب الدكتور عبدالمحسن طه بدر "الشكل والتجديد في الشعر المصري الحديث".

وتصب في هذا الإطار أيضًا مقالة عبد الرزاق البصير عن "أزمة العالم العربي".

ولا تكف " العربي" عن دأبها في الرحيل، والتطواف، والاكتشاف، والرجوع إلى الذات بقلب جديد. نعدك عزيزي القارئ ألا يكف عن الخفقان بحب وجد.