لا بد أن يكون
هذا الحادث صدمة مروعة، حتى بالنسبة للعلماء المحنكين، ففي أحد معامل جامعة بيل،
كان جهاز الطرد المركزي يدور بسرعته الفائقة، وفجأة يتحكم الأنبوب الداخلي للجهاز
وتتناثر عينة النسيج الملوثة بفيروس قاتل نادر الوجود، وكان الباحث الذي يقوم
بالتجارب على هذا الفيروس يرتدي الزي الخاص بالمعمل وقفازات وكمامة واقية وفقاً
للنظم التي تحكم قواعد البحث العلمي داخل المختبرات في الولايات المتحدة، واتبع
الرجل أيضاً الإجراءات الوقائية التي يتعين اتخاذها بعد أي حادث من هذا النوع: مسح
كل الأسطح بمادة مطهرة وتعقيم كل الأدوات التي تعرضت للتلوث، ثم وضع كل الأشياء
ثانية في الكحول ، لكنه تجاهل قاعدة واحدة فقط، إذ لم يكلف نفسه عناء الإبلاغ عن
الحادث، ثم غادر المدينة بعد بضعة أيام لزيارة صديق قديم له في بوسطن، ورغم أنه لم
يدرك عواقب فعلته هذه إلا بعد أسبوع، إلا أن العالم - الذي رفضت السلطات الإفصاح عن
اسمه - أصيب بالفيروس القاتل ، الذي يسمى بفيروس سابيا البرازيلي، وبعد أن عاد
ثانية إلى جامعة بيل، أصيب بحمى شديدة ووصلت درجة حرارته إلى 39.5 ، وفي آخر
المطاف، نجح أحد العقاقير التجريبية في إيقاف المرض بعد أن وضع الرجل في أحد
المعازل الطبية، لكن بعد أن نقل العدوى إلى خمسة أشخاص، بينهم طفلان، ثم بعد ذلك
إلى 75 من العاملين في المستشفى، وقد وضعوا جميعاً تحت الملاحظة لتطويق الحادث. وقد
أثار هذا الحادث عاصفة من المخاوف في الأوساط العلمية الأمريكية حول مدى الأمان
داخل معامل البحث وحول مشروعية التعامل مع الفيروسات القاتلة، وتتوالى التساؤلات
حولي أهمية الحذر التام في التعامل مع تلك الفيروسات القاتلة التي تشبه فيروس سابيا
- مثل فيروسات جونين وماكوبو وجوانتاريتو في أمريكا الجنوبية وفيروس لاسا في
إفريقيا - وكلها فيروسات مرعبة لأنها تقتل بسهولة فائقة، وأعراضها حمى شديدة، وحدوث
نزيف في كل الأعضاء الداخلية تقريباً ثم صدمة تؤدي إلى الموت ويثير هذا الحادث
كثيراً من الهواجس حول احتمالات أن تكون بعض الأوبئة المدمرة التي تجتاح البشرية
حديثاً، كالإيدز، ما هي إلا ميكروبات هاربة، أو مهربة، من معامل اللعب الخطر
بالجراثيم والحياة.
الأزمة المعاصرة لجهاز المناعة
ظل جهاز المناعة
طوال مائتي عام يحافظ على الجنس البشري من الفناء في مواجهة غزو البكتيريا
والفيروسات والطفيليات والسموم، وجهاز المناعة الإنساني متعدد الأشكال، ويتسم
بالقدرة على التحول لمواجهة التحديات الجديدة، وتتضمن ذخيرته آثارا من أسلافه من
اللافقاريات، ومع ذلك، فمان تطوره المتسارع قد لا يسعفه في مواجهة العالم الحديث،
وقد استعرض هذا الموضوع بالتفصيل البروفيسور أفريون متشيون في كتابه الحياة والموت
وجهاز المناعة، ( Life, Death and the
Immune System ) الصادر حديثاً عن دار نشر
فريمان في 136 صفحة، ويؤكد مؤلف الكتاب أن العلاقة بين جهاز المناعة والتحديات التي
يواجهها علاقة متبادلة ومتواصلة، لكن جهاز المناعة عندما يتحور يصبح مكشوفاً أمام
التغيرات السريعة إذ أصبحت الأمراض تتفشى بسرعة أكبر ووسط مدن عملاقة ومزدحمة.
والكتاب في مجمله عمل شديد الأهمية ولا غنى عنه لكل من يحاول أن يفهم طبيعة جهاز
المناعة الإنساني، والمخاطر التي يتعرض لها من جراء "التحديث" قصير النظر للحياة،
والمتسم بالأنانية والشراهة من قبل بعض البشر الذين لا يفكرون إلا في الكسب الوحشي
من أجل الرفاهية والترف الزائدين.
أحياء
أنثى الخفاش قابلة حانية
في عالم الحيوان،
يعتبر الحنو أمراً شائعاً بين الأبوين والأبناء، لكننا لا نجد هذا العطف بين
الحيوانات وأقرانها، لذا فقد أصيب علماء قسم الحيوان في جامعة بوسطن بالدهشة وهم
يشاهدون إحدى إناث خفاش الفاكهة وهي تساعد أنثى أخرى أثناء مخاضها في حديقة الحيوان
في فلوريدا.
وسجل البروفيسور
كونز وزملاؤه أنثى الخفاش وهي تقوم بدور القابلة لتساعد أنثى أخرى أثناء عملية
ولادة استمرت ساعتين، وخلال هذه العملية قامت القابلة بلعق رحم الأم المتعبة
وطوقتها بجناحيها.
أما الأمر المثير
فهو أن القابلة لجأت في إحدى المراحل إلى ما يبدو وكأنه محاولة لتعليم الأم الطريقة
المثلى للوضع : أي التعلق وقدماها إلى أعلى، لأن الأم كانت ترقد على جانبها مما صعب
من عملية الوضع، وظلت القابلة تكرر حركة التدلي، إلى أن قلدتها الأم أخيراً. ورغم
أنه لا يمكن اعتبار هذا السلوك درساً حقيقياً في التوليد، إلا أن تكرار الحركة يوحي
بأن ذلك كان أكثر من مصادفة. والمعروف أن بضعة أنواع من الحيوانات تساعد بعضها
البعض في عملية الولادة: مثل الدولفين ذي الأنف الزجاجي ، والفأر الشائك وكلب الصيد
الأفغاني، فالحنو والتعاطف ليس وقفاً على الإنسان بل هو فطرة الله في كائناته
ومخلوقاته.
استعادة حيوان مندثر
يحاول مشروع فريد
في جنوب إفريقيا استعادة نوع من الحيوانات أندثر قبل أكثر من مائة عام، وكان
العلماء يعتقدون أن حيوان الكواجا - وهو نوع من الحمر الوحشية - قد أندثر إلى
الأبد، لكن دراسة الأحماض النووية لحيوانات الكواجا المحنطة أدت إلى اكتشافهم أن كل
الجينات المهمة، التي تؤثر على لون الحيوان، لم تختف، لكنها موزعة على الحمر
الوحشية الأخرى. ومن خلال عمليات التهجين المتواصلة؟ اقترب العلماء من الحيوان
الأصلي، وهم يعتقدون أنهم سيتمكنون من إنتاج أول حيوان كواجا مكتمل الصفات بعد
أربعة أجيال.
تكنولوجيا
شاشة تلفزيون يمكن طيها
حققت وحدة بحوث
البوليمر في جامعة كامبردج قفزة علمية مهمة قد تؤدي إلى صنع شاشة تلفزيونية بسمك
الورقه العادية ، إذ نجح فريق عمل تابع لهذه الوحدة في صنع بلاستيك متوهج قادر على
إصدار الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء عندما يتم تنشيطه بالتيار الكهربائي. ومن
المعروف أن البوليمرات غير موصلة للكهرباء، غير أن هناك نوعاً من البلاستيك - يسمى
البوليمر الموصل - تتكون سلسلته البوليمرية من رابطتين تبادليتين أحادية وثنائية،
ويمكن للإلكترونات أن تنتقل بحرية عبر هذه السلسلة لتنقل التيار الكهربائي. وكان
هذا الفريق قد نجح منذ خمس سنوات في صنع البوليمر البلاستيكي القادر على إصدار
الضوء، وواصل الفريق محاولاته منذ ذلك الوقت من أجل تحسين تركيته لكي يصبح قادراً
على إصدار الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء، وهو ما تحتاج إليه شاشات التلفزيون ،
ورغم أن هناك الكثير من المشاكل التي مازالت قيد البحث، إلا أن الأمر المؤكد أنه
سيجيء يوم تصبح فيه قادراً على إغلاق التلفزيون، وطيه ووضعه في جيبك.
أدب
قراءة بلا كتب
يدور اليوم جدل
واسع داخل الأوساط الثقافية في الولايات المتحدة حول الشعبية المتزايدة للكتب
المسجلة على شرائط كاسيت. فبينما يعتبرها البعض دليلا على انحدار الأدب؟ ينظر إليها
البعض الآخر على أنها فاتحة تقليد أدبي شفاهي جديد. ويعود الفضل - أو اللوم - في
هذه الظاهرة إلى نوعين عن الأجهزة الإلكترونية : مسجلة الجيب الصغيرة (الو وكمان) و
مسجلة السيارة. فكما أدى هذان الجهازان إلى تحقيق زيادة هائلة في مبيعات الألبومات
الموسيقية، سمحا أيضا للأمريكيين بالقراءة أثناء قيادة سياراتهم أو في لحظات
الاسترخاء أثناء إجازاتهم.
ويزدحم سوق الكتب
المسجلة اليوم بالعديد من الأعمال الأدبية المتنوعة، بدءا من السير الذاتية وحتى
أعمال ديكنز وشكسبير، وتختصر هذه الأعمال بلغة مركزة سهلة السماع. وسبب هذا
الاختصار واضح، كما يقول أحد ناشري الكتب المسجلة " فالكتب طويلة بينما الحياة
قصيرة". ويقوم بقراءة هذه الأعمال عادة نخبة من أشهر ممثلي السينما الأمريكية. وقد
وصلت قيمة مبيعات الكتب المسجلة في الولايات المتحدة عام 1993 إلى 1.2 بليون دولار،
ومنذ تسع سنوات كان عدد الأمريكيين الذين استمعوا إلى كتب مسجلة لا يتجاوز 8%، أما
الآن فقد ارتفع هذا الرقم ليصل إلى 25 %. ورغم أن مبيعات. الكتب المسجلة مازالت لا
تمثل سوى نسبة ضئيلة من مبيعات الكتب في ذات الأغلفة المقواة (عادة 10% أو أقل)،
إلا أن هذه النسبة في ارتفاع متواصل، فقد باعت رواية الغرفة لجون جريشام 250 ألف
نسخة مسجلة. والآن، ماذا عن المستقبل؟... يشعر المدافعون عن الأدب المكتوب بقلق
عميق من هذه الظاهرة. بينما يدعو الواقعيون إلى عدم الخوف من الظاهرة. فالفن
الروائي بدأ شفاهيا وها هو يعود إلى أصوله. ورغم ذلك، فإن البعض يرى في انتعاش هذا
النوع الأدبي خطوة إلى الأمام بالنسبة لقضية الأدب. ويضربون المثل بصناعة السينما
وموقفها من ظهور أجهزة وشرائط الفيديو، وهي المخاوف التي تبددت عندما أيقن القائمون
عليها أن إنتاج الفيديو جاء بمزيد من الرواج والانتعاش لصناعة السينما ككل. فهل
تؤدي شعبية الكتب المسجلة إلى الارتقاء بالأدب وزيادة جمهوره؟.
فن
إفريقيا في باريس
شهد متحف الفن
بمعهد العالم العربي بباريس عرضا للفن التشكيلي الإفريقي الحديث. وأتى العرض
استجابة لرغبات الجمهور الفرنسي المعروف باهتمامه وتذوقه التشكيلي للاطلاع على آفاق
تطور الفنون الإفريقية. تم اختيار عدد من فناني إفريقيا عن طريق لجنة محايدة ، طافت
بعدة دول إفريقية ورأت فيمن اختارت تعبيرا عن مستقبل الإبداع الإفريقي. ورغم اختيار
الفنان المصري (عادل السيوي) ممثلا لمصر إلا أنه ينتقد الفكرة ويقول "إن بعض أصحاب
الجلد الأسمر يفكرون بعقلية شقراء، ففي المحصلة العقل الفرنسي هو الذي اختار من
يعرضهم ".
تلك النظرة التي
ما زالت تثير إشكالية فهم الآخر. وفي قاعات منفصلة عرض (جيرا) من إثيوبيا (وفريد
بيلكها) من الصومال و (فريدريك بيوتري) من الكوت ديفوار و (رشيد كوريش) من الجزائر
و (سبيرين توتاي) من بنين و (السيوي) من مصر.
ورغم أهمية العرض
البالغة إلا أنه لم ينفصل تماما - كما يرى البعض - عن تلك الرؤية الغربية نحو الشرق
والجنوب، فما زال هناك من يعطون أنفسهم حق الاستيلاء على منتج الغير ومسخ خصائصه
تمهيدا لقبوله داخل نسيج تراثهم الذي بات يعامل باعتباره تراث الإنسانية الحالية
برمتها ويتم ذلك دون إحساس بالذنب أو رغبة في ندية التعامل إزاء خصوصيات الثقافات
الأخرى. تلك هي المشكلة كما شخصها شاعر فرنسا المعاصر ( ألن جيوفوار) قائلا : إننا
نبحث في الفن الإفريقي عن معايير السوق الخاص، وحسب حساسيتنا الثقافية.. إنها العين
الغربية الضيقة.. ورغم ضيق هذه العين الغربية حين تنظر إلى الشرق والجنوب، فإن
الفنانين الأفارقة استطاعوا المرور بالكثير، الجميل، والمختلف. ويبقى - رغم كل
اعتراض - أن نعترف بأن ما يقوم به معهد العالم العربي في باريس، هو جهد ثقافي راق
ليت كل ما يأتينا من الغرب يكون مثله.
آثار
فينوس العصر الحجري!
توصل فنان شاب من
مقاطعة كيبيك الكندية إلى أهم اكتشاف يتحقق في عالم فنون العمر الحجري خلال الأعوام
الخمسة والعشرين الأخيرة. فقد أخذ بعض التماثيل الصغيرة ، التي اشتراها من متجر
للعاديات في مونتريال إلى الأثري ميشيل بيسون في جامعة ماكجيل لكي يفحصها ويحدد
قيمتها التاريخية. وأصابت بيسون الدهشة عندما اكتشف أن هذه المجموعة تعتبر "فينوس"
العصر الحجري، وكانت قد فقدت في عام 1914 عندما اختفى مكتشفها الأصلي لويس جوليان
ولم يعثر له على أثر بعد ذلك. وتعتبر تماثيل فينوس هذه بشكل عام رمزا للخصوبة، لكن
دلالتها المحددة مازالت غير واضحة. والتماثيل السبعة التي عثر عليها في المتجر
مصنوعة من حجر السربنتين، والحجر الصابوني والعاج، ويصور بعضها أشكالا فريدة. فهناك
تمثال يصور ذكرا، ويصور تمثال آخر امرأة حبلى يلتصق ظهرها بظهر حيوان قد يكون ذئبا.
وكان جوليان قد اكتشف خمسة عشر تمثالا في كهف عرف باسم جروت دي جريمالدي في فرنسا،
تعرض سبعة منها في متحف الآثار الوطني في باريس. وستنضم المجموعة المكتشفة الجديدة
إلى بقية المجموعة المعروضة في هذا المتحف.
سينما
أسد أمريكا، وأسد اليابان
هل يتشابه هذان الوجهان؟ الوجه الأول لملك
الغابة سيمبا، بطل فيلم والت ديزني الجديد الملك الأسد، الذي يحقق نجاحا باهرا في
سائر أنحاء العالم. أما الوجه الآخر فهو بطل سلسلة القصص الكوميدية اليابانية التي
اشتهرت في الخمسينيات والستينيات وتحولت إلى مسلسل تلفزيوني، وعرف باسم "كيمبا"، أو
الأسد الأبيض. وتقول شركة ديزني إنها لم تنقل شخصية سيمبا عن الأسد الذي ابتكره
الفنان الراحل أوسامو تيزوكا، لكن ما يجمع بينهما هو التشابه فقط: فكلاهما يتيمان
تحولا إلى قائدين محنكين. وكان اثنان وأربعون من فناني الكاريكاتير اليابانيين قد
تقدموا بشكوى إلى شركة والت ديزني للاحتجاج على التشابه بين الأسدين. لكن هل كان
تيزوكا سيحتج على هذا التشابه؟ يقول مدير الشركة التي تمتلك حقوق أعماله إن الفنان
الياباني الراحل كان متأثرا بشدة بأفلام والت ديزني، "وبالتالي، إذا كانت أعماله قد
فرضت تأثيرها على فيلم الملك الأسد بنفس الطريقة، فإن هذا أمر يسعدنا " وواضح أن
مصدر السعادة اليابانية هنا، مرجعه إلى الشعور بالقدرة على المنافسة والفوز على
أمريكا، ليس في الصناعة والتجارة فقط... بل في الفن أيضا.
رياضة
بيليه جديد بثلاثة ملايين
دولار
"ما أروع أن
يكون المرء شابا وموهوبا ثم تنهال عليه الثروة"... ينطبق هذا القول أكثر ما ينطبق
على اللاعب البرازيلي لويس نازاريو دي ليما ، ابن السابعة عشرة، الذي تحول إلى واحد
من أغلى اللاعبين أجرا في ملاعب كرة القدم، بعد أن تعاقد معه نادي "بي. س. في.
آيندهوفين" الهولندي ليعلب له لمدة ثلاث سنوات في مقابل ثلاثة ملايين ونصف المليون
دولار. ويتوقع النقاد أن يصبح هذا اللاعب بيليه جديدا وأن يتفوق حتى على مواطنه
روماريو، الذي لمع نجمه في آيندهوفين قبل أن ينتقل للعب في نادي برشلونه الإسباني،
ويقود بلاده للفوز ببطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في الولايات المتحدة.
وسينتقل اللاعب مع أمه وشقيقه الأكبر نيليو "19 عاما، إلى هولندا ويقول نازاريو:
"بهذه الطريقة، سيصبح بإمكاني أن أمارس الشيء الذي أتقنه جيدا - أي لعب كرة القدم
".