إلى أن نلتقي

إلى أن نلتقي

عالم... بالمقلوب

نظريا: الولايات المتحدة الأمريكية هي من يقوم بحماية إمبراطورية اليابان متى وقعت الواقعة، وقامت أمة من أمم هذه الأرض بالهجوم على الشعب الياباني المسالم والمنزوع السلاح.

عمليا: الولايات المتحدة الأمريكية هي من سوف يقوم بالهجوم على الشعب الياباني المسالم والمنزوع السلاح.

كيف؟

هذا ما يقوله اليابانيون علنا وجهرا وعلى رءوس الأشهاد، ودون خوف أو خجل أو حياء. وفي التفاصيل، كما روتها وكالة "جيمي برس" اليابانية، أن معهدا للأبحاث أجرى استفتاء بين الطلاب المنتسبين إلى أهم جامعتين في اليابان وهما جامعة "جيفو" وجامعة "ماي" الاستفتاء شمل 1000 طالبة وطالب، وموضوع الاستفتاء هو: من هي الدول التي يمكن أن تشن حربا على اليابان بحيث يستدعى الأمر إعلان حالة الطوارئ العامة؟

وجاءت الإجابات كالتالي:

34 في المائة قالوا إن الولايات المتحدة هي من سوف يقوم بشن الحرب.

12 في المائة استبعدوا أمريكا وقالوا إن كوريا الشمالية هي المؤهلة لشن مثل هذه الحرب.

20 في المائة أكدوا أن روسيا وليس سواها هي من ينبغي الاستعداد لمواجهتها، لأن لديها ما يكفي من الدوافع لشن مثل هذه الحرب.

الغريب في هذا الاستفتاء أنه لم يتم في جمعية المحاربين القدماء الذين واجهوا القوات الأمريكية، في خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يعيشوا انتصارات بيرل هاربور ولا فظائع إلقاء القنبلة النووية الأولى في تاريخ البشرية على مدينة هيروشيما.. ليس المحاربون القدماء بل الطلاب هم من اعتبروا أن أمريكا هي العدو المحتمل وليس روسيا ولا كوريا الشمالية.

وكما نعرف فإن الطلاب هم "بارومتر" الشعب الحساس، يعبر بصدق عن مشاعر الأمة ومخاوفها، وإذا كان هؤلاء الطلاب يعتبرون - كما نقول في أمثالنا - أن "حاميها حراميها" فمن حقنا إذن أن نعيد طرح السؤال بالمقلوب:

"من هو الصديق المحتمل؟ "

وأخاف أن تكون الإجابة صفرا.. أي ليس هناك أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، ولكن مصالح دائمة. وعندئذ سوف تبقى المشكلة قائمة حتى لو نظرنا إلى العالم بالمقلوب. ومعذرة لوزير الطلاب الصديق الدكتور أحمد الربعي على استعارتنا لعنوان زاويته الصحافية السابقة على وزارته "بالمقلوب "، مع ثقتنا بأن أبناءنا وإخواننا الطالبات والطلاب في الكويت لا يقلون مهارة عن زملائهم اليابانيين في اكتشاف "المقلوب ".

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات