أحـمد العدواني: الشعر موقفا

أحـمد العدواني: الشعر موقفا

سيظل اسم أحمد العدواني مقرونا إلى وصف الشاعر, كما سيبقى موضع التقدير باعتباره أحد مؤسسي المشروع الثقافي العربي العام.

في هذا الحديث المختصر عن الرجل المؤسسة الشاعر أحمد العدواني, أدرك أمرين: أولهما: أن هذا الشاعر ينتمي إلى نوع من المبدعين, والعاملين, لا تدرك النظرة العجلى تفاصيله أو غايته, بل قد يحتاج إلى زمن للمراجعة والاختبار حتى يتكشف عمله عن غاياته الحقيقية. الثاني: القلق النحوي الذي ينتاب هذه الصيغة "الشعر موقفا" ومع هذا غامرت باستخدامها لأنها تعكس حاجتي إلى القول بأن للشعر عند أحمد العدواني "حالة" هي بذاتها الموقف, وليس الشعر سبيلا إلى إعلان موقف, فهذا المعنى الأخير متحقق عند الشعراء الملتزمين من الماركسيين وغيرهم, مثل الوجوديين, أما أن يكون الشعر جوهر الفكر والرؤية ودليل العمل وحلم المستقبل فيما تنضوي فيه تجربة حياة أحمد العدواني, فهذا هو الاستثناء, أو الخاص الذي نحاول الاقتراب منه في هذه الكلمات القليلة. إن التعبير المألوف, أو موضع الموافقة الاصطلاحية النقدية أن يقال "رؤية الشاعر" أو "الشعر رؤية" بمعنى أنه نوع من الكشف أو الحدس الذي يستولي على وجدان الشاعر فيعمل على تجسيد هذه اللحظة الكاشفة بما يملك من حس الإيقاع, وقوة التصوير, والتصرف في مفردات اللغة, في حالة أحمد العدواني, والشعر موقفا, فهنا يختلف "الموقف" عن "الرؤية", فالرؤية أقرب إلى طبيعة الحلم, ولهذا تقترب من الحدس, أما الموقف فإنه يقترب من الاعتقاد, ويصدر عن الوعي, ويعبر عن الفكر ويرتبط بالقدرة على الانجاز, وهذا ما يعنيه الشاعر أحمد العدواني, في شعره, كما في تخطيطه وإدارته الثقافية, منذ كان وكيلا لوزارة التربية, ثم وكيلا لوزارة الإعلام, وأخيرا: أمينا عاما للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي تأسس على يديه, وتشكلت شخصيته تحت إدارته, وأسس أهم إنجازاته الثقافية, تلك الإنجازات التي أصبحت منذ انتشارها المبكر جزءا مهما, لا يستغنى عنه, في المشروع الثقافي "القومي" العربي.

مشروع ثقافي

ليس مهما أن نتوقف عند ميلاد أحمد العدواني, ومراحل تعليمه, وأهم المناصب التي شغلها, ذلك لأن كثيرين غيره يشاركونه تاريخ ولادته, وتعليمه المبكر في كتاتيب الكويت, وحفظه القرآن, وتعلقه بالشعر حفظا ونظما وهو لا يزال صبيا, وذهابه إلى الأزهر, وحصوله على شهادة عالية منه, وكما أن هذه "المحطات" لا ينفرد بها عن عدد من أنداده, فإنها ليست ما يميزه, فهو لم يصبح "أحمد العدواني" لهذه الأسباب, وإنما لأنه الشاعر, وصاحب المشروع الثقافي الذي يستحق أن نهتم به في هذين الجانبين: شعره, ما دام قد ارتضى هذه الصفة, ونشر قصائده منذ زمن مبكر( نشرت أولى قصائده بعنوان "براءة" بالعدد الأول من مجلة البعثة الكويتية الصادرة من بيت الكويت بالقاهرة ـ ديسمبر 1946) وظلت هذه القصائد "تواجه" الحياة, وتتفاعل بها ومعها, إلى أن صدر ديوانه الأول "أجنحة العاصفة" 1980, ثم استمر يبدع وينشر أو يحتفظ بأوراقه إلى أن رحل عن دنيانا عام 1990. وقد قارب السبعين من العمر. وفي أعقاب رحيله أصدرت رابطة الأدباء بالكويت كتابا تذكاريا "1993" جمع عددا من الدراسات المهمة, وعددا من القصائد التي ملأت المساحة بين صدور الديوان الوحيد, وعام الرحيل, وفي عام 1996 صدر عن المجلس الوطني للثقافة ديوان "أوشال" جمعه وقدم له الدكتور الشاعر خليفة الوقيان, والدكتور سالم عباس خدادة, فتضمن ما أمكن الاهتداء إليه ولم يسبق نشره من شعر العدواني, لتسربه في صفحات الصحف, أو سكونه في أوراقه الخاصة. وهنا أقول إنه كان لي بعض الجهد في هذا المضمار, إذ جمعت ما كتب العدواني من نثر قصصي, ومن أناشيد وأغنيات باللهجة العامية الكويتية, وهو ليس بالكثير من الناحية الكمية, ولكنه يضفي وضوحا على النشاط الفني والفكري لتلك الشخصية الفريدة. وهكذا حين اتجهت جهود مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري, أن تتخذ من اسم الشاعر أحمد العدواني رمزا وعلامة لإحدى دوراتها, وهي تلك التي انعقدت في أبوظبي ـ بدولة الإمارات العربية المتحدة (أكتوبر 1996) فإنها وجدت طريق جمع تراثه الشعري والنثري موطأ, فكان لهذه المؤسسة فضل اصدار أعماله الشعرية والنثرية كاملة موثقة, كما كان لها فضل الاحتفاء به وتوجيه الباحثين والنقاد إلى شعرية العدواني.

تواضع وخجل

إن عبارة "توجيه الاهتمام إلى".. لم أرسلها بغير تدقيق, وهي تعني الكثير فيما يتجاوز شعر العدواني إلى نفسيته, وإلى منهج إدارته, وإلى مركز الاهتمام في مشروعه الثقافي. وقد عرفنا أنه كان يشغل مكانا مرموقا في عدة أجهزة ثقافية (التربية, ثم الإعلام, ثم المجلس الوطني للثقافة) ومع هذا ظل ينشر شعره في الدوريات دون أن يشغل نفسه بجمعه في ديوان, إلى أن قارب الستين من العمر, وقد تم هذا بجهد عالمين فاضلين من مريديه وتلاميذه: الشاعر خالد سعود الزيد, الشغوف بأدب الكويت وأدبائها وصاحب الموسوعة الشاملة "أدباء الكويت في قرنين" والأستاذ الدكتور سليمان الشطي, الأكاديمي والناقد والقاص المعروف. نستطيع أن نقرأ مقدمة الديوان الأول "أجنحة العاصفة" والديوان الثاني "أوشال" لندرك من خلال ما سطرته أقلام جامعي شعر العدواني مدى التواضع والخجل والشعور بالحرج في نفس الشاعر, وهي الانفعالات التي صرفته عن أن يرعى شعره جمعا ونشرا وترويجا وإنشادا في الندوات مثلما يفعل سائر الشعراء, فلعل الشاعر أحمد العدواني استثناء نادر بين شعراء زمانه, إذ لم يقف منشدا في مؤتمر أو ندوة أو برنامج إعلامي ـ ولعلنا نكتشف بعد هذا الفاصل الزمني بين رحيل الشاعر وتأملنا الآن لتوجهاته أنه وقد ارتضى مهمة أن يكون أمين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (تأسس المجلس الوطني بمرسوم أميري ألحقه بمجلس الوزراء في 17 يوليو 1973) وقد تسلم العدواني أمانته منذ تأسيسه وحتى مايو 1987م وطوال أربعة عشر عاما توطدت شخصية المجلس الثقافية, واستقر اتجاهه القومي, وإننا الآن أكثر اقتناعا بأن شاعرنا الكبير كان عظيما في إنكار ذاته, واستبعاد نشاطه الشعري ـ وليس الشعر في ذاته ـ من رعايته الخاصة, وكان هذا في صالح منهجه الإداري ورسالته الثقافية التي لم تكن على جفاء مع الشعر, ولكنها كانت على جفاء مع شعره هو ليبقى للمشروع الثقافي الكويتي نقاؤه وموضوعيته وتجرده عن خدمة الأشخاص والترويج لكبار صانعيه.

الوعي والإرادة

لقد أشارت بعض الدراسات النقدية التي أجريت حول شعر العدواني إلى النزعة العقلية, والشغف الفكري في هذا الشعر, وهذا الجانب واضح بالفعل, وقد نعلله ـ أو يعلله النقد ـ بعدة أسباب منها اتساع ثقافة العدواني الشخصية, وربما تبحرها في الجوانب الميثولوجية والأنثروبولوجية وما تمهد به من اهتمام بالتطور الحضاري والاجتماعي. كان العدواني شغوفا بهذا, ونستطيع أن نجد دليلا عليه في الاتجاه العام للدورية المهمة جدا, والمعروفة عند الأكاديميين العرب خاصة, وهي "عالم الفكر" وكذلك كان العدواني يملك شعورا قوميا أصيلا, ولهذا لم يكن التوجه الثقافي للمجلس كويتيا إلا في تمويله ورعايته الأدبية وتيسير حركته. أما تطلعاته الفكرية والعلمية والحضارية بوجه عام فكانت قومية إنسانية تسعى إلى أن تغرس الوعي والتنوير والمعرفة والتفاعل مع روح التقدم مستقبلا في كل المواقع أو المواطن التي تتكلم العربية, أو يجتذبها الحنين إلى المجد العربي.

وخلاصة هذا أن شعر العدواني لم يكن تهويما وخيالات, أو ضراعات وأمنيات تهرب إلى الأمام في المجهول, أو تستمد كينونتها من الماضي الزاهر, فالهرب إلى المجهول خداع للبصيرة, والتغني بالماضي خداع للبصر, وإنما الصواب يتحقق بقراءة الحاضر, ونقده, في ضوء معرفة واعية كلية, لا تخدع أحدا, ولا تنخدع بقول أحد, وإنما تستمسك بالوعي والإرادة, معا:


"غرست غصن وردة في وهج النار
حتى إذا ما اشتد عوده
وألف الخطر
طار إلى النجوم واستقر
وصار حقل أنوار
يا غصن وردتي
قل لي.. ما الخبر?!
يا هل ترى.. عرفت بعض أسراري?!".

(قصيدة: بقايا رؤى).

إن هذا المقطع الافتتاحي يدل على جهد الشاعر في تحقيق توازن بين الفكر والشعر, ويدل أيضا على قدرته التخييلية, إذا لم تكن علاقة الفكر بالشعر تهمة يسعى شاعر إلى تبرئة نفسه منها, فإننا لن نعتبرها مقياس الشعرية, وذلك لكي يظل الشعر شعرا, وهذا ما يتضح في عدد غير قليل من قصائد العدواني وهنا نذكر مطولته الرائعة "شطحات في الطريق", فإن هذا العنوان "الصوفي" لم يكن إغراء بالشطح كما نجده عند الجنيد أو الشبلي أو غيرهما ممن قاربوا القول بالحلول, بل الأمر على العكس, لقد كانت شطحة العدواني في اتجاه المعاناة الإنسانية وجهد الشاعر أن يكتشف لنفسه يقينا يطمئن إليه ولا تفسده نوائب الزمن وألاعيب البشر:

يا ريح!! حتام الغبار يلفني من لي بريح غير ذات غبار
أو كلما قاربت صفو شريعة طمت علي سحائب الأكدار
لا, لن أحيد عن البذار وإن رعت زرعي الجراد بجيشها الجرار

وهذا البيت الأخير في هذا المقطع يقطع الطريق على مزاعم عبثية الوجود, أو لا جدوى عمل الإنسان لتحقيق غاياته وبوحي من إرادته.

إن هذه القدرة الواضحة في شعر العدواني التي تصهر أفكاره في سياق شعري واضحة تماما, بل أقول إنها الأكثر ثباتا في جميع مراحل شعره, نجدها في قصائده المبكرة جدا, من مثل: البحيرة الخالدة "1948" في المقبرة: بين الصدى والطيف "1949" وقد استوحاها العدواني من قصيدة للشاعر الإنجليزي الرومانسي توماس هاردي, ويمضي شعر العدواني خطين مجدولين من فكر وفن في توحد واندماج يمكن معه أن نقول إنها نوع من التفكير بالفن, وقد تطغى فيه جريمة الفكر قليلا كما في قصيدة "برقيات من الميدان" (ديوان: أوشال) وقد تصفو الرؤية فتصبح فنا خالصا كما في قصيدة "إليها" (ديوان: أجنحة العاصفة).

وهذا التفاوت المحدود لا يطغى على النهج الثابت, وهو ينهض على نوع من تحقيق التوازن بين ما هو فكري وما هو فني من عناصر الشعر, والمهم أن تستقطب القصيدة وعي المتلقي فلا ينفصل إحساسه بالفكرة في القصيدة عن إحساسه بمتعة القراءة ولذة التذوق, وشعوره بأنه يتلقى عملا شعريا له خصوصيته.

إن أحمد العدواني الشاعر, الذي سطر شعره نحو خمسين عاما "1946 ـ 1990" واكب أهم تطورات القصيدة العربية, وفن الشعر عامة في علاقته بالمجتمع, وبالسياسة, وبفن صناعة القصيدة. وفي استيعاب تجربته المتنامية في دواوينه, وقد وصلت قصائده الفصيحة وحدها 158 قصيدة "في ديوانه الأول أجنحة العاصفة 68 قصيدة ـ أضاف الكتاب التذكاري 8 قصائد ـ جمع ديوانه الذي صدر بعد وفاته: أوشال 67 قصيدة, أضيفت إليها ست قصائد في طبعة البابطين" وهذا قدر ليس بالقليل, نكتشف نضج التعامل مع تطورات العصر وصراعاته, فلم يجرفه الشعر الاجتماعي, أو شعر المناسبات, وإنما صدر شعره بقوة نفسه وحرية انفعاله, ولم يتعامل مع الشكل الموسيقي للقصيدة على أنه "تابو" لا يجوز الاقتراب منه, فقد كتب على أنماط العروض الخليلي, بل استباح لنفسه ما استباحه كبار شعراء بدايته مثل أبوشادي, وعلي محمود طه وغيرهما من المزج بين البحور في القصيدة الواحدة, كما استخدم شعر التفعيلة, ولم يكن يخرج من مرحلة إلى مرحلة, بل من تجربة إلى تجربة, فقصيدته المشار إليها سابقا "شطحات في الطريق" من الموزون المقفى, وهي مسبوقة, ومتبوعة بقصائد أخذت بنظام التفعيلة, ولكننا لا نستطيع أن نتصور أن قصيدة مثل الشطحات كان يمكن أن تكون بهذا الرونق إذا ما انفكت روابط التوحد الإيقاعي بين الأبيات, وانطلقت متحررة من قيود الخليل, إلى اصطياد ايقاع متغير, يفسد روحها التراثي, وانتماءها الفني إلى الأعمال الكبيرة المؤثرة في تحديد صورة الشعر العربي, المميزة له عن أي شعر آخر, مهما كان نصيبه من العمق أو الجمال.

استثناء حقيقي

لا أريد أن أكتب عن أحمد العدواني في آثاره النثرية "القصصية" وأغانيه الشعبية, مع أنها إشارة جديرة بالاهتمام, فقد كتبت هذا سابقا في مطبوعة خاصة, وهذا المقال الموجز لا يكاد يتسع لما يجب وضعه تحت الضوء من إبداعات العدواني. ومن المهم في هذه الفقرة الختامية أن أشير إلى إدارته للمجلس الوطني للثقافة, وبخاصة أننا تعودنا أو يكاد يستقر عندنا يقين بأن الشعراء آخر من يصلح للإدارة, وآخر من يحرص على الموضوعية, وأنهم عادة ـ يتركون قرارات أعمالهم التي توكل إليهم, إلى متنفذين ممن يحسنون فن الإحاطة بهم واستغلال ميولهم الفنية أو غير الفنية. إن أحمد العدواني لم يكن من هؤلاء. كان استثناء حقيقيا, وفي زمنه صدرت عالم الفكر, وعالم المعرفة, والثقافة العالمية, ومن المسرح العالمي ( التي تحولت أخيرا إلى إبداعات عالمية ) وفي زمنه تم التخطيط والمناقشة, واتخاذ القرارات في الخطة الثقافية العربية الشاملة, التي وجدت في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ملاذا آمنا, واسهاما إيجابيا, وتنفيذا رفيعا لكل محتوى المشروع القومي الكبير. والمهم أن هذه السلاسل المشار إليها قد أصبحت أساسا ـ وليس رافدا مطلوبا بإلحاح ـ في ثقافة وفكر القاريء العربي العام, كما هي بالنسبة لأهل التخصص, وهذا صادر عن كونها تتدرج في مخاطبة القاريء, فهي ليست سواء في المستوى المنهجي, وإن تكن سواء في المقولة النهائية, أو الرسالة التي تحملها, فليس بينها تناقض أو تضارب, إنها تحمل رسالة التنوير, والاستعداد للتفاعل مع المستقبل, وتفتح نافذة رحيبة على الثقافة العالمية, وتنشر الوعي بالفكر الحر, وتؤصل انتماء العربي إلى أمته وتاريخه وتجربته الحضارية الخاصة.

علامة بارزة

لقد كان أحمد العدواني وراء نجاح أهم مشروع ثقافي احتضنته الكويت, وحرسته بكثير من العناية والوفاء, ووجهته إلى أمتها العربية, وجعلته خالصا لوجه الوطن العربي ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وحتى في هذه المطبوعة (مجلة العربي) التي تجاوزت سن النضج والاكتمال (سن الأربعين) إلى زمن الحكمة والبصيرة, سنجد الملامح الأساسية للمشروع الثقافي الكويتي متحققة, في المقالات, والدراسات والاستطلاعات.

وإذا كان هذا خارجا عن محور الشاعر أحمد العدواني, فإنه يتلاقى مع نهجه القويم في التخطيط الثقافي. ولقد غرس العدواني بذورا بشرت بالكثير من الخير, ولكن أحداثا استجدت وتستجد عطلت استمرار العمل, فقد شهدت الحركة المسرحية الكويتية ـ برعاية العدواني ـ مشروع تفرغ الفنانين, وكذلك تكوين أول فرقة مسرحية قومية, وهي التي قامت بتمثيل مسرحية الفريد فرج الرائعة "علي جناح التبريزي وتابعه قفة", وهي علامة بارزة ومضيئة في تجربة الإخراج للفنان صقر الرشود , وهي كذلك أيضا بالنسبة لمسيرة الحركة المسرحية في الكويت, وكذلك عرف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أسلوب إقامة الأسابيع الثقافية, ترعاها الكويت فتبعث بمبدعيها إلى العواصم العربية المختلفة. لقد استجدت أحداث عوقت هذا الاتجاه, واعتقد أن أمتنا العربية أحوج ما تكون إلى العودة إليه, لعلها بهذا التواصل الثقافي, من خلال لقاءات المبدعين وإقامة المعارض الفنية, والعروض المسرحية, ومعارض الكتب, تتمكن من ترميم الجسور التي هددتها منا بذات السياسة وصراعات المحاور.

من الواضح أن أحمد العدواني ـ الشاعر الكبير ـ لم يخترع هذه الأنشطة, ولكنه حولها ـ بالنسبة للكويت ـ من أمنية إلى واقع, ومن عمل روتيني تقليدي إلى إبداع هادف يحمل رسالة قومية إنسانية.

 

نسيمة الغيث

 
 




أحمد العدواني





أحمد العدواني