الخروج من التيه

الخروج من التيه

(1)
منْ لها?! من لها..
هذه الكائنات التي
لا تزال بصدري تمورُ
تكابد أشواقها
كلما خِلْتها هدأتْ
أو توهمت أني أغافلها
أظهرتْ نابها
***
تاهت الروحُ
وهي التي ـ قبل ذلك ـ كانت
تدل خطانا
وتهدي قوافِلَنَا
وكأنْ هي يوحى لها
تاهت الروح مني
فصرْتُ إلى التيه من بعدها
(إنهُ التيهُ:
ليس يليق بك الآنَ
أن تسألِ الناس
من أين تبدأ
من منهمُ سيجيبُ
ومن ذا سيهتم بالبدءِ
وهوَ يرى
أن كلَّ النهاياتِ
صارت تراوغ قُصّادها

(2)
كنت أوقنُ مِن مبدأ الأمرِ
أن ليس هذا الزمانُ زماني
وهأنذا لم أعُدْ موقناً
أن هذا المكان مكاني
فمنْ ذا يبادلني بخطاهُ
خطاي التي لا تغادر أعتابها

(3)
انتسب للرياحِ
وخل القبائلَ
فوق الرمال تسجل أنسابها
انتسبْ للرياحِ
وخل البلادَ لعادتها:
كلما مسها الضّرّ راحت
تمجدُ أطلالها

(4)
وحدها الروحُ
من سوف ينهضُ
من بين أنقاض عشقك
طلقاء تنفض أغلالها
وحدها الروحُ
مَنْ سيقود الخطى
فإذا ما رأيتَ تباشيرها
في البعيد تلوحُ
استكنْ للقياد
وسلِّم لها

 

فتحي فرغلي