جسور للتواصل بين الأشقاء: نواكشوط تحتضن الأسبوع الإعلامي الكويتي صادق يلي تصوير: فهد الكوح

جسور للتواصل بين الأشقاء: نواكشوط تحتضن الأسبوع الإعلامي الكويتي

في مدينة "نواكشوط" عاصمة موريتانيا تجلى وجه الكويت الثقافي والإعلامي. فعلى مدى أسبوع كامل حافل باللقاءات والمحاضرات ومعارض الصور والرسوم حدث التواصل بين طرفي الوطن العربي، وأعاد الأشقاء في المشرق والمغرب اكتشاف كل منهما الآخر. إن الأسابيع الإعلامية مهمة جديدة تحملها على عاتقها وزارة الإعلام الكويتية كي تقيم من خلالها جسورا من اللقاءات والحوارات بشأن مختلف القضايا الكويتية والعربية في مناخ تسوده المصارحة.

رافقت "العربي" فعاليات الأسبوع الإعلامي الذي عقد في مدينة نواكشوط عاصمة جمهورية موريتانيا الإسلامية، والذي أقامته وزارة الإعلام ممثلة في إدارة الإعلام الخارجي بالتنسيق مع سفارة دولة الكويت في موريتانيا، فقد قام وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي الموريتاني السيد الأمام ولد نكدى بافتتاح فعاليات الأسبوع بحضور القائم بأعمال سفارة الكويت في موريتانيا وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وأعضاء هيئة التدريس في جامعة نواكشوط ومجموعة كبيرة من الجامعيين والمثقفين الموريتانيين، وقد قام الوزير بجولة في أقسام "المعرض الذي تضمن مجموعة كبيرة وقيمة من الكتب الإعلامية والثقافية الكويتية التي تتناول جوانب مشرقة من نهضة الكويت على جميع الأصعدة، بالإضافة إلى مجموعة منتقاة من اللوحات التشكيلية لفنانين كويتيين عبرت عن البيئة الكويتية في الماضي ومعاناة الإنسان الكويتي في البحر وأهواله في سبيل كسب لقمة العيش، وقد احتوى المعرض كذلك على مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي ازدانت بها أركان الصالة والتي عبرت عن النهـضة العمرانية والإنجازات الحديثة التي تفخر بها الكويت.

وقد ضم المعرض قسما خاصا بأسرى الكويت ومرتهنيها لدى النظام العراقي والذي تمثل في مجموعة من لوحات أطفال الكويت عن الأسرى وعذابهم، وملصقات تشرح معاناة ذوي الأسرى والمرتهنين ونداءات إلى أحرار العالم كي يمدوا يد العون لفك قيد أسرانا ومرتهنينا، وقد توقف السيد الوزير الإمام ولد نكدى لفترة من الوقت في هذا القسم، حيث استمع من عضوات اللجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين الدكتورة دلال فيصل الزبن والدكتورة لطيفة عيسى الرجيب والدكتورة رولا دشتي إلى شرح موجز عن نشاط وجهود لجنة الأسرى والمفقودين الكويتية لفك قيد هؤلاء الأسرى لدى النظام العراقي، وقد تفهم السيد الوزير ابعاد هذه المشكلة الإنسانية، وأبدى استعداده للمساهمة بأي عمل سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي لوضع نهاية سريعة وموفقة لحل هذه المشكلة. وقد قمنا بجولة بين الحضور فسألنا الأستاذ أحمد الواني رئيس منتدى الفكر والحوار عن انطباعه عن هذا الأسبوع الإعلامي الكويتي وعن قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين في سجون طاغية العراق فقال: إن هذا الأسبوع يعد بحق مبادرة طيبة لتعريف الشعب الموريتاني بهموم وشجون أسرى الكويت في سجون العراق، أن الشعب الموريتاني لا يدري أن هناك أسرى كويتيين لا يزالون يعانون مرارة الأسر، وسوف نعمل ما بوسعنا من أجل إطلاق سراح هؤلاء الإخوة، ثم أننا في اشتياق كبير لمثل هذه الأسابيع الإعلامية الثقافية لنجدد ما انقطع، ونعيد الوصل الذي كان قائما بين بلدينا، وليذهب هذا الانقطاع إلى الجحيم. أما الأستاذ المرابط إسلام وهو عضو مجلس أمناء منتدى الفكر والحوار وسفير سابق في الكويت فقال: أن هذا الأسبوع الإعلامي مبادرة طيبة للتواصل بين الشعبين الموريتاني والكويتي، أننا نشارك ذوي الأسرى والمرتهنين معاناتهم وسوف نعمل جاهدين على جميع المستويات لفك قيد هؤلاء الأبناء الأعزاء من أسري الكويت، حتى يعودوا إلى أهلهم وذويهم في أسرع وقت ممكن، وأن تزول هذه الغمة عن دنيا العروبة، ونحن نشكر للكويت الحبيبة ممثل هذه المبادرات الإعلامية، ونرجو أن تتكرر لما لها من فوائد جمة تعود على شعبينا الشقيقين بالكثير من الخير.

ندوة عن الأسرى

وعقب انتهاء مراسم حفل الافتتاح دعي الحضور إلى ندوة عن مأساة الأسرى والمفقودين الكويتيين لدى النظام العراقي، وقد تحدثت في هذه الندوة كل من الدكتورة لطيفة عيسى الرجيب وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل السابقة والدكتورة دلال الزبن المدرسة في جامعة الكويت، كما تحدث أيضا أعضاء عاملون في اللجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين، فذكرت الدكتورة لطيفة الرجيب أن هناك نحو 625 أسيرا كويتيا يحتجزهم النظام العراقي بالإضافة إلى 80 أسيرا من جنسيات عربية وغير عربية ويقبعون في سجون العراق، وأضافت أن هناك محاولات عديدة سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي لفك أسرهم، فعلى المستوى الرسمي قام سمو أمير الكويت بعدة جولات في العديد من دول العالم الحر لشرح قضية الأسرى، كما قام سمو ولي العهد بجولات مماثلة لنفس الغرض، وكذلك رئيس مجلس الأمة قام بجولات للعديد من الدول والبرلمانات الدولية للغرض ذاته، كما قام الشيخ سالم الصباح رئيس اللجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين بزيارات وجولات عديدة لعرض هذه المشكلة الإنسانية ولإيضاح الحقيقة للجميع بأن هؤلاء الأسرى هم من المدنيين الذين أخذوا عنوة من بيوتهم أو من الشوارع والمساجد، وذكرت الدكتورة الرجيب أن النظام العراقي يزعم دائما أن هؤلاء الأسرى هم من المفقودين وهو زعم باطل هدفه أن يجنب ذلك النظام التبعات القانونية التي تترتب عليه أن أقر بوجود أسرى لديه.

ثم تحدثت الدكتورة دلال الزبن المدرسة في جامعة الكويت فذكرت أن الكويت قامت بعد تحريرها من الغزو العراقي الغاشم بإنشاء مركز للبحوث والدراسات الكويتية والذي يترأسه الدكتور عبدالله الغنيم، وأن مهمة هذا المركز توضيح الحقائق التاريخية التي تتعلق بالحدود الكويتية وتاريخها، والاتفاقيات المبرمة بين دولة الكويت والعراق. ثم عرضت للممارسات العراقية اللإنسانية التي كانت سائدة طوال فترة الاحتلال العراقي للكويت من واقع الوثائق التي تركها الجيش العراقي عند هروبه وخروجه مهزوما من الكويت يوم 26 / 2 / 1991، فذكرت أن العراقيين تركوا كل الملفات والوثائق التي كانت بحوزتهم والتي بها الأوامر والنواهي والتقارير والمراسلات مع حكومة الطاغية طوال فترة الاحتلال وأوضحت أن من بين هذه الوثائق وثيقة بها أسماء خمسين فردا كويتيا مطلوب القبض عليهم وترحيلهم العراق، بالإضافة إلى وثائق تتحدث عن أسلحة كيماوية سوف تستخدم في حالات معينة أو غازات سامة موجودة في مواقع معينة جاهزة للاستخدام، وأكدت أن هذه كلها حقائق أخذت من واقع الملفات والوثائق التي تركها الجيش العراقي أثناء هروبه وهزيمته من الكويت، وأن هذه الملفات والوثائق سلمت إلى الصليب الأحمر، والجامعة العربية والى مجلس الأمن. وذكرت أن من بين هؤلاء الأسرى سيدات مع أسرهن وأطفالهن، وأن بينهن من أفرج عن أطفالهن واعتقلوا الأم أو العكس، وأن عوائل هؤلاء الأسرى الكثير منهم يعانون بعض الأمراض النفسية التي قد لا يبرأون منها. وأكدت أن الكويت وضعت العديد من التسهيلات لأسر هؤلاء الأسرى إضافة إلى الكثير عن الجهود والخدمات الأخرى المقدمة لهم فعلى المستوى الاجتماعي نجد أن عائلة الأسير لها الأولوية بالنسبة للسكن، كما أن هناك خدمات اجتماعية وبحوثا اجتماعية وجهودا مستمرة سواء على المستوى الحكومي أو المستوى الشعبي. كلها تقف مع الأسير وتحاول بالدرجة الأولى فك أسره، ومساندة أسرته وتزودها بكل ما تحتاج الية سواء من الناحية المالية أو النواحي المعنوية. وختمت حديثها قائلة: أن لدينا قضية، ولدينا أسرى، وأن هناك أسرا تعاني من فقدان عائلها، وبعض الأمهات أصبن باختلال عقلي، وأن الجهود مستمرة سواء كانت على المستوى الحكومي أو على المستوى الشعبي ونأمل أن يجمعنا الله وإياهم في أقرب وقت انه سميع مجيب.

وقد قام وفد اللجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين المؤلف من: الدكتورة لطيفة عيسى الرجيب والدكتورة دلال الزبن والدكتورة رولا دشتي بالعديد من اللقاءات والمقابلات مع بعض المسئولين الموريتانيين، فالتقى الوفد كلآ من وزير الخارجية الموريتاني الأستاذ محمد سالم ولد لكحل، والسيدة مريم بنت أحمد عيشة وزيرة المرأة، ونائب مدير جامعة نواكشوط الدكتور محمد خباز وعميد كلية العلوم الاقتصادية والقانونية بالإضافة إلى رئيس البرلمان الموريتاني، وكذلك الأمين العام للحزب الجمهوري الموريتاني السيد بالله ولد مقيه، وقد قام الوفد بشرح مفصل لمشكلة الأسرى والمرتهنين الكويتيين لدى النظام العراقي وأبعاد هذه المشكلة الإنسانية، والجهود التي بذلتها الكويت لإطلاق سراحهم، وقد تفهم الجميع هذه المشكلة ووعدوا ببذل كل ما بوسعهم لوضع حد لهذه المشكلة، وإرغام النظام العراقي للامتثال للقرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بحرب تحرير الكويت. وقد أكد رئيس البرلمان الموريتاني لوفد اللجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين انه سوف يبذل جهده لنشر قضية الأسرى وكل ما ارتكبه النظام العراقي من جرائم.

وتعد هذه اللقاءات والمقابلات حصيلة ممتازة ودفعة قوية لتفهم قضية الأسرى والمرتهنين لدى الشعب الموريتاني، بل يجب تعزيزها لأن الإعلام العراقي له نشاط متصل وملحوظ في هذه المنطقة من وطننا العربي فيجب احتواؤه ومواجهـته والرد على مزاعمه وأن الكويت لا تبالغ فيما تصوره أو ترويه من فضائع عن الغزو العراقي، فلا بد من مضاعفة الجهد وإقناع الشعب الموريتاني وسائر الشعوب الأخرى الشقيقة والصديقة بأن القضية التي نحملها على عاتقنا هي قضية إنسانية وأنها شغلنا الشاغل وتحتل أهم أولوياتنا، وأن الجهود المتواصلة سوف تؤتي أكلها بإذن الله.

الكويت.. التاريخ.. البحر

وفي اليوم الثاني لفعاليات الأسبوع الإعلامي الكويتي كان موعدنا مع الدكتورة رولا فيصل الزبن المدرسة في جامعة الكويت ومحاضرة عن المرأة الكويتية والتنمية فأعطت في البداية لمحة تاريخية عن الكويت وذكرت أن تاريخ الكويت ارتبط بالبحر وأن أكثر من استوطنوها عاشوا على موارد البحر والتجارة البحرية حيث كان مصدر رزقهم، فجابوا بسفنهم المحيط الهندي وبلاد شرق إفريقيا، وكان ربابنة البحر الكويتيون مضرب المثل في حسن قيادتهم للسفن. وأكدت أن المجتمع الكويتي قبل النفط كان مجتمعا بدويا بحريا، فكان للبحر والصحراء أثر كبير في تشكيل طبيعته على الصورة التي كان عليها قبل التطور الذي أحدثه اكتشاف النفط، فصنعوا السفن وركبوها وانطلقوا يغوصون بحثا عن اللؤلؤ وينقلون البضائع من مكان إلى مكان ويستوردون ويصيدون الأسماك حتى تفجر النفط فجنحوا إلى حياة الاستقرار في مدينة الكويت، وأخذوا يمارسون الحياة المدنية بكل متطلباتها. هذه هي الصورة الأولى للكويت قبل اكتشاف البترول. وأوضحت أن الكويت لم تكن خاضعة لسلاطين آل عثمان في أي حقبة من تاريخها ومنذ نشأتها في منتصف القرن الثامن عشر، إلا أنها كانت ترتبط بمعاهدة حماية مع بريطانيا تحفظ لها حدودها، وقد ألغيت هذه المعاهدة عام 1961 وحصلت الكويت على استقلالها وتمتعت بجميع حقوقها الداخلية والخارجية فأصبحت عضوا في جامعة الدول العربية وعضوا في الأمم المتحدة، وشهدت الكويت نهضة عمرانية وثقافية واجتماعية شملت جميع ارجاء البلاد. وذكرت أن أول بعثة تعليمية للبنين خرجت من الكويت كانت في سنة 1936، أما أول بعثة تعليمية للبنات فكانت سنة 1956 وازدادت البعثات للخارج من الجنسين، وتم إنشاء جامعة الكويت عام 1966، ومازالت البعثات مستمرة لبعض التخصصات النادرة، وأكدت المحاضرة أن تدفق النفط أدى إلى تغيير بعض التنظيمات المهنية القديمة، فبدأ الاقتصاد الكويتي يأخذ بالوسائل الإدارية والتنظيمية الحديثة فتأسست الشركات الحديثة والبنوك وتطور الاستثمار.

أمابالنسبة للمرأة والتنمية فقد ذكرت الدكتورة دلال الزبن أن دورها كان بارزا ونشطا، فقد ساهمت في أعباء الحياة، فكان النساء يقمن قبل تدفق البترول بممارسة بعض الحرف البسيطة مثل أعمال التطريز والخياطة والحرف اليدوية وغزل الصوف، كما شاركت المرأة الكويتية الرجل في بعض الحروب مثل حرب الجهراء، فحملت الماء والزاد والسلاح مع الرجال. ومع حلول العقدين الخامس والسادس من هذا القرن ازدادت الحاجة إلى العمالة، وازداد معها تدفق المهاجرين بحثا عن الرزق، فتغيرت الأحوال التقليدية السائدة في مجالات العمل. وأوضحت أنه ومع انتشار التعليم دخلت المرأة مجالات العمل التي كانت مقصورة على الرجال، كالوظائف العامة وأعمال البنوك والشركات المساهمة. وقد نظر المجتمع إلى عمل المرأة بكل تقدير واحترام، فلم يفرق قانون الوظائف العامة في الكويت بين الذكر والأنثى من حيث الدرجة والراتب والعلاوة الاجتماعية والتدرج الوظيفي. وأضافت الدكتورة دلال قائلة: لقد كان للمرأة الكويتية نصيب من المشاركة الفعالة في بناء الدولة، والمساهمة في دفع عجلة التطور، فقد شاركت الفتاة الفتى في نهل العلم من منابعه وشهد المجتمع الكويتي تطورا في طرق الحياة، وساهمت المرأة في كل المجالات بعد التغيير الاجتماعي الذي خضع له المجتمع بكل فئاته ففي البداية اقتصر عمل المرأة على الوظائف الحكومية واهمها التدريس بكل مراحله، ثم اتسع المجال ليشمل وظائف متعددة مثل الطب والهندسة وأعمال البنوك والشركات ومختلف الأنشطة الاقتصادية، ومن هنا نجد أن مساهمات المرأة وخروجها إلى ميدان العمل جاء بشكل تدريجي إلى جانب دورها الأساسي في رعاية الأسرة.

المرأة والغزو العراقي

وفي جانب آخر من محاضرتها تطرقت الدكتورة دلال الزبن إلى جانب مهم من عمل المرأة أثناء كارثة الغزو العراقي للكويت في أغسطس عام 1990، فقد برزت من خلال تلك الكارثة مواقف تبشر بالخير، فتحركت النساء الكويتيات كل في مجال إمكاناتها وقدراتها، فالطبيبة استمرت في مزاولة عملها الإنساني، والممرضة مارست دورها على أكمل وجه، أما الموظفات في الإدارات الحكومية والشركات والبنوك فقد التزمن التمرد والعصيان المدني، فبرز لنا من أعمال المرأة ما يستحق التسجيل والإعجاب، فقد أذهلت العالم بصمودها، وكانت أول عملية لها بعد اليوم الثاني للغزو مظاهرة من النساء الكويتيات يطالبن بعودة الشرعية للكويت... ويرفعن شعار: لا للغزو والاحتلال. وأوضحت أن المرأة الكويتية عملت مع المقاومة الكويتية، وكان منهن الشهيدات كما عملت في جميع المجالات، فقد وقفت المرأة الكويتية في طوابير الجمعيات التعاونية، وتعرضت للإرهاب في سبيل حصولها على التموين لأسرتها وذلك خوفا منها على الرجل الأب والأخ والزوج، ولتبعد الرجل عن مجال الاحتكاك بالجنود. كما ساهمت الفتيات في نقل المنشورات والرسائل التي تصل إلى الأهل، وأكدت الدكتورة دلال أن المرأة الكويتية تطوعت للعمل في المستشفيات، ولما نهبت أجهزة المستشفيات ساعدت أخاها الرجل في توفير المخابئ والمستشفيات الميدانية، كما قدمت العون لجيرانها، وأرشدتهم إلى سبل الدفاع المدني، وبعض الإرشادات الإسعافية، وكيفية التصرف أثناء القصف والمحاصرة وتعويد الأطفال على مواجهة مثل هذه الأمور. كما ساعدت بعطفها وحنانها الضعفاء والعجزة والأيتام وضعاف العقول بتوفير الحماية لهم بعد هجرة الأيدي العاملة عن الكويت، كما قدمت العون والمساعدة للأجانب الذين هددهم الغازي بالاعتقال والقتل، كما قامت بجمع ونقل المؤن والمواد الغذائية والأدوية وقامت بتوزيعها على من يحتاج إليها، معرضة نفسها لكل المخاطر من المعتدي في شوارع المدينة.

مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية

وفي ثالث يوم من فعاليات الأسبوع الإعلامي الكويتي في مدينة نواكشوط كان البرنامج مخصصا للأستاذ وليد شملان البحر من أسرة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ليلقي على الجمهور محاضرة بعنوان:" الصندوق الكويتي للتنمية وموريتانيا"، وقد استهلها البحر بإعطاء نبذة تاريخية عن الصندوق وأنشطته المختلفة في عالم التنمية فذكر أن الصندوق الكويتي بدأ نشاطه الإقراضي مع بداية استقلال الكويت في سنة 1961 حتى عام 1974 حيث كانت قروض الصندوق تقتصر على الدول العربية فقط، ثم تقرر توسيع نشاط الصندوق، فشمل سائر البلدان النامية، ونتيجة لذلك زاد رأسماله من 200 مليون إلى 1000 مليون دينار، وفي مارس 1981 تضاعف رأس مال الصندوق فبلغ 2000 مليون دينار كويتي أي حوالي 6.8 بليون دولار أمريكي، وتوسعت صلاحيات الصندوق فأصبحت تشمل حق المساهمة في رأسمال هيئات التنمية وفي مواردها وفي رأسمال بعض أنواع المنشآت.

ذكر الأستاذ البحر أن الصندوق يهدف إلى مساعدة الدول النامية فيما تبذله من جهود للتنمية الاقتصادية، ويسلك جميع السبل التي يراها مناسبة في الحدود التي يرسمها الصندوق ونظامه الأساسي. ن هذه السبل تقديم القروض والكفالات والمنح وتوفير خدمات المعونة الفنية، والمساهمة في رأسمال المنشآت وفي مؤسسات التنمية، وأكد أن الهدف الرئيسي للصندوق هو خدمة المصالح الإنمائية للدول التي يتعاون معها، وتوطيد أواصر الصداقة بينها وبين دولة الكويت. وأوضح أن نظام عمليات الصندوق يتركز بصفة رئيسية في قطاعات أربعة هي الزراعة والري والنقل والتخزين والطاقة والصناعة، وذكر أن نشاط الصندوق يشمل نحو 72 دولة وقد بلغ إجمالي إجمالي القروض المقدمة لها حتى تاريخ 30 / 6 / 1994 نحو 445 قرضا، وقد بلغت الالتزامات المالية تجاهها حوالي 7 بلايين و 555 مليون دولار أمريكي وذكر المحاضر أن الصندوق الكويتي للتنمية بدأ تعاونه مع موريتانيا منذ عام 1975 عندما قام الصندوق بتمويل مشروع صيانة الطرق، ومنذ ذلك الوقت شهدت علاقات التعاون بين الصندوق الكويتي وموريتانيا نموا مطردا أثمر العديد من المشروعات المتنوعة بلغت 11 مشروعا في مجالات شتى هي المياه والنقل والصناعة، وذكر أن إجمالي التزام الصندوق الكويتي لهذه المشاريع بلغ نحو 170 مليون دولار أمريكي كما قدم الصندوق معونات فنية في حدود 3.4 مليون دولار لإعداد الدراسات المتعلقة ببعض المشاريع المهمة من ضمنها الثروة المعدنية والثروة السمكية وأوضح البحر أن دولة الكويت قد أناطت بالصندوق الكويتي للتنمية إدارة منحتها البالغة نحو 11.4 مليون دولار لبناء مساكن لذوى الدخل المحدود والمتوسط، ومشروع توفير المياه للقرى والارياف، ثم المعونة الغذائية من القمح في اطار لجنة التضامن الإسلامي مع شعوب دول السهل الافريقي.

 

صادق يلي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




إحدى الندوات التي أقيمت خلال الأسبوع الثقافي الكويتي في نواكشوط





مواطن موريتاني يتأمل ملصقا اعلاميا في جناح الأسرى والمفقودين





لقطة تذكارية لأعضاء الوفد الكويتي المشارك في الأسبوع الإعلامي بنواكشوط





العديد من المسئولين زاروا المعرض الكويتي





الدكتورة لطيفة الرجيب تهدي درعا تذكارية لرئيس البرلمان الموريتاني





القائم بأعمال سفارة الكويت في موريتانيا يرحب بالضيوف





جمهور غفير من الموريتانيين كان حريصا على اقتناء الكتب والاصدرارت الكويتية





المرأة الموريتانية ساهمت في إنجاح الأسبوع الإعلامي بحضورها المتميز





عضوات اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين وندوة عن مأساة الأسرى والمفقودين





حضور جماهيري مكثف شهده الأسبوع الإعلامي الكويتي في مدينة نواكشوط





جمهور غفير في انتظار افتتاح الأسبوع الإعلامي الكويتي في نواكشوط





وزير الثقافة والتوجيه الموريتاني يتسلم درعا تذكارية بمناسبة افتتاح الأسبوع الإعلامي