طرائف عربية

طرائف عربية

من نوادرهم
السر

خرج الحجاج يوما للصيد بضواحي المدينة فرأى أعرابيا يرعى الإبل، ولم يكن الأعرابي يعرفه. قال الحجاج: يا أعرابي كيف رأيت سيرة أميركم الحجاج؟ قال له الأعرابي: غشوم ظلوم لا حياه الله فكظم الحجاج غيظه وأجابه: فلم لا شكوتموه إلى أمير المؤمنين عبدالملك؟ فقال الراعي: فأظلم وأغشم. وبينما كانا كذلك حتى أحاطت بهما الخيل والجند، أومأ الحجاج إلى الأعرابي فأخذ وحمل فلما صار معهم قال: من هذا ؟ قالوا الحجاج، فحرك دابته حتى صار بالقرب منه ثم ناداه: يا حجاج، قال: ما تشاء يا أعرابي؟ قال: السر الذي بيني وبينك أحب أن يكون مكتوما. فضحك الحجاج وأمر أن يخلي سبيله.

الشيقران

قال بشار بن برد وهو يعبث وكان قد مات له حمار قبل ذلك، قال: رأيت حماري البارحة في النوم، فقلت له: ويلك! مالك مت؟ قال الحمار: رأيت الأتان "أنثي الحمار" عند باب الاصبهاني فعشقتها وأنشدت:

سيدي خذ لي أمانا

من أتاني الاصبهاني

تيمتني يوم رحنا

بثناياها الحسان

ولها خد أسيل

مثل خد الشيقران

فقال له رجل من القوم: يا أبا معاذ ما الشيقران؟ قال: هو شيء يتحدث به الحمير، فإذا لقيت حمارا فاسأله.

لا نرغب في عدله

تقدم وفد من إحدى الولايات يشكون إلى المأمون واليهم، فقال لهم: افتريتم عليه، وكذبتم. إنني أعلم بعدله فيكم، وأقدر إحسانه عليكم، فقال أحد شيوخهم: يا مولاي أمير المؤمنين أطال الله عمرك، فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك؟ قد عدل فينا خمس سنين، فانقله إلى غيرنا حتى يشمل عدله الجميع، ويستريح معنا الكل، فضحك المأمون وصرفه عنهم.

الكنز

غنم الحجاج صندوقا من بعض خزائن كسرى مقفلا، فأمر بالقفل فكسر، فإذا فيه صندوق آخر مقفل، فقال الحجاج: من يشتري مني هذا الصندوق بما فيه؟ فتنافس المتزايدون، وارتفعت الأصوات بالأسعار حتى وصل سعر الصندوق خمسة آلاف دينار، فدهش الحجاج وأخذه ونظر فيه فقال: ما عسى أن يكون فيه إلا حماقة من حماقات العجم، ثم أنفذ البيع بشرط أن يفتح أمامه ويرى ما فيه ففتح بين يديه والجميع ينظر في لهفه لكشف سر الصندوق، ومعرفة ما فيه من غواية، وتكشف السر عن رقعة من جلد، ملفوفة في رقائق من فضة، مختومة بختم الشمع ومطلسمة بحروق قديمة بائدة، مكتوب عليها: " من أراد أن تطول لحيته فليمشطها من أسفل".

زمن للضحك والسرور

  • خرج قوم من قريش ومعهم رجل من بني غفار فحاصرتهم عاصفة شديدة، وهددتهم بالموت فنذر كل واحد منهم أن يعتق عبدا من عبيده إذا أنجاهم الله، إلا أن الغفاري قال:
  • - اللهم لا عبدلي فأعتقه ولكن امرأتي طالق لوجهك ثلاثا.
  • قال ولد لأبيه: يا أبت إن لي جوادا سباقا كيف ترى أن أسميه؟ قال الأب: إفقأ إحدى عينيه وسمه الأعور.
  • وقيل لأعرابي: مالك لا تجاهد ؟ قال والله إني أبغض الموت على فراش فكيف أسعى إليه راكضا.
  • وخاصمت امرأة زوجها لبخله وقالت:

- والله ما يقيم الفأر في بيتك إلا لحب الوطن فهولا يسترزق إلا من بيوت الجيران.

  • عرض على الخليفة المتوكل جارية حسناء، فسألها:

- بكر أنت أم إيش؟

أجابته:

- أم إيش يامولاي.

شهود الدار

حكى ابن دراج الطفيلي:

كنت أسير أنا وابني ذات ضحى وإذ بجنازة حافلة تمر، وخلف الجنازة امرأة صارخة مولولة، معددة بصوت مكتوم وقلب ملتاع، وروح معذبة، تصرخ حتى أعالي السماء: "بك يذهبون إلى بيت لا فرش فيه ولا فراش ولا ضيافة ولا غطاء، ولا خبز ولا ماء".

فقال ابني لي:

"يا أبت إلى بيتنا يذهبون بهذه الجنازة؟".

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات