قد لا يكـون
ريتشارد بريستون مثل كـاتب الـرعب ستيفن كنج، لكنـه يملك بالتأكيد القدرة على بث
الفزع في القلوب، وهو ما فعله بـالتأكيد في كتابه الجديد The Hot Zone
"المنطقة الساخنة" الذي صدر أخـيرا عن دار
نشر Random House في 400 صفحـة. ويتحدث
الكتاب في البداية عن قصة شارل مونيه، وهو رجل فرنسي كان يعيش في كينيا وأمضى ليلة
عيد الميلاد في عام 1980 يتجول حول كهف "كيتوم"، وهو كهف على درجة من الضخامة بحيث
يكفي لكي يدور داخله قطيـع كـامل من الفيلة، وبعـد ذلك ببضعـة أيام، وجد مونيه
ميتا، وقد وجدت جثته متحللة تماما بفعل فيروس قاتل أصابـه في منطقة بالقرب من
الكهف. وهذا الفيروس هو فيروس "مـاربورج" الفتـاك السريع الانتشار الذي يعيش في
الغابات الاستوائية ويشكل مع فيروسي إبولا الزائيري وإبـولا السوداني أفراد إحدى
العائلات الفيروسية المكتشفة حـديثا. ويحتل فيروس ماربورج المرتبة الثانية من حيث
خطورته، فهو لا يقتل سوى ربع المصابين به، أما أخطرها فهو فيروس إبولا الـزائيري،
الـذي يقتل تسعـة أعشار المصابين بـه. وإذا لم تقرأ إلا هذا الجزء من الكتاب فإنه
سيصيبك بلا شك بالرعب. لكن مأساة مـونيه ليست إلا مقدمة للحدث الرئيسي الذي يعالجه
الكتاب. وقد وقـع هذا الحدث عندما تم اكتشاف مبنى مليء بالقرود الحاملة لفيروس
إبـولا في مـدينـة رستـون الأمريكية، على بعد بضعة أميال من العاصمة واشنطن. ويصف
برستون بالتفصيل المعركة بين علماء الجرثوميات والفيروس القـاتل بأسلـوب يقترب من
المعالجة السينمائية، وهو ما دفع المنتجين السـينمائيين بالفعـل لملاحقته من أجل
الحصول على حق تحويل الكتـاب إلى فيلم سينمائي. والكتاب بشكل عام دليل إدانة للبشر
الذين اقتحموا الغابات الاستوائية وعاثوا فيها فسـادا فـأطلقت عليهم فيروساتها
القاتلة. لكن "المنطقة الساخنة" لا يقدم تقريرا كاملا عن الأمراض القاتلة الجديدة.
غير أنك إذا أردت التعـرف عليها فليس عليك إلا التحول إلى كتاب آخر، وهـو كتاب
"الطاعون القادم" الذي صدر أواخر أكتوبر الماضي عن دار نشر Farrat Straus
Giroux في 730 صفحـة. أما مؤلفة هذا الكتـاب فهي
الصحفيـة الأمريكيـة لـوري جـاريت، المحـررة العلمية في صحيفـة نيويورك نيوزداي.
وتقدم في كتابها هذا دراسة موسوعية للأمراض القـاتلة الجديدة. وتستعـرض في صفحـات
الكتاب كل الكوارث الميكروبية التي تحيق بكـوكبنـا، بدءا من فيروس إبولا وفيروس
ماشوبو وحتى الكوارث والطـاعون. وبالحقـائق والأرقـام، تقـدم جاريت صورة مفزعة أخرى
للخطر الذي يهدد الحياة على الأرض. غير أنها تصـور في نفس الـوقت كفاح الأطبـاء
البسطـاء ضد الطـاعـون في الغابات الاستوائية. وتستخدم الخلفيات السيـاسية لتكشف
فداحة ما يفعله البيروقراطيون الحكوميون بإعاقتهم للحرب ضد الطاعون في العالم
الثالث. وخصصت مائة صفحـة من كتابها لمناقشة الإيدز. وجاءت هذه الصفحات مزيجا رائعا
بين العلم والسيـاسـة وعلم الاجتماع. وعلى مدار فصـول الكتاب، تقدم صورة مفزعة
ودقيقة لأزمة عالم عاجز عن الدفاع عن نفسه أمام الهجمات المتزايدة لموجات جـديدة من
الأمراض القديمة (الطاعون والملاريـا والكـوليرا) والأمراض الجديدة (الإيدز
والإبـولا). لكن الفـرق بين الطاعـون القادم والمنطقـة السـاخنـة أن الأول ليس من
الكتب التي تصلح لهوليوود، التي لا تزال تفضل النهايات السعيدة، بينما لا يقدم
الكتاب إلا الصورة المفزعة للخطر الداهم الذي يهددنا جميعا.
بيئة
فيزوف.. قنبلة موقوتة
أعلن مجموعة من
علماء البراكين الإيطـاليين أن بركان جبل فيزوف إذا ثار اليوم، فسيؤدي إلى قتل أكثر
من مليون شخص خلال 15 دقيقـة فقط. وقـد استنـد أوجستو نـري وزملاؤه في المركـز
الـوطني لبحـوث البراكين التابع لجامعة بيزا في تحذيراتهم إلى نماذج أعدها
الكمبيوتر لما حدث عندما ثار البركـان عام 79 بعد الميلاد وطمر بحممه مدينتي بومبي
وهركيولينوم. وقتل الزلزال حينئذ بضعة آلاف من سكان المنطقة. لكن المنطقـة التي
دمرها البركان في ذلك الوقت تحولت اليوم إلى واحدة من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان
في إيطاليا، وهو ما يعني أن عدد القتلى قد يتجاوز المليون إذا ما انفجر البركان
الآن.
وتبين نماذج
الكمبيوتر أن حمم البركان ستغطي مساحة نصف قطـرهـا سبعـة كيلومترات بعد 300 ثانية
فقط من انفجـاره. واعتمدت هذه النماذج على بيانات عن البنيـة الداخليـة للبركـان
ومعدلات تـدفق السوائل اللزجة الساخنة في المنطقة المحيطـة بالبركـان. وتشير
تقديرات الكمبيوتر إلى أن الرماد البركـاني والغازات الكبريتيـة ستغطي القـرى
الساحليـة الواقعـة على المنحـدر الجنـوبي الشرقي للجبل خلال أربع دقائق، وقـرى
المنحـدر الشمالي خلال 15 دقيقة.
ويقول أوجستـو
نري إنه لن يكون هناك مفر أمام أكثر من مليون شخـص يعيشون أو يعملون في دائرة
مركزها البركان ونصف قطرها 7 أو 8 كيلـومترات. ومـن المعروف أن آخر انفجار كبير
لبركـان فيـزوف حـدث في عام 1631، لكنـه لا يزال نشطـا حتى اليـوم. ويحذر نري من أن
الانفجـار القادم قـد يحدث في أي وقت، وينصح الناس بالابتعاد عن المنطقة المحيطة
به.
البحر يهدد ربع البشرية
أظهر تقرير صدر
أخيرا عن معهد المناخ، وهـو مـؤسسـة للبحـوث المناخية يوجـد مقرها في العاصمة
الأمريكية واشنطن، أن ثمانية من بلـدان جنوب آسيا - تضم معا ربع سكـان العالم -
تواجـه مخاطر بيئية واقتصـاديـة حـادة بسبب التغيرات التي ستحـدث خلال العقود
القليلة القادمة.
وأشار التقرير
إلى أن ارتفاع درجـة حرارة مناخ الأرض سيـؤدي خـلال الأعـوام الثمانين القـادمـة
إلى تـدمير مصـايـد الأسماك، وزيـادة الدمار الناجم عن العواصف والأعاصير، وتهجير
ملايين البشر. ويقـول التقـريـر إن معظم الخسائر ستحـدث مع حلول عـام 2010 والبقية
ستحـدث مع حلـول عـام 2070 ويقول جون توبنج، مدير المعهد: "يتعين القيام بعـدد من
الإجـراءات الاحتيـاطيـة، لكن الخطـر سيظل كبيرا". وقد قـام المعهد بإجراء هذا
البحث الذي جاء نتيجـة لتعاون أكثر من ستين بـاحثا مـع البلـدان المعنيـة وبتمـويل
من بنك التنميـة الآسيوي. وقد درس هؤلاء العلماء الآثار المحتملة لارتفاع منسوب سطح
البحر ولتغير أنماط المناخ في باكستان والهند وسريـلانكـا وبنغـلاديش وأندونيسيا
وماليزيا وفيتنام والفلبين. وفي الهند على سبيل المثـال، قـد يـؤدي ارتفـاع مستـوى
سطح البحـر إلى إغراق 5700 كم مـربع من الأراضي الساحلية، وهو ما سيتطلب تهجير 7.1
مليون نسمة يعيشون في هذه المناطق، بينما ستؤدي هذه الظاهرة في فيتنـام إلى تهجير
10% من السكـان البالغ تعـدادهم 69 مليون نسمة. ويشـير التقرير إلى التكلفة
الإجمالية للفاقد في الإنتـاج الزراعي، وتـدمير منشآت البنيـة الأساسيـة، وتكـاليف
تهجير السكـان ستصل إلى 1.85 بليـون دولار بحلول عام 2070.. وتوقع التقرير ازدياد
كمية الأمطـار التي ستسقط في موسـم الريـاح الموسمية، وارتفاع مستوى سطح البحر
بمقدار متر تقريبا، الأمر الذي سيؤدي إلى غرق الكثير من الأراضي الساحلية وتلويث
إمدادات المياه العذبة. ويتعين على هـذه البلـدان اتخاذ إجـراءات عـاجلة لحمايـة
المنـاطق السـاحليـة من الفيضانات. ويقول التقرير إن فيتنام وحـدها يجب أن تنفق
بليـون دولار حتى عام 2070 لتعليـة السياج البحري بطـول 2700 كم ولبنـاء 2000 كـم
أخـرى. ويؤكد التقرير أن هذا السياج البحري سيمنع معظم الخطر الناجم عن ارتفاع
منسـوب البحر. لكنه لن يحل إلا جانبا من المشكلة، فقد دعا التقرير إلى التـزام دولي
جـديـد من أجل الحد من انبعاث غازات البيوت الـزجـاجيـة ومنع تفاقم
المشكلة.
فلك
28 أرضا أخـرى
هل نعيش وحدنا في
هذا العالم؟ ذلك هو السؤال الذي يحاول العلماء جاهـدين الإجابة عنه. وقد جـاءت آخر
الإجـابات من عالم الفلك البريطاني مارتن فـوج، الـذي يحمل درجتي دكتـوراه في الفلك
وطب الأسنان. فبمسـاعدة قسم بحوث الاحتمالات في كليـة بيركبك التابعة لجامعة لندن،
أجـرى تجربـة قـد تـذهل نتـائجهـا هـؤلاء الـذين يعتقدون أنه لا توجد حياة أخرى في
عـالمنا. ويقـول مارتـن فوج: "إننا نحتاج إلى تفسير آخـر لهذا السكـون الـرهيب غير
الارتكـان إلى عدم وجـود أماكن أخـرى من شهر إلى شهر مناسبة لنشوء الحياة". وقـد
أعد فوج بمساعدة الكمبيوتر خـريطة حسابية لأكثر من مليون نجم في مجرتنا (درب
اللبانة). وقسـم الكـواكب المرشحـة إلى مجمـوعتين: الأولى كـواكب يمكـن استمرار بعض
أشكـال الحياة فيها، والثانية كـواكب تتشابه في منـاخهـا مع كـوكب الأرض. وقد وجد
فوج 28 نجما قد تصلح الكواكب التي تدور حـولها للعيش فيها، تبعـد كلهـا عن الأرض
بمسـافـة تقل عن 22 سنـة ضـوئية، ويقع أقـربها على مسافـة 14 سنـة ضوئية. وأشـارت
الخريطـة التي وضعها كمبيوتر فوج إلى أن مجموعة النجم قنطور ألفـا تشبه إلى حد بعيد
جموعتنا الشمسية. وهي المجموعة المرشحـة أكثـر من غيرهـا لوجود حياة
عليها.
تكنولوجيا
كمبيوتر يعمل بالإشارة
الكمبيوتر الذي
يعد قلب التطور العلمي والتقني في أخـريات هـذا القـرن، وفي القرن القـادم، يشهد
تطويرا لإمكـاناته الفائقة، ومع ذلك يتجه به صناعه نحـو مزيد من يسر الاستخدام. وفي
هذا الإطار أعلنت الأوساط الصناعية العلمية في ألمانيا عن جهاز كمبيوتر جديد يكاد
يستغني عن استخـدام لوحة المفاتيح والفأرة (التي تستخـدم لتحريك وتغيير البيانات
على الشاشة). وتتلخص فكـرة هذا الابتكـار بوضـع آلة تصويـر (فيديـو) صغيرة بمصاحبة
جهاز الكمبيوتر، وبتحريك اليد أمام عدسة هذه الآلة تتحرك البيانات أو تتغير أو
تتحول إلى بيانات تتغذى بها ذاكـرة الكمبيوتر وتتعامل معها تبعا للبرامج التطبيقية
التي يختزنها الجهاز. وتشغيل الكمبيـوتـر بهذه الطـريقـة سيجعل من استخـدامـه مهمة
بسيطـة وسريعـة خـاصـة في مجال الرسوم ثلاثية الأبعاد. وعلى سبيل المثـال فإن طبيب
المستقبل لن يكـون في حاجـة إلى إدخـال كم كبير من المعلومات عبر لوحة المفاتيح
وحـركـات (الفأرة)، حتى يتمكن من إعطاء الكمبيوتر صورة ثلاثيـة الأبعـاد عن أجـزاء
معينـة من جسم المريض تم إنجازها بالتصوير الشعاعي المقطعي، فمجرد تحريك يد الطبيب
أمام عدسة فيديو الكمبيوتر يكفي لتلقين الجهاز ما يريده من معلومات تظهر صورا على
الشاشة أو تضاف إلى المعلومات المكتوبة أو تنمحي منها.
فن
بعد قرن من النسيان.. يتألق
كان الظن أن
النقاد الفن التشكيلي ومؤرخيـه قـد غطـوا كل التفاصيل في مسيرة المدرسة الانطباعية،
هذه المدرسة التي فتحـت البـاب أمـام الفنـون البصريـة جميعـا، ونالت من المتابعة
والتحليل أكثر مما نالته أية مدرسة فنية أخرى. لكن الحقائق الأخيرة أظهرت أن ذلك
كلـه لم يأت على ذكـر أحـد عباقرة هذه المدرسـة وروادها الأوائل، وأن أعمالـه ظلت
مجهولـة ومهملـة قرابة قـرن كـامل حتى أعيد اكتشافـه أخـيرا. هذا الفنان هو جـوستاف
كيلبوت الـذي ينعت الآن بأنـه أكثـر الانطبـاعيين "باريسية" نظرا لفرط عنايته
بالتعبير عن الحياة المتكلفة للأرستقراطية الباريسية في سبعينيات القرن
الماضي.
برغم أن كيلبوت
يبدو أقل قدرة على الإبداع اللوني من مونيه، وأضعف حـرفيا من ديجا، إلا أنـه أبـدع
بإحساس خاص جـدا أكثر من عشر لوحـات تعتبر كل واحدة منها تحفة فنية في رأي
العـارفين بـالفن التشكيلي. فأحـد أبـرز نقـاد الفن التشكيلي في الـولايـات
المتحـدة الأمـريكيـة وهـو "كـيرك فرنديو" يقول: "إن كل لوحة من هذه اللوحات العشر
تسـاوي كل أعمال بيسـارو، ومعظم أعمال ريندار وبعض أعمال مونيه، في فترة الإبداع
نفسها" وقد ضم معرض "باريس" أخيرا كل هذه اللوحات الزيتية، وبينها اللـوحـة الضخمـة
"شوارع باريس في يوم ممطر" وهي مشهـد بهي تتخللـه السخـرية التعبيرية. كـما أن بين
اللوحـات العشر لوحة "كـاشطـو خشب الأرض" التي تلتقط الكـدح اليـومي لبعض البشر
وتحولـه من منظـور درامي إلى صـورة خـلابة التشكيل، وأيضـا لوحـة "جسـد أوربا" التي
توحي بترنيمة لونية شجية رغم اقتبـاسها من مشاهد السكك الحديدية آنذاك.
والسؤال الذي قد
يفرض نفسـه هنـا هو: كيف ظلت هذه الأعمال النادرة بعيـدة عن الأضواء قرابة قـرن من
الزمان؟ والإجابة عن هذا السؤال مدهشـة وتتلخص في أن كيلبـوت كـان ثـريـا وعلى
العكس مـن زمـلائه الذين كانوا يقتاتون من ثمن بيع لـوحـاتهم، لم يكن في حاجة إلى
بيع لوحاته، ومن ثم آلت إلى شقيقـه الـذي احتفظ بها في إطار العائلـة، حتى أوائل
ستينيـات هذا القرن، عندما بـدأت بعض لوحـاته الزيتية تظهر في مـزادات الأعمال
الفنيـة وتلفت إليهـا الأنظـار. ثم نجح معهد الفن في شيكاغو بـالاشتراك مع متحـف
دورساي في الحصـول على لوحـة "شوارع بـاريس في يوم ممطر" وعرضها في مكان يليق بها
في معـرض يحمل اسم "باريس"، وسرعان ما تم رد الاعتبار لهذه اللـوحة ولمبـدعها الذي
بدا وكأنه ولد كبيرا من جديد بعد قرن وأكثر من النسيان.
ويعد كيلبوت
مثالا فـذا على إنكـار الـذات، فعلى الرغم من إهماله لشأن نفسه كـواحـد مـن أبرز
أعضاء الأسرة الانطبـاعيـة حـين كـانت في ذروة تألقها، ظل الممـول الـرئيسي لجماعـة
الانطبـاعيين والمنظـم لمعـارضها، بل كـان يشتري لـوحـات زمـلائه، ويقـرضهم، ويـدفع
إيجار سكن بعضهـم كـما فعل مـع مونيه فترة طويلة.
وعندما توفي
كيلبوت عام 1894 كـان أبـرز جـامعي لوحات الانطباعيين في سائر أنحاء العالم. ومن
المفارقات المدهشـة أنـه تبرع بسبع وستين من هذه اللوحـات للحكومة الفرنسية، وكانت
تضم أعمالا لسيزان وميل، وديجا، ومانيه، ومـونيه، وبيسـارو، ورينـوار، وغيرهم. لكن
أمناء متحف اللـوفـر واللـوكسمبرج - آنذاك - أحجموا عن قبولها بذريعة عدم توافر
مساحات لعـرضهـا، لكنهـم قبلـوها أخـيرا لتكـون أكـبر وأنـدر مجمـوعـة من لـوحـات
الانطبـاعين العظـام والتي صـارت لا تقدر بثمن. ولم تكن هبة كيلبـوت النادرة هذه
تضم أيا من لوحاته التي بلغت 400 لـوحـة أبدعها على مدى عشرين عامـا ولم تكن تقل عن
أي من أعمال زمـلائه وتمثل ريبورتـاجا تشكيليا للحياة الباريسية التي عاصرها بكل ما
انطوت عليه وقائعها من مفارقات صارخة.
ريـاضـة
تنس هذه الأيام.. لعبة أم سيرك؟
تحاول رياضـة
التنس جـاهـدة استعـادة شعبيتها، التي تدهورت بحدة في السنوات الأخيرة، خـاصة بين
الشباب. وقد قدمت عدة اقتراحـات لزيادة الإثارة في اللعبة من أجل اجتذاب المزيد من
الجماهير إليها. وتراوحت هـذه الاقتراحـات بين استخدام موسيقى الروك أثناء
المباريات وبين تعليـة شبكـة المنتصف واستخدام المضارب الخشبية. وتتباين بشدة ردود
الأفعـال إزاء التغييرات المقترحة. ففي بطولة أمريكا المفتـوحـة الأخـيرة، بـدأ
القائمون على البطولة في إذاعة بعض أغاني الروك الهادئة أثناء عمليـات إحماء
الـلاعبين واستراحاتهم بين الأشواط. وقد أثارت هذه الخطوة تذمر بعض الـلاعبين، مع
أن إدارة البطولـة سمحت لهم باختيار الأغاني المذاعة. والأمر الذي أثـار دهشـة
القـائمين على البطولة أن أكثـر اللاعبين انتقـادا لهذه الخطـوة لم يكن سوى معبود
المراهقين أندريه أجـاسي. والغريب أن هـذا الـلاعب، الذي اتهم مـرارا بـاللجـوء إلى
التصرفـات المسرحية الاستعراضية، علق على تلك الخطوة بقوله: "إننا نحول اللعبة إلى
شيء أقرب إلى السيرك. وإذا وصل التنس فعلا إلى هذا المستوى، فعلى اللعبة السـلام".
والواقع أن التنس يمر بأزمـة حقيقيـة لم يشهـد لها مثيلا، فمنـذ عام 1991، أخـذت
مبيعـات كـرات ومضـارب التنس في التراجع في سائر أنحاء العالم. وتتقلص باستمرار
الساعات التي تخصصهـا شبكـات التلفزيون لتغطية البطولات الأربع الكبرى. وأظهر مسح
لصناعة التنس في الولايات المتحـدة أن عـدد الـلاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 12
و24 عاما قد انخفض بنسبة 24% في العام الماضي، وهو ما جعل التنس أسرع اللعبـات
انكماشـا من حيث ممارسـة الشباب لها. ولمواجهـة هذه الأزمة، دعـا الاتحاد الدولي
للتنس في مطلع هذا العام إلى عقد مؤتمر أزمة يشارك فيـه كبـار اللاعبين والمسئـولين
لمناقشة سبل تشجيع اللعبة وإعادة الحيوية لها. وتتركـز معظم الاقتراحات المطروحة في
تقليل سرعة تبادل الكـرة وإبقاء الكرة لأطول فترة ممكنة داخل الملعب، ومن بينها منح
فرصة واحدة لضربة الإرسال بدلا من اثنتين.
وهناك أمر آخر
يؤثر في شعبية اللعبة يتمثل في مسلسل الفضـائح والحوادث التي ضربت عالم التنس، بدءا
من طعن نجمـة العـالم الأولى (مـونيكـا سيلش)، وحتى إساءة معاملة الآباء (ماري
بيرس) وحيـازة المخـدرات (جينيفر كـابرياتي). وبالنسبة للعديد من المشجعين، بدت
حياة نجـوم اللعبـة - وهم مراهقـون تركـوا مقـاعد الدراسة ليصبحوا أصحاب مـلايين -
وكأنها حيـاة غير حقيقية، بل ولا تـدعو لأي إعجاب.