مهرجان كان 2009 الإبداع والواقع الإنساني المتأزم.. نديم جرجورة

مهرجان كان 2009 الإبداع والواقع الإنساني المتأزم.. نديم جرجورة

تعد هذه الدورة من مهرجان كان واحدة من أقل الدورات، التي يتراجع فيها عدد الأفلام المُشاركة في المسابقة الرسمية إلى عشرين فيلماً. فقد اعتادت إدارة المهرجان اختيار عدد يتراوح بين خمسة وعشرين وثلاثين فيلماً، باستثناء الدورة السابقة (مايو 2008)، إذ بلغ العدد اثنين وعشرين فيلماً، تتنافس كلّها على «السعفة الذهبية»، الجائزة الأولى والأهمّ في المهرجان الأول والأهمّ في المشهد السينمائي الدولي. في العام 2009، أي في الدورة الثانية والستين، تراجع العدد إلى عشرين، وغابت عنه أفلام مُنتجَة في ألمانيا وروسيا مثلاً، الدولتين اللتين شاركتا مراراً في المسابقة الرسمية للمهرجان.

بعد انتهاء الدورة الثانية والستين لمهرجان «كان» السينمائي للعام 2009، بات يُمكن إجراء معاينة نقدية، شكلاً ومضموناً، للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، ففي الشكل، غلبت الأفلام التي تجاوزت مدّة كل واحد منها الساعتين، إلى جانب «عودة» كبار مكرّسين بعد أن تحوّل المهرجان، في دورات سابقة، إلى منبر للجيل السينمائي الجديد؛ وفي المضمون، بدا واضحاً أن العنف والجنس سيطرا على المادة الدرامية، بحثاً في مآزق العيش على الحافة الخطرة للحياة في قلب عالم مرتبك وقلق. في الشكل، تنويعٌ واضحٌ في مقاربة المسائل، من الشعريّ إلى التجريبي، ومن الواقعيّ إلى الفانتازيّ النابع من التفاصيل الإنسانية والأسئلة المعلّقة؛ وفي المضمون، بحث السينمائيون في شئون الذات ومتاهاتها وتمزّقاتها وسعيها إلى خلاص محاصَر بالقهر والألم.

عودة كبار وغياب أمريكيين

بالنسبة إلى عودة الكبار، التي ميّزت الدورة الأخيرة هذه، إلى درجة جعلت البعض يصفها بالقول إنها «صنيعة المكرّسين والأسماء الكبيرة»، فإن أربعة مُشاركين في المسابقة الرسمية نالوا «السعفة الذهبية» في دورات سابقة: النيوزيلندية جاين كامبيون والبريطاني كن لوتش والأمريكي كوانتين تارانتينو والدنماركي لارس فون ترير، يُضاف إليهم سينمائيون من طراز الفرنسي آلان رينيه والنمسوي ميكايل هانيكي والإسباني بدرو ألمودوفار والتايواني آنغ لي وغيرهم. عادت كامبيون إلى «كان» بعد غياب دام ستة أعوام، عندما شاركت بفيلم «في القطع» (2003)، حاملة معها «نجمة ساطعة» عن الشاعر جون كايتس، علماً أنها شاركت في الفيلم الجماعي «لكل سينماه»، الذي عُرض في دورة «كان» 2007؛ وقدّم لوتش، بعد ثلاثة أعوام على فوزه بالجائزة الكبرى من المهرجان المذكور عن فيلمه «الرياح التي تحرّك الشعير»، جديده «البحث عن إيريك»، عن علاقة رجل مُولع بلاعب كرة القدم إيريك كانتونا (من دون التغاضي عن الواقع الاجتماعي المزري في ضواحي لندن، حيث الفقر والجريمة والتمزّقات العائلية)؛ في حين أن تارانتينو جلب معه، في عودته هذه، «سفلة مجهولون» (جنود أمريكيون يهود يُطاردون النازيين ويقتلونهم بوحشية إبّان الحرب العالمية الثانية)، بعد ستة عشر عاماً على نيله «السعفة الذهبية» عن «بالب فيكشن»، وبعد خمسة أعوام على ترؤسه لجنة التحكيم (2004). آخر هؤلاء فون ترير و«المسيح الدجّال (آنتي كريست)»، عن ثنائية الخطأ والخطيئة، من خلال المسار التراجيدي لأبوين يفقدان ابنهما فيدخلان حالة تخبّط نفسي وروحي خطر.

إلى ذلك، ومن حيث الشكل أيضاً، هناك أربعة أفلام أنتجتها الدولة المضيفة للمهرجان فرنسا، بعد عام واحد فقط على فوز الفيلم الفرنسي «بين الجدران» للوران كانتيه بـ«السعفة الذهبية» (2008): «نبيّ» لجاك أوديار و«في الأصل» لزافييه جيانّولي و«الأعشاب المجنونة» لآلان رينيه و«فجأة الفراغ» لغاسبار نويه. علماً أن الفرنسي الخامس يان كونن اختتم الدورة الثانية والستين هذه بفيلمه الأخير «كوكو شانيل وإيغور سترافينسكي»، عن علاقة الحب الشهيرة بين مصمّمة الأزياء والعطور الفرنسية شانيل والمؤلّف الموسيقي الروسي سترافينسكي.

إلى ذلك، رأى بعض النقّاد والصحفيين السينمائيين أن الإنتاج الأمريكي المُشارك في الدورة الأخيرة هذه شبه غائب، بعد أن اختيرت خمسة أفلام أمريكية للمسابقة الرسمية في دورة العام 2008، باستثناء «سفلة مجهولون» لتارانتينو. غير أن المندوب العام للمهرجان تييري فريمو نَقَض هذا القول، معتبراً أن فيلم الافتتاح «فوق» للثنائي بت دوكتور وبوب بيترسون، وهو فيلم تحريك (عجوز يُسافر ومنزله إلى إحدى قرى أمريكا الجنوبية إيفاء لوعد قطعه لزوجته قبل وفاتها)، أنتجته «بيكسار» ووزّعته «ديزني»، ما يعني أنه أمريكي بامتياز؛ بالإضافة إلى فيلم تارانتينو (يونيفرسال) وجديد التايواني آنغ لي «اجتياح وودستوك» (إنتاج «فوكوس») في المسابقة الرسمية أيضاً، من دون تناسي فيلمي «جُرَّني إلى الجحيم» لسام ريمي (خارج المسابقة) و«نفيس» للي دانيالز (نظرة ما): «في الواقع، هذا العدد أقلّ مما كان عليه الأمر في العام الفائت، الذي كان استثنائياً، بوجود وودي آلن وكلينت إيستوود وستيفن سودربيرغ وجايمس غراي وستيفن سبيلبيرغ وشارلي كوفمان؛ لكنه (العدد) كافٍ لتأكيد الحضور الهوليوودي». تجدر الإشارة هنا إلى أن «تيترو»، الفيلم الأخير للأمريكي فرنسيس فورد كوبولا، الذي افتتح برنامج «نصف شهر المخرجين»، إنتاجٌ أرجنتيني/ إسباني/ إيطالي مشترك؛ وأن مواطنه وزميله مارتن سكورسيزي حضر إلى الـ«كروازيت» الفرنسية لتقديم «الأحذية الحمراء» (1948) لمايكل بويل وإيميريك بريسبورغر، في إطار «كلاسيكيات كان»، التي تأسّست في العام 2004، والتي تهدف إلى إعادة عرض أفلام مرمَّمة حديثاً في المهرجان الدولي هذا، بالتزامن مع إعادة إطلاق عروضها التجارية في الصالات وفي نسخ «دي في دي»؛ علماً أن لسكورسيزي فضلاً كبيراً في هذا المجال، من خلال «مؤسّسة السينما العالمية» المعنية بترميم كلاسيكيات السينما، خصوصاً في البلاد الساعية إلى التطوّر والتنمية. وقد تردّدت معلومات مفادها أنه اختار، من بين أعمال أخرى، الفيلم الكويتي «بسّ يا بحر» لخالد الصدّيق لترميمه ضمن مشروعه السينمائي هذا، الذي شاهده سابقاً في إحدى المناسبات وأُعجب به؛ علماً أن لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية، التي ترأّستها الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، ضمّت أمريكيين اثنين، هما الممثلة روبن رايت بن والمخرج جايمس غراي.

تنويعات بصرية

من بين عشرين فيلماً تنافست على «السعفة الذهبية»، التي فاز بها «الشريط الأبيض» للنمسوي ميكايل هانيكي (قرية ألمانية عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، تشهد حوادث يومية غريبة، وتمزّقات ذاتية وعائلية خطرة)، هناك اثنا عشر فيلماً تجاوزت مدة كل واحد منها الساعتين، منها فيلمان بلغت مدّتهما ساعتين اثنتين بالضبط، هما «نجمة ساطعة» للنيوزيلندية جاين كامبيون و«اجتياح وودستوك» للتايواني آنغ لي (فصول من سيرة منظّم الحفلة الموسيقية التي أقيمت في وودستوك في الستينيات ضد حرب فيتنام، وترويجاً للحب والسلام والتحرّر الأقصى من قيود المجتمع)؛ في حين أن المدّة الرسمية لأحدها، أي لـ«أُدْخل إلى الفراغ» أو «فجأة الفراغ» للفرنسي الأرجنتيني الأصل غاسبار نويه (شقيقان مقيمان في طوكيو، يغرقان في متاهة النفس البشرية والتمزّقات الداخلية، ويواجهان تحدّيات الموت والفراغ الروحي والألم الذاتي) حُدِّدت بساعتين وثلاثين دقيقة، مع أن العرض الصحفي الرسمي الأول له شهد نسخة بلغت مدّتها ساعتين وخمساً وأربعين دقيقة. هذه مفارقة أولى، وصفها متابعون للمهرجان ولحركة الإنتاج السينمائي بأنها تأكيدٌ على ميل ثقافي وفني آنيّ للسينمائيين إلى «سينما المؤلّف»، التي تُحرِّر المخرج من ضغط المنتج، علماً أن رئيس المهرجان جيل جاكوب قال إن هذا الأمر يدلّ على أن «ما من منتج خلف هؤلاء السينمائيين يُضيّق الخناق عليهم».

لا تعكس الإطالة الزمنية هذه، دائماً، براعة إبداعية في صناعة العمل الفني السينمائي، وفي إيفاء الفيلم شروطه المطلوبة للتكثيف الدرامي والجمالي، وفي حمايته من الثرثرة البصرية. مثلاً، بلغت مدّة «سفلة مجهولون» لتارانتينو ساعتين وأربعين دقيقة، وقع بعضها في فخّ الإطالة الخالية من عمق حكائي ودرامي؛ في حين أن «فجأة الفراغ» سقط في إطالة بصرية كان يُمكن تفاديها، على الرغم من أن نقّاداً عديدين دافعوا عن الانسجام شبه الكامل لهذه «الإطالة» (لم يجدوها إطالة أصلاً) والسياق الدرامي للحبكة.

علماً أن المدّة الزمنية القصيرة (نسبياً) لأفلام أخرى لا تعني، دائماً، أنها تحرّرت من الثرثرة البصرية أو الفراغ الإبداعي، بدليل أن «خارطة أصوات طوكيو» للإسبانية إيزابيل كويكست مثلاً، غرق في الملل والإطالة غير المفيدة، مع أن مدّته بلغت ساعة وتسعاً وأربعين دقيقة (شاب إسباني مقيم في طوكيو، يُصبح هدفاً لقاتلة مأجورة بعد انتحار حبيبته، بتكليف من والد المنتَحِرة، قبل أن ترتبط القاتلة نفسها به في علاقة غرامية عاصفة). أكثر من ذلك، بدا «خارطة...» أكثر أفلام المسابقة مللاً وبطئاً، على الرغم من ارتكاز مادته على قراءة الصدام الحضاري والثقافي بين الغرب والشرق الأقصى.

الشرق الآسيوي والغرب الأوربي: لقاء أو صدام؟

لم يكن الفيلم الأخير للإسبانية كويكست الوحيد في المسابقة الرسمية الذي ارتبط، بطريقة أو بأخرى، بالجغرافيا الآسيوية ومجتمعاتها، إذ اختار مخرجا فيلمين آخرين مناطق آسيوية أيضاً لتصوير الأحداث الدرامية، هما: «انتقام» للصيني جوني تاو (أب فرنسي يسافر إلى هونغ كونغ للانتقام لمقتل عائلة ابنته)، و«فجأة الفراغ» لغاسبار نويه. بينما أُنجزت أفلام أخرى في دول آسيوية، بإنتاج آسيوي: «عطش» للكوري بارك شان ـ ووك (كاهن يتعرّض لفيروس غريب يحوّله إلى مصّاص دماء نهم وعنيف، قبل أن يُخضِع نفسه لرحلة الألم الأخير المؤدّية إلى الموت)، و«كيناتاي» (أو «من تعرّض لمجزرة»، كترجمة حرفية للكلمة الأصلية) للفليبّيني براينت ماندوزا (مجموعة من رجال الأمن يمارسون أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على عاهرة، قبل قتلها وتقطيع جسدها ورمي أجزائه في مناطق متفرّقة)، الفائز بجائزة الإخراج، و«ليالي السُكر الربيعية» للصيني لو يي (شابان عاشقان يوقعان محيطهما في تخبّط نفسي وتمزّق روحي حاد)، الذي فاز بجائزة السيناريو (الصيني ماي فينغ). ثم إن مخرِجَين آسيويين اثنين أنجزا فيلمين بإنتاج غربي: التايواني آنغ لي في «اجتياح وودستوك» (الولايات المتحدّة الأمريكية) والماليزي مينغ ـ ليانغ في «وجه» (إنتاج تايواني/ فرنسي/ بلجيكي/ هولندي مشترك). وإذا روت أحداث بعض هذه الأفلام قصص أناس أوربيين غادروا مواقعهم الجغرافية بحثاً عن شفاء روحي غير مُنجَز في بيئات شرقية ذات عمق روحاني إنساني مختلف (خارطة أصوات طوكيو، فجأة الفراغ)، فإن انتقاماً دموياً نفّذه أوربيون ثأراً لمقتل عائلة وسط عالم الجريمة والقتلة المأجورين شكّل محور «انتقام»، بينما رسمت أفلام «عطش» و«كيناتاي» و«ليالي السكر الربيعية» فضاء آسيوياً، بتفاصيله ومتاهاته وتشرذمات ناسه وخيباتهم وأحلامهم المكسورة.

هذا كلّه يؤدّي إلى معاينة مسألة جنسيات الممثّلين الذين عملوا في أفلام من جنسيات أخرى، كالنمسوي كريستوف والتز، الذي اختاره تارانتينو في دور النازيّ الشرير المكلَّف مُطاردة اليهود في فرنسا، في «سفلة مجهولون»، فنال عنه جائزة أفضل ممثل؛ والفرنسية شارلوت غاينسبور في دور الأم المفجوعة بفقدان ابنها في رائعة الدنماركي لارس فون ترير «المسيح الدجّال»، ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة، علماً أن ترير اختار الأمريكي ويلم دافو لتأدية دور زوجها المفجوع هو أيضاً، لكن الساعي إلى معالجتها نفسياً من صدمتها القاتلة هذه.

من ناحية أخرى، بدت القصص الحقيقية/ الواقعية قليلة جداً، من دون التغاضي عن إمكانية أن تكون المواضيع الأخرى أقرب إلى حقائق الذات الفردية ووقائع الحياة العادية. بمعنى آخر، فإن الأفلام التي استلّت مواضيعها من قصص حقيقية/ واقعية قليلة، قياساً إلى تلك التي ابتكرت فضاءاتها الإنسانية: اختارت كامبيون الشاعر كايتس، واقتبس الفرنسي زافييه جيانولّي فيلمه «في الأصل» من قصّة حقيقية ونبش الإيطالي ماركو بيلّوتشيو تفاصيل قصّة حقيقية عن الزوجة الأولى والمرفوضة لبينيتو موسوليني، هناك أيضاً الفلسطيني إيليا سليمان، الذي استعان بيوميات والده ورسائل والدته كي يروي سيرة أفراد ومجتمع وبلد في «الزمن الباقي»، على مدى أكثر من ستين عاماً من الاحتلال الإسرائيلي.

لكن، ماذا عن «الأعشاب البرّية» للفرنسي آلان رينيه (عجوز يعاني حالة فراغ روحي في حياته، فيحاول الارتباط بامرأة تعرّف إليها بعد عثوره على محفظتها الضائعة)، و«عناقات مكسورة» للإسباني بدرو ألمودوفار (علاقة حب عاصف بين ممثلة ومخرج، والآثار المدمّرة عليهما وعلى محيطهما)، و«حوض الأسماك» للإنجليزية أندريا آرنولد (الواقع الإنساني الممزّق في بيئة فقيرة، من خلال عائلة صغيرة ونزاعاتها الداخلية المريرة)؟ رسم رينيه (جائزة الدورة الثانية والستين للمهرجان) لوحة شاعرية عن البؤس الذاتي والمتاهة القاسية التي يُعانيها المرء جرّاء وقوعه في صدمة الفراغ والانزلاق في تشعّبات الانفعالات والأهواء، كأنه يستنبط مادّته من واقع إنساني حقيقي يُعانيه أناس بلغوا عمراً متقدّماً. واستمرّ ألمودوفار في معاينة المشاعر الدفينة في أعماق المرء، من خلال قصّة حبّ شفّافة وعادية. وبدت آرنولد (الفائزة بجائزة لجنة التحكيم، مناصفة مع الفيلم الكوري «عطش») حادّة في تصويرها المحيط الاجتماعي والانفعالي لبيئة جغرافية موغلة في شقائها، بلغة سينمائية جميلة. بهذا المعنى، يُمكن اعتبار هذه الأفلام الثلاثة مرتبطة، جداً، بوقائع العيش اليومي على تخوم الألم والتمزّق والبحث عن راحة نفسية/ روحية ما.

 

 

 

نديم جرجورة




 





المخرج الفرنسي آلان رينيه (الأعشاب البرّية) مُكرَّماً بجائزة الدورة الثانية والستين لمهرجان «كان»، وبدت وراءه رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير





شارلوت غاينسبور، بطلة «المسيح الدجّال» للدنماركي لارس فون ترير، إثر فوزها بجائزة أفضل ممثلة





بينيلوبي كروز في مشهد من الفيلم الإسباني «عناقات مكسورة» لبدرو ألمودوفار