سبعُ قصائد لأسماء

سبعُ قصائد لأسماء

(1) مريم, وابنتها

مُهرةٌ زرقاءُ في الماءِ المطهم
عَبرتْ خائفةً هذا المساءْ
طبعتْ نجماً على وجنة مريمْ
وتوارت خلف أسوار النساءْ
***
مُهرةٌ تركضُ في صورتها
مثل طير عالق في الشبكِ
دارت الأمُّ على طفلتها
ومضتْ كالكوكبِ المرتبكِ
***
مهرةٌ أجملُ من ابنتها

(2) شجرةُ الأسف

(المعرفةُ هي شجرة الأسف)
(لورد بايرون)

أنْ تعرف
هُوَ أن تأسفْ
فاجهلْ ما ترغبُ في أنْ تعرفهُ
متى تسلمْ
فقد سجنه آدمُ
ذات سؤالٍ عن معناها
فاجهلْ
حتى لا تندمْ

(3) ابنُ عقيل

فاجئها قبل طلوعِ الفجرِ
وخذْ من فمها دمها الفتانْ
هل تملكُ أن تبقى حياً
حتى تطلع شمس أخرى?
هل تملكُ ألا تغدر فيك الشمسُ
وترمي جنتكَ المقهورةَ
من أعلى البرجِ إلى الوادي?
إرثُ الغدر ثقيلْ
والأرضُ مدورة كالفتنةْ
أعني أنّ الأرض مدورة كاللعنة
فلماذا لا تشربُ من دمها يا ابنَ عقيلْ?

(4) بين الصالبِ والمصلوب

نصفي (منْ أدنى القلبِ إلى أعلى الرأس)
يرتبه الحلاجْ
والنصفُ الآخر (من أدنى القلب إلى القدمين)
يرتبه الحجاجْ
وأنا بينهما
حرفٌ طائرْ
حرفٌ حائرْ
بين الصالبِ والمصلوب
(ضعفَ الطالبُ والمطلوبْ)

(5) الحسين (صورة له بقلم ابن خلدون)

(إذا نظرت بعين الإنصافِ عذرتَ الناس جميعا)
(المقدمة)

دمهُ مهدورٌ
من قبلِ ولادتهِ
ويزيد جاء ينفذ ما خُطَّ له
من أمر مشيئتهِ
لا يقدرُ أن يلوي أحدٌ
من عُنق التاريخ ودورتهِ
فالقاتلُ محكوم بالقتلِ
ومحكومٌ بالموتِ مصير ضحيتهِ
واللهُ, كميزان فوق التاريخ
يقدر أقدار الناس بحكمتهِ
لا يفلتُ عبدٌ أو ملكٌ
أو نبأ من أمر مشيئتهِ
لا يرجع نهرٌ (مهما كان قويا)
نحو بدايتهِ
وجميلٌ أن تصنع أنتَ صنيعتك الكبرى
في الدهرِ, ولكنْ
أنى لك أن تفلت من قبضةِ سطوته?

(6) فوكوياما

ألقى فوكوياما
في بركة ماء آسنْ
حجراً ومضى
كي يضحك خلفَ الأشجارْ
منْ لغط ضفادعَ مذعورةْ
تملأ صدر التاريخ

(7) أبولهب

تبتْ يدُهُ
فأبوهُ النارُ, ومولدُهُ
في يومِ النارِ, وموعدُهُ
جبروتُ النارِ, وزوجتهُ
حمالةُ أحطاب النارِ, وسيّدهُ
لقيامِ الساعةِ موقِدُهُ

 

محمد علي شمس الدين