الفواق إزعاج له علاج

 الفواق إزعاج له علاج

من المؤكد أنك قد عانيت من الفُواق ذات يوم, وربما كانت لحظات المعاناة هذه عابرة أو مستمرة, وفي كلتا الحالتين نتساءل: ما السبب, وما العلاج?

الفُواق أو ما يسمى (الفهقة) أو (الحازوقة) ظاهرة شائعة جداً, تصيب تقريباً كل إنسان وحتى قبل أن يخرج إلى هذا الوجود! فمعظم الحوامل يُخبرنك بأنهن قد شعرن بحدوث الفواق عند الجنين وخاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل, وعادة ما يكون الفواق عابراً, ونادراً ما يغدو مستمراً معنداً, وعندها يؤدي إلى التجفاف والأرق والإعياء ونقص في الوزن وسوء التغذية. والفواق عبارة عن تقلصات تشنجية لاإرادية في الحجاب الحاجز وفي العضلات ما بين الأضلاع, تؤدي إلى حدوث شهيق مفاجئ وتنتهي بانغلاق فجائي للسان المزمار في أعلى الحنجرة.

ويأتي الفواق بمعدل 4-60 مرة في الدقيقة, ويظل على معدل ثابت تقريباً عند الشخص المصاب. ويختفي الفواق عادة بعد بضع دقائق, إلا أنه قد يستمر - في حالات نادرة - لأيام أو أسابيع, بل ربما لأشهر عدة.

ويطلق اسم (الفواق المستمر) Persistcnt على الحالة التي يستمر فيها الفواق لمدة تتجاوز 48 ساعة ولا تصل إلى شهر كامل. ويكون الفواق معنداً Intractable إذا ما استمر لأكثر من شهرين.

والفواق المستمر والمعند أكثر حدوثاً عند الرجال من النساء.

وعلى الرغم من أن الفواق استحوذ على اهتمام الفلاسفة منذ أيام (أفلاطون) فإن الوظيفة الفسيولوجية للفواق لم تحدد بدقة بعد, ولا يعرف بالضبط الهدف من الفواق حتى الآن رغم أنه نشر خلال العقود الثلاثة الأخيرة أكثر من مائتي بحث طبي عنه.

ما الأسباب?

تنجم نوبات الفواق عادة عند توسع المعدة بسبب الإفراط في تناول الطعام وخاصة الأطعمة الحارّة والشطة, أو تناول المشروبات الغازية, أو ابتلاع الهواء, أو استنشاق أبخرة مؤذية, أو نفخ الهواء في المعدة أثناء تنظيرها.

أما الأسباب الأخرى فتشمل تناول الكحول والتدخين, والانفعالات, والاستثارة الفجائية, والتعرّض للضغوط النفسية. وكذلك يحدث بعد أي مرض يسبب تخريشاً للحجاب الحاجز مثل التهاب الرئة والتهاب الغشاء المحيط بالرئة وعمليات البطن.

وهناك أكثر من مائة سبب للفواق. وتصنف هذه الأسباب تحت المجموعات التالية:

- تخريش العصب الحائر والعصب الحاجبي: فهذه التخريشات هي أكثر الأسباب شيوعاً للفواق المستمر أو المعند. ومن هذه الأسباب: التهاب البلعوم والتهاب الحنجرة والأجسام الغريبة, وتضخم الغدة الدرقية والأكياس وأورام الرقبة. ومن الأسباب الأخرى التي تخرش العصب الحاجبي: فتق المعدة, وقلس (رجوع) حمض المعدة إلى المريء. كما قد يحدث عند المصابين بداء السكري.

- أمراض الجهاز العصبي المركزي: وتشتمل على أمراض شرايين الدماغ, أو التهابات أو أورام الدماغ.

- اضطرابات استقلابية أو سمّية: حيث يحدث الفواق في حالات الفشل الكلوي والتسمم بالكحول. كما قد يحدث بعد التخدير العام.

- العوامل النفسية: كالقلق والانفعال والتعرض للضغوط النفسية. ولكن يجب ألا نعزو سبب الفواق إلى عوامل نفسية إلا بعد إجراء تقييم طبي شامل للمريض.

وحدوث الفواق مع الحمّى بعد عملية جراحية في أعلى البطن يثير الاشتباه بوجود خرّاج تحت الحجاب الحاجز وفوق الكبد.

تقييم حالة المريض

إن حدوث الفواق لفترة قصيرة شائع جداً, لا يحتاج عادة إلى فحوص طبية. أما إذا ما استمر الفواق لمدة تجاوزت يوماً واحداً, أو عنّد الفواق على العلاج, فينبغي حينئذ إجراء فحوص طبية للتعرّف على سببه وتحديد خطة العلاج.

واستمرار الفواق أثناء نوم المريض يوحي بوجود سبب عضوي للفواق وليس نفسي المنشأ.

وقد يحتاج الأمر إلى إجراء بعض الفحوص المخبرية والشعاعية, واستشارة طبيب مختص بالأنف والأذن والحنجرة أو بالأمراض الهضمية.

علاج الفواق

معظم العلاجات التي يقترحها الطب الحديث مبنية على حالات محدودة ذكرت في المجلات الطبية, وليست هناك دراسات كبيرة في هذا المجال.

وينبغي أن يوجّه العلاج أساساً نحو سبب الفواق, كمعالجة التهاب المريء, أو قلس (رجوع) حمض المعدة إلى المريء بالأدوية المضادة للقرحة.

معالجة الفواق في البيت:

- ضع ملعقة صغيرة من السكر تحت اللسان ودعها تذب ببطء, أو ابلع ملعقة صغيرة من السكر الجاف, وكرّر ذلك ثلاث مرات أو أكثر, وبفواصل لا تتجاوز الدقيقتين, أو خذ السكر مع كأس من الماء.

- احن جسمك من الجذع إلى الأمام, واشرب كأساً من الماء من الجهة البعيدة من الكأس.

- أوقف نَفَسَك لبرهة قصيرة, وحاول أن تبلع في الوقت الذي تشعر فيه بأن الفواق قادم. ويمكن تكرار ذلك مرتين أو ثلاثا حتى يتوقف الفواق.

- ضع كيساً من الورق على الفم, وحاول أن تتنفس بعمق وبسرعة داخل الكيس مرات عدة وتأكد من أن الكيس يحيط بالفم بإحكام.

- حاول أن تغرغر فمك بماء مثلج.

- مص قطعة من الليمون بقوة, أو ابلع ملعقة صغيرة من الخل (إذا لم تكن مصاباً بحموضة في المعدة).

- إذا كان طفلك قد أصيب بالفواق, فحاول أن تدغدغه بلطف وأنت تطلب منه أن يوقف نَفَسَه ولا يضحك.

العلاج بالأعشاب:

ينصح خبراء الأعشاب باستعمال شاي البابونج الذي يعمل كمضاد للمغص في تهدئة الفواق. كما يفيد استخدام الشاي بالنعناع بعد إضافة عصير ربع ليمونة إليه.

العلاج الدوائي:

هناك عدد من الأدوية التي استخدمت في علاج الفواق مثل كلوربرومازين (وهو أكثر الأدوية استخداماً في العالم في علاج الفواق المستمر), واستخدامه حقنة في الوريد هو أكثر الوسائل فعالية في هذا المجال. ولكن ينبغي إعطاؤه ببطء كي لا يحدث أي هبوط في ضغط الدم. كما يمكن إعطاؤه بشكل حبوب لمدة 7-10 أيام.

وينبغي تحذير المرضى الذين يستخدون هذا العلاج من أنه يمكن أن يسبب النعاس وبعض الحركات اللاإرادية في الأطراف. أما الخيار الثاني فهو دواء يدعى Metoclopramide. واستخدامه أسلم, ولكنه أقل فعالية من الكلوربرومازين. وهناك دواء آخر يدعى Baclofen استخدم بنجاح في علاج حالات الفواق المستمر, كما أن هناك أدوية أخرى مثل الأدوية المضادة للاختلاج ومضادات الهمود قد جرّبت في علاج هذه الحالة.

ونذكر بأنه لا يجوز تناول أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب.

 

حسان شمسي باشا