المفكرة الثقافية.. صفوت كمال ودراسة الفولكلور الكويتي

المفكرة الثقافية.. صفوت كمال ودراسة الفولكلور الكويتي

فولكلور

في شهر مارس (آذار) من العام الحالي 2009، غيّب الموت خبير الفولكلور والفنون الشعبية، المصري صفوت كمال، الذي أمضى سنوات طويلة من عمره في الكويت، إذ قدم إليها عام 1966 ليعمل خبيراً في الفنون الشعبية، حيث ركّز جهوده في دراسة مكونات التراث الشعبي الكويتي بما يضمه من عادات وتقاليد وحكايات وأمثال شعبية، وفنون وصناعات يدوية تراثية.. إلخ، دراسة تأصيلية علمية أظهرت ريادته في هذا المجال وكشفت عن عمق بحوثه ودقة تحليله العلمي.

ولد صفوت كمال محمد بالقاهرة عام 1931، وتخرّج في كلية الآداب بجامعة القاهرة - قسم الفلسفة عام 1956. عمل فور تخرجه مشرفاً على البحوث في مركز دراسات الفنون الشعبية منذ إنشائه بمصر عام 1957، ثم عمل رئيساً للسكرتارية الفنية في مصلحة الفنون التابعة لوزارة الإرشاد القومي، والتي كان يرأسها آنذاك الأديب الكبير يحيى حقي. وفي عام 1958 اختير كأول مبعوث للتخصص في الدراسات الفولكلورية ومناهج البحث الإثنوجرافي (دراسة الإنسان في بيئته)، إلى جامعة وارسو ببولندا. سافر إلى الكويت عام 1966 ليعمل خبيراً في الفنون الشعبية، بمركز رعاية الفنون الشعبية الكويتية التابع لوزارة الإعلام، كما شارك في تدريس مادة تاريخ الفن في المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للموسيقى بالكويت.

وفي الكويت، وجد بيئة تراثية خصبة وغنية بمفرداتها ومكوناتها الشعبية الأصيلة، فعمل على دراستها وتأصيلها تأصيلا علميا والكشف عنها والتعريف بها، من خلال أبحاثه ومقالاته وكتبه، التي أخذ ينشرها بعيد استقراره في الكويت، فكتب عن عادات وتقاليد الزواج في الكويت، وأصّل للفولكلور الكويتي في كتابه «مدخل لدراسة الفولكلور الكويتي»، وعرّف بفنون الصناعات الشعبية في الكويت، ضمن كتاب «الفن التشكيلي في الكويت»، كما تناول دراسة الأدب الشعبي في الكويت من خلال كتابه «الحكايات الشعبية الكويتية: دراسة مقارنة»، كما نشر العديد من أبحاثه في مجلة «عالم الفكر» التي تصدر عن وزارة الإعلام بالكويت.

وكان من أهم أعماله المشاركة في إعداد ونشر المرجع المهم «الأمثال الكويتية المقارنة» في أربعة أجزاء ضخمة، مع المؤرخ والأديب الكويتي أحمد البشر الرومي (1905 - 1982)، وقد صدر الجزء الأول في 1978 عن مركز رعاية الفنون الشعبية الكويتية.

وقد استهل الجزء الأول بمقدمة مسهبة أعدها صفوت كمال بعنوان: «التواصل الثقافي في الأمثال العربية ومنهج دراستها».

وقد بيّن فيها أهمية الأمثال الشعبية في وجدان الشعب، إذ تعتبر من أهم الموضوعات ذات الصلة بالمأثورات الشعبية عامة، والأدب الشعبي خاصة، ومن حيث إنها تعبير أدبي عبر به الإنسان عن تجربة عايشها أو خبرة اكتسبها من خلال ممارساته اليومية للحياة، بجانب أنها تعبير عن رؤية فكرية وموقف معين من الحياة عبّر عنه الإنسان بعبارة أدبية موجزة.

والأمثال بطبيعة تكوينها كشكل من أشكال التعبيرعن المجتمع - كما يذكر صفوت كمال في مقدمته - تنعكس عليها عادت الشعوب وسلوكها وأخلاقها وتقاليدها، وهي معين لا ينضب لمن يريد دراسة المجتمع أو اللغة أو العادات الشعبية عند أمة من الأمم.

وكتاب «الأمثال الكويتية المقارنة» كان حصيلة عمل ميداني متواصل في جمع الأمثال الكويتية وتوثيق مادتها في مناسبات استخدامها وشيوعها وتداولها، كما أنه كان نتيجة جهد علمي منهجي في جمع الأمثال العربية الشائعة والقديمة من كتب صدرت عن الأمثال العربية في قطاعات متعددة من الوطن العربي، وفي حقب زمانية متتابعة.

وقد اختص الكتاب بتصنيف الأمثال الكويتية مع نظيرها من أمثال عربية، تصنيفا موضوعيا في أبواب ترتبط بموضوعات مضارب الأمثال، وكذلك فرز العناصر الأساسية للأمثال وتصنيفها أيضا تصنيفا موضوعيا.

شارك صفوت كمال في مؤتمرات عربية ودولية عديدة في مجال الفنون الشعبية والتراث الشعبي، وعمل أستاذاً للفولكلور بالمعهد العالي للفنون الشعبية بالقاهرة، وشغل عضوية هيئة الإثنولوجي والفولكلور الدولية منذ عام 1965، وعضوية الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، ولجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، ومشروع توثيق وتنمية المأثورات الشعبية.

توفي في مارس (آذار) 2009 عن 78 عاماً، وترك إنتاجاً فكرياً مهماً في تخصصه الذي كان فيه بحق رائداً، ويكفي أن نشير إلى بعض أبحاثه ودراساته والتي تـنم عن قدرة علمية مرموقة في هذا المجال:

- مدخل لدراسة الفولكلور الكويتي. ط1 - 1968، ط2 - 1973.

- عادات وتقاليد الزواج لكويتي، 1972.

- من أساطير الخلق.. مجلة عالم الفكر - مج2، ع1 (أبريل - يونيو 1971).. ص235 - ص254.

- تحليل عناصر الرواية كمنهج فولكلوري/ ستيت تومسون، ترجمة وتعليق صفوت كمال - مجلة عالم الفكر - مج3، ع1 (أبريل - يونيو 1972) ص 181 - ص200.

- مناهج بحث الفولكلور العربي بين الأصالة والمعاصرة، مجلة عالم الفكر، مج6، ع4 (يناير - مارس 1976) - ص173 - 210.

- مفهوم الزمن بين الأساطير والمأثورات الشعبية: دراسة إثنولوجية - مجلة عالم الفكر، مج8،ع2 (يوليو - سبتمبر 1977) ص211 - ص234.

- الأمثال الكويتية المقارنة/ أحمد البشر الرومي، صفوت كمال، ساعد في الإعداد محمد عمران، 4مج، 1978.

- الرمز والأسطورة والشعائر في المجتمعات البدائية - مجلة عالم الفكر، مج9، ع4 (يناير - مارس 1979) ص181 - ص224.

- فنون الصناعات الشعبية في الكويت في: الفن التشكيلي في الكويت، 1983.

- التواصل الثقافي في الإبداع الشعبي المصري. مجلة الفن المعاصر (القاهرة) مج1، ع1 (خريف 1986).

- الحكايات الشعبية الكويتية:دراسة مقارنة. ط2 - 1991.

- المأثورات الشعبية (الفولكلور) والإبداع الفني الجمالي - مجلة عالم الفكر، مج24، ع1، 2 (يوليو - ديسمبر 1995) ص233 - ص249.

الكويت: إبراهيم عبدالموجود

مؤتمرات
أدباء السعودية يجتمعون الشهر المقبل

يعقد بالرياض خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2009 مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث تحت عنوان «الأدب السعودي.. قضايا وتيارات»، ويشتمل المؤتمر على عشرة محاور متنوعة، تتمثل في «الأدب والانتماء الوطني» و«الأدب وثقافة التسامح» و«الأدب والمؤسسات الثقافية» و«الأدب ومناهج التعليم» و«الأدب ووسائل الإعلام» و«الإبداع الجديد» و«الإبداع الإلكتروني» و«أدبنا خارج الحدود» و«الأدب السعودي المترجم» و«الدراسات النقدية». وشكلت لجنة تنظيمية برئاسة وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيزالسبيل، وعضوية المستشار بالوزارة نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي (أمينا للجنة)، والدكتور عبدالله المعيقل، والدكتور صالح معيض الغامدي، والدكتور محمد رضا الشخص، والدكتور عبدالله الحيدري. يذكر أن أول مؤتمر للأدباء السعوديين عقد في مكة المكرمة عام 1974، بينما عقد المؤتمر الثاني في عام 1998 في مكة أيضا.

نشر ثقافة الحوار

رعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية «ملتقى المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار»،الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعقد بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض واستمر لمدة ثلاثة أيام. ومن أبرز المشاركين في هذا الملتقى المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ورئيس مجلس الشورى عبدالله بن محمد آل الشيخ ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، ووزير الشئون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، ومديرة جامعة نورة بنت عبدالرحمن سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود، ونائبة وزير التربية والتعليم الأستاذة نورة الفايز. وقد هدف هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على أهمية الحوار في رقي المجتمعات، وبحث سبل نشر ثقافة الحوار وتعزيزها في المجتمع، والتعريف بجهود المركز في نشر ثقافة الحوار، وتعزيز التواصل بين المدربين المعتمدين ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وتطوير البرامج التدريبية لنشر ثقافة الحوار، كما هدف إلى تفعيل التواصل بين المركز والمدربين المعتمدين في مختلف مناطق المملكة، والوقوف على الملامح الجديدة لفعاليات المركز التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع.

الرياض: عبدالله السمطي

رواية
«الخواص» للكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي

تتجاوز رواية السيرة الذاتية «الخوّاص» سيرة الشخص إلى سيرة مكانه، بل أمكنته، وإن كان المكان الأول -والذي عاد إليه بعد طول غياب- استقطب معظم حبر قلم الراوي، وقد عمدت إلى تحليل النص، لغناه، آملا أن يكون التناول التحليلي للعناصر المذكورة، ما يعمّق التناول النقدي، حيث وجدتني مركزا على ما وقع الكاتب تحت تأثيره: الأرض بما تملك من خصوبة، والتي تاريخها وأحداثها أكبر بكثير من حجمها المادي، وهذا ما قصد الكاتب-رغم اهتمامه بتقديم سيرته الذاتية- أن يقوله، بل أن يقول إن سيرته جزء من سيرة المكان العظيمة، والتي لا تكتمل سرديته الخاصة أبدا إلا بها.

العادي والطقسي وتعدد الأصوات

عند تأمل عناوين فصول السيرة الذاتية للكاتب نجد أنها تجمع بين العادي اليومي، والرمزي الصوفي، فمن العادي كانت العناوين الآتية: الولد والأرض، حلم المزرعة، الطفل الخجول، ممنوع التجول، يا كلاب،..

ومن غير العادي (الرمزي الصوفي) كانت العناوين الآتية: الشيخ والأسطورة، الشيخ العملاق، الشيخة صالحة، الشيخ بولاد، لقاء العماليق، حجر القمر، الأرض الأنثى، على مائدة العماليق، ليلة التمام، ومن خلال حساب بسيط نجد أن العادي يشكل في العناوين حجم الثلث.

كما ان هناك 5 شيوخ منها شيخة في عناوين الفصول، كما يلاحظ قدرة عالية في خلط العادي والرمزي الصوفي، بحيث نثر العادي في غيره، بتوازن فكري جعلنا نعيش الآن والماضي دون أن يسطو زمن على آخر، ودون أن تسطو سيرة المكان على سيرة الراوي، أو سيرة الشيوخ على سيرة أشخاص عاديين في السيرة المروية. ويبدو ان الكاتب المسكون في هكذا أجواء (التاريخ والأسطورة والصوفية والتعلق بالمكان) يعي ما يقدمه، بل يقصد هذا الوعي، حتى إن صدقه في التناول لهذه العناصر، وعدم تكلفه، منح السيرة الذاتية قوة فنية، وعمق القوة في حسن توظيفه لثقافته خلال القص بما لا يجعل السيرة كتابة مقالية، وبما لا يجعلها مجرد سرد عادي لأحداث وقعت معه تجعل منه مجرد حكواتي.

لقد أحسن الكاتب في الانتباه إلى مستويات شخوصه الذين استدعاهم من الماضي، من مرقدهم، حين بعثهم إلى الحياة ليحاورهم ويسمعنا صوتهم، فجعلهم هم الذين يتكلمون، لا ان يتكلم هو على لسانهم، وإن فعل ذلك أحياناً لمقام يناسب ذلك لعقد مشابهة بين إنسان اليوم الفلسطيني، وفلسطيني آخر في الماضي هو «شديد» الذي عانى كما عانى الكاتب، وعشق مثله خصوصاً في رواية شديد عن أدمته (امرأته) حيث نحس هنا تداخلا بين الراوي وشديد، لأن الراوي فقد أدمته كذلك، وأحسن الكاتب حين اختار شخصيات الماضي من أكثر من زمن، ليوصل فكرته كيف يأتي الغزاة إلى هذه الأرض ويمرون، فالإنسان هنا واحد، وإن اختلف الزمان، والغازي واحد أيضاً لا تهم قوميته أو جنسه!

«أحسنت يا ولد، إنك عليم بالسياسة وبأحداث التاريخ», قال «الخواص»، عفارم عليك يا جدي، قال جدي: والله مثلما قال المثل: (الدنيا دول، ولكل دولة أجل)، قال العبد ألحان، استغفر الله لا دائم إلا وجهه، قال الشيخ بولاد، جاجة حفرت على راسها عفرت، قال صوت أعرفه وأسمعه لأول مرة في هذا المكان.

-يا حاج سالم أأنت هنا؟ نسيت أن لك عمارة (...)

-انا هان يا ولد، ما حدا شقي وتعب قدي، كان قميصي مشرمح وكانت الشمس تحرق جلدي وأنا يتيم وصغير، أنا بنيت نفسي بنفسي لم أكن أملك حفنة تراب وأشتريت أرضاً وعين الجديدة وهذه العمارة، وطول عمري اشتغل في الأرض», فالإمام يرمز إلى الأرض والشيخ بولاد كذلك، الجد يرتبط ذكره بالكرامة، وشديد يرتبط بشكل خاص بالوحدة، والعبد ألحان هو مزيج من هؤلاء، ولا ننسى «الخواص» القادم من مصر المحروسة في زمن السلطان نور الدين زنكي.

الفصل في الرواية بين صوت الكاتب وصوت شخوصه كان ضرورياً من أجل خلق حوار حيوي وزمني، لكنه كان متصلاً برواية الكاتب أحياناً كما تستدعي ظروف توظيف الشخوص، والحوار معهم داخل العمل الأدبي، وهنا يتجلى الإبداع والخيال حين يحسب القارئ إنما يروي الكاتب عن شديد، أو يروي عن نفسه، لكن إشارات الكاتب عن أدمته هو في أكثر من مكان يجعلنا نحسب ونتخيل أن الكاتب إنما يحكي عن أدمته، وليس عن شديد.

فحين كان الوصف في الرواية يتناول علاقة الحب وتفصيلاتها كان يسرد الكاتب على لسان شديد، فيما تقاسم وصف بدايات الحب، وهو صغير، وبينه وبين شديد.

تقنية

لقد أقام كاتب «الخواص» سيرته على سيرة الأرض عبر تاريخها، وتعرضها للغزاة، مما استلزم استدعاء أشخاص من تاريخ قريب وبعيد وصل إلى أول التاريخ أي إلى الكنعانيين. وحتى يستطيع فعل ذلك، استخدم تقنية وقدرات الحلم والخيال، سواء الحلم العادي، او حلم اليقظة، فحين كان لابد من محاورة شيوخه وأجداده، استدعاهم للحقيقة من مرقدهم، وجعلهم يتحدثون ويعرفون أحياناً على أنفسهم كما حدث مع الشيخ «الخواص».

«أنا العبد الفقير لله إبراهيم الخواص، خلقت في أرض مصر المحروسة، ما إن وعيت الدنيا وأنا أعمل في الخوص،..»

لغة

ان سحرية العوالم التي استقدمها الكاتب في سيرته الذاتية والتي عمق فيها خلود الإنسان الفلسطيني في هذا المكان الوعر والمطموع فيه، استلزمت لغة ترتقي بها وبمضمونها الإنساني والوطني. فقد استطاع توظيف لغة الشعر في المكان المناسب من «الخواص» حتى انه بث قصيدة جميلة ص 154، وليس هذا فحسب، بل استخدم المحسنات البديعية اللغوية كالجناس والمزاوجة بين الحروف في مواقع تتطلب ذلك، كما في المواقف التي فيها تعبير عن المشاعر الوطنية والقومية أو السخرية.

القدس: تحسين يقين

معرض
أنكي بلال الفنان الذي قلب مقاييس الفن التاسع

استقبلت صالة العرض والمزاد الشهيرة Artcurial في جادة الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، 350 رسمة مصورة، هي حصيلة الرسومات المستخدمة في آخر كتاب صدر هذا العام لأحد أشهر رسامي الفن التاسع في فرنسا، والذي استطاع أن يسجل ولأول مرة رقماً قياسياً في تاريخ المزادات على الرسومات المصورة، حينما بيعت إحدى رسوماته عام 2007 بمبلغ وقدره 177 ألف يورو، إنه الرسام، المؤلف والمخرج السينمائي أنكي بلال.

ولد بلال عام 1951 في بلجراد، كان والده (بوسني) يعمل كمصمم لأزياء جوزيف تيتو، رئيس جمهورية يوغوسلافيا السابق إبان الحكم الشيوعي. لأسباب سياسية هاجرت العائلة الى فرنسا وكان عمر أنكي بلال آنذاك 10 سنوات، وسرعان ما برز تفوقه وظهر ذكاؤه حينما تفوق على زملائه في المدرسة بتعلم اللغة الفرنسية، وهذه الأخيرة ساعدته على دخول عالم القصص المصورة الذي أحبه كثيراً، فشارك في العام 1971 بمسابقة خاصة بهذا الفن اطلقتها مجلة pilote، ليفوز بالجائز الأولى، ويبدأ مشواره الطويل مع الفن التاسع، فينشر أولى قصصه المصورة عام 1972 واسمها «نداء النجوم».

تعاون أنكي بلال في البداية مع العديد من المؤلفين، وكان أبرزهم بيار كريستن، فأصدرا معاً سلسلة من الكتب المصورة حققت نجاحاً ملفتاً في أواخر السبعينيات. وفي العام 1980، كانت بداية بلال مع التأليف، فصدرت له عدة كتب مميزة في الثمانينيات توجت نجاحها الجائزة الكبرى لمهرجان انغولام العالمي للقصص المصورة.

لعب بلال دوراً بارزاً في لفت أنظار النقاد والصحفيين نحو الاهتمام بفن القصص المصورة، على أنه أيضاً فن تشكيلي معاصر، يستطيع أن يجذب اهتمام المتاحف ومقتني الأعمال الفنية، خاصة وأنه يضم العديد من الأساليب والتقنيات، ومنها تلك التي اشتهر بها هذا الفنان، وحطم من خلالها قوانين المدرسة التقليدية للرسوم المصورة، حينما بدأ بمعالجة رسومه بأسلوب فني تشكيلي، فحول الإطار المصور من رسم تقليدي محبّر باللون الأسود، تغطي فراغاته الألوان المائية أو ألوان الكمبيوتر حديثاً، إلى لوحة فنية يغطي مساحاتها رسم متقن، مزج داخلها بألوان الأكريليك المزينة بضربات أقلام الباستيل.

باريس: بلال بصل

منح
مصر تفتح مراسم الأقصر أمام فناني العالم

لا يكاد يوجد فنان تشكيلي مصري لم يقض شهورا من عمره فى مرسم الأقصر - الذي تأسس في منتصف القرن العشرين فى جنوب مصر- لا هم له سوى تأمل الحياة والموت من حوله وهما يلقيان بظلالهما على صفحة لوحاته من خلال ما تزخر به المعابد الفرعونية فى البر الشرقي، أو المقابر الجنائزية فى البر الغربي لنهر النيل. وتظل الخبرة التى يكتسبها الرسام أو المثال والنحات من المكوث فى مرسم الأقصر هى زاده وذخيرته.

وأخيراً رأى الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصرى، ألا يقصر تأثير هذا المرسم على فناني مصر وحدهم فكان مشروع مراسم الأقصر الجديدة وتفرغ المبدعين الشباب من مختلف الجنسيات في هذه المدينة التي يصفها بقوله: هى مدينه السحر.. وعبقرية التاريخ بما أنتجته من إبداعات خالدة تشهد على النبوغ الإنساني منذ فجر التاريخ.. إنها مدينة موحية ومحرضة على الخيال. ويضيف: عندما فكرنا في إقامة «ملتقى الأقصر الدولي للفنون التشكيلية» كانت طيبة هى المقصد، بالأمس احتضنت مرسم الأقصر الذى أفاد منه الفنان المصري فقط واليوم تتسع النظرة فنمد الجسور مع فناني العالم شرقاً وغرباً فالمستقبل لا يتأتى إلا بالتفاعل الإنساني والتنوع الفني الخلاق.

أما الفنان الدكتورإبراهيم غزالــة، مدير مراسم الأقصر وقوميسير عام ملتقى الأقصر الدولي للفنون التشكيلية، فيقول: أخيرا تحقق حلم جموع التشكيليين بعد أن أصبحت لهم مراسم فى أهم متحف مفتوح فى العالم، وملتقى دولي لفن التصوير يعقد كل عام.

ويطلعنا غزالة على كيفية اشتراك الفنانين في مراسم الأقصر الجديدة والتي تتم بأربع طرق:

أولها: «منحة المرسم لشباب الفنانين دون الثلاثين» حيث تختار لجنة عليا تضم مجموعة من كبار الفنانين والنقاد عدداً يتراوح مابين 12- 15 فناناً, بعد الاطلاع على أعمالهم الفنية وسيرهم الذاتية, على ضوء الشروط والضوابط التي تضعها هذه اللجنة, على أن يتم اختيار عملين أبدعهما كل فنان أثناء المنحة لتصبح مقتنيات لمتحف المرسم.

ثانيها: «الفنان المقيم فوق الثلاثين سواء أكان مصريا أم أجنبيا» حيث يتقدم كل فنان بسيرته الذاتية, وصور فوتوغرافية لنماذج من أعماله الفنية مع مبررات حاجته للاستفادة من الإقامة بالمرسم, لتختار اللجنة العليا الفنان المقيم وفقا لمدى ارتباط تجربته الفنية ومشروعه بأهداف المرسم, على أن يقوم الفنان الحاصل على المنحة بإهداء أحد أعماله إلى متحف المرسم.

ثالثها: «ملتقى الأقصر الدولي للفنون التشكيلية» الذي يقيمه المرسم سنوياً لبحث موضوع تطرحه اللجنة العليا, ولا يزيد عدد المشاركين فيه على 25 فناناً في كل دورة: خمسة من الفنانين العرب وعشرة من الأجانب ومثلهم من المصريين, ويحتضن هذا الملتقى ورشة عمل ذات صلة بموضوعه, وندوة تناقش الموضوع المطروح, وفي رحابه يتم تكريم ثلاثة ضيوف شرف: أجنبي, عربي, ومصري من أصحاب التجارب الفنية ذات العلاقة بموضوع الملتقى, مع طبع كتالوج لأعمالهم باللغتين: العربية والإنجليزية.

والطريقة الرابعة للالتحاق بالمشروع تكون من خلال «برنامج تنمية المهارات الفنية للهواة», وفيه ينظم المرسم دراسات فنية لتدريبهم وتنمية مهاراتهم الفنية في مجالات: الرسم، والتصوير، والجرافيك، والنحت مقابل سدادهم مبلغ 300 جنيه مصري, أو ما يعادلها بالعملات الأخرى للأجنبي, ويجوز أن يعفى الدارسون من المصروفات في بعض الحالات التي تستدعي ذلك بعد العرض على اللجنة العليا.

وتتيح مراسم الأقصر لفنانيها الإقامة، كما يحصل الفنان المقبول في «منحة المرسم لشباب الفنانين» على مكافأة شهرية قدرها 1000 جنية مصري, فضلا عن 1000 جنيه أخرى بدل خامات كل ثلاثة أشهر, وكذا يمنح تذكرة ذهاب وعودة من الأقصر وإليها.

وفي نهاية كل دورة يقيم لهم المرسم معرضا لأعمالهم يطوف العاصمة والمحافظات.

أما الفنان المقيم فيمنح 500 جنية شهريا كبدل خامات, ويتحمل صندوق التنمية الثقافية لمرة واحدة - مصاريف سفره من القاهرة إلى الأقصر والعودة، وفي ملتقى الأقصر تصرف مكافأة قيمتها1000دولار للفنانين الأجانب و3000 جنيه للفنان المصري, كما يتولى المرسم توفير الانتقالات الداخلية للفنانين, وكذلك الخامات الفنية الأساسية, وينظم برنامجاً سياحياً وثقافياً خلال فترة الملتقى, ويوفر لضيوف الشرف الانتقالات الداخلية والخارجية, شاملة تذاكر الطيران ذهابا وعودة, وبالنسبة لبرنامج تنمية المهارات الفنية للهواة يوفر المرسم الخامات الأساسية للدارسين.

وتتراوح مدة منحة المرسم ما بين ثلاثة وستة أشهر, تبدأ قي أول أكتوبر من كل عام, بينما يحدد الفنان المقيم المدة التي يحتاج إليها على ألا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاثة أشهر, أما الملتقى الدولي فيعقد في أبريل من كل عام لمدة ثلاثة أسابيع، في حين تكون مدة دورة تنمية مهارات الهواة ثلاثة أشهر بواقع ثلاثة أيام أسبوعياً.

وفى النهاية يؤكد الدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر «أن هذه المراسم ستسهم فى وصل التشكيليين المصريين بتراثهم الفرعونى الذى هو جزء أصيل من تراث الإنسانية كما ستشيد جسوراً بالغة الأهمية بين مدينتنا التى لا مثيل لها وشباب الفنانين فى العالم، لذا فنحن نولي هذه المراسم اهتماماً فائقاً».

القاهرة: مصطفى عبدالله

ندوة
أدب الخيال العلمي في دورة ابن طفيل

نبه المشاركون في الندوة الثانية لأدب الخيال العلمي التي عقدت في دمشق بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) تحت عنوان «الخيال العلمي في خدمة الاستراتيجيات المستقبلية»، إلى ضرورة الاهتمام بأدب الخيال العلمي في التربية، مشيرين إلى أن الدول المتقدمة قد أدركت قيمته وأهميته في إعداد وتنشئة العلماء والمبدعين، فقامت بإدراجه في مناهج التعليم، كما سارعت إلى إنشاء أقسام دراسية بالجامعات في تخصص أدب الخيال العلمي. أما في عالمنا العربي، فرأى المشاركون أننا مطالبون بالاهتمام بمواهب الطفل الشخصية وإمكاناته مع مراعاة ميوله الذهنية وعمره عند اختيار الثقافة المقدمة له، كما أننا مطالبون بإنتاج أعمال تشرح النظريات الهندسية والعلمية بصورة مبسطة للأطفال، وذلك للاستعانة بها في العملية التعليمية.

كما أكد المشاركون، وبشكل كبير على أهمية القراءة، وخاصة، قصص الخيال العلمي، لأنها تعكس أحد الإنجازات البشرية في مجال العلم، وتزود العلم بأفكار يستسيغها ويحولها إلى ابتكارات واكتشافات جديدة، كذلك تحذر البشرية بشكل أو بآخر، من المستقبل وما يحمله في طياته من مفاجآت يشير إليها كتاب هذه القصص من خلال تنبؤهم ووعيهم بالمستقبل، الأمر الذي يساهم في تنمية أسلوب التفكير العلمي، ويزيد من قدرة الفرد على إدراك واستيعاب المفاهيم العلمية، وإيجاد اتجاهات وقيم إيجابية لدى الأفراد تجاه العلم والعلماء، مما يدفعهم لتمثل خطاهم وإتاحة الفرصة للمزيد من الاكتشافات والابتكارات. وعلى اعتبار أن الطفل تتملكه الصورة أكثر من الورقة فلابد من استخدام أفلام الخيال العلمي في تدريس موضوعات العلوم، وهذا ضروري لإثارة الطلاب، ودفعهم نحو حب العلم ودراسة العلوم، واستخدام مثل هذه التقنية أفضل من طرق التدريس التقليدية، وهذا ما أثبتته التجربة. كما أن استخدام الخيال العلمي لتساؤل «ماذا يحدث لو..؟» يساعد على جذب اهتمام الطلاب للمقررات الدراسية العلمية فيثريها بالنقاش، فضلاً عن تنمية قدرات التفكير العلمي الابتكاري والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل والاستعداد لمواجهته.

وأشار المشاركون إلى دور الأسرة في التوجيه العلمي للطفل، عن طريق إعداد برامج تأهيلية خاصة لتوعية الأسرة بعدم الحد من إبداع الأطفال.

وخلص المشاركون إلى ضرورة تضافر الجهود، ما بين الأسرة والمدرسة من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى، وهذا ما يستدعي الاهتمام أولاً، بأدب الخيال العلمي في الثقافة العربية بشكل عام، حيث لايزال مهمشاً ونادراً ومتواضعاً من حيث الإنتاج. فضلاً عن أن أصحاب القرار الثقافي والمسئولين عن الثقافة في عالمنا العربي لا يعرفون قيمة وأهمية أدب الخيال العلمي في تطور العلم والتكنولوجيا. وكذلك الاهتمام بتنمية التفكير العلمي عن طريق استخدام الوسائل المحفزة لإعمال العقل، ورصد الإمكانات المادية اللازمة لإنتاج هذه الوسائل. وتقديم مكافآت مادية، وجوائز للمبدعين والمكتشفين، أسوة بالجوائز الأدبية والفنية التي تقدم في المهرجانات المختلفة، وتحت تسميات متعددة.

واختتمت الندوة أعمالها بتكريم الروائي التونسي الهادي ثابت عن مجمل أعماله الروائية في أدب الخيال العلمي، وإعلان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) عن تنظيم مسابقة لتشجيع الكتاب الشباب على الكتابة، واشترطت المنظمة أن تكون الرواية هي الجنس الأدبي للمسابقة، وأن يكون العمل المرشح باللغة العربية الفصحى، وغير منشور سابقاً.

دمشق: عزيزة السبيني

 






من ألعاب الأطفال الشعبية في الكويت قديما، فولكلور حرص صفوت كمال على دراسته





من الفعاليات الثقافية





 





 





طريق الكباش في مدينة الأقصر





مشهد من الندوة





وزير الثقافة السوري يكرم الروائي التونسي الهادي ثابت