الزيتون

الزيتون

شعر

والتينِ أقسمُ فيه والزيتونْ
زيتوننا شجرٌ يُدِلُّكَ خبزهُ
أن السلامَ مخيمٌ في ريعهِ الميمونْ
ليس الخنوعُ ولا الهوانُ طباعهُ
لكنْ، إذا جنحتْ إلى السلمِ الجميلِ
ثمارهُ وغصونه
فلأنهُ متأملٌ ما جاء في القرآنْ
شجرٌ تحسُّ هدوءه متجذرٌ
في سمتهِ
ويُحِبُه المتصوفون لصمتهِ
ويشيِّدون صوامعَ الذكرى
على شرفاتهِ
ويعدُّه الشعراءُ مائدةً لهمْ
أو حبرَ أحرفهمْ
من زيتهِ يتبرَّجُ المعنى
وتصحو المفرداتُ عليهِ
تُوغِلُ في معانقةِ الخيالْ
شجرٌ يحبُّ الناسَ يعشقهمْ
ويطعمهمْ مواويلَ الوصالْ
بريءُ السَّمتِ واللقيا
متواضعٌ، متوسطُ القاماتِ
مجتمعٌ على أجزائهِ
ويحبُّ وجه السهلِ والوادي
ولا يشكو مجاورةَ الجبالْ
وينامُ فيه البدرُ يغسلُ زيتَهُ
والشمسُ تصبغهُ بجمرتِها فيخضرُّ السؤالُ
شجرٌ لمائدةِ الجميعْ،
متوافقٌ في شأنهِ الفلاحُ والقيصرْ
يرتاد كلَّ موائدِ الدنيا
ويحسدهُ على دمهِ
خضابُ الشهد والكوثرْ
وتسعدهُ أويقاتُ المرحْ،
الكلُّ في جنيْ الفرحْ
الشمسُ والأيدي وأنصابُ السلالمِ
والأغاريدُ المهفهفةُ الطِوالْ
الآن موسمهُ وكلُّ الدهرِ مخدعهُ
والغيمُ في أيلولَ سترتهُ
وإبريق الجمالْ
مازالَ مُذْ ولدتهُ شمسُ الأرجوانِ
مسايراً ركبََ الحقيقةِ والكمالْ
متوسطاً دستَ المجالسِ والسلالْ
زيتوننا زيتُ التعبْ
وصديقُ كلِّ الأنبياءْ
لا يستقيم لقاطفٍ إلا
إذا بُلَّتْ صحائفهُ
بمحبرةِ السماءْ.

 

 

حسن جعفر نور الدين
اعلانات