فيتنام.. انفتاح حذر وازدهار ينتظر.. إبراهيم المليفي

فيتنام.. انفتاح حذر وازدهار ينتظر.. إبراهيم المليفي

في أرض العناد الأسطوري، شهدنا ثلاثة أزمنة تتصارع في معركة البقاء للأجلد، زمان الماضي الأحمر المتمنن بأمجاد الماضي والكرامة الوطنية المنتزعة من بين أنياب القوى العظمى، وزمان الحاضر المنشطر بين الوفاء لعهد الاشتراكية والاستجابة لمتغيرات العصر، وأخيرا زمان المستقبل الجاثم على تخوم قوانين التبدل الحتمية.

من هناك من آخر قلاع المطرقة والمنجل رصدنا طرفا من صراع الأزمان، في فيتنام أرض الحرب والصبر وهوشي منه.

لن نبدأ من حيث انتهينا ولا من الخلاصات حتى الفرضيات، ولكن من الضروري التوقف عند بعض الوقائع الخاصة قبل الدخول بالشأن الفيتنامي المتشعب، ففي عام 1986، أي بعد عشر سنوات فقط من قيام دولة فيتنام الموحدة التي تضم شمالها وجنوبها، نهجت تلك الدولة الشيوعية الآسيوية سياسة إصلاحية على غرار ما قام به جورباتشوف في ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي، إلا أن الأولى نجحت وصمدت والثانية سقطت وأسقطت معها المنظومة الشيوعية برمتها.

سياسة الإصلاح الفيتنامية كانت اقتصادية بالدرجة الأولى تماما مثل النموذج الصيني، حيث واصل الحزب الشيوعي الإمساك بالسلطة السياسية وفتح أبواب الاقتصاد على مصاريعها، وانتبه أصحاب القرار إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي توفير الأمن الغذائي للشعب الذي سيعاني من غياب الدولة، وكانت سياسة ترك المزارعين يملكون ويديرون أراضيهم الزراعية بحرية ناجحة بكل المقاييس، إذ تحولت فيتنام إلى ثاني دولة في العالم في تصدير الأرز بعد أن كانت مستوردة له، وهكذا أغلق أهم أبواب الشر التي قد تفتح على سياسة الأبواب المفتوحة، لأن الجوعى لا يأكلون الشعارات.

وعززت هانوي سياسة الانفتاح الاقتصادي بالانفتاح الدبلوماسي والإقليمي برا وبحرا وجوا مع أكثر من 160 دولة حول العالم، خاصة من الخصوم القدامى الذين تم توطيد العلاقات معهم عبر توقيع اتفاقيات تبادل تجارية ذات نشاط حقيقي، وفي السنوات العشر الأخير زارها رئيسان أمريكيان، وهي حريصة على استضافة اجتماعات منظمة دول الآسيان، فلا حصار ولا مقاطعة ولا جنوح نحو امتلاك الأسلحة النووية على حساب قوت الشعب.

 

هانوي عاصمة ريفية

كانت بانكوك هي البوابة الوسطى بين نقطتي البداية والنهاية، حيث عبرنا منها إلى مطار نوي باي الدولي في العاصمة هانوي، ذلك المطار جهز ليواكب المرحلة الجديدة، حديث ونظيف ومنظم. في الخارج أخذنا سيارة أجرة انطلق بنا سائقها بسرعة جنونية نحو هانوي القديمة التي حرصنا أن نسكن فيها بحثا عن زحمة الناس وحياتهم الحقيقية.

في الطريق المسفلت أحاطت بنا سهول شاسعة من أشجار الأرز الرفيعة، كأننا في قلب الريف وليس في أحواز العاصمة، ترجرجت بنا السيارة قليلا بسبب الحفر، خضرة مضاعفة وعمال بعيدون يخوضون بأحذيتهم الجلدية الطويلة المياه الضحلة داخل مزارع الأرز مرتدين قبعاتهم المثلثة على رءوسهم. وبينما كنت التهم بأنظاري كل ما هو خلف نوافذ السيارة، حاولت من دون جدوى إجراء أول مكالمة دولية من هاتفي النقال، فكانت تلك أول نقطة سلبية أسجلها، إذ دون شبكة اتصالات قوية لن يتمكن رجال الأعمال من إتمام أعمالهم بالسرعة المطلوبة، إلا أني عرفت فور دخولي فندقي المتواضع أن خدمة الانترنت تقدم مجانا وبسرعات عالية ودون وصلات وليس في هانوي فقط، بل حتى في مدينة هوشي منه التي انتقلت لها لاحقا.

لم أشعر كثيرا وأنا في هانوي أننا ابتعدنا كثيرا عن الريف الذي مد أطرافه في كل أجزاء المدينة، مزارع الأرز منتشرة في كل المساحات الممكنة، باعة الخضراوات والفواكه يعرضون خيرات مزارعهم على عربات خشبية، وهناك باعة جائلون يحملون تلك الخيرات على أكتافهم ويجرون في شرايين المدينة الرئيسية منها والفرعية، وأخيرا الديك النشط الذي استقبلني بحرارة عند باب الفندق وظل يتخلل قدماي لا أدري إن كان مرحبا بي أو يريد إبعادي عن منطقة نفوذه.

الدراجات خطر محدق

لم أستوعب بعد خطر الدراجات النارية إلا بعد أن قطعنا نصف الطريق من المطار حتى دخلنا عمق المدينة، في الأيام الأولى وجدت أن السيارات تسير بصعوبة وسط بحر متلاطم من الدراجات النارية التي تعبر فوق كل أرض مستوية لا فرق فيها بين شارع أو رصيف بسبب تهور بعض السائقين.

تلك الدراجات السريعة تمثل حقا أزمة حقيقية ونهرا متدفقا من الرعب المتجدد كل ثانية، إنها تسير وفق قوانينها القائمة على الفوضى، فهي تسير في كل مكان حتى الرصيف. مرافقنا في الرحلة النهرية شرح لنا أن الدراجات النارية سعرها لا يزيد عن 300 دولار، خففت الكثير من مصاعب الأزمة المرورية في المدن الرئيسية، ومع الدفع بالأقساط تمكن ثلاثة ملايين شخص في هانوي وحدها من اقتناء دراجات نارية خاصة.

ولنا أن نتساءل كيف يجد كل هؤلاء مساحة لإيقاف دراجاتهم ؟ وهنا تكمن المعاناة فقد رأيت أن كل من يملك مساحة كافية يقوم بتأجيرها كموقف مقابل بعض الدونجات، أمام المحلات والعمارات والأزقة، وأطرف ما رأيت هو محل الوجبات السريعة قام صاحبه بتأجير جزء من الساحة التي يقف عليها الزبائن أمام ماكينة الحساب.

هانوي.. تاريخ وثقافة وجمال

استكشاف مدينة مثل هانوي احتاج إلى عدة أيام بالسيارة، إلا أن أمتع الجولات هي تلك التي تمت سيرا على الأقدام مثل جولة بحيرة هان كيم الواسعة، التي تبعد عن فندقنا مسافة ثلث ساعة، وقد كنا يوميا نذهب إليها لما لها من جمال ساحر. وكانت البحيرة الخضراء هي اسم بحيرة هان كيم نسبة إلى اخضرار لونها طوال السنة وكانت جزءا من النهر الأحمر إلا أنها أصبحت بحيرة بعد تغييرات جغرافية تمت عبر آلاف السنين. واليوم أصبحت مقصدا لممارسة رياضة الركض في الصباح الباكر، ومكانا مثاليا لالتقاط الصور للأزواج الجدد وهم بأثواب الفرح. ويقع معبد نوجوك الذي بني في القرن الثامن عشر على جزيرة صغيرة في بحيرة هان كيم والوصول إلى المعبد يتم عبر جسر خشبي مقوس قصير.

انتقلنا إلى مكان يعد من أقدم معالم مدينة هانوي وتاريخه يوازي عمر تلك المدينة التي شارف على الألف سنة، وهو معهد الأدب الذي يعتبره الفيتناميون أول جامعة في بلادهم، وكانت تلك الجامعة التي تأسست في 1070م اعتبرت في أول عهدها معبدا دينيا للكنفوشية، ومدرسة مخصصة لتعليم وتثقيف أبناء الأمراء والنبلاء وكبار أفراد الحاشية والمسئولين، ثم اتسعت لتشمل باقي أفراد الشعب، وقد اشتهرت هذه الجامعة بصعوبة دراسة الطب فيها، حتى أصبح من النادر ألا يتخرج منها سوى عدد قليل جدا من الطلبة. وتقع هذه الجامعة الأثرية على أرض مستطيلة تزينها الحدائق على كلا الجانبين بعد اجتياز مدخلها، حتى نصل إلى أول بوابة تقع خلفها أول مجموعة من الفصول الدراسية، ودور عبادة متعددة.

ومن خلال زيارة متحف الأنثولوجيا يمكن التعرف من خلال معروضاته على تاريخ فيتنام القديم والحديث والمجموعات العرقية والقوميات الفيتنامية كافة التي تصل إلى خمسين مجموعة عرقية وأنماط حياتها المعيشية في الجبال والحقول والمدن وقد جلبت منازل نموذجية وملابس تقليدية وأدوات متنوعة ووثائق تاريخية قديمة للتدليل على رسالة المتحف التثقيفية.

وبعد أن اجتزنا حشودا جلها من السائحين وبراعم مدارس جميعهم يقصدون ضريح هوشي منه، حيث لا يزال جسده محفوظا داخل تابوت زجاجي، دخلنا إلى متحف هوشي منه الذي بني تخليدا لذكراه، وقد جمع فيه كل ما يخص ذلك الزعيم من صور ومقتنيات متاحة ومواد فلميه. ويحظي هذا الزعيم 1890 - 1969 بحب وإعجاب الشعب الفيتنامي، وينتمي إلى أسرة فقيرة، وقد حارب ضد الفرنسيين حتى نجح في دحرهم من فيتنام، ونجح في تأسيس جمهورية فيتنام الشمالية وشن من خلالها حربا لتوحيد شطري البلاد، ولكنه مات قبل أن يشهد تحقق ذلك الحلم.

وفي طريقنا لخارج هانوي القديمة توقفنا عند المسجد الوحيد في هانوي وهو مسجد النور، ولسوء الحظ وجدناه خاليا، إلا أننا التقطنا فيه بعض الصور، خارج هانوي رأينا القسم الجديد من المدينة الذي لم يكتمل بناؤه بعد، يقع بالقرب من قصر المؤتمرات، أستطيع القول إنها قطعة باريسية لغلبة الطابع المعماري الفرنسي هناك.

مسرح العرائس العائمة

من أعماق التاريخ المترع بالأحزان ووسط حقول الأرز والبرك التي تغطي معظم أراضي فيتنام، ولد فن العرائس العائمة الذي ابتكره المزارعون البسطاء من البيئة التي ينتمون فيها كنوع من التسلية لهم ولأطفالهم الصغار بعد نهاية موسم الحصاد في دلتا النهر الأحمر. هذا الفن تحول مع مرور الوقت إلى فلكلور شعبي شكل الهوية الثقافية الفيتنامية المستقلة، بعد أن مزج بالقصص الفكاهية والتراثية العابقة بالحكم والمواعظ التي رواها الأجداد للأحفاد جيلا بعد جيل.

وفي أحد مساءات هانوي الباردة نسبيا خرجنا نحو مسرح العرائس المطل على ضفاف بحيرة هان كيم، اكتظ المسرح بالجمهور ولم يبق مكان خال للجلوس، من الواضح أن سمعة هذا النوع من مسرح العرائس قد وصلت إلى أسماع الكبار قبل الصغار، حتى أني لا أذكر أني شاهدت سوى عدد قليل جدا من الأطفال. جلسنا في مقاعدنا التي كانت لحسن الحظ في المنتصف، ورأينا أمامنا حوض ماء مربعا مساحته أربعة أمتار طولا وعرضا تطفو عليه بعض السفن الحربية الصغيرة.

بدأ العرض بأداء موسيقي وغنائي من فرقة جلست على يسار المسرح، بأصوات فيتنامية عذبة لم نفهم بطبيعة الحال معانيها، ولكن وقعها على الأسماع يبعث على الاندماج وكأننا نفهم كل حرف مما سمعنا، ومع قرقرة أول عروس عائمة على الماء تحول دور تلك الفرقة إلى راو للقصص في أداء تمثيلي مع شرح مختصر باللغة الإنجليزية.

مسرح العرائس العائمة فن فريد من نوعه، حيث يتم تحريك العرائس من تحت الماء بحرفية عالية بواسطة عصي خيزران طويلة ومن يسيرونها يختفون وراء ستارة ولا يراهم الجمهور إلا بعد نهاية العرض لتأدية تحية الوداع. وتصنع دمى العرائس من أخشاب منحوتة خفيفة الوزن وتصبغ بالألوان الزاهية وتغطى بالملابس المناسبة للقصة المحكية.

مستعمرون كثر ومآس تتوالى

ثروات فيتنام الطبيعية كالبترول الخام والبن والمطاط والأرز والشاي والأقمشة جرت عليها ويلات الأخطار الخارجية وجعلت منها مطمعا للاستعمار الحديث والقديم، وينحدر سكان الهند الصينية من جبال وسهول آسيا الصغرى والجزء الجنوبي من الصين والهند الصينية هي القسم الشرقي من شبه جزيرة ممتدة كإصبع طويل داخل الماء ويغطي المساحة حتى بحر الصين الجنوبي، وهذه المنطقة تضم ثلاث دول اليوم هي فيتنام وكمبوديا ولاوس، ويشكل «الفيت» القومية الكبرى في فيتنام، ووصلوا من السهول الساحلية لجنوب الصين ونشأت كيانات مستقلة في دلتا النهر الأحمر شمالا, واتحدت هذه الكيانات في القرن الثالث قبل الميلاد لتوجد مملكة «نام فييت»، وفي سنة 111 قبل الميلاد استولت إمبراطورية هان الصينية على المنطقة وظلت مهيمنة عليها مدة ألف سنة وأطلقوا عليها جياو زي وفي عام 939 تمكن الفيتناميون من الاستقلال عن الصين بعد ثورات كثيرة، وأسسوا دولة «الفيت» العظمى، ولكنها ظلت تدفع للصين إتاوة سنوية حتى تعيش في سلام. وفي العصر الحديث بدأ الفيتناميون رحلة عذاب جديدة مع الاستعمار الفرنسي.

بيضة فرنسا الذهبية

مقدمات الغزو الفرنسي بدأت مع البعثات التبشيرية التي تأملت تحويل الفيتناميين إلى الكاثوليكية، ولكن ما حصل هو تعرض بعض المبشرين للقتل، وهو ما دفع الإمبراطور نابليون الثالث إلى تجريد حملة ثأرية سرعان ما سقط قناعها، بعد أن أجبر الفيتناميين على التنازل عن مناطق شاسعة جنوب البلاد بالإضافة إلى «هي تونكين» في الشمال وآنام في الوسط 1874 و1884علما بأن إدارة المستعمرات كانت تدار من هانوي.

وظلت فرنسا جاثمة على صدر الفيتناميين حتى انهارت أمام هتلر واستسلمت في 22 يونيو 1940، وجاء اليابانيون ليأخذوا مكانهم فترة وجيزة مثل لمح البصر، ثم ما لبث الفرنسيون أن عادوا من جديد بعد هزيمة اليابان. الفيتناميون طفح بهم الكيل وأعلنوها حربا ضروسا ضد الفرنسيين استمرت ثماني سنوات ( 1946- 1954) صعد خلالها نجم هوشي منه الذي أعلن قيام جمهورية فيتنام المستقلة وبدء الكفاح المسلح. الفرنسيون فقدوا سيطرتهم على المناطق الريفية التي تشكل الأغلبية العظمى من مساحة فيتنام وتحصنوا في المدن الكبيرة وظلوا يتلقون الهزائم المتتالية حتى معركة «ديان بيان» فو بتاريخ 8 مايو 1954 التي انتهت بإلحاق هزيمة نكراء بالفرنسيين، وبعد شهرين من تلك المعركة تم التوقيع على اتفاق إنهاء الحرب بين الطرفين في جنيف برعاية دولية رفيعة، بذرت فيه بذرة الشقاق والمعاناة الجديدة، حيث شطرت فيه فيتنام إلى نصفين، ودخل إلى ساحتها المقسمة لاعب جديد هو أمريكا.

وجاءت إيرادات الاستثمارات الاستعمارية الفرنسية في الهند الصينية في المرتبة الثانية بعد الجزائر ففي عام 1940 بلغت ما يقارب التسعة مليارات فرنك ذهبي، كانوا يحتكرون كل شيء حتى تجارة الحشيش كانت لهم، ومن فيتنام امتص الفرنسيون الشاي والقهوة والفحم والأرز والفلفل، وقد قامت صناعة إطارات ميشلان الفرنسية على المطاط الفيتنامي. وقد عاشت فرنسا ما عرف بالسنوات المجنونة، كناية عن حالة البذخ والرخاء الاقتصادي التي نعم بها الاقتصاد الفرنسي، إلى أن وصل إلى مرحلة الجنون الحقيقي المتمثل في أزمة الكساد العالمي نهاية عشرينيات القرن المنصرم.

كان الامتناع عن العمل هو أول سلاح أشهره الفيتناميون في معركة مقاومة الوجود الفرنسي، خاصة أن عملهم أقرب إلى السخرة، ويتم تحت ظروف معيشية مهلكة. أندريه فيوليس وهي كاتبة في صحيفة «تي باريسي» دونت مشاهداتها المفزعة لأحوال العمال الفيتناميين عندما كانت برفقة وزير المستعمرات الفرنسي آنذاك بول ريمون. تقول فيوليس : كان العمل منذ ساعات الفجر الأولى وعادة لا يحظى أولئك العمال بساعات نوم مريحة بسبب لدغ الحشرات ومخادعهم التي هي أقرب إلى حظائر البهائم، وطوال فترة عملهم لا يسمح بمعرفة أخبار أهاليهم، طعامهم وهو عبارة عن أرز يقدم لهم بكميات قليلة لا تكفيهم وكأنهم في حالة صوم طويل، إنهم يشيخون بسرعة ممزقون والتعاسة والبؤس تعلوان محياهم، وكل طموحهم أن يرجعوا إلى قراهم بعد أن يجمعوا القليل من المال ولكنهم على العكس يعودون هياكل محطمة كي يموتوا هناك بعد أن فتكت بهم الملاريا والأمراض الجلدية وجيوبهم مليئة بالديون لأن الفرنسيين كانوا يخصمون قيمة طعامهم من أجرة العمل الزهيدة ويتصيدون عليهم الأخطاء كي يخصموا المزيد من الفرنكات.

الحرب الأهلية

حكومة الشطر الفيتنامي الجنوبي الموالية لواشنطن لم توقع على اتفاق جنيف ومنذ ذلك الحين بدأت كرة الحرب الأهلية الفيتنامية تتضخم، وانهمرت المساعدات المالية والاستشارية العسكرية على سايجون ثم ما لبثت أن انكشفت بوصول أولى طلائع الجيش الأمريكي في بدايات عام 1955.

وعلى أمل إيجاد حل يجنب البلاد خطر الانزلاق في حرب أهلية، ظهرت مبادرة عمل استفتاء لتوحيد شطري البلاد رفضتها حكومة الجنوب بحجة أن الحرية غير مكفولة لسكان الشطر الشمالي، ومع تزايد الخروقات الحدودية من قبل الطرفين كانت الأرض قد مهدت لتكون ساحة حرب جديدة دامية أزهقت فيها أرواح ثلاثة ملايين فيتنامي تصدوا لقوة عالمية كبرى. وانتهت بسيطرة الشمال على الجنوب وخروج القوات الأمريكية مهزومة من سايجون.

سايجون - هوشي منه

هانوي التي بخلت علينا ولو بقطرة واحدة من ماء سمائها ودعتنا بساعتين من المطر الكثيف المتواصل ونحن في طريقنا لمطار نوي باي، وهذا ما زاد من حنقي على تلك المدينة التي لم أشعر بحزن وأنا أغادرها وربما لكونها مدينة مغلقة بعيدة عن البحر، وأنا من عشاق البحر.

اختلاف الطقس أول ما يمكن ملاحظته بعد الخروج من مطار هوشي منه، فمن الطقس المعتدل البارد نسبيا في هانوي إلى جو استوائي حار رطب ودرجة الحرارة متأرجحة بين 25 و30 درجة مئوية، هوشي منه إنها حقا مدينة شرق آسيوية.

سايجون لقد حرصت على عدم ترديد ذلك الاسم، ظنا مني أنه قد يثير بعض الحساسية لدى من خالطتهم من الفيتناميين ولكني سرعان ما اكتشفت خطئي، فذلك الاسم كان موجودا من قبل أن تظهر فيتنام الجنوبية، وكان سيبقى كذلك لولا أنه استبدل بما هو أفضل وهو اسم الزعيم الفيتنامي هوشي منه.

لعل المقارنة بين هانوي وهوشي منه ظالمة لكلتيهما، حيث تتفوق الثانية على الأولى في كل شيء، فهوشي منه مدينة نابضة بالحياة وعامرة بالتجارة وتكتسي بطابع فرنسي في شوارعها ومبانيها ومطاعمها، وتتمتع بصلابة بنيتها التحتية، كما ويعول عليها كثيرا كرافعة للاقتصاد الفيتنامي، خصوصا أن موقعها الجغرافي الفريد يؤهلها للعب ذلك الدور، ويكفي أن نعلم أن نهر سايجون الملاصق لهوشي منه عميق بما يكفي لحمل البواخر من وإلى البحر.

ويقتصر التمثيل الدبلوماسي العربي في مدينة هوشي منه على قنصلية لدولة الكويت، الأمر الذي يكشف عن وجود رؤية اقتصادية تستهدف إيجاد موطئ قدم في منطقة واعدة، وتبلغ الاستثمارات الكويتية ملياري دولار في ثمانية مشاريع ضخمة أبرزها مشروع مصفاة البتروكيماويات.

أنفاق جوتشي ابتكار فيتنامي

ابتكر المقاومون الفيتناميون أو الفايتكونج أيام الحرب مع الأمريكان حرب العصابات التي تنطلق من أنفاق عميقة تحت الأرض وسط الغابات الرطبة، وقد جهزت تلك الأنفاق الأفعوانية الطويلة بكل ما يلزمها من وسائل استمرار الحياة والحرب كمخازن الأسلحة والطعام وتلقي العلاج. ويعود الفضل فيها إلى إطالة أمد الحرب وتدمير الحالة النفسية للجنود الأمريكان، وعبر فتحات مموهة ضيقة يخرج المقاتل النحيل مثل الدودة وسرعان ما يفرغ طلقات بندقيته فيقتل ويصيب ثم يختفي مثل الشبح.

وحاولت القوات الأمريكية طمر تلك الأنفاق اللامتناهية بواسطة إلقاء أطنان المتفجرات عليها دون فائدة، كما شكلوا فرقا من جنود زحفوا داخل تلك الأنفاق بهدف تدميرها من الداخل، ولكن دون أن تحقق تلك الطريقة النتائج المرجوة منها، واليوم تركت أنفاق بطول 121 كيلو مترا كمزار سياحي. ترك كشاهد على أيام تلك الحرب الدامية.

لم تكن هذه فقط مصاعب القتال في غابات فيتنام فالطبيعة القاسية من ناحية والشراك القاتلة من ناحية أخرى، كانتا كفيلتان بتحطيم معنويات أكثر الأشخاص صلابة، خاصة وهم يخوضون حربا عبثية ليس لهم فيها ناقة أو جمل، ولقد خضنا تجربة مثيرة مدة ساعتين داخل إحدى الغابات وتحتنا أنفاق جوتشي الشهيرة، ورأينا بأم أعيننا كيف أن الحشرات القارصة تنحت في اسمك الملابس بحثا عن الدماء الساخنة لتشفطها شفطا، أما الرطوبة فحدث ولا حرج فالجندي أمام خيارين أحلاهما مر، فهو إن تخفف من ملابسه كان فريسة سهلة للقوارص وان ارتدى كامل ملابسه غرق في بركة عميقة من العرق.

أما ثالثة الأثافي فهي الشراك القاتلة التي تصطاد الأرواح التائهة، فمنها ما هو محفور بالأرض والمزروع بأعواد الخيزران المدببة الرءوس ومنها ما يهبط من الأعلى ليخترق الصدر وإذا ما استطاعت الضحية تفادي تلك الضربة أتم شرك أصغر منه مربوط بأسفله باقي المهمة ليهشم المنطقة الوسطى من الجسد بأكملها. وأخيرا أبدع الفيتناميون في صنع أحذية حفروا في أسفلها علامات عكسية لتضليل مقتفي الآثار، الذين يذهبون إلى حتفهم بدلا من تتبع مقاتلي الفايتكونج.

الرومانسية في البدائية

رحلة نهرية غارقة في الأحلام والسحر وجمال الطبيعة إلى قرية صغيرة تسمى شوا هيونج تبعد سبعين كيلومترا عن هانوي وتقع في إقليم ها تاي، وتكتسب هذه القرية أهمية دينية خاصة، حيث تعد واحة للبوذيين لما تضمه من معابد وأضرحة وإليها يحج مئات الآلاف ما بين شهري فبراير ومارس والكثير من الأزواج يتممون مراسيم زواجهم هناك طلبا للبركة والحياة السعيدة.

في السادسة صباحا استيقظنا وتناولنا إفطارنا بسرعة لأن أمامنا طريقا طويلا.حشرنا في حافلة صغيرة سارت مدة ساعة في عمق مزارع الأرز حتى وصلنا إلى مدخل قرية صغيرة تؤجر فيها مئات المراكب المعدنية الصغيرة، أثناء توقفنا رأيت سيدات يبعن ما يثير العجب، أنهن يعرضن العملات الورقية من الفئات الصغيرة للتبديل مقابل مبلغ زهيد من المال، ويعود الفضل في خلق هذه الوظيفة إلى مشكلة الأرقام الفلكية على أوراق الدونجات الفيتنامية ومنها ما هو مليون ونصف المليون وهو ما يعرقل عمليات البيع والشراء وحتى الأضحيات النقدية.

كان الطقس رائقا والشمس ترسل أشعة خافتة لا نكاد نشعر بحرارتها، قائد الرحلة بعد أن خاض عدة مساجلات مع رؤساء المراكب بحثا عن السعر الأفضل ذهابا وإيابا استقر عند أحد المراكب وركبنا الواحد تلو الآخر وكان مجموعنا ثلاثة عشر شخصا ومن بيننا سيدتان قامتا بعملية التجديف واحدة في المقدمة والثانية في المؤخرة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المرأة الفيتنامية لم تدخر وظيفة إلا وعملت فيها مهما كانت قاسية أو خطرة. راكب كولومبي جالس أمامي أبدى تذمره لقائد الرحلة من عدم توافر سترة إلا أنه صمت فجأة بعد أن تلقى قبلة خفيفة من رفيقته السنغافورية التي تعهدت له بإنقاذه لو سقطنا بالماء.

القارب الخفيف قطع بنا مسافة ثلاثة كيلو مترات، ومرت بجانبنا عشرات القوارب الشبيهة بقاربنا ما عدا بعض القوارب المزودة بمحركات وعلمنا لا حقا أن استخدام المحركات يعني الاستغناء عن مهنة التجديف وضياع الكثير من الأسر التي تعتمد على الدخل الإضافي الذي توفره العاملات في تلك المهنة، لذلك يبقى الحال على ما هو عليه.

أخيرا وصلنا إلى شوا هيونج بعد أن تصلبنا في مقاعدنا ساعة كاملة، ومثل أي موقع ديني يحظى بإقبال الآلاف من الناس، اختلطت التجارة بالعبادة في علاقة تكافلية لا فكاك منها، فمثل هذا المكان البعيد يحتاج زواره إلى الطعام والشراب والراحة وشراء ما يليق تقديمه إلى الآلهة من ورد وبخور وحيوانات وحتى المشروبات الغازية، وكل ذلك متوافر ويباع منذ نقطة النزول وحتى أبعد نقطة في ذلك المجمع الواسع للمعابد البوذية.

الجيل القادم أفضل

هاهي عشرون سنة وأكثر قد مضت منذ بدء العمل بسياسة الأبواب المفتوحة، فهل حققت فيتنام وثبتها نحو المستقبل؟! لي دانج دوان كبير المستشارين الاقتصاديين لوزارة التخطيط والاستثمار الفيتنامية ومستشار اقتصادي سابق في الحزب الشيوعي الفيتنامي أواخر الثمانينيات أكد لنا أن الشعب الفيتنامي بات اليوم أكثر إدراكا وإقبالا لأهمية التجارة والعمل بالقطاع الخاص مشيرا إلى أن الجيل الجديد أكثر حرية وانفتاحا، ولكن إلى الآن لم تترسخ فيه قيم الديمقراطية والحرية بعد، ولكننا نأمل في الجيل القادم أن يكون أفضل.

أوضح دوان أن دعم المزارعين لتملك أراضيهم والاستفادة من مداخيلها وكذلك توجيه الفائدة للدولة ساعد الحكومة في التفرغ للأنشطة التجارية وإطلاق اليد للقطاع الخاص للعمل وضع قانون حرية التجارة وتنويع مصادر الاستثمار، خاتما حديثه أن فيتنام تسعى إلى أن تقلص الهوة الاقتصادية مع الدول التي تراجعت حاليا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.

كل شيء قابل للبيع كتذكار

وبالرغم من التحول الملموس الذي طرأ على حياة فيتنام ففي اعتقادنا أن ما حصل هو بداية فقط وهناك الكثير من التحولات في الانتظار، لأن الواقع يقول إن القبضة الستالينية ارتدت قفازا حريريا غلف خشونتها وتجهمها المعتاد، كما لا يزال هناك جهاز بيروقراطي ضخم مليء بالسلبيات ينتظر من يطلق عليه رصاصة الرحمة، كما أن ضريبة التحول السلمي نحو اقتصاديات السوق الحر لا بد أن تدفع بالكامل مهما طال الزمن.

ومازلت أتذكر في طريق الذهاب أو العودة ذلك المحل الذي يبيع التحف والتذكارات القريب من فندقنا في هانوي، والذي جعل من مخلفات العهد الاشتراكي مثل النياشين والبدل وأعلام الاتحاد السوفييتي المنهار بضاعته الرئيسية وكنت أردد على زميلي: الله الدايم هو الدايم ولا دايم غير الله.

 

 

إبراهيم المليفي






صورة الغلاف





صورة عامة لمدينة هوشي منه تعكس حياتها النابضة بالحركة والتجارة ومتانة بنيتها التحتية ويعول على تلك المدينة كثيرا لتكون رافعة للاقتصاد الفيتنامي





فتاة فيتنامية جلست في أحد شوارع هانوي تبيع ما تنتجه مزارع الفلاحين الذين باتو يتقاسمون الأرباح الوفيرة مع الدولة بعد أن كانت الأخيرة تملك باطن الأرض وظاهرها





نجحت سياسة تمليك الأراضي الزراعية للفلاحين في تحويل فيتنام إلى ثاني مصدر للأرز في العالم، وفي الصورة فلاح يرش المبيد الحشري لحماية محصوله من الأرز





ثلاثة ملايين دراجة نارية تجوب شوارع هانوي من الصباح حتى غروب الشمس كل يوم، ويبحث كل أصحاب تلك الدراجات على مواقف مناسبة غير الازدحام المروري والتلوث





ثلاثة ملايين دراجة نارية تجوب شوارع هانوي من الصباح حتى غروب الشمس كل يوم، ويبحث كل أصحاب تلك الدراجات على مواقف مناسبة غير الازدحام المروري والتلوث





التأثير والتأثر بالثقافة الغربية باديا على هاتين الطالبتين في أقدم جامعة في فيتنام





مبنى دار الأوبرا في مدينة هوشي منه ويمثل هذا المبني - الذي صمم على الطراز الفرنسي - ما تبقى من فترة الحقبة الاستعمارية الفرنسية وهو يتسع لـ800 مقعد





لا ينقطع الزوار من السائحين وطلبة المدارس عن زيارة ضريح الزعيم الفيتنامي هوشي منه حيث يرقد هناك في تابوت زجاجي يحفظه من التحلل





الخبير الاقتصادي لي دانج دوان





مسجد جامع المسلمين في مدينة هوشي منه





مسجد النور من الداخل وهو المسجد الوحيد في العاصمة هانوي





مدخل متحف هوشي منه في هانوي الذي بني تخليدا لذكراه وقد جمع فيه كل ما يخص ذلك الزعيم من صور ومقتنيات متاحة ومواد فلميه





ثنائي بأثواب الفرح يفتتح حياته الزوجية بالتقاط الصور بالقرب من بحيرة هان كيم في مدينة هانوي التي تعتبر معلما رئيسيا من معالم العاصمة





فندق ركس في قلب مدينة هوشي منه، وقد اكتسب شهرة خاصة خلال الحرب مع أمريكا، لأنه كان مقر سكن أغلب الصحفيين الأجانب الذين كانوا يغطون أخبار تلك الحرب





مقر بلدية هوشي منه التي شيدها الفرنسيون في بدايات القرن الماضي





سوق شعبي شهير مليء بحركة الناس والباعة في مدينة هوشي منه تباع فيه كل أنواع البضائع المصنعة محليا وأسعاره مناسبة لذوي الدخول المحدودة





يستغل الكثير من زوار قرية تشوا هيونج لقضاء وقت لطيف بين الجبال والأنهار والغابات إلى جانب غاياتهم الدينية خاصة أن مدة الزيارة طويلة والأماكن الجميلة كثيرة هناك





القائم بأعمال القنصلية الكويتية في هوشي منه محمد الرويشد يتلقى باقة من الزهور تكريما لدولة الكويت على دعمها لابداع الطلبة المعاقين





يغلب الطراز المعماري الفرنسي على الكثير من أجزاء مدينة هوشي منه خاصة في هندسة الطرق وهذه الصور أحد الأمثلة





معرض فني أقيم على هامش الاحتفال الذي أقيم بمناسبة تكريم الجهات الداعمة لإحدى مدارس المعاقين والتي كانت قنصلية دولة الكويت في هوشي منه من بينها





لا يخلو أي معبد بوذي من هذه الأدوات، خاصة أعواد البخور التي لا تكتمل الطلبات والأمنيات دون حرقها، وقد عرضت هذه الباقة في متحف الأنثروبولوجيا





عينات من مقتنيات متحف الأنثروبولوجيا الذي يلخص تاريخ فيتنام القديم والحديث والمجموعات العرقية والقوميات الفيتنامية كافة وأنماط حياتهم المعيشية في الجبال والحقول والمدن، وقد عرضت بعض الملابس التقليدية والأدوات للتدليل على هوية كل قومية





عينات من مقتنيات متحف الأنثروبولوجيا الذي يلخص تاريخ فيتنام القديم والحديث والمجموعات العرقية والقوميات الفيتنامية كافة وأنماط حياتهم المعيشية في الجبال والحقول والمدن، وقد عرضت بعض الملابس التقليدية والأدوات للتدليل على هوية كل قومية





عينات من مقتنيات متحف الأنثروبولوجيا الذي يلخص تاريخ فيتنام القديم والحديث والمجموعات العرقية والقوميات الفيتنامية كافة وأنماط حياتهم المعيشية في الجبال والحقول والمدن، وقد عرضت بعض الملابس التقليدية والأدوات للتدليل على هوية كل قومية





عينات من مقتنيات متحف الأنثروبولوجيا الذي يلخص تاريخ فيتنام القديم والحديث والمجموعات العرقية والقوميات الفيتنامية كافة وأنماط حياتهم المعيشية في الجبال والحقول والمدن، وقد عرضت بعض الملابس التقليدية والأدوات للتدليل على هوية كل قومية





تمثال للزعيم هوشي منه وهو يقود الجنود الفيتناميين في حرب التحرير





عرض حي لطريقة عمل أحد الشراك الخداعية التي كانت المقاومة تستخدمها للإيقاع بالجنود الأمريكيين في غابات جوتشي





أعواد الخيزران المدببة مزروعة أسفل حفرة تنتظر ضحاياها لتحصد أرواحهم





مثل الدودة يخرج هذا الرجل من فتحة مموهة تؤدي إلى سلسلة أنفاق جوتشي





فرقة فيتنامية تؤدي فقرة موسيقية مصاحبة لإحدى لوحات مسرح الدمى العائمة





عازفان يقدمان وصلة موسيقية من التراث الفيتنامي في مدينة هوشي منه





عازفان يقدمان وصلة موسيقية من التراث الفيتنامي في مدينة هوشي منه





مسرح العرائس العائمة فن فيتنامي فريد من نوعه، حيث يتم تحريك العرائس من تحت الماء بواسطة عصي خيزران طويلة ومن يسيرونها يختفون وراء ستارة ولا يراهم الجمهور إلا بعد نهاية العرض





سائحون وحجاج يقصدون قرية شوا هيونج في رحلة نهرية تبدأ من الصباح وتنتهي قبل مغيب الشمس وتستخدم فيها قوارب خفيفة تحركها المجاديف





سائحون وحجاج يقصدون قرية شوا هيونج في رحلة نهرية تبدأ من الصباح وتنتهي قبل مغيب الشمس وتستخدم فيها قوارب خفيفة تحركها المجاديف





ما تبقى من متعلقات الزمن الاشتراكي والتي كانت مقدسة فيما مضى، باتت اليوم تذكارات تباع في مثل هذا المحل الذي يعرض أعلام الاتحاد السوفييتي وعملات قديمة ورقية ومعدنية





ما تبقى من متعلقات الزمن الاشتراكي والتي كانت مقدسة فيما مضى، باتت اليوم تذكارات تباع في مثل هذا المحل الذي يعرض أعلام الاتحاد السوفييتي وعملات قديمة ورقية ومعدنية