ملف العدد.. تيارات السرد في الرواية العربية المعاصرة

ملف العدد.. تيارات السرد في الرواية العربية المعاصرة

في هذا الملف يضيء نقادُنا تيارات سردية في كتابة الرواية العربية المعاصرة، لأبرز كتابها في المملكة المغربية وسورية ومصر والكويت. الأسئلة التي وضعها محللو النصوص على عتبات الكتابة أكثر من أن توجز، قبل العبور، لكنها تمرح كرمح حر في مسالك متعددة، إن لم تكن متشظية، مثل ألوان قوس قزح ابتدعها منشور زجاجي من شعاع الشمس، أو كتبها مطر غارب في يوم شتائي. كيف يمثل النص الروائي صورة المجتمع؟ أي الدروب أسلم لكتابة التاريخ؟ متى تخرج الرواية من عباءة الهروب بالرمز؟ وما هي المساحة المتاحة للناثر للمزج بين السيرة الذاتية والمخيلة الأدبية؟ إنها أسئلة الأمس، واليوم، وتظل أسئلة الغد في أدبنا الروائي، تحتفي به «العربي» بقراءة لنصوص مميزة، لمؤلفين بارعين.

-------------------------------------

تعدد الأصوات في الرواية المغربية
المرتشي.. للطاهر بن جلون

المنطلقات

كيف تتجلى المكونات السردية (الشخصيات، الأحداث، الفضاء الزمكاني، الرؤية السردية)، المؤسسة لرواية (المرتشي)، التي أنجزها الكاتب المغربي المعاصر، الطاهر بن جلون؟ ما التجربة الاجتماعية والنفسية التي تقدمها هذه الرواية عن شخصية البطل (مراد)؟ كيف يفرع المبدع ويتعقب موضوع (الرشوة) من منظور التحليل النفسي؟ ما علاقة بطل الرواية بالواقع؟ ما أهم «الأصوات» التي تجسد الرؤية السردية عند الطاهر بن جلون، من خلال هذا العمل؟ كيف يميز «الوعي الذاتي» هنا بين استعمال ضمير المتكلم (أنا) وضمير الغائب (هو)!

مكونات الرواية

تقوم رواية (المرتشي)، التي أنتجها الكاتب المغربي المعاصر الطاهر بن جلون، على مكونات سردية جوهرية، تحيك نسيجها عدة شخصيات وأحداث وفضاءات زمكانية ورؤية رصينة يروجها سارد/ متكلم محنك بين المتلقين. ظهر هذا العمل باللغة الفرنسية عن دار (سوى) بباريس.

تضم الرواية شخصيات محورية، مثل: مراد، زوجته حليمة، الحاج حميد، السيد حكيم، المراكشي، سيدي العربي المحامي، نجية، السيد الصبان، كريمة، عباس، نادية. أما الأحداث فإنها تعانق موضوعات عميمة كالتدخين والأمراض الاقتصادية عند موظفي الإدارات المغربية وغلاء المعيشة وقلة الدخل.

يعانق الكاتب في عمله السردي عدة مظاهر تخص التمايز الطبقي. يتعرض أيضا للهدايا العينية التي يقبلها الموظفون نظرا لتدني أجورهم، مما يوسع دائرة الارتشاء. يصف الكاتب أعمال الخياطة عند حليمة (زوجة مراد بطل الرواية). يتطرق إلى كيفية تزويج بعض النسوة لبناتهن طمعاً في الثروة والجاه. كما أنه يعيد قسما من شريط علاقة مراد بحليمة، أيام دراستهما بالكلية وكيفية زواجه منها.

تعانق أحداث الرواية موضوعات أخرى مهمة، مثل: نفسية الموظف المغلفة بالخزي والكذب والخسارة والمهانة والدمار والقساوة والتعاسة والعزلة. نقد السينما المصرية المعاصرة. تحويل دولارات الرشوة إلى دراهم مغربية، تسكع الموظف المرتشي عند العاهرات، تهيؤاته وكوابيسه، علاقة مديري الشركات بفتيات المدارس الثانوية اللواتي تقل أعمارهن عن عشرين سنة. جمعيات حقوق الإنسان لم تغير عقلية بعض رجال الشرطة، أثناء تحقيقاتهم. المال القذر يوسوس للبطل بوجود أمراض جلدية على جسمه. الحب بين البطل وزوجته يتحول من صداقة إلى خمود، تألم الفتاة لمرض أبيها. المعاشرة غير الشرعية بين مراد ونجية، ابنة خالته وأخته من الرضاعة، تأثير وصية الطبيب المرتشي على بطل الرواية، الطوية السادية عند المرتشي، سقوطه إلى الهاوية، ابتعاده عن منزله وعمله وعدم أداء واجبه.البحث عن مرآة عاكسة لرؤية الذات والعقل الباطن، السأم الهادي أيام العيد.

تتداخل الحوادث والشخصيات عند الطاهر بن جلون، مما يدل على أنه روائي مجرب يحذق فنه حذقا تاما، ويجعل المتلقي يتمتع بعمله ويتأثر به فكل مكون من مكونات الرواية يتمتع بهذه السمة، ذات المظهر التخيلي والواقعي.

يعشش موضوع (الرشوة) في الواقع، حيث يخلق في خيال المبدع أشياء صارخة، تتم «ترويتها» وسردها بتقنية شائقة. يستخدم الكاتب هذه التقنية، المرتكزة على الدال اللساني المثير، حيث يصف بدقة المواقف النفسية المتصارعة والمحيرة، التي تتعرض إليها الشخصيات. تتسم الأحداث والشخصيات بالواقعية والقصد أو السعي إلىالإقناع بوجهة النظر الخاصة عن الرشوة وما يدور في فلكها من سلوكيات وموبقات وجرائر ومزالق.

تبرز لنا رواية (المرتشي) تسلسل الأحداث وصراع الشخصيات داخل الواقع المغربي، مما يجعل الأمور تتعقد ضمن فضاء شاسع، فيحدث الأذى والتغير والتطور بشكل مأساوي مخيف داخل مرجل ملتهب من المتناقضات.

تتجاوز أحداث وشخصيات هذا العمل السردي تهذيب النفوس وإصلاحها والمساهمة في المواساة وإذاعة التسلية وخلق التشجيع وزرع البهجة في القلوب لترقى إلى تأسيس نسق لساني أدبي قوي وعميق الدوال والمدلولات، من خلال العلاقات والوظائف التي تكونه. إنها تسعى إلى جعل المتلقي يسمع ويحس و«يرى» كل أسباب ونتائج الرشوة ومحيط الراشي والمرتشي.

يوفق الطاهر بن جلون بين الدوال والمدلولات، حيث يبرز لنا قدرته على التشكيل بمهارة وفنية نحات محترف وألوان رسام حاذق وإيحاءات سحرية لموسيقي مبدع.

تتابع الحالات النفسية للإنسان المرتشي التي يصفها الكاتب، وتحف به المشكلات والقضايا من كل صوب لتجهز على آخر ما تبقى من إمكاناته الدرامية داخل الواقع المغربي، مما يسطر روعة هذا العمل الروائي وعمقه التداولي.

لذلك، فإن قسماً كبيراً من هذه الرواية يهتم بالصراع النفسي الذي يعتري شخصية (المرتشي) في مختلف المواقف، حيث يزيد من توتر وحدة نفسيته وتفتتها، بناء على السلوكيات المنحرفة عند الموظفين المحيطين به والجو الخانق الذي يخلقه ويكرسه الزبائن المتعاملون مع الإدارة.

يقدم الطاهر بن جلون للمتلقي عالما خاصا بشخصية (المرتشي)، يرمز من خلاله إلى الواقع المغربي الخارجي، المتقلب السلوكيات والتفاعلات. تبرز لنا طريقته المتميزة في السرد والتحليل مراحل متواصلة من التردد والحيرة، التي تهز شخصية مراد بين لحظة وأخرى، فيحيط به الخوف من ناحية ويؤزره الفساد والجنس والصعلكة، مما يزعزع ثقته بنفسه. تنشد هذه الشخصية المنقسمة سيادة القوانين وتعميم الرخاء وارتفاع الدخل وانتشار النزاهة والاستقامة، لكن أوقات الشدة وحمأة الواقع تفرض عليها نقيض ذلك.

يتفرع موضوع الرشوة ويتسرب بعيداً ليخلق عواقب واختراقات ومؤثرات نفسية واجتماعية كثيرة. تتزاحم المشاكل وتتناطح بقوة في حياة البطل، مما يؤدي إلى تفشي الخطايا وتعدد خداع النفسي المعقدة وتضخم مظاهرالتردد والتأرجح وتشابك القوانين والممارسات الأخلاقية المتناقضة.

يستخدم المؤلف طريقة التحليل النفسي لمعالجة تجربة مراد مع الرشوة، حيث يوظف عدة معلومات وملاحظات ومقابلات وتجارب وفرضيات ميدانية، تتعلق بالعينات والمعطيات المجمعة والمحللة، طبقا لحياة وواقع البطل.

يشعر بطل الرواية بأنه إنسان محدود الطاقات، فهو محاصر ومحبط وحالم بإفراط بعالم جديد، يصعب الوصول إليه بسرعة. إنه يصبو إلى تحقيق جل أمانيه، لكن ضغط المجتمع وهجوم المغريات والملذات تقف حاجزاً في سبيل وصوله إلى غايته. لذلك، نراه يتأرجح بين سلوك الإنسان الشريف في البداية وأفعال الشيطان المنبوذ. يرسم لنفسه الصور المتنوعة البراقة، إذ إنه يروم رؤية نفسه كل يوم في شأن، لكن دون جدوى. فالسؤال عند البطل هو: كيف السبيل إلى عيشة رغيدة ومترفة؟ يسعى أثناء عمله الإداري وحياته الاجتماعية والأسرية إلى الإجابة عن هذا السؤال، الذي ظل يؤرقه وينغص عليه حياته. نجده: يحلم، يتردد، يخطط، يناجي عقله الباطن أو وعيه الذاتي، ينتقد بعض القيم والتقاليد. تحطمه هذه الجوانب المطبقة في النهاية، من خلال إذعانه لسلطان الرشوة الماحق والخيانة والانحراف والتلبس بعدة جرائر وموبقات.

يخضع مراد لهذا الواقع المهترئ ليحقق خلاصة، وبالرغم من استمرار نواقصه ونقائصه ومجاهله.يقبل القسوة على ذاته وتدميرها وتخريبها بيده. تتكون لديه في النهاية حكمة مفادها أن كل قيمه وسلوكياته ومبادئه في الحياة هي مجرد أضغاث أحلام خاوية، لكنها تشكل وهما يعد ضرورياً من أجل البقاء، بالرغم من ارتفاع تكلفته. يعرف البطل جيدا أنه هو الذي صنع هذه الأمور، وأنها تمثل حقيقته الوحيدة من أجل الاستمرار المزيف في الحياة. تعم المأساة حياة الموظف مراد فيتعدد هروبه من واقع موبوء تنخره الرشوة والفساد والانحراف والشهوات. يعشق الرومانسية لأن عمله الإداري لا يحقق له ما «ما يصبو إليه خياله ويظل هذا القصور بين الحلم والواقع يلازمه. تبرز لنا حبكة الطاهر بن جلون لمكونات روايته اغتراب البطل وعزلته بالنسبة لأسرته، (زوجته حليمة وأمها وابنته كريمة وابنة خالته نجية. وصديقه بالعمل الحاج حميد)، ومحيطه الثري عن طريق الفساد والنصب والسرقة.

تجسد مكونات الرواية محاولة مستمرة ومتطورة لرصد جل مظاهر الرشوة وتبعاتها المادية والنفسية والاجتماعية على بعض الموظفين الإداريين، ذوي الدخل المحدود. تتردد كلمة (الرشوة) وتتعدد معانيها كثيراً داخل هذا الإنتاج الأدبي، وتتكرر أوصاف وطرائق إفسادها لبعض أفراد المجتمع، لكن مع ذلك تبقى عدة تضمينات جنسية ونفسية واجتماعية وثقافية عند البطل لا تفسرها طريقة معالجة موضوع الرشوة.

تتوزع الفضاءات الزمكانية داخل رواية (المرتشي) إلى عامة عائمة وخاصة مقننة. يرسم المبدع بعض الأحياز بحدودها الدقيقة، وبعضها يتركه شاسعا متراميا. نجد الأمر عينه بالنسبة لوتيرة الزمن المتحكم في الرواية، فهي قد تسير حثيثة أو بطيئة نظرا لسياق الأحداث ومقتضى الخطاب الروائي.

ترصد ذلك عدة نماذج: جامعة محمد الخامس، فاس، اللحظة، مرتين في الأسبوع، المجلس البلدي، ليل نهار، المدينة القديمة، إسبانيا، يوم الجمعة، في الساعة الحادية عشرة، الكلية، بضعة أسابيع، الأعوام الأولى، البحر، المقصف، الشاطئ، شهر رمضان، البيت، الظهيرة، المكتب، الآن، المكتبة، زمن طويل، هذه المرة، بعد ذلك، ساعة، الغرفة، اليوم التالي، الفندق، ذات اليوم، مسكن نجية، يوم الأحد، الشارع، على الساعة الرابعة، مستعجل، من الآن فصاعدا، السماء، المساء، برهة من الزمن، على حين غرة، لبضع ساعات، المطبخ، في البلاد، البارحة، السلم الخارجي، إحدى الثانويات، المركز الثقافي الفرنسي، الصومعة، الكورنيش، حتى الآن، ثمان وأربعون ساعة، المقهى، حافة المسبح، منذ ربع قرن، فندق «رياض السلام»، قبل لحظات، الأرض، المدينة، خلف أحياء القصدير.

تترابط الفضاءات الزمكانية بعلاتها ومعلولاتها. فالتسلسل الزمني يوجه الأحداث والشخصيات. يصف الكاتب شخصية مراد من عدة جوانب نفسية داخلية، حيث تظهر ملتصقة بأفعالها وتصرفاتها. يتابعها المتلقي من خلال صور مترابطة وشاملة. نجدها تنشر، عبر مراحل الرواية، همومها وتطلعاتها وإحباطاتها وأحلامها وترددها وسقوطها.

ويتوزع الزمن في الرواية بين البعد الدائري والطولي، تبعا لخصوصية الأحداث والسياقات ومواقف الشخصيات.

الرؤية السردية

يوظف الطاهر بن جلون ثلاثة أنواع ومستويات من «الأصوات الساردة» في هذا العمل:

1 - صوت السارد/ المتكلم: يوظف الكاتب هنا (صوت الأنا)، المعرب عن ذاتية وغنائية شخصية مراد. يهيمن ضمير المتكلم على أغلب جوانب عمليات السرد والمحكي ومراحلها المتنوعة في الرواية، حيث يبرز كل انفعالات السارد وتصرفاته.

2 - صوت السارد الموضوعي: يستخدم الكاتب هنا (صوت الـ «هو»)، حيث «ينقل الخطاب» الروائي بواسطة ضمير الغائب (هو) أو العلامة اللسانية الخاصة به، فيعرض الأحداث بشكل محايد. قد يقوم عمل «الصوت الموضوعي» على ثقافة الأمثال والحكم المحلية، ذات المقاصد والمقامات الإنجازية المتنوعة. لا يتأثر هذا الصوت بالجمل الانفعالية والمشاعر الشخصية. لذلك، فإننا نلحظ هيمنة للتراكيب اللسانية، ذات المنحى التصريحي والخبري أو التقريري، الناقل للحقائق عامة.

3 - صوت المجادلة: تتداخل أصوات شخصيات رواية (المرتشي)، من خلال حواراتها المتنوعة المتبادلة. نجدها تتجادل وتتفاعل مع بعضها، وقد يقوم بينها سجال مرير واحتدامات ملتهبة لإثبات سيل من وجهات النظر والرؤى والأيديولوجيات وأنماط الوعي الذاتي والمسئوليات، النابعة من التنميطات اللسانية المختلفة. قد يبني في أحيان قليلة «صوت المجادلة» على خطاب صادر عن عقل باطن أو ضمير داخلي يمدح ويطري أو يؤنب ويقرع وينتقد ويحلل.

يقدم لنا تيار الوعي الذاتي في رواية (المرتشي) خبرة روحية عن مراد وتأملا استبطانيا لحواراته الداخلية. يسرد لنا الكاتب وعي بطله ومناقشاته، دون أن يفسح هنا مجالا كبيراً لصوت السارد الموضوعي للتدخل في مقاصد العمل. يعرض مراد انطباعاته، التي تتنوع بمعية تنوع حواراته الداخلية مع زوجته حليمة ونجية ابنة خالته والسيد حميد صديقه في العمل وبعض زبائن الإدارة والمعارف وأفراد المجتمع والأمن والصحة والتعليم العرضيين.

يحمل تيار الوعي الذاتي عند الطاهر بن جلون عدة سمات وملامح خاصة:

1 - نقله لأحاديث وحوارات مجربة وممارسة فعلية وإبرازه سرديا لضمير المتكلم (أنا)، الذي يجسد رؤية داخلية.

2 - تصغير قيمة شخصية السارد الموضوعي المنفصل عن «البورة المحورية» الخاصة بالضمير (أنا)، ذلك السارد الذي «يمسرح» الرواية، ويهيمن على جل مراحلها.

3 - بروز نمط من الوعي داخل الرواية، من خلال استعمال صوت السارد الموضوعي، الذي يجسده ضمير الغائب (هو).

4 - استخدام تقنية الأسلوب الشخصي، المعتمد في طريقة سرده على الخطاب غير المباشر الحر.

إن نمط الوعي ليس مجرد حوار عادي، وإنما هو حوار داخلي استبطاني واستكشافي لدواخل نفسية بطل الرواية. كما أنه يجعل المتلقي يرى بوضوح شخصية المبدع، ويساعده على مقاربة نفسيته مباشرة لها. أما ترجمة أفكار بطل الرواية في ضمير الغائب (هو)، من خلال استعمال شخصية السارد الموضوعي، فلا يمكن أن تجسد بصورة مباشرة. يقدم ضمير الغائب تقريرا عن أفكار البطل باستعمال أفعال، مثل: قال، كان، تحدث، سافر، رد، ذكر، صرح.

يحدد الزمن أيضا نوع الوعي في الرواية، حيث يصف لنا وجهة نظر البطل بالنسبة للواقع المغربي وحال الإدارة، التي يعمل بهاموظفا. تتعانق الأصوات المتعددة Polyphony هنا لتقدم لنا العالم الداخلي والخارجي، من خلال وعي السارد الموضوعي وصوت المجادلة ووعي المتكلم التصويري لعدة انفعالات.

يرصد تيار الوعي هنا حدود جنس روائي معين، أما حواره الداخلي، فيمثل تقنية سردية خاصة، توجه بشكل فعلي الخطاب الإبداعي عند الكاتب، بناء على العالم الداخلي للشخصيات. وهي سمة من بين سمات عدة ميزت هذا العمل ذا الأصوات المتعددة على طريقة الطاهر بن جلون.

 

 

عبدالجليل غزالة 





الطاهر بن جلون