أول مكتبة في لندن للدراسات الشرقية والإفريقية
تصوير : عقيل عبد الرزاق
عندما تكون على مشارف "مكتبة الدراسات الشرقية والإفريقية" (سواس) في قلب العاصمة البريطانية لندن سيوقفك في "رسل سكوير" بمنطقة هول بورن صاحب الساحة "برترا ند رسل " وستلفت انتباهك حلقات من الطلاب الباحثين العرب في مشهد يفصح عن القوة الخفية الملهمة لنزعة البحث وطلب العلم التي توجد بين الينابيع والثقافات والبشر .
في قلب الساحة يستوقفك الفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني بابتسامه مشجعة على ارتياد نهر المعرفة المتدفق من العرب والصينيين والهنود والأفارقة، وسيهمس إليك: لقد سبقتك إلى تلك الرفوف المزدحمة بالإنجازات العظيمة لشعوب الشرق، ولها يعود بعض الفضل في حصولي على جائزة نوبل، وفي محاولاتي بناء المنطق الحديث.
يقول "رايت تومبسون" أحد تلاميذ رسل الذي التقيناه في صباح خريفي على الساحة متوكئا فوق كصا مظلته تحت التمثال المهيب لـ "فرانسيس" دوق برادفورد الشهير: "كان رسل يرتاد المكتبة ويلتقي فيها طلابه وزملاءه قبل وفاته العام 1970 عن عمر قارب المائة سنة، وفي هذه الساحة كنا نتبادل الرأي والأحاديث ونحن نستظل الأشجار، كان هواء المعرفة في ألوانها وفروعها وجداولها يلهمنا، وهو يهب علينا من "الأشلاف" المجاورة، بالكثير من الأفكار، وهو نفسه ألهمنا لنؤسس حركة برئاسة برتراند رسل تستهدف منع نشوب حرب نووية تقضي على الحضارات والإنجازات الحية للشعوب، وفي هذه الساحة عقدنا في منتصف الخمسينيات أول الاجتماعات الحاشدة الداعية لوقف سباق التسلح وإلى نقل العلماء من قواعد التخطيط للحروب الكونية المهلكة ومختبرات التسليح إلى المستشفيات ومراق العلوم المدنية".
وما علاقة الأمر بالمكتبة؟
- "كانت أروقة مكتبة الدراسات الشرقية والإفريقية وقاعاتها مكانا للقاءاتنا، وكانت كحاضرة للألفة بين ثقافات العالم العريقة، تلهمنا مشاعر الدفاع عن الإنسان وعن الحب، أول لكم: كل ما في هذه المكتبة يحثنا على الانحياز إلى الحب، حب المعرفة كونها من إنجازات الإنسان، وإذا لم تصدقوا فاذهبوا إلى زاوية المخطوطات العربية لتجدوا قيمة المنجزات التي ورثناها عن أولئك الأعلام الكبار مما يستوجب حمايتها من الحرائق".
في مدخل البناية استقبلتنا لافتات بمختلف الألوان يستدل بالكثير منها إلى المرافق والأقسام العديدة للمكتبة، وثمة في بعضها الآخر إعلانات عن محاضرات وندوات ومواعيد لأمسيات عملية، وثقافية وفنية، من بينها محاضرة انثروبولوجية لباحث لبناني وأخرى أمسية موسيقية تونسية وثالثة عن "تحديات تايوان" لأكاديمي صيني، فالمكتبة التي تجاوز جامعة لندن العريقة تسهل للباحثين والمبدعين من قارات آسيا وإفريقيا تقديم جوانب من معارفهم وتجاربهم للجمهور، إنها تطلقهم في سابق مع المعلومات في عصر المعلومات.
تناولنا الدليل لنسترشد به إلى أسرار السلام المتداخلة ومفاتيح السيرة الثرة للمكتبة حيث قطعت قبل عام ثمانية عقود من الزمن وصارت واحدة من أشهر مكتبات العالم في مجال الثقافات الشرقية والإفريقية.
قبل ثمانين سنة
فتحت مكتبة الدراسات الشرقية والإفريقية أبوابها في العام 1917 كمرفق من مرافق "معهد الدراسات الشرقية والإفريقية للشرق الأوسط" الذي تأسس في نفس تلك السنة حيث كان العالم يعد للتحول من فوضى المجابهة الكونية الأولى إلى علاقات جديدة في إطار عصبة الأمم الديمقراطية تفسح في المجال أمام اتصال المعارف والبحث فيها، آنذاك كانت الكنوز الحضارية البعيدة عن أوربا المتحابة تبدو، على غناها، مجهولة إلا للقليل من المستشرقين والمغامرين من السياح والعاملين في حقول الدبلوماسية وهيئات التبشير، وإذ وضعت الحرب أوزارها فقد مدت الشواهد العربية والصينية والهندية والإفريقية ألسنتها إلى المارة مسبوقة بأسئلة متناسلة عن تلك القارات البعيدة، لقد استدار العالم، فجأة، إلى هذه المجاهل، واتجه طلاب العلم إلى بطون المؤلفات النادرة، وكانت لندن قد سبقت العواسم إلى البحث.
ويشاء مجلس البحوث التابع لجامعة لندان أن يتكامل برعاية المكتبة الفتية وتبزويدها بالدراسات والمؤلفات الخاصة باللغات الوطنية، الآسيوية والإفريقية، وبكل ما يؤهل الطلاب للتزود بالمعارف والأسرار التي يزخر بها العالم ما وراء المحيط، وقد ارتبطت هذه المبادرات باسم المربي "وليم هايز" الذي يضعه دليل المكتبة في موقع الريادة العلمية والجسر الذي عبرت من فوقه سمعة المكتبة وإنجازاتها إلى الشهرة.
على أن العام 1973 يعد عام التحول في تاريخ مكتبةالدراسات الشرقية والإفريقية ارتباطا بإعلان طلاقها "الديمقراطي" عن المعهد لتصبح مؤسسة مستقلة، وقد رسخ هذا الاستقلال انتقالها إلى بنايتها الجديدة على مشارف "رسل سكوير" وعلى مرمى النظر من بناية جامعة لندن. وكان هذا فاتحة لعهد جديد توسعت فيه المكتبة لتضم آلافا وآلافا جديدة من المؤلفات والمخطوطات والأطالس والبحوث التي عنيت بالثقافات والحضارات الشرقية والإفريقية، بل واصبحت موردا مهما للمكتبة البريطانية ورافدها الرئيسي من المؤلفات المعنية باللغات الوطنية لدول آسيا وإفريقيا. وقد أهلها ذلك للانتساب إلى المكتبات العالمية الشهيرة بما يعني امتياز استعارة الكتب النادرة وتصويرها وتبادل الخبرة والمعلومات والبحوث المختلفة.
في محطة تجاور قسم الاستعلامات كانت السيدة "هيلينا كوردال" المسئولة في الإدارة قد تركتنا مع الأرقام فرحنا نقرأ ونلخص:
تضم مكتبة الدراسات الشرقية والإفريقية نصف مليون مطبوعة موزعة على مختلف الكتب ورسائل الزمالة والنشراتالدورية والمخطوطات "العربية خاصة" والأطلس النادرة والأفلام والشرائط التي تضم إصدارات لم تصدر بعد.
ثمة 2000 مخطوطة بـ 100 لغة من آسيا وإفريقيا وهناك غير ذلك مخطوطات كثيرة لمؤلفين من قارات أخرى تتصل بشئونالشرق.
يحتيو سجل الأعضاء المنتفعين في المكتبة على عشرة آلاف قارئ ومستعير، وثمة 600 مقعد ينتشر بين الأقسام المختلفة.
دليل المكتبة يضم 28 جزءاً بالإضافة إلى الملاحق التي تصدر شهرياً لتشير إلى آخر المطبوعات التي أضيفت إلى الفهارس.
العرب .. لغة وحضارة وحضور
ومادمنا في وراق الإدارة فقد انتحينا جانباً بالسيد "بيتر كوليف" المسئول في قسم الشرق الأوسط
الذي رحب بـ "العربي" وأصر، قل إعطائنا فكرة عن هذا القسم الحيوي الذي كان هدف جولتنا، على أن يأخذنا إلى الرفوف التي تضم أمهات الكتب والمؤلفات والمجلدات العربية. تناول واحداً من الكتب، كان "تاج العروس" وهو من جواهر القاموس الذي ألفه المرتضي الزبيدي كشرح للقاموس المحيط مستنداً إلى شروحات ابن الطيب ولسان العرب، وعلى صدر صفحته الثانية إشارة إلى أن هذا الكتاب النادر كانت قد تبرعت به دولة الكويت إلى مكتبة الدراسات الشرقية الإفريقية. "وقد تبرعت لنا الكويت كحكومة ومؤسسات أكاديمية وثقافية بالعديد من الكتب "قال السيد كوليف وتناول كتاباً آخر عن تاريخ جزيرة العرب. فتحه، ابتسم: "معذرة، يؤسفني أن تكون يد عابثة نزعت صفحات من الكتاب، الأمر الذي يتكرر في عدد من الكتب".
قلنا، في محاولة لدفع حرج مسئول قسم الشرق الأوسط: "ربما يكون قارئا عربيا!" اعتذر السيد كوليفل مرة أخرى : "غالبيتهم ممن يدرسون تاريخ العالم العربي ولغته وآدابه، ولكن مع ذلك أستغل المناسبة لأوجه واسطة "العربي" رجاء للجميع بوجوب الحفاظ على هذه المطبوعات الثمينة، ومن يرغب في الإفادة من صفحاتها ففي مقدورة استنساخها على أجهزة التصوير المتوافرة لدينا بعدد كاف".
على امتداد الرفوف مدت الإغلف أعناقها بالمكونات الحية، ها هو أبوعثمان الجاحظ، المعتزلي الذي ترك لنا "الحيوان" و"البيان والتبيين" وتلك "أرواح" جبران "المتكسرة" و"المكواكب" و"آلهة الأرض" في حين تقف "العبر" خزانة ابن خلدون الرائعة مهيبة، وعلى بعد يارسدات تناول سيدة بريطانية مستشرقة "حي بن يقظان" أثر ابن طفيل الذي شغل المفكرين والفلاسفة وثمة في يدها "نظم السلوك" كتاب ابن الفارض الشهير، وتتدافع الأسماء والأغلفة في سلسلة طويلة من المآثر والمعارف: رسائل الكندي، مدن الفارابي الفاضلة، مقابسات التوحيدي، تنبيهات ابن سينا، حمامة ابن حزم، تهافات الغزالي، رسائل إخوان الصفا، دلالة ابن ميمون، ومنها إلى الجغرافيا والتاريخ حيث ترفع الأسماء الباسبقة رءوسها، ابن اسحاق والواقدي والكلبي وابن هشام والطبري والهمذاني وابن حوقلن وتوقف عند المؤلف النادر لابن الجوزي "المنتظم في تاريخ الأمم" وعند الإدريسي في "نزهة العشاق" وابن الأثير في "الكامل في التاريخ" ثم يستضيفنا علماء الطب في رفوفهم فيطالعنا الرازي وابن حنين والكمال والزهراروي، ويأخذنا الفلكيون والرياضيون إلى حديقتم الوارفة الظلال فنتعرف إلى ابن حيان والخرارزمي والدينوري والبلخي، وها هو الشعر المتدفق في شعاب العرب ووجدان الأجيال المتعاقبة ففتتحه بمعلقات امرئ القيس، وزهير والعبسي وحسان ثم النابغة والفرزدق فالمتنبي وإلى ابي تمام والبحتري، حتى المتأخيرن من الأعلام والمواهب.
ثلاث قارات على رفوف
نعود إلى السيد كوليفل الذي قرأ رغبتنا في أن نتوقف خلال جولتنا عند قسم الشرق الأوسط الذي تقيم فيه الحضارة العربية بأسمائها وشواهدها الحية، قال رداً على استفسار بصدد طبيعة هذا القسم:
يغطي قسم الشرق الأوسط لمكتبة الدراسات الشرقية والإفريقية، في الواقع ثلاث قارات، ويشمل لغات تمتد جغرافيا من أقصى غرب إفريقيا حتى سيبريا وضم مراجع تخص العالم العربي وتتجاوز ه إلى مناطق كانت يوما ما تحت الحكم العربي، مثل إصبانيا بالإضافة إلى دول البقان ومناطق القفقاس وأفغانستان وجموعريات آسيا الوسطى السوفييتية سابقاً، ونفخر بأن مراجعنا تتكلم بلغات جمعي شعوب هذه القارات.
- وماذا عن القسم العربي؟
- المصادر العربية تحتل الحيز الأكبر من بين المصادر الأخرى التي تنتسب لإطار الشرق الأوسط، ونستطيع القول بأن المراج التي تغطي الدراسات والشئون الإسلامية تحتل الأولوية في حجمها مقارنة مع الموضوعات الأخرى، ثم تأتي اللغة العربية، ثم الأدب وتاريخ المنطقة، فضلاً عن المراجع الأجنبية التي تعالج تلك المفردات بلغات أخرى أو كتب التراجم عن "أو إلى" العربية، ويدخل في "سيادة" هذا القسم الكثير من المؤلفات التي تعني بشمال إفريقيا. ويمكن الإشارة إلى المصادر الفارسية ثم التركية إذا تأتي من حيث حجمها بعدالعربية.
أما المكتبة الخصاصة بشئون الشرق الأوسط فهي تتلقى حوالي خمسة آلاف دورية حالياً، وتتسع لكتب ومراجع تختص بحضارات وثقافات منطقة الشرق الأوسط.
- وهل تقدم خدماتها للطلاب فقط؟
- نحن نقدم خدماتنا للطلاب والباحثين وكل من يهتم المعرفة والبحث من داخل الجامعة وخارجها.
- وهل جميع مراجع حضارات الشرق الأوسط حصلتهم عليها من أسواق أو جامعات دول المنطقة؟
- كلا.. أذكركم أن أول الكتب والمراجع التي افتتحنا بها المكتبة جاء من معهد الدراسات الشرقية والإفريقية، ثم نقلت إليها كتب مكتبة جامعة لندن وكتب الكليات الملكية، وكان بين هذه المراجع مجاميع مطبوعة ومخطوطة وطبعات نادرة كان قد أهداها إلى الكلية الملكية المستشرق "وليام مارسدن" عام 1835.
- وماذ عن الخرائط؟
لدينا 45 ألف خارجطة.. ولذوي الاهتمامات التاريخية هناك أرشيف بعثة لندن الشهيرة، ووثائق مؤتمر الجمعيات التبشيرية البريطانية، وملفات جمعية البعثة الميثودية وغيرها.
مراجع لا تتوافر في جامعاتنا العربية
ها نحن تجاوزنا منتصف النهار، ذلك هو المطعم، محطة استراحة الجميع "إنها استراحة الكتب أيضاً" قالت السيدة كوردال.
غير أن هذه الباحة الخضراء عادة تجمع من فرقتهم شعاب البحث عن المراجع، فترامي الجميع على حلقات يختلط فيها الكلام مع أصوات الملاعق والصحون، الكلام بمختلف اللغاتالصينية والعربية والهندية والإسبانية والفرنسية والفاسية، كان أربعة من الطلاب العرب لصقنا يتحدثون بصوت عال عن مشكلة لهم مع أساتذة لهم شاءوا أن يطلبوا، لتعزيز بحوثهم، المزيد من المراجع والمعلومات، كان التوتر باديا على بعضهم، قال أحدهم لصديقه: تعال إلى الهواء الطلق نناقش الأمر. تابعناهم إلى هناك، قال لنا السيد "خلدون" من البحرين: أعد دراستي حول تاريخ البحرين في القرن السادس قبل الميلاد حيث كانت محطة للعرب من قبائل عين قيس، وحينما قطعت شوطاً في البحث لاحظت أن المشرف على دراستي قد أغرقني في تفاصيل العلاقات التجارية بين هذه القبائل وملوك حمير اليمنيين، وقد قلبت عشرات المصادر ولا يزال يطلب المزيد.
أما السيد "الرشيد" من تنوس فقد أفاد أنه يحقق في موضوع "الكتلة العربيةالإقليمية في القرن الواحد والعشرين". ويشكو من أن أستاذة يشدد على تلك الجوانب التي تخص الموارد المائية والنفطية واتجات الاستثمار في ميدان الزراعة فيما هو يفضل الركيز على مفردات "التعاضد القومي" وقضية الوحدة الاقتصادية العربية ودور المنظمات الإقليمية في إطلاق التنمية، وتنمية الموارد تحديدا.
ودعناهما بكلمات التشجيع، وسمعنا منهما كلاما طيبا إزاء مكتبة "سواس" قال الرشيد وأيده زميلة البحريني بأن : المراجع هنا قد لا نجدها حتى في مكتبات بلداننا وجامعاتنا المتخصصة.
الظريف : ماذ تعمل هنا
في قاعة المطالع، مرة أخرى، نحن أمام وجه مألوف، إنه عبدالله الظيف، المذيع الحالي في محطة إذاعة "إم بي سي- إف إم"، قلنا له، يبدو أنك تعد مادة لاحد برامج الإذاعة، ابتسم بأدب المذيع الجم ليقول:
- ليس ذلك بالضبط، أنا أعد للذكتوراه بجامعة ليدز في موضوع "السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تجاه إفريقيا في سنوات الستينيات والسبعينيات".
- وكيف وصلت إلى بريطانيا؟ نقصد أي مشورا قطعت؟
- تخرجت عام 1986- 1987 من جامعة الكويت "العلوم السياسية" ثم درست في مصر لأربع سنوات تخرجت بعدها من جامعة السويس "كلية التجارة" وها أن منذ سنتين في لندان أواصل الدراسة والعمل في مجالي الإذاعي الذي أحبه.
- وماذا عن المكتبة، هل تجد فيها المصادر المناسبة؟
- مع أن الموضوع الذي أحققه غير مطروق، وهو يتصل بمصادر تحتفظ بطابع دبلوماسي، غير أنني لم أجد صعوبة في الاسترشاد إلى المعلومات، إن قسم الدراسات العربية والشرق أوسطية هنا يضم مراجع نادرة إضافة إلى الوثائق والمخطوطات ووسائل الإيضاح المختلفة. شددنا على يد الظريف، واعتذر عن أنه لا يستطيع الوقوف أمام كاميرا "العربي" للتصوير "لأنني في هيئة وملابس غير مناسبة!" ومنجانب اعتذرنا له عن تلبية طلبه، لأن الكاميرا قد أنجزت مهمتها قبل رجائه الجم، فلم يجد بدأ من أن يقول "فيها خير، "العربي" والكويت عزيزان علي".
سباق مع الوقت
جانسيا، طالبة من الهند، لم تتجاوز العشرين من العمر، إنها منهمكة دون كلل في بحثها للدكتوراه عن "تاريخ الهند من خلال تاريخ العالم"، قلنا لها، هل لديك مشكلة في المراجع؟ قالت، أبدا، إن مشكلتي هي في الوقت.