عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • هل أنا مصيب أم مخطئ؟

عندما أستمع - دون إرادتي - إلى كلام المتشدقين، أتماسك خوفاً من انطلاق سراح مشاعري والتعبير عما في قلبي، إذ يصعب ضبط النفس في مثل تلك المواقف, ولذا لابد من إطفاء شرورهم بماء الصمت عملاً بنصيحة الجاحظ الذي عد التمسك بالصمت والحرص الشديد على السكوت في موضعه، مرتبة من مراتب البلاغة العربية.

إلاّ أنّ المتشدقين، وما أكثرهم في كل زمان (المتشدقون، جمع أشدق، وهو صاحب الفم الواسع والعريض) لا يعجبهم رأي الجاحظ, ولا ما نصح به لقمان الحكيم ابنه بقوله: «أي بني: إنّي قد ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت». بل هم يواجهون النصح والرأي السديد بالتبرم والشعور بالغبن حتى ولو لم يتم البوح بهذا علناً، ذلك أنّ الصمت برأيهم يشعرهم بالعزلة وبفقدان دورهم في المجتمع من خلال تأثيرهم في الآخرين، مما يجعل- برأيهم - محيطهم يتخلى عنهم ويعزلهم عن كل المشاركات الاجتماعية فيزداد شعورهم بالمرارة عندما يعجزون عن الإجابة عما يسألون عنه، فلا يأخذ أحد برأيهم، ونسوا أو تناسوا أن الدعوات المريبة إلى الكلام في غير مواضعه تودي بصاحبها إلى ما لا تحمد عقباه، ذلك أنّ غالب كلامهم لا يمكن سماعه كالماء النتن لا يشرب، يجمع بين متناقضين صارخين (الصدق والكذب) كلام جميل في ظاهره ومر المذاق في باطنه، هم أصحاب الكلام المعسول ومبتسم الحديث، ألسنتهم تقطر عسلاً ونفاقاً، لا يفترون عن الثرثرة، ما إن تستمع إليهم حتى يخيب ظنك في المضمون الذي كنت تتوقع. فاكظم غيظك ولا تبدي الضجر.

هل نحن مضطرون لمصانعة أمثالهم ؟! بالطبع لا!، ولكن ما علينا في مثل تلك المواقف سوى الصمت لأنّ الصمت هنا محمود، عاملين بقول أبي العتاهية:

والصمت أجمل بالفتى
من منطق في غير حينه
كل أمرئ في نفسه
أعلى وأشرف من قرينه

فالصمت المحمود يسم صاحبه بالحكمة والتبصر، فكن كتوماً ضنيناً بالكلام، تنطق الصخور ولا تتكلم، فلا تنبسط في كلامك، ولا تسرف، كن مهذب الطبع ذا رقة ولباقة وليغلب عليك الحياء وقلة الفضول.

تساؤلات ووجهات نظر رأيت أن أجمعها وأبين رأيي فيها، طلباً لمزيد من المعرفة وسعياً وراء الحقيقة, ولعلي في الختام أسائل نفسي: هل أنا مصيب أم مخطئ؟

د. عمر فوزي نجاري
اللاذقية - سورية

  • أرشيف العربي إلكترونيا

السيد رئيس تحرير مجلة العربي الغراء

تحية مفعمة بالاحترام الكبير لجهودكم المباركة والمتواصلة على مدى ستين عاماً و نيِّف في خدمة المواطن العربي في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والاجتماعية وغيرها.

منذ أكثر من 12 عاماً وأنا أتابع أعداد مجلتكم الغراء بانتظام شديد، وأقرأ مواضيعها الرصينة والمختارة بعناية، وأتابع تطورات هذه المجلة العظيمة برسالتها وإبرازها بأجمل صورة ممكنة خاصة بعد صدور الملحق العلمي والذي أعطى زخما علميا للمجلة، أيضا إخراج الطبعة الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) أعطاها بعداً عالمياً كبيراً بالإضافة إلى نظام أرشفة تستطيع من خلاله الرجوع للأعداد السابقة في أي سنة بسهولة ويسر، والحصول على أي موضوع بسهولة من خلال آليات البحث الموجودة على الموقع.

والحقيقه أنا وغيري من القراء نشعر بأننا شركاء في تطوير هذه المجلة وذلك بإرسال أي اقتراحات أو انتقادات من أجل بقاء هذه المجلة في المقدمة إن شاء الله.

ودمتم ودامت مجلتكم في نشر راية الثقافة والتنوير في العالم العربي وشكرا.

د. هاشم الحوراني
حوران / سورية

نشكر القارئ العزيز على اقتراحاته التي سيوليها مجلس التحرير عنايته بالبحث، وفيما يتعلق بالكتابة للملحق العلمي فهي متاحة لكل من يمتلك مادة جيدة علمية أصيلة.

  • مهام اللغة

في زاوية قالوا نشرت مجلة العربي مقولة مهمة جاء فيها: «إن مهمة اللغة الفصيحة لحساب العامية يعني ظهور جيل جديد لا صلة له بلغة الآباء والأجداد، ومن ثم تنقطع صلته تماماً بتراث هذه اللغة».

(د. محمد عبد المطلب. ناقد مصري)

الدكتور الأكرم، كم تمعنت بعبارتك هذه عندما وجدتها فقرأتها أكثر من عشر مرات وفي كل حين عندما أطالع في هذا العدد أقرؤها بعدد حروفها من المرات، لأنك أصبت في وضع مخيف حول ضياع اللغة العربية الفصيحة فتقبل مني بكل احترام هذا العنوان ومقالته.

(اللغة العربية في مهب الريح )

إن هذه اللغة التي أكرمنا بها الله عز وجل عندما أنزل القرآن الكريم على خير الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بلغة عربية فصيحة تملأ الفم وتنعش القلب وتطري اللسان وتهدأ بها الأرواح. يبقى الحق لحفاظ هذه اللغة على القائمين عليها تربويين ونقاداً وأدباء وشعراء ودارسين في جميع مجالات العلوم.

فإذا استعرضنا نحن اليوم التاريخ العربي الإسلامي نلاحظ أن هذه اللغة ذهبت في مهب الريح، ولكن من النعم أنت وأمثالك الذين تنوهون للحفاظ على أدراج لغتنا الأصيلة فهي العروة الوثقى لا انفصام لها والجامعة المثلى التي تضم بقلوبها الدافئة البعض إلى البعض.

لو عدنا إلى العصر الجاهلي الذي تكونت فيه وكانت اللسان الناطق لساكني ذاك العصر ويعتزون بها بعقولهم ومشاعرهم على الرغم من وجود اللهجات المختلفة آنذاك ولكن سرعان ما تصدرت هذه اللغة أدبية واحدة، فهي في الظن أنها لغة قريش.

والجاهليون الذين اعتزوا بعقولهم النيرة وتخطيطهم السليم ليحققوا ما يطمحون إليه ضد كل خطر يداهمهم.

فهي رمز الوحدة العربية إن حصلت، وقاعدة متينة للقومية العربية، فهي التي تعبر عن رمز ونضال العرب المعنوية من القرآن والسنة. كم انتشرت هذه اللغة وسطعت ببقاع الأرض شمساً منيرة ومنورة، فهي تملأ أفق الأمة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. فهي شمعة تحترق لتوهج بنورها ظلاماً دامساً ليحل محله نور واضح يملأ عنان السماء.

فعليكم المزيد أيها الحافلون بهذه اللغة من أدباء ومفكرين ونقاد لتطوروا فيها كلامكم ولسانكم وشعركم ونثركم حتى تصلوا بها إلى فنون التطور والازدهار لكي تنسحب انسحاباً نظاميا إلى الأجيال القادمة ليحملوا هذه الأمانة بكل صدق وإخلاص إلى من يحب هذه اللغة فهي أمانة في أعناقكم من أن تنزلق نحو الهاوية.

فهي التي وحدت بين الأوطان لتنشكل وطناً عربياً واحداً مهما بعدت المسافات وهي اللغة المفهومة بدون ترجمة بين كل أبناء الوطن العربي الواحد. فالعرب يحنون إلى اللغة العربية كحنو المرضعات على الفطيم التي تتمنى له أن يكبر ويكمل فرحة العمر.

وهي التي تجمع العرب والمسلمين في وادٍ مليء بالزهور الفواحة التي يستنشق أريجها كل متنفس طيب، فهي المصير الواحد لهم.

وهي قومية بفطرتها سليمة بنطق لسانها، فهي لغة العزة والكرامة لأبناء الوطن العربي.

فلله سماء هذه اللغة ما أجمل غيثها وما أدر سحبها! إن هتافها قادر على صقل جوهر النفس ونفي الخبث والونى والفتور عن مرايا النفس الإنسانية التي تصبو إلى اللحاق بطليعة الأمم التي سرعان ما تأخرت عن مثيلاتها تخلفاً في الميادين كافة.

فيا للعجب من مدرسي اللغة العربية الذين هم من اختاروا هذه اللغة ليكونوا قدوة للأجيال فهم الذين ينساقون إلى خلطها بالعامية ربما يخجلون من مواجهة أجيالهم بالعربية بل هم أشد حياءً من غيرهم بالنطق بالعربية.

فهذه اللغة يجب أن تكون دستوراً في مراحل التعليم بمختلف مستوياتها واعتبار كل من لا يتكلم هذه اللغة الفصيحة ليس أهلاً لأداء الأمانة، حتى إن بعض القائمين عليها ينحنون إلى العامية وينسون الفصحى لأنها مدرسة الفكر والقيم والحفاظ على هوية الأمة العربية.

وبكل الاحترام لشخصكم فإن متابعة مهمة إثبات اللغة الفصحى هي الهدف الأسمى لأبناء العرب والإسلام.

فوزي خلف
الرقة - سورية

  • بهاق البحر.. قصة ندى مهري

الوقت بحر وقارب موارب، والزمن عالق في إبحار مرتقب ينتظر اكتمال عدد المعلقين في الأرض وأرواحهم تعاويذ ضالة مضادة للوطن وجاهزة للعبور.

كانت تشاهدهم يوميا وتنتظرهم أمام شباك نافذتها المطلة على البحر.

عندما فاض ربيع أنوثتها، ازدادت بهجتها ونضارتها غواية.. كانت كثيرة الخيالات والأحلام، غير أنها تعثرت بجسدها وكانت على يقين أنها ستواجهه في عوالمها السرية حتى تتخلص من ثورته ضدها.. لم يكن تمردا مقرونا بأسطورة الأنوثة وجاذبية حكاياتها الممتدة بين الكتمان والمحاولات المشفرة للفهم.. كانت تحارب جسدها والبحر حلبتها، وجندها قوارب مهترئة محملة بملامح هلامية، ووجوههم خريطة وطن اغتالوه هربا إلى الضفة الأخرى.

وكانوا يوميا ينتشرون في القوارب مغادرين دون رجعة ودون التفات لذكرياتِهم، ووجوهِ أحبتِهم، وأحلام موءودة تركوها خلفهم.. ينتشلهم الموج بعيدا عن مقلتيها في رحلة علاج غير مضمونة النتائج. وبقدر انتشاره في جسدها وعدم تقبلها لاستيطانه بقدر تزايد عددهم كل يوم، ثم يرجعون إلى الشاطئ في هيئة أخرى؛ في الأغلب كائنات شبحية، وكلعنة سحر يواصل انتشاره المطبق في جسدها.

يكبر حلم الهرب إلى الضفة الأخرى رغم الأهوال المنتظرة، ولم تعد تكتفي بالبقاء وراء النافذة وتأمل الوجوه المتهالكة كالقوارب التي تحملها. كانت في بداية الأمر تخرج وترتدي «حجابا» يقيها شر الأسئلة، وبطريقة ما عقدت صداقة مع تلك الوجوه العابرة والحذرة القادمة من كل مكان وبلهجات محلية مختلفة وبشهادات دراسية متنوعة.. صداقة خطرة، وما هي إلا دقائق معدودة تتخللها الحيطة والحذر من الكمائن التي تترصدهم من بلوغ أمانيهم قبل انطلاق القارب، حتى تكون هي قد ارتوت من حكاياهم المصلوبة في قضبان الوطن.

ثم ازدادت جرأة مع الوقت وبدأت تتعرى وأصبحت تحكي معهم عن أحلامها إلى أن تصل إلى جسدها فتصمت، فهو أيضا معبر لمضيق الجرح والوحدة واليأس.

لفظهم البحر ونواياه غير البيضاء وحولهم إلى كريات تنتشر على سطحه فأسمتهم «بهاق البحر» ربما لترضي كبرياءها الجريح وتعترف أمام الجثث بسرها عن استيطان البهاق في جسدها دون سابق إنذار.

لم تعد تبالي وأصبحت تذهب لرؤية العابرين للضفة الأخرى كاشفة عن يديها ورجليها... ومفاتنها لم تعد خائفة، وأصبحت تُظهر تمرد الجسد بتلك البقع التي انسحب منها لون الفرح.

منهم من أشفق عليها وعرض عليها أن تهاجر معهم في هذا القارب للعلاج .. كل شيء ممكن في الضفة الأخرى،.. ومنهم من لاحظ هيئتها فتجنبها كوصمة عار مضادة للأنوثة.. ومنهم من أحبها من أول اعتراف لها.. لم تعد تلوح لهم لتودعهم كما كانت تفعل من قبل لأنها على يقين أنهم عائدون إليها في صفة «بهاق».. وهي تنتظرهم في لحظة توحد صوفية حاملة راية وطن انتشر فيه بهاق البحر.

ندى مهري
كاتبة جزائرية مقيمة بالقاهرة

  • وتريات

يا ليالي

تغرب الشمس
فتشرقين في ظلمة دياجي
تغرب الشمس
فأرى وجهك واضحا
في سماء أشجاني
أناديكِ
فلا تجيبين ندائي
وكيف سأرجع خالي الوفاض
وأنت في خيالي
ملكت خيالي
كل الخيال
يا ليالي

سعيد محمد جمال الدين المغربي
الدار البيضاء - المغرب

أنا فتاة جامعية سورية.. أبعث إليكم بمادة من كتابتي عسى أن تنال إعجابكم ومكاناً على صفحات مجلّتكم الرّائدة. ولكم مني أرق التحايا وكل الشكر على جهودكم الثمينة وإبداعكم المتواصل في نشر الوعي والفكر و الأدب عبر مساحات وطننا العربيّ.

وها نحن ننشر مادتك أيتها القارئة العزيزة.

في سبيل العيش

أكتب إليك اليوم.. وقلبي يرجف من رهبة القرار.

أنقش الحروف بأصابعي تهرب من تملّكك.. تتحرّر من قبضتك.. بروحي ترفرف أخيراً إلى لا جحيم التوحّد فيك، التحطّم فيك إلى أشلاء غايةٍ في التناثر.

كم توهّمتك وأسرفت في أوهامي، حتى سجنتُني بين جدرانك الآيلة للسّقوط في أيّ لحظة فوق اعتباراتي كافّة، وفوق احتمالاتي.

الحياة معك كان لها طعمٌ مرّ و لونٌ مظلم.

كان لها في كلّ وقت احتضارٌ للموتْ.

وقتها غرقتُ فيك وسحبتني إلى القاع قيّدتني إلى هزيمتي، وفي غير ما رحمةٍ هشّمت البراءة فيّ.. حطّمتَ الإرادة فيّ! أو هكذا ظننتُ أنا إلى أن نجحتُ اليومَ في اجتثاث نفسي منك إلى غيرِ رجعةٍ كما أتمنّى.

لا تزال تنتابني عبْرةٌ كلّما أتذكّرنا، عبرةٌ لن تخنقني بعد اليوم لأنني أدركتُ أنني لم أكن يوماً ملكاً لك، ولست أنتمي أو أنوي الانتماء إليك..

هو فراقٌ بيني و بينك اذا وليكن يا صديقي فراقاً هيّناً لا أحقادَ فيه.. فأنا ورغم كلّ لا تفاهمنا، أعتزّ بأنّك كنت صديقي الذي رسم في عيوني حقيقة واقعي.

ولسوف أجاهد لنسيانك، فلن يكون سهلاً انتزاعك أو حرمانك من التسلّل إلى عتمة أيّامي.. ولكنني مع ذلك سأحاول، وسأهرب منك إلى أقصى أحلامي.

ولن تحرمني من لحظة التحقيق خاصّتي، ويوم أصل إلى غايت، إلى قمّتي لن أكون جاحدةً بك وسأذكرك في خطابي لذاتي بكثيرٍ من الامتنان، بلا ندم، وبلا حنينٍ إلى معاناتي إيّاك.

ولسوف يخلّد نجاحي «فتاةً و ألمَها» تناضلا في سبيل

لميس عثمان عثمان
دمشق - سورية

  • بنك المعلومات

إن مجلة العربي تعتبر بنك المعلومات العربي الأول لأنها تقدم كل جديد في عالم المعرفة والعلم وهي الشمس الساطعة في سماء الثقافة العربيّة.

عبدالغني عبدالصبور الخلف
محافظة الرّقة/ سورية