كوكب الشرق.. وانقراض العرب.. د. سليمان إبراهيم العسكري

كوكب الشرق.. وانقراض العرب.. د. سليمان إبراهيم العسكري

يستدعي معرض يقام في الكويت للاحتفاء بكوكب الشرق، باسم «الهرم الرابع»، أمجاداً عربية وفنية، لكن هذه الثقافة الماضية المزدهرة تضعنا في حيرة اليوم، مع تباين ما نقدمه على شاشة السينما وفوق خشبة المسرح وبين دفتي الوسائط الإعلامية، وهو متدنٍ أغلبُه. فكيف نرصد المشهد؟ ومتى نغيره؟ وكيف؟!

  • المراقب لأحوالنا يجد أن مجتمعاتنا استهلكت ما لديها من بقايا أمل في النهضة وعادت لاستنساخ صورة نظام الدولة العثمانية التي سقطت أمام نهضة أوربا وتقدمها
  • بعض مَن يُحسَبون على الفكر الديني (الدعاة) يسهمون، بقصد أو بجهل، في تفاقم حالة التواكل التي نعانيها، ونشر ثقافة الجمود الفكري والتوقف عن الإبداع
  • الهروب من رصيد حضارتنا إلى منتجات الآخر لن يحقق لنا أي نهضة مرجوة، بل سنكون كمن يحرق حقله ليأكل من حقل جاره!

تحتضن الكويت وعلى مدى شهور ثلاثة معرضاً فريداً من نوعه بعنوان «الهرم الرابع» اختص بالاحتفاء بـ«كوكب الشرق» وأيقونة الغناء العربي «الست» أم كلثوم، وهو أحد المعارض النوعية المهمة التي أقيمت احتفالاً بمئويتها في معهد العالم العربي في باريس العام الماضي، وانتقل إلى مملكة البحرين وهاهو يصل الكويت، البلد الذي احتضن فكرة إنشاء المعهد في باريس وعمل على دعم المشروع حتى تحوّل إلى واقع على ضفاف نهر السين في قلب عاصمة الثقافة والفن في أوربا.

هذا المعرض الذي سيستمر لشهر آخر، ويشير إلى النجاح الواسع الذي حققه بكثافة الإقبال عليه من الجماهير الغفيرة، لم يكن معرضاً استعراضياً لمساحة من تاريخ أم كلثوم الغنائي والطربي، بل هو توثيق فني وثقافي لمسيرتها الطويلة في عالم الفن العربي، وأهم المحطات التي مرت بها هذه الظاهرة الفنية الفريدة، صاحبة تجربة كبيرة في الغناء العربي، وصاحبة الحنجرة الاستثنائية، التي بلغت حد تطويع قصائد الشعر العربي لتصل إلى عامة الناس وترديدها وحفظها، حتى ممن لا يجيد القراءة، وعلى امتداد أرجاء البلاد العربية، بكل تنوعها الثقافي ولهجاته المتعددة، فكانت رمزاً وصاحبة دور كبير في إرساء مدرسة موسيقية غنائية وثقافية جماهيرية طربية التفت حولها كل تلك الجماهير على طول امتداد مساحة البلاد العربية، وأهّلتها هذه المكانة الشعبية الواسعة وهذا النفاذ إلى وجدان تلك الجماهير، إلى التأثير عليها فنياً وقومياً، حيث روّجت بغنائها لأفكار القومية العربية منذ الخمسينيات وحتى وفاتها في فبراير 1975، وخاصة ذلك الدور الذي قامت به في رفع معنويات الجماهير العربية، التي أصيبت بالانهيار واليأس إثر هزيمة العرب أمام الجيش الإسرائيلي في عام 1967، فقد قامت بجولة غنائية على دول عربية وأجنبية لجمع التبرعات لإعادة بناء الجيش المصري، وفي محاولة لاستعادة العرب لكرامتهم وثقافتهم بنفسهم بعد تلك الهزيمة.

أم كلثوم في الكويت

زارت أم كلثوم الكويت مرتين خلال حياتها الفنية، في عام 1963 للمشاركة في عيد استقلال الكويت، وعام 1968، وكانت زيارتها الثانية هذه في إطار جولتها الوطنية، التي بدأتها على مسرح الأوليمبيا بباريس، ثم تواصلت إلى العديد من الدول العربية بينها المملكة المغربية والكويت. وقد استقبلت في الكويت استقبالاً جماهيرياً ورسمياً واسعين، وقد كان لنساء الكويت موقفهن البارز في هذا الاستقبال والمساهمة الكبيرة في التبرع، لدرجة أن الكويتيات خلعن حليّهن ومجوهراتهن وقدّمنها تبرعاً للمجهود الحربي، إضافة إلى الإيرادات والتبرّعات التي انهالت من كل الجهات والأشخاص والمؤسسات المالية.

ومن اللافت في هذا المعرض المختلف توافد الجمهور من كل الفئات العمرية والثقافية، ومن كل الجنسيات العربية، والتجوال في المعرض بنوع من الاهتمام والتقدير الشديدين، وهو ما يشير إلى حال من الحنين، لمن عاصروا تلك الفترة، إلى ذلك الزمن الذي كانت للثقافة والفن فيه تلك المكانة الرفيعة، من جهة، ومن جهة أخرى عكس ذلك الإقبال من جانب الأجيال الجديدة، التي لم تعايش زمن هذه الفنانة وفنها، تأملهم للمرحلة الزمنية التي لم يشهدوها ولم يعاصروها، ولعلهم وجدوا فيها دلالات ساطعة على الدور المؤثر للفن العربي في مرحلة تاريخية من مراحل مشروع النهضة العربية، ولعلهم وجدوا في المعرض ما يحرّك أسئلتهم عن كيفية استعادة ذلك المشروع النهضوي، الذي تعثّر. مادام أنه كان قد بدأ السير في طريق التحقق، أو كيفية استعادة القدرة على بناء نهضة ثقافية جديدة تتناسب مع إيقاع العصر الراهن ومتطلباته، وابتكار منظومة فنية رفيعة بما تتضمنه من قيم أخلاقية واجتماعية يتحقق بها الارتقاء بالمستوى السياسي للمجتمع ونهضة مجتمع عربي شاملة.

كان في المعرض ما يثير فضول تلك الجماهير، وربما، ما يغذي توقهم للفن الرفيع وللثقافة الراقية بكل روافدها، في زمن أصبحت فيه الثقافة من ألوان الترف والتظاهر، وأصبح الفن مختزلاً في كل ما هو خفيف الأثر، وسريع الإيقاع، يخدم زمناً أصبحت التكنولوجيا فيه مصدراً لرأسمال يجني أرباحه من المتعة الحسيّة والترفيه السريع. ومن سينما كوميدية سمجة ومبتذلة من شدة فجاجة ما تقدمه للمشاهد. ومن موسيقى وغناء أسموه بـ«الشبابية» وصرعات موسيقية منقولة من تراث ثقافي مستعار بالكامل من الغرب، ومن النمط الأمريكي على نحو خاص، دون مراعاة للاحتياجات والاختلافات الثقافية، والخصوصية الحضارية لتراثنا الثقافي العربي الذي يمتلك، بلا شك، مقومات ثقافية وفكرية وفلسفية وفنية، تشكّل أرضية صالحة للبناء عليها وتطويرها بما تفرضه متطلبات العصرنة والتجديد، خاصة في مجال مثل الموسيقى والغناء الذي يتعامل مع الذوق والوجدان البشري.

ماضٍ من الثقافة والفن

جسّد المعرض لجمهوره نموذجاً لماض ثقافي وفني، أكّد على امتلاك العرب تراثاً فنياً عريقاً، جسّدت أم كلثوم أحد روافده بينما كانت الساحة تمتلئ بالمطربين الكبار في مصر وبلاد الشام والعراق وبالموسيقيين العباقرة والشعراء الذين أثروا الوجدان العربي بأشعارهم التي عكست واقع مجتمعاتهم النضالية وتطلعات شعوبهم وشوقهم للحرية والتحرير والتقدم والنهضة، وكانت كثير من قصائدهم تتردد غناء تنطلق من حناجر مطربي ومطربات عصرهم.

موسم انقراض العرب

يأتي هذا المعرض في الوقت الذي يصرح فيه الشاعر الكبير أدونيس (علي أحمد سعيد)، في محاضرة له في مدينة أربيل في شمال العراق، بأن العرب قد انقرضوا ثقافياً وحضارياً، وهو ما أثار ضجة إعلامية صاخبة، كعادة الإعلام العربي القائم على الإثارة والصخب! دون التأكد جيداً من المضمون الكامل لهذه المقولة، وقد أوضح أدونيس لاحقاً في حوار له مع صحيفة سعودية، ما قد أوضحه في الندوة نفسها، حيث أعاد توضيح الأمر قائلاً: «لا يملك العرب ما يقدمونه إلى العالم، لقد اختفينا كحضارة، نحن موجودون كشعب، ولكننا نغيب عن خارطة العالم اليوم، الحضارة العربية انقرضت»، بمعنى أن الطاقة الخلاّقة عندهم انتهت، اكتملت دورة الإبداع، ولذا، فإنهم ينقرضون بحيث لم يعد لهم حضور خلاّق في الثقافة الحديثة الكونية».

والحقيقة أن مقولة أدونيس تعبّر عن واقعنا الثقافي العربي الراهن بجلاء ووضوح وبلا التباس، فالمجتمعات العربية، ومنذ فترة، تقوم بدور المستهلك لإنتاج الآخر، الغربي وغير الغربي، في كل ما ينتجه من تقنيات حديثة في كل المجالات الصناعية والزراعية, والتكنولوجيا بكل أنواعها، مروراً بالثقافة والفكر، والفلسفة، دون محاولة المشاركة في الحوار الثقافي العالمي حول تلك الأفكار والنظريات النقدية والأفكار الفلسفية الكبرى حول عالمنا الذي نعيش فيه، وما تعكسه من دلالات، وتوقفنا عن طرح الأسئلة في كل ما يتعلق بحياتنا ووجودنا.

لقد توقف العرب حقاً، والشواهد لاحصر لها، عن مواكبة الحوار الثقافي العالمي، وعن أي إنتاج خلاّق، وهو ما أدى إلى توقف أسئلتهم، التي هي محرّك كل بحث جاد، وكل محاولة بشرية خلاّقة ومنتجة للفكر أو المعرفة أو الوسائل وأدوات الحياة!

وأدونيس محق في قوله: «إن الاعتراف بإسهام الحضارة العربية صار أمراً واقعاً في الغرب. جميعهم يعترفون بابن سينا، بابن الهيثم، بابن رشد. ابن رشد حي في الغرب أكثر مما هو حي عند العرب، نحن أخذنا ابن رشد من الغرب، وكذلك ابن خلدون، أمس كنّا ضد ابن خلدون، كان تدريس ابن خلدون عند العرب ممنوعاً، عندما بدأ الغربيون يهتمون بابن خلدون ويكتبون عنه، خجلنا وصرنا نهتم بابن خلدون ونتكلم عنه ونفخر به!».

من النهضة إلى استهلاك الأمل!

نعم لقد بدأ العرب بعد سقوط الخلافة العثمانية رحلة مشروع نهضة كبيرة شواهدها كثيرة للدخول في عصر الحضارة الحديثة، انعكس ذلك المشروع في إنشاء الصحافة والمدارس الحديثة وإطلاق حرية الفكر والتعبير والتأليف، ودخلت فنون المسرح والسينما والرسم والنحت والتصوير والموسيقى والغناء، وإنشاء الجامعات الحديثة وبناء المصانع والجسور والطرق والسدود لحفظ المياه وإنتاج الكهرباء، ومدت السكك الحديدية الحديثة، وظهرت رموز ثقافية وفكرية وفلسفية، وقامت حركة أدبية واسعة امتدت للمهجر، وتفجّرت عبقريات شعرية، وأثرت المجتمع بالأفكار والقيم الجديدة واحترام العقل، ودعم العرب ظهور حركات فنية وثقافية مميزة، وساهموا في إشاعة مناخ من الحراك النهضوي، وقامت جمعيات وحركات مجتمعية تناضل في محاربة الجهل والأميّة، وتنشر قيم المساواة بين أفراد المجتمع وتدافع عن حقوق الطفل والمرأة، وإشاعة حياة سياسية سليمة، ذلك المشروع النهضوي الذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر وامتد إلى النصف الأول من القرن العشرين، أصيب بانتكاسة شديدة، مع نهاية القرن العشرين إلى يومنا هذا، وأصبحت صورة العرب اليوم قاتمة، ونبدو فيها، وقد تخلينا تماماً عن استكمال مشروع روّاد المشروع النهضوي، وتوقفنا كمجتمعات عربية عن إنتاج رموز في أي مجال من المجالات، وعن إنتاج أي قيمة معرفية أو ثقافية لها قيمة بين ما ينتجه العالم من حولنا.

والمراقب والدارس لأحوالنا يجد أن مجتمعاتنا وأنظمتنا الحاكمة قد استهلكت ما لديها من بقايا أمل في النهضة والتطور، وكأنها عادت لاستنساخ صورة نظام الدولة العثمانية التي سقطت بقيمها ومثلها أمام حركة النهضة في أوربا وتقدمها الحضاري.

وحتى حركة مثقفي المهجر التي كانت رافداً من روافد مشروع النهضة الثقافية العربية، وصوتاً إضافياً لها يعبّر عن تطلعات الشعوب العربية، ونهضتها الثقافية والفكرية، وقدرتها على النديّة مع الحركات الثقافية في الغرب - حيث أقام عرب المهجر - ومحاورتها، نجدها اليوم وقد شحبت - إن لم تكن قد تلاشت - ولم يعد الأفراد من الكتّاب والمثقفين الموجودين الآن في المهاجر لهم الأثر نفسه الذي كان للرواد منهم، بل إن الكثير منهم الآن لا يعتبر نفسه ممثلاً للثقافة العربية، قدر ما يفضل الذوبان في الثقافة الجديدة الوافد عليها، إذ إنهم في أغلبيتهم لا يكتبون باللغة العربية، ولا يعبّرون عن خصوصيتهم الثقافية قدر ما يعبّرون عن فرديّتهم وتأثرهم بثقافة المجتمعات الجديدة التي اندمجوا بها.

لا بديل عن الفعل والتفاعل

وهذه كلها دلالات وعلامات واضحة على صحة ما ذهب إليه أدونيس من أنها بشائر انقراض أو اندثار حضاري، فأي معنى لوجودنا إذا لم يعد بإمكاننا أن نتحاور مع العالم من حولنا معرفياً وفكرياً وسياسياً وثقافياً؟ وأي جدوى من احتسابنا طرفاً في حضارات العالم إذا كنا قد توقفنا عن الفعل والتفاعل مع الحركات الفكرية والثقافية التي تمور بها الفضاءات الثقافية من حولنا في كل مكان؟

ولعله من اللافت الآن أن بعض مَن يحسبون على الفكر الديني (الدعاة) يسهمون، بقصد أو بجهل، في تفاقم حالة التواكل التي نعانيها، ونشر ثقافة الجمود الفكري والتوقف عن الإبداع، وذلك عبر مقولات، إن لم نكن متأكدين من أنها تصدر من رجال دين، منشورة وموثّقة لظنناها تصدر عن أعداء لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، فهذا هو أحد «الدعاة» ممن كان قبل فترة متهماً بالنشاط الحركي مع القاعدة وحركة طالبان في باكستان وأفغانستان، وهو اليوم يتصدّر الدعوة في القنوات التلفزيونية، وعلى صفحات الجرائد اليومية يرى أن العالم لا ينتظر منا أن نقدم له جديداً في الآداب والفنون والعلوم، وأن شرفنا الوحيد الذي عرفنا به العالم هو رسالة الإسلام الخالدة، فلم نعرف في العالم ببطاقة شخصية تعرفنا إلا بالإسلام، ليس لنا هوية ولا ريادة ولا سيادة ولا قيادة إلا بالإسلام، ولا خصوصية ولا رفعة ولا علوم إلا بالإسلام، ثم يرى أن العالم لن ينتظر منا فلسفات مذهبية أرضية ولا نظريات اجتماعية ولا مناهج قومية ولا أطروحات سياسية!

ولا نفهم من هذا إلا أنها دعوة لاعتزال العلم والاجتهاد في تحصيله، وهي دعوة تتناقض مع تاريخ الإسلام وإنتاجه الحضاري الذي تحقق في ظلال الدولة الإسلامية ورعايتها، فما حققه علماء المسلمين في العصور الإسلامية المختلفة في علوم الفلسفة والفلك والرياضيات والطب والموسيقى وعلوم اللغة والشعر كان مصدرا وأساسا انطلقت منه الحضارة البشرية الحديثة، فكيف نسمح لأنفسنا اليوم بأن ندعو للتواكل والانكفاء وإشاعة اليأس والعجز في عقول شبابنا لعدم البحث والاستنباط وخداعهم بعدم القدرة، وألا نساهم في الحضارة الحديثة؟ أليس مثل هذه الدعوة هي جزءا من استنساخ عصر الهيمنة العثمانية على مجتمعاتنا العربية وإغلاق كل أبواب الاجتهاد في العلم والفكر واستنباط أحكام حديثة تتناسب مع حياتنا الجديدة ومتطلباتها؟

أوليس مثل هذه الدعوات يتناغم مع دعوات غربية ترى أن مجتمعات الشرق الأوسط (العالم العربي) الحالية عاجزة تماما عن إدارة نفسها والمساهمة في قضايا العالم، وليس أمام الغرب وقيادته الأمريكية إلا أن تؤلف لهذه المجتمعات قيادة من تجربتين ناجحتين سياسياً وصناعياً واقتصادياً وعسكرياً هما تركيا وإسرائيل لقيادة هذا الشرق الأوسط العاجز عن قيادة نفسه وتسيير شئونه؟!

دعوة للتأمل

إن معرض أم كلثوم في الكويت، وحديث أدونيس، يشتركان في دعوتنا للتأمل في حاضرنا الثقافي والاجتماعي والسياسي، ويدعواننا للبحث في مكامن قوتنا ممثلة في تراثنا الثقافي والفكري، الذي لا ينبغي أن نتناساه بالامتثال لتلك الدعاوى المثبطة المتواكلة، كما لن يعيده إلينا البكاء على الأطلال، ولا مشاعر الأسى والحنين، بقدر ما ينبغي أن يكون داعياً ودافعاً للتفكير في كيفية استعادته ودراسته بمعايير معاصرة، واستخراج ما فيه من أصول نعيد البناء عليها، فرصيد حضارتنا، التي توقفت، كبير وشامل، وحتى الآن لم نكتشف ما فيه من عبر ودلالات، والهروب منه إلى منتجات الآخر فقط لن يحقق لنا أي نهضة مرجوة، فنكون كمن يحرق حقله ليأكل من حقل جاره.

 

 

سليمان إبراهيم العسكري