مسرح العولمة.. ما بعد بيتر فايس

مسرح العولمة.. ما بعد بيتر فايس

ما زال رجل المسرح الكبير الشاعر «برتولت بريخت Bertolt Brecht» يشكل مرحلة فنية مهمة في تاريخ المسرح العالمي، واجه فيها بشجاعة وبتحليل علمي مرحلة تاريخية غيّرت تاريخ العالم في النصف الأول من القرن العشرين، أسّس فيها وأبدع ومارس وطوّر نظريته في «المسرح الملحمي» لآخر لحظة من عمره عام 1956 استمر ويستمر وسيستمر أثرها وتأثيرها كمنهج لرؤية الواقع وعكسه في الفن على المسرح في العالم كله.

بقدر ما كان تيار «المسرح الملحمي»، مسرح بريخت إنجازا أصيلا في إبداعه وعظيماً في تجلياته وانتشاره، فقد كان، بشكل أو بآخر، يشكل في تسيّده عقبة ما بالنسبة لجيل المسرحيين الذي تلاه - والألمان بشكل خاص - وهو الجيل الذي كان يطمح في تجاوزه وتوسيع مجاله لاستيعاب مرحلة تاريخية مختلفة بصراعاتها الاجتماعية والسياسية، وهو ما أثمر عن نشأة اتجاه «المسرح التسجيلي» على يد مجموعة من الكتاب «رولف هوخهوتRolf Hochhut وهاينار كيبارد Heinar Kipphardt و تانكريد دورست Tankred Dorst وبيتر فايس Peter Weiss وآخرين»، وقد ازدهر هذا الاتجاه وتبلور حين تعرف العرب فيها عام 1967على ذلك الاتجاه متمثلا في الكاتب بيتر فايس من خلال نقل مسرحيته الشهيرة «مارا/ صاد» إلى العربية على يد كاتب المقال، ذلك المسرح الذي يعتمد في تحليله، متبعاً المنهج الجدلي العلمي للتاريخ، على الوثائق الرسمية للمحاكمات ومحاضر الجلسات والأقوال والتصريحات التي تتعلق بموضوع العمل الفني المطروح، وهو أيضاً المسرح الذي كان المخرج الكبير إرفين بيسكاتور Erwin Piscator يحلم به في أواخر أيامه.

في ذلك الفضاء الزمني، التاريخي، الثقافي، الفني المتسع بين المسرح الملحمي والمسرح التسجيلي كتيارين أساسيين في المسرح السياسي الحديث - بجوار اتجاهات أخرى بداهة - ظل المسرح يتعامل ويتفاعل ويقوم بدوره من بدايات القرن العشرين حتى مشارف نهايته، إلى أن كان الحدث التاريخي الكبير الذي فاجأ العالم بشكل أو بآخر - ألا وهو السقوط العظيم لمجموعة الدول الاشتراكية وانفراطها وتفكيك الاتحاد السوفييتي وبعثرته في مطلع تسعينيات القرن العشرين ونشوء عالم أحادي القطبية بقيادة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول فيه تحقيق الحلم الإمبريالي القديم وميلاد «الإمبراطورية الأمريكية» والسيطرة على العالم بأسره بنزواتها الاستعمارية والتوسعية الجيوسياسية، والاقتصادية منجرفة بقوة نحو «الرأسمالية النفاثة Turb-Capitalism» كما سماها الاقتصادي الأمريكي Edward Luttwak عام 1995 وصولا بها إلى «العولمة المنفلتة» أو «رأسمالية صالات القمار Casino-Capitalism» حسب تعبير الاقتصادية البريطانية Susan Strange، مع التأكيد ضد منطق التاريخ - بأن الرأسمالية هي نهاية التاريخ (فوكوياما) وأن التاريخ الإنساني لن يعرف في المستقبل نظاماً آخر، وراجت وانتشرت وسوّقت بحماس منقطع النظير نظرية فوكوياما في الأوساط الأكاديمية الاقتصادية والسياسية، واعتبرت أحد أناجيل العولمة. وتحول العالم من وجهة نظر الشركات متعدية الجنسية (500 شركة) إلى سوق واحدة تحكمه وتديره بعض القوانين والمؤسسات الدولية لتنظيم هذا الشكل الجديد من الاستنزاف «إسماعيل صبري عبدالله» ساعدها في ذلك التطور الهائل لتكنولوجيا الاتصالات واستحداث مؤسسات مثل «الهيئة العالمية للاتصالات المالية بين المصارف «Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication» Swift وذلك عن طريق نشر حوالي 500 قمر صناعي تدور حول الأرض، تربط قارات العالم بعضها البعض، وتعمل على تشكيل نمط واحد للحياة.

مسرح العولمة

في ظل هذا الوضع الجديد: ما هو دور المسرح في عصر العولمة؟ والمسرح السياسي بشكل خاص؟

كيف يواجه كتاب المسرح الجدد تسونامي العولمة؟

الكاتب المسرحي الألماني فالك ريشتر يقول:

«على المسرح أن يري نفسه كجزء من شبكة عالمية ترى أن «الرأسمالية المعولمة» كأسلوب للحياة نظام غير مناسب لأغلب البشر. وأعتقد أننا نقف أمام بداية حركة احتجاج واسعة، ضد كل ما هو قائم تحت مسمى الرأسمالية المعولمة - تلك التي تعمل باستمرار على تأكيد الشعور بعجز الناس عن المواجهة، والاستسلام للوضع القائم حركة لا تملك وصفة جاهزة، لكنها تقدم تصوراً محدداً، بشرط أن يعي كل فرد أنه جزء من هذه الحركة، وأن يعمل بحماس على توسيع دائرة هذه الشبكة إلى أن تكتمل الصورة.

إنني مقتنع بأنه من خلال حركات الاعتراض تلك، يمكن أن تنشأ قوى مبدعة، كرد فعل للعلاقات غير العادلة، كبديل لهذه الدوامة الحلزونية التي يدور فيها الجميع.

إن المسرح بمنزلة إمكان لتعميق إدراك البشر بالواقع ، وربما لتغييره، فهو يفتح مساحات وإمكانات جمالية جديدة، يمكن أن تصدم المشاهد أو تواجهه بأشياء غير مألوفة أو متوقعة، فليس هناك وصفة لما يجب عليه أن يفعله. إن شخصيات مسرحياتي لا تؤكد أن الأشياء غير قابلة للتغيير، لكنها تقول للمشاهدين إنهم هم أنفسهم يمكنهم تغييرها، وهنا تبزغ وتضيء مساحة عريضة للحلم».

عمل ريشتر ككاتب حر ومترجم ومخرج بمسرح هامبورج، وبدار أوبرا هامبورج، وبمسرح برلين، وبمسرح دوسلدورف، وبمسرح Tomeelgnoep بأمستردام، وبمسرح Seven Stages باتلانتا وبمسرح Schauspielhaus Zurich بزيوريخ، حيث عرضت أعماله، كما عرضت كذلك على مسارح: فرانكفورت، أوسلو، فيينا، سالزبورج، طوكيو. وترجمت أغلب أعماله المسرحية لأكثر من 20 لغة، وتعتبر من أكثر المسرحيات المعاصرة التي قدمت عروضها على مسارح العالم، وهو يمارس الكتابة للمسرح منذ عام 1997، كتب خلالها حوالي 20 مسرحية قام بإخراج أغلبها بنفسه، كما كتب 10 أعمال درامية للإذاعة.

يقول عنه الناقد فرانز فيللهFranz Wille : «فالك ريشتر ناقد عنيف معاصر متنقل في أمكنة عديدة ، يكافح في الداخل ويفكر بشكل عالمي، وملتزم لأعلى درجات الالتزام، مناضل من أجل عالم أفضل». وسنتعرض هنا لمسرحيتين مهمتين كنموذج لمسرح فالك ريشتر، قام كاتب المقال بنقلهما للعربية، وهما حاليا تحت الطبع بالمركز القومي للترجمة بالقاهرة.

وهما «مدينة الكترونية»، ومسرحية «حالة استثنائية».

المسرحية الأولى

(2002) هي المسرحية الأولي من هذه الخماسية، يعرض فيها الكاتب أثر العولمة على أسلوب الحياة العصرية في بدايات القرن الحادي والعشرين. وهي قصة خيالية عن عصر الميديا والاتصال الرقمي (الديجيتال) حيث تدور الأحداث في مدينة متروبوليتانية، فالأماكن كلها متشابهة قابلة للاستبدال.

المسرحية تدور بين شخصين نموذجيين لليبرالية الجديدة التي تحكم نظام العولمة: «توم» رجل أعمال مرن ديناميكي نشط مشغول فقط بعمله، يتصف بكل المواصفات المطلوبة لنموذج الإنسان الحديث في إطار النظام الاقتصادي القائم على أساس العولمة: فهو شخص مرن، قادر باستمرار على القيام بمهام جديدة، قادر على التكيف، مستعد دائما لتغيير مكان العمل وشروطه ومكان الإقامة، يتنقل باستمرار بين أرجاء العالم: طيارات، اجتماعات، فنادق. إنه دائما على سفر،، لكنه لا يحس بأنه يتحرك من مكانه، لقد فقد الإحساس بالمكان. في إحدى رحلاته نسي رقم الكود!! فأخطأ المكان، وفقد الاتجاه، ولم يعد يعرف بالضبط أين هو، هل هو في لندن أم نيويورك أم هونج كونج، سنغافورة، لا يعرف كيف يواصل طريقه، فالأماكن جميعها متشابهة. متعته الوحيدة وسط هذا الدوار، هي مشاهدة قناة البورنو الجنسية المتكررة في جميع غرف الفنادق التي يحل بها. بينما تعمل الشخصية الثانية حبيبته (جوى) في مطار ما. المطار كرمز للعالم - الحياة - مكان للعبور - ترانزيت -حيث يكون الفرد وحيدا واللقاء صدفة. جوي- قوة عمل مؤقتة مرنة هي الأخرى، بل أكثر مرونة من توم، اضطرت لقطع دراستها لعدم قدرتها المالية، وشغلت في عدة أسابيع 27 وظيفة تافهة بدءا من بيع الكوكاكولا مرورا بمراقبة سير بمصنع لحوم، حيث تقف حاليا خلف خزينة أحد مطاعم سلسلة الأكل السريع بمطار ما، حلمها الخاص هو الممثل جورج كلوني. تتوقف الخزينة عن العمل فتتوقف الحياة وتضطرب. كان تعارف توم وجوي بعد خلاف عنيف عند نقطة تفتيش أمنية في طابور السفر بالمطار، حيث وصل الصدام إلى تشابك بالأيدي، وبعد أن حجزا سويا من قبل الشرطة في قفص زجاجي، كانت بداية قصة الحب في القفص الزجاجي الشفاف، على الملأ أمام رجال الشرطة وأمام المارة، الذين اعتقدوا أنهم يصورون فيلما إباحياً، أو أن ما يشاهدونه ربما يكون إعلانا لافتتاح محل جديد، لكن الحقيقة أنه يستحيل عمليا لقاءهما الفعلي، فهو مشغول ليل نهار متنقل من مدينة لأخرى من قارة لأخرى، وهي مشغولة ليل نهار خلف خزينة المطعم. ببساطة ليس عندهما وقت للقاء، فلا وقت للحب! في هذا النمط من الحياة العصرية تقول جوي لحبيبها: «نحن نعيش في زمن يائس، زمن تعس، يستحيل فيه أن أنتمي إليك، يستحيل فيه أن أجد مكانا بجوارك»، والفرصة الوحيدة كي يفلتا من هذا العالم الرقمي، تتحقق فقط عندما يحدث خلل ما، مثلما حدث لخزينة جوي فتعطلت الحياة وتوقفت، فقط عن طريق سقوط هذا النظام وانهياره، يمكن للحياة أن تأخذ طابعها الإنساني.

حالة استثنائية»

أما مسرحية «حالة استثنائية» فتعرض العلاقة المتوترة بين زوج وزوجة، بعد أن تحقق الحلم في النهاية، وانتقلوا للعيش مع ابنهما المراهق بمجمع سكني آمن محاط بسور مكهرب وبكاميرات مراقبة وبحراس مسلحين يبعدون عنهم تهديدات العالم الخارجي. الزوجة ترى أن حلمها أخيراً قد تحقق، وأن الوضع في هذا المجتمع الجديد كان أقصي ما تحلم به، فالأشياء جميعها متوافرة وبوفرة، بينما الزوج في حالة من التأزم والعجز الذي ينعكس على علاقته العاطفية الفاشلة مع زوجته، كما ينعكس على مستوى أدائه في العمل ويهبط به، مما يهدد باستغناء الشركة عنه وطرده من العمل ومن المسكن بالكومباوند - الذي هو ملك للشركة التي تعاملهم كزبائن وليس كبشر. الزوجة ترى سطح الحياة وتستمتع به، بينما الزوج يرى مستوى أعمق لما هم فيه باحثا عن المعنى: يرى هوس الاستهلاك، روتينية العمل، سيطرة الميديا، المراقبة الدائمة، العنف العصابي وسط الأوساط المتميزة الذي يختلف نوعيا عن عنف الفقراء في الخارج خلف السور، يرى تفسخ ذلك المجتمع غير الإنساني، خلف انسجامه الظاهري واتساقه الطبقي.

تنعكس هذه العلاقة المتوترة بالطبع على الصبي المراهق، الذي يعيش في عزلة نفسية تامة عن والديه، لدرجة أنه لا يتعرّف على أبيه، بينما أمه تتجسس عليه، فتكتشف أنه يستيقظ في الليل ويشوش مع رفاقه على كاميرات المراقبة، و يتسلقوا السور ليفتحوا بوابة الكمباوند من أجل أن يخرجوا للعالم المتسع الفسيح، أن يخرجوا للحياة! فيقفز بعضهم من على السور المكهرب، فيموت البعض كما تموت الكلاب والقطط التي تخطيء الطريق، بل لقد قتل الحراس صديقه (باول) وسط صبية آخرين بالرصاص، وهم يحاولون أن يفتحوا البوابة ليلاً، فمن حق الحراس إطلاق النار على كل من يخترق السور أو البوابة، خوفا من أن يدخل الرعاع والغوغاء ويقتحمون الكمباوند، و يستولوا على ممتلكاتهم، ويجرفونهم كالطوفان.

المسرحية، كشف صريح وإدانة للحلم البرجوازي، الذي من أجل تحقيقه، تتسرب الحياة وتسقط، ويعيش المرء منعزلاً وحيداً وسط حياة افتراضية تخيلية لامعنى لها، يعيش في جيتو، في سجن خارجي حقيقي مسوّر، معزولا عن الحياة، وفي سجن داخلي مرعب يفسد معنى الحياة كلية.

وقد فسر بعض النقاد في ألمانيا هذه المسرحية برؤية أعم وأوسع على المستوى الجيوسياسي في المرحلة التاريخية الراهنة، معتبرين أن الكومباوند يرمز في المسرحية إلى غرب أوربا كوحدة جيوسياسية ذات ثقافة واحدة، لها القيم والمصالح والأهداف الاقتصادية نفسها، تحاول أن تعزل نفسها عن العالم الخارجي «أفريقيا في المقام الأول» الذي يهددها فقراؤها بمحاولة الدخول إليها للعمل فيها، وهكذا يحوّلون أوربا الغربية إلى جيتو كبير منعزل عن بقية العالم الفقير الذي يطمع فيهم من وجهة نظرهم - ويطمع في تغيير أسلوب حياتهم، عالمهم هذا يسمح بحرية مطلقة لحركة السلع ولا يسمح بتاتا لحرية حركة البشر. ومن منظور عربي، إنهم يحوّلون غرب أوربا إلى إسرائيل كبرى! لا ينقصهم سوى بناء جدار عال عازل كجدار شارون يسوّرون به القارة، أو جدار بوش الصغير على حدود المكسيك، يفكرون جميعا بعقلية واحدة.

وبرؤية موضوعية محايدة بناء على خبرة شخصية لافتة النتائج، يحكي لنا مؤلف المسرحية فالك ريشتر عن رحلته داخل فلسطين المغتصبة «إسرائيل»، حيث نرى العلاقة بين ما عايشه وشاهده هناك وبين مسرحيته الفاضحة «حالة استثنائية» فيقول: «كانت الرحلة إلي إسرائيل مختلفة تماماً، كانت ترافقني فيها فتاة إسرائيلية ألمانية الأصل تتحدث العبرية، وفتاة عربية مسيحية تتحدث العربية. مررنا في الرحلة على مناطق مدمرة كثيرة وآيلة للسقوط في الضفة الغربية، كما مررنا على مستوطنات مؤمنة أمنياً تأميناً عاليا يسكنها إسرائيليون، متميزة في اختلافها بشكل مبالغ فيه. ففي إحدى المستوطنات بالضفة الغربية يوجد مولات شاهقة للشراء، مؤمنة تماماً، نقاط تفتيش، عساكر، وذلك الجدار المبالغ في ارتفاعه، بينما توجد حولها مناطق مدمرة خربة يمشي في طرقاتها بعض الأفراد خلف بغالهم، في كل مكان، هناك تشاهد بيوتاً مدمرة. وفي هذه المناطق، يعشش القلق والخوف بشكل زائد، الخوف من سقوط صواريخ في أية لحظة. وجدت ذلك مثيراً جداً، أن أرى الناحيتين مرة واحدة في الوقت نفسه، لأنني عندما كنت في رام الله ،التي أجدها مدينة مريحة، هناك لم أشعر بأن كل فلسطيني يشكل خطورة. حدث ذلك، لأن العديد من أصدقائي الإسرائيليين الذين يعيشون في تل أبيب حذروني تحذيراً شديداً، عندما عرفوا أنني أنوي الذهاب إلى رام الله، ووجدوا ذلك ضرباً من الجنون. هم أنفسهم لم يجرؤوا أن يذهبوا إلى هناك قط، فقد كان الخوف يتملكهم بمجرد التفكير في ذلك، وحتى في مدينة تل أبيب - المدينة العصرية بالغة الثراء - يؤكدون بثقة طوال الوقت، أن هناك أناساً غرباء يتجولون هنا وهناك، يرغبون في دخول المدينة واقتحامها، ويتسللون بطريقة أو بأخرى. نقلت هذا الشعور في مسرحيتي (حالة استثنائية) عن حياة مؤمنة، لكنها في حالة تهديد دائم، يشعر المرء فيها بالخوف طوال الوقت، يشعر أنه مهدد باستمرار.

لن أعلق على هذه الرؤية كعربي مستلب الحق والأرض عنوة، فقط، أطلب من القارئ أن يقرأ الفقرة السابقة مرة أخرى عن زيارة المؤلف لفلسطين المغتصبة، وأن يتأمل ما قاله المدهش فالك ريشتر: «نحن نمتلك رؤى، ويمكننا أن نجعل من هذه الرؤى واقعاً، نحن نعرف الأوضاع القائمة، وعلينا أن نتعامل معها إذن، دعونا نحقق مشروعنا الكبير الذي أمامنا - ليس أقل من أن نعمل على أن يكون القرن الجديد قادراً على مواجهة عاصفة السوق العالمي المعولم - دعونا نعمل سويا لتحقيق هذا المشروع العظيم، كلّ حسب إمكاناته، كلّ في مكانه، يقوم بدوره، نحن جميعنا نكوّن فريقا كبيراً - الآن، يمكن للعمل أن يبدأ - عالم آخر مازال ممكنا - وسوف نحققه».

 

 

يسري خميس 





الكاتب المسرحي فالك ريشتر





المسرح بمنزلة حالة تعمق إدراك البشر للواقع (من مسرحية حالة استثنائية)





الحياة المعاصرة: خيال رقمي غير حي (مشهد من مسرحية مدينة إلكترونية)