المفكرة الثقافية.. تراجيديا عربية في نيويورك

المفكرة الثقافية.. تراجيديا عربية في نيويورك

مسرح

بعد دمشق وباريس وأمستردام وواشنطن، استمر في نيويورك - بروكلين، هذه المرة، العرض المسرحي «ريتشارد الثالث: مأساة عربية» (من 9 إلى 13 يونيو).

المسرحية الشهيرة للإنجليزي وليم شكسبير، عرّبها وأخرجها الكويتي سليمان البسام، وتتكون فرقته المسرحية من مجموعة نجوم المسرح الكويتي والعربي، على رأسهم النجم جاسم النبهان والممثل السوري الكبير فايز قزق وكارول عبود وبشار عبدالله وأمل عمران ونايجل باريت ونقولا دانييل ومناضل داوود وريموند حسني ونادين جمعة وفيصل العميري.

وقد احتشد جمهور غفير إلى مسرح هارفي في بروكلين - والذي يعد من أهم المسارح النوعية على الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية - على مدى 4 ليال متتالية لحضور العمل الفني الكويتي الذي تم عرضه برفقة ترجمة فورية باللغة الإنجليزية (Surtitles).

وكان للعرض نجاح لافت على الصعيد الإعلامي والجماهيري، وبهذه العروض تختتم فرقة سليمان البسام جولتها العالمية بهذا العمل المسرحي، والذي قدم عبر 50 عرضاً ما بين بريطانيا وأثينا والكويت ودمشق وباريس وأمستردام وواشنطن ودولة الإمارات ونيويورك.

قُدّم العمل من خلال عرضين في واشنطن بدعم من شركة اتصالات خاصة، ورعاية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في واشنطن، خلال الربيع الماضي هذا العام، وقد كلل العرض الأخير في نيويورك بحضور سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم جابر عبدالله الصباح برفقة مجموعة من المسئولين في البيت الأبيض الأمريكي، وقال المخرج سليمان البسام: «هذا العمل يهدف إلى ربط جسور المعرفة ما بين الثقافة المسرحية والتراث الكويتي وبقية العالم، ونحن فخورون بمدى نفاذية هذا المشروع على رفع علم الفن الكويتي عالياً في أعرق وأهم دور العرض عالمياً»، ويذكر أن هذا العمل المسرحي الكويتي - الذي أنتجه مسرح سليمان البسام بموجب تكليف من الفرقة الشكسبيرية الملكية في بريطانيا - قد يكون الأول من نوعه في تاريخ المسرح العربي الذي استطاع خرق الفضاء الإعلامي والفني الأجنبي بشكل مهم ومستمر، كما أنه نجح كذلك في جولاته داخل العالم العربي. وكتب الناقد «بين برانتلي» عن العرض في صحيفة «النيويورك تايمز»:

«في دور ريتشارد الثالث لا تبدو على فايز قزق سمات الشخصية في رسمها الشكسبيري «طرف ضامر معاق وظهر أحدب»، على العكس يبدو قزق كمزيج متأنق من «آلان لاد» و«عمر شريف» ثم إن العرض لا يبتدئ - كما في نص شكسبير - بخطبة ريتشارد الشهيرة عن نفسه، المونولوج الذي يبدو كخطاب في مرآة، على العكس دور الافتتاح - الشرفي - هذا يذهب إلى الملكة مارغريت «أمل عمران»، فالملكة المخلوعة - مارغريت - تدخل إلى المسرح وحيدة وغاضبة حد الجنون من إقصائها عن العرش، متشبثة بحقيبة سفر فيما تطوي راية كبيرة عليها صورة الملك المنزوع إدوارد الرابع «مناضل داوود»، كونها ترمي الراية وتتشبث بالحقيبة، ربما يقول كل شيء عن العالم الذي هي فيه: السلطة تمضي وكل امرئ - إن كان له أن يحيا - قدره أن يكون عابراً.

«العرض يتبع، إلى حد ما، فيما عدا الافتتاح هذا نص شكسبير، لكن المقدمة - الصورة التي أتت بمارغريت، مارغريت التي تعود مرات لترمي بلعناتها ولتتبجح ولتسخر كلما ساءت الأحوال لكل أحد، كانت تعني أن ريتشارد لا يستطيع أن يختطف تعاطفنا - أو تواطؤنا - كما هي تقليدياً العادة. فلقد جرى تثبيته وتحجيمه في دور تاريخي يتضاءل، وعلى الرغم من أننا أنذرنا أن بإمكانه أن يلعب الأسوأ في طرائقه الماكيافيلية، إلا أن زمنه على مسرح العالم قصير».

«ذلك أن المخرج الكويتي - سليمان البسام - يذهب إلى أن ريتشارد الثالث وإن كان الأخير في زمنه، في تتابع من الطغاة الذين حكموا بالخديعة والخوف، فإنه ليس بالضرورة الأفظع، والأسوأ - كما يبدو - هم من سيأتون. وفيما يشق ريتشارد طريقه إلى السلطة بالخداع والاحتيال والذبح والشنق، يكون واضحاً أن غيره ومن هم أقوى منه يترصدون وراءه وينتظرون اللحظة لينسربوا من بين الصدوع والشقوق، وليس مفاجئاً في هذا أن هؤلاء - في العرض - كانوا يحكون بلكنة أمريكية».

«من حقكم أن تتجاهلوني» تعلن بجنون مارغريت في الافتتاح، لكن العرض يجعل هذا التجاهل مستحيلاً». (نيويورك تايمز - 11 يونيو 2009).

ندوة
القيروان.. عبور الحجيج ونشر الثقافة

استضافت مدينة القيروان أعمال الندوة الدولية «القيروان طريق قوافل الحج الإفريقية»، ونظمها المعهد الثقافي الإفريقي العربي بمشاركة أساتذة باحثين ومختصين من تونس ودول عربية وإفريقية تحت إشراف وزارة الثقافة، وذلك في إطار احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009.

تضمنت أشغال التظاهرة مداخلات ونقاشات على جلستين وتنظيم مائدة مستديرة ومعرض لأهم طرق الحج قبل تنظيم زيارة إلى مدينة المهدية خلال اليوم الثاني، بينما خصص ختام التظاهرة لتلاوة التوصيات.

أقدم الحواضر

أوضح الدكتور عبدالله الدوسري مدير عام المعهد الثقافي الإفريقي العربي بعد افتتاح الندوة أن التظاهرة تهدف إلى تأكيد أهمية القيروان كمحطة تاريخية على طريق التواصل الثقافي بين الغرب الإسلامي والإفريقي ومكة المكرمة ودور المدينة باعتبارها أقدم حواضر الإسلام في الغرب الإسلامي في إثراء العلم وربط الصلة بالأقاليم المجاورة وتأثيرها الحضاري والديني. وأشار الدوسري إلى ما تزخر به القيروان من معالم تاريخية إسلامية من أبرزها جامع عقبة بن نافع ورقاده وغيرهما.

وتطرقت أشغال الندوة إلى محاور عدة حول تاريخ نشأة طرق القوافل الصحراوية وأهميتها للدعوة الإسلامية في غرب إفريقيا، وتأكيد دور الحج في تعزيز الروابط والعلاقات الثقافية بين العالم العربي وإفريقيا وتقديم تاريخ العلاقات التجارية والثقافية والدينية بين إفريقيا ومدينة القيروان والتواصل الثقافي والاجتماعي والديني بين مدينتي القيروان وفاس المغربية.

صحراء العلوم

وأكد الدكتور محمد دوتوم، المدير العام المساعد للمعهد الثقافي العربي الإفريقي أن طرق القوافل الصحراوية مثلت أهم عامل في نشر الإسلام بإفريقيا مع تنقل الدعاة في طريق الحج. كما بيّن دوتوم دافع التبادل الثقافي والسياسي والديني في انتشار الإسلام «سلمياً» في إفريقيا. وأشار الدكتور خديم إمباكي «رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة داكار - السنغال» إلى أن الحاجة إلى ربط علاقات تجارية بين شمال وجنوب إفريقيا هي التي مكّنت من فتح مسالك صحراوية للقوافل وساعدت على ربط الصلة بين مختلف الجهات والمناطق، لافتاً إلى بعض العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية في اختيار هذه المسالك. وقد مكن الاحتكاك بالتجار المسلمين من تعرّف القبائل إلى الدين الإسلامي وتبادل الثقافات والعلوم.

تعميق التواصل

يشار إلى أن المعهد الثقافي الإفريقي العربي الذي مقره باماكو بمالي قد أنشئ تحت مظلة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي عام 2002 ويعمل على تطوير وتعميق التواصل والتبادل الثقافي بين البلدان الإفريقية والعربية من خلال تنظيم الندوات وترجمة الكتب وإقامة دورات تدريبية ومعارض عربية إفريقية مشتركة، ومن أهدافه تسهيل وتطوير التعارف المتبادل بين الشعوب الإفريقية والعربية من خلال تقديم ونشر ثقافة كل منها. «العربي» التقت عبدالله بن عبدالرحمان الدوسري مدير عام المعهد الثقافي الإفريقي العربي في القيروان، فعبر بنا جسور التواصل الثقافي من عمق الوسط الاجتماعي العربي إلى إفريقيا، فالعالم الغربي في رحلة كانت القيروان «مسراها» الروحي.

  • من أهداف المعهد الإفريقي العربي تكريس التقارب العربي - الإفريقي وتشجيع المبادلات الثقافية والتنمية الاجتماعية بين العالمين، لو تعرّفنا أكثر عن دور المعهد وعن الحوار والتعاون الثقافي؟

- المعهد أسس ليكون جسراً للحوار والتواصل الثقافي بين الأمتين العربية والإفريقية. فالعرب والإفارقة متجاورون وتربط بينهم علاقات ثقافية قديمة قدم التاريخ. ومن المعلوم أن الإسلام عندما دخل إلى إفريقيا ألّف بين الأفارقة والعرب وأصبح رابطاً قوياً بين الأمتين. لكن هناك جزءاً كبيراً ومهماً من إفريقيا لم يدخله الإسلام ويتميز بثقافات مختلفة ولعلها ثقافة لاتخلو من معطيات فيها نوع من السلبية في نظر البعض تبلورت عبر التاريخ ورسخها الاستعمار ما يجعل من الفائدة إقامة حوار مع هذه الشعوب الإفريقية.

  • التضامن العربي والتنمية الاقتصادية المشتركة ودعم الدول الفقيرة وأهمها في إفريقيا هو شكل من أشكال الحور فأين يتجه؟

- دول العالم العربي أسست قاعدة دعم مادي لإفريقيا هو دعم ملموس. هناك بنى تحتية بواسطة صناديق عربية تمولها دول عربية وجامعات، وهذا الكرم العربي يدل على المحبة والرغبة في التقارب مع الأشقاء ومنطلق حوار على أساس الشقافية والمصداقية.

  • صناديق التنمية والتضامن أحد أشكال الدعم والرئيس بن علي نادى ببعث صندوق عالمي للتضامن على غرار الصندوق الوطني، هل يعبر ذلك عن رؤية ما؟

- فكرة صندوق عالمي للتضامن فكرة جيدة ومباركة وأكبرها لبن علي وهو ذات المنهج الذي اعتمده خادم الحرمين الشريفين بإقرار صندوق دعم الدول الأكثر فقراً. وهذه التوجهات العربية هي رغبة صادقة من قبل الزعماء العرب لربط الصلة بالعالم.

في القدس تعطل الحوار

  • كل ذلك جميل.. والقدس؟

- فلسطين موضوع مختلف. فتحنا أبواب الحوار والجانب الصهيوني متعنت ومنغلق وقد تتغير الأمور مع التزام أوباما وتوجهه إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط حسب مزاعمه.

  • القدس كعاصمة للثقافة العربية لم تكن احتفالاتها بالحدث عادية، ولم يكن هناك حوار بقدر الإقصاء والتهميش؟

- القدس هي عاصمة الثقافة ومدينة السلام والتعايش السلمي بين الأديان، لكن احتفالية العاصمة تمت خارجها بسبب تعنت الجانب الصهيوني، وقد يكون لذلك منفعة وله إيجابيات بإعادة النظر إلى وضع القدس، ونهنئ بهذا الاختيار ونتمنى للقدس أن تخرج من محنتها وتعود منارة للسلام.

القيروان، مركز إشعاع

  • اختيار القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية، تنظيم مؤتمر حوار الحضارات، هل ترون فيه أبعاداً رمزية ثقافية وتاريخية؟

- دور القيروان يؤكده لنا ما كتب عن تاريخ القيروان وأصالتها وشخصياتها المؤثرة. فالقيروان كانت مركز إشعاع مبنية على الحوار والتسامح، نقلتها بأمانة باتجاه أقطار متعددة في إفريقيا وإسبانيا.

  • زياراتكم إلى القيروان تعددت، هل هو الحنين أم جاذبية أخرى؟

- زياراتي إلى القيروان أصبحت متقاربة - زرنا المدينة وأطرافها وكلها جميلة وهي تتميز بطابع معماري خاص ومناخ مهيأ للعرب الصحراويين وهي خضراء بهيجة، وخاصة غابات الزيتون، وقد تكون لنا عودة.

تونس - ناجح الزغدودي

جوائز
أصداء جوائز الدولة في مصر

في آخر اجتماع رأسه للمجلس الأعلى للثقافة قبل انشغاله في انتخابات مدير عام منظمة اليونسكو وافق فاروق حسني وزير الثقافة المصري على خطة المؤتمرات الثقافية والندوات الدولية التي تشهدها القاهرة في النصف الثاني من عام 2009م والنصف الأول من عام 2010م والتي تشمل عقد:الملتقى الرابع للمأثورات الشعبية في الأسبوع الأخير من أكتوبر 2009، وملتقى القاهرة الأول للقصة القصيرة في الأسبوع الأول من نوفمبر من العام نفسه وملتقى القاهرة الرابع للرواية العربية في فبراير 2010، وندوة الثقافة الإفريقية في عصر مجتمع المعرفة في مارس من العام ذاته.

كما وافق المجلس برئاسة فاروق حسني على توصيات لجان فحص الإنتاج المقدم لنيل جوائز الدولة التشجيعية في: الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في الدورة الأخيرة «وقيمتها 50 ألف جنيه لكل فائز»، ففاز المايسترو شريف محيي الدين في فرع التأليف الموسيقي عن كونشيرتو لآلة التشيللو ومجموعة موسيقى الحجرة، كما فاز مذيع التليفزيون، إبراهيم حلمى، بدراسته «الفخار والثقافة الشعبية في مصر القديمة»، ومحمد عبدالفتاح السيد في فرع دراسة عن مخرج سينمائي مصري بكتابه «سينما نيازى مصطفى»، وفي فرع الأزياء المسرحية فاز الدكتور سمير السيد شاهين عن «تصميم ملابس مسرحية هاملت»، وفي مجال «مشروعات فن التنسيق المتحفي» فاز الدكتور محمود مبروك عن «متحف إمحتب بسقارة» وفي مجال الحفر المطبوع على الخشب فاز الدكتور حمدي صادق أبو المعاطي بلوحة «فتاة وطائر».

وفي الآداب فاز: زكريا محمد عبدالغني في مجال الرواية التجريبية عن روايته «حالات الروح»، ونجوى السيد محمد عطاالله في مجال شعر العامية عن ديوانها «حبات الحروف»، والدكتورة وفاء حسن فؤاد فريدون عن عمل موسيقي للأطفال بمجموعة الأغانى الدينية للأطفال من سن 6 إلى 12 عاماً.

وفي العلوم الاجتماعية فاز:الدكتور عاطف معتمد عبدالحميد بجائزة الجغرافيا عن كتابه «ما بعد الشيوعية: الدين والثروة والقومية في زمن التحولات»، والكاتب الصحفي جمال غيطاس ,رئيس تحرير مجلة «لغة العصر» في فرع الثقافة العلمية عن كتابه «أمن المعلومات والأمن القومى»، والدكتورة جيهان محمود في مجال الإعلام والاتصال في مصر عن دراستها «كتب الأطفال الصادرة في مصر في القرن التاسع عشر: دراسة تحليلية»، والدكتور محمد صبري الدالي في مجال الآثار والتاريخ عن كتابه «في تطور رؤية الأنا للآخر: روسيا الحديثة في الكتابات التاريخية المصرية 1517-1917». والدكتور سعيد ناصف في فرع مجتمع ما بعد الصناعة عن كتابه «تأثير القنوات الفضائية في منظومة القيم»، والدكتور جمعة يوسف والدكتورة عزة مبروك مناصفة في فرع علم نفس الصحة عن كتاب «الصحة النفسية والجسمية للمسنين»، وفي العلوم الاقتصادية والقانونية فاز الدكتور محمد المتولي يوسف في مجال السياسات العامة عن كتاب «التخطيط الاستراتيجي في مكافحة جرائم الإرهاب الدولي: دراسة مقارنة»، والدكتور محمد عاشور مهدي في فرع العلاقات الدولية عن كتابه «التكامل الإقليمي في إفريقيا: الضرورة والمعوقات»، والدكتور زكي زكي زيدان في مجال التربية الإسلامية عن كتابه «الحماية الشرعية والقانونية لذوي الاحتياجات الخاصة».

أما جائزة الدولة للتفوق «وقيمتها 100 ألف جنيه»، فقد فاز بها بعد جولات من التصويت:اسم الأديب الراحل يوسف أبورية الذي حصل قبل رحيله على جائزة نجيب محفوظ في الرواية العربية،وفازت بالتفوق في مجال الآداب أيضاً الدكتورة رجاء ياقوت، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة الأزهر، التي ترجمت إلى الفرنسية كتاب «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان، ونقلت إلى العربية أعمالاً مثل: «فن الشعر لبوالو» و«مدخل الشعر الحديث والمعاصر للناقد دانيال لوفرس» و«صناعة الكتاب بين الأمس واليوم للناقد المعروف روبير اسكاربيت». وفى الفنون فاز بها: المخرج عبد الرحمن الشافعى، الذى أخرج 58 عرضاً مسرحياً مستلهماً من السير والحكايات الشعبية، والدكتور أشرف زكى، رئيس البيت الفنى للمسرح ونقيب المهن التمثيلية، الذى حصل على درجتي الماجستير والدكتوراة في الإخراج المسرحي وأخرج عدداً من العروض المسرحية مثل: «يحلى ما بينا السهر» في مناسبة الاحتفال بمئوية أم كلثوم و«أرزة لبنان». وفي العلوم الاجتماعية توجهت إلى: الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، والأستاذ الزائر بجامعات اليابان والجامعة الأمريكية بالقاهرة وصاحب العديد من المؤلفات مثل: «الأقباط في العصر العثماني»، «المدرسة التاريخية المصرية»، «الدين والسياسة في مصر المعاصرة»، «عرب وعثمانيون»، «المستبد العادل، دراسة في الزعامة العربية في القرن العشرين»، والدكتور مسعد عويس، صاحب كتاب «القدوة في محيط النشء والشباب»، والدكتور السيد أمين شلبى، الذى كان سفيراً لمصر في النرويج وأيسلندا.

وبجوائز الدولة التقديرية في الفنون «200 الف جنيه»، فاز: المخرج الدكتور هاني مطاوع، الرئيس السابق لأكاديمية الفنون، والسيناريست وحيد حامد، والموسيقار الدكتور جمال سلامة. وفي الآداب فاز بالتقديرية: الدكتورجابرعصفور، والروائي يوسف القعيد، والناقد الدكتور أحمد درويش. وفي العلوم الاجتماعية توجهت التقديرية إلى: الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، والدكتور قاسم عبده قاسم، والدكتور سيد القمني، والدكتور حسن حنفي.

أما جائرة مبارك «400 ألف جنيه»، فقد فاز بها في الفنون الدكتور محمد طه حسين، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، وفاز بها في الآداب الروائي بهاء طاهر، وفي العلوم الاجتماعية الدكتور علي رضوان.

وكالمعتاد كل عام يعقب إعلان أسماء الفائزين، بل ويسبقها تعليقات منتقدة مثل تصريح الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، الذي كان مرشحاً للتقديرية في الآداب، بأنه لن يفوز بها طالما منافسه هو الدكتور جابر عصفور الذى يستحق الفوز بجائرة مبارك وليست التقديرية فحسب. ويذكر الدكتور صلاح فضل، الذي كان مرشحاً لجائزة مبارك للآداب، أن عصفور تأخر في الحصول على جوائز الدولة المصرية لأنه كان أمينها لسنوات طوال.

وقول الدكتور عبدالحميد إبراهيم، الذي كان مرشحاً لتقديرية الآداب، أنه لا ينتظر الفوز لأنه ليس على صلة بأعضاء المجلس الأعلى للثقافة الذين يصوتون على المرشحين، ومع ذلك فهو يسعد كل عام بفوز تلاميذه بمختلف الجوائز، وربما تكون أشد الانتقادات عنفاً لهذا المجلس هي التي صدرت من الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، الذى كان مرشحاً لنيل جائزة مبارك في الآداب، وقال بعد أن أخطأته الجائزة: إن الذين لم يعطوا أصواتهم إلى فؤاد زكريا لن يمنحوني الجائزة.

القاهرة / مصطفى عبدالله

أدب الرحلة
ندوة مغربية عن الرحلة العربية في ألف عام

عادت أرض الرباط، التي اشتق اسمها مما له علاقة بالحل والترحال والتنقل ورباط الخيل، لتحتضن ثانية ندوة «الرحالة العرب والمسلمين» هذا العام، والتي جاءت تحت عنوان «الرحلة العربية في ألف عام»، بعد أربع دورات في كل من الرباط عام 2003 والجزائر 2004 والخرطوم 2006 فالجزائر2007.

فعلى أرض المرابطين، وعاصمة الحضارة المغاربية العربية الإسلامية وفي ضيافة أبي الرحلات العالمية ومؤسسها بلا منازع ابن بطوطة الطنجي المغربي، تنعقد هذه الندوة الإبداعية في حقلها وميادينها لتكشف عن المكانة الريادية للمغرب في التأسيس لأدب الرحلة بوصفه أدب تعارف وتواصل بين الثقافات والجغرافيات والحضارات عبر التاريخ، ولتكشف عن طبقات معرفية وصور وملامح غير مستكشفة من العلاقة بين المشرق والمغرب العربيين عبر العصور، وبين العرب والعالم. وقد عقدت بالتعاون ما بين المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق في الإمارات العربية المتحدة ووزارة الثقافة في المملكة المغربية.

على مستوى المضيف الجد الكبير المؤسس والرحالة العظيم، فقد أفضت الندوة إلى إعلان وزارة الثقافة المغربية في ختام الندوة عن إقامة متحف ومركز علمي لابن بطوطة في مسقط رأسه في طنجة. وهكذا، وبعد طول تنقل وترحال، وبعد أن بلغ صيت ابن بطوطة الصين، بل والقمر على حد قول الشاعر حسن نجمي مدير الكتاب والمخطوطات في وزارة الثقافة المغربية، فقد صار لابن بطوطة مكان على الأرض، وفي مسقط رأسه، حيث سيتم وضع تمثال نصفي له، لعله يرتاح من هذا السعي في أركان الدنيا!

وكانت وزيرة الثقافة المغربية الفنانة القديرة ثريا جبران اقريتيف، قد افتتحت الندوة، على الرغم من الوعكة الصحية التي تمر بها، تقديراً منها لأهمية الندوة، وخصوصية عقدها على أرض المغرب، حيث اعتبرت أنه إذا كان استقبال المغرب من جديد لدورة أخرى من هذه الندوة المهمة ينسجم مع معطيات تاريخه الريادي في التأصيل العربي للمقاربة الجغرافية للعالم منذ قرون عدة، ويتجاوب مع الإسهام العميق في ارتياد الآفاق والتعريف بأصقاع وشعوب وحضارات في حقب كانت الأسفار فيها محفوفة بمخاطر شتى، فإن المداخلات المسطرة في هذه الندوة تعد بإضاءات كاشفة لجوانب أخرى من الأراضي والثقافات والمشاهدات الشاسعة التي وثقها الرحالة العرب في سياق مساءلة جدلية للذات والآخر، منظوراً إليهما من خلال الخطط المعرفية لحقبتهم بموسوعيتها وحدودها في آن، مضيفة أنه ما من شك في أن أحد دروس الندوة العميقة التي يتعين تأملها هو تلك القوة الوجدانية الخلاقة التي كانت أهم زاد مكن أولئك الرحالة من الصبر على فراق الديار وتحمل ملمات الأسفار، موقنين من أن اكتشاف الآخر رحلة لا مندوحة عنها لاستكشاف الذات بصيغة أخرى، وأن كل خطوة في أرض المجهول اختبار لعمق الهوية وإثراء الأصول.

متعة القلق!

أما الشاعر السوري نوري الجراح المشرف العام على المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق، فقدم كلمة مكثفة مبتدئها بالقول: ليس نصاً ممتعاً، إنه نص للقلق أيضاً هو نص الرحلة، فهو الطاقة في أقصاها، تدفع بها ثقافة لتتماس مع ثقافات أخرى، وترتفع بها الروح لترقى بميزاتها نحو روح أخرى في أرض أخرى.فمن شأن هذه الندوة أن تتيح فرصة استثنائية لاستئناف النقاش حول أدب الرحلة داخل الثقافة العربية خصوصاً في الأوساط الأدبية والأكاديمية المختصة، وأن تمكن من طرح الأفكار والتصورات بطرق منهجية، ومناقشة الطروحات الفكرية المتصلة بعلاقة الثقافة العربية بالثقافات الأخرى، والوقوف، ومن ثم، على المقترحات العلمية ذات الطابع العملي، بما يساعد على رفد خزانة أدب الرحلة العربي بمزيد من أعمال التحقيق والتأليف والبحث في حقل أدبي أهمل طويلا.

وأمل الجراح من هذه الندوة أن تتيح رصد التصورات المستقبلية لأشكال البحث واتجاهاته وسبل التعاون في ما بين الباحثين العرب مشارقة ومغاربة.. لتطوير نقاش متقدم حول أدب الرحلة داخل الثقافة العربية، وفي العلاقة بينها وبين الثقافات الأخرى، وهو ما يقع في صلب عمل المركز العربي للأدب الجغرافي الذي أخذ على عاتقه بناء جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم.

انفتاح المسلم

من جهته أشار الشاعر المغربي د. حسن نجمي إلى دلالات الرحلات العربية على انفتاح العرب والمسلمين على الآخرين، مشيدا بمساهماتهم في اكتشاف العالم، أولئك الرحالة الأوائل الذين جابوا الآفاق وأصقاع البلاد، مفارقين الأهل والديار، في سبيل المعرفة، هم قدوة للرحالة اليوم وللمثقفين في السعي على دروب القدماء فيما هو مشرق ومفيد لحياة الثقافة وازدهارها من حيث الاستزادة من المعارف عن الآخرين، تلك التي بذلوا من أجل الحصول عليها ضريبة كبيرة.

تلا افتتاح الاحتفالية توزيع جوائز ابن بطوطة لدورة عام 2007، وقد كانت في خمسة حقول هي: تحقيق المخطوطات، الدراسات، الرحلة المعاصرة، الرحلة الصحفية، اليوميات.

في تحقيق المخطوطات فازت 3 أعمال، هي استبيانيكو الأزموري (أبكر رحلة شرقية إلى أمريكا الشمالية عام 1539) وحققها وقدم لها المغربي مصطفى واعراب، ويعيد هذا الكتاب، استنادا إلى عشرات الوثائق الأمريكية، بناء رحلة فريدة من نوعها، هي رحلة أول إنسان أسود من شمالي إفريقيا إلى أمريكا الشمالية. ففي عام 1513 بعيد الاحتلال البرتغالي لمدينة أزمور المغربية، وقع كثير من المغاربة في الأسر وبيعوا في أسواق النخاسة بشبه الجزيرة الإيبيرية. كان بينهم فتى أزموري اشتراه أحد نبلاء البلاط الإسباني، وعمده باسم «استيبانيكو» أو استيبان الصغير، ليصير عبده ووصيفه وخادمه الشخصي. والكتاب يروي حكاية هذا المغامر كأول أجنبي تطأ قدماه جنوب الولايات المتحدة الحالية، ويتصل بحضارة الهنود الحمر (زوني) ويعبر ما يسمى اليوم بأريزونا وتكساس ونيو مكسيكو.

وقد منحت جائزة ابن بطوطة لهذا الكتاب وعومل معاملة مخطوط قديم، لكونه عملا يمزج ببراعة بين الوثيقة التاريخية والمخيلة الأدبية، ويعيد بلغة مشوقة تركيب سيرة هذا الشاب.

كما فازت رحلة الوزير في افتكاك الأسير 1690 - 1691 لمحمد الغساني الأندلسي. حققها وقدم لها المغربي د.عبدالرحيم بنحادة، وتعد الرحلة واحدة من أبرز الرحلات العربية إلى أوربا، وهو تحقيق جديد يردم فجوات أساسية في عمل أسبق، وغير أمين، تم في ثلاثينيات القرن العشرين، على يد أحد العاملين العرب في جهاز الدعاية الفاشي لفرانكو.

الرباط - تحسين يقين

نشر
عُمان تطلق حلم: طباعة مائة كتاب سنوياً

أطلق النادي الثقافي في سلطنة عمان حلما يسعى لاستعادة مجد الكتاب في ضوء تراجع مريع يراه البعض في حركة الإصدارات العمانية، وأطلق مجلس الإثنين الأدبي بالنادي ندوة بحثت في واقع الكتاب داخل السلطنة وأوصت بإعداد تقرير يجمع أسباب معضلات الإصدارات المحلية والحلول المقترحة للخروج من أزماتها.

شكّل النادي الثقافي لجنتين، الأولى لرسم الملامح الأخيرة للتوصيات النهائية قبل رفعها لوزير التراث والثقافة والثانية لجنة عمل تتابع برنامج التوصيات والتي تتمحور حول أهم فقرة فيها وهي «إطلاق مشروع وطني لدعم النشر والترجمة وطباعة مائة كتاب سنوياً من خلال صندوق يتم تمويله بما يخصص له من الموازنة العامة ومن الجامعات والهيئات ومؤسسات وشركات القطاع الخاص».

وتتكون لجنة العمل من رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي ورئيس مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس ورئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وممثل عن مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية وممثل عن مجلس البحث العلمي وأربعة آخرين بصفتهم الشخصية وهم خميس العدوي والدكتور عبدالله الكندي ومحمد بن سيف الرحبي وفاطمة الشيدي.

التوصيات التي خرجت بها ندوة «مشكلات الكتاب العماني» وضعت النقاط على الحروف فيما يختص بأزمات الإصدار الأدبي داخل السلطنة، ومن أبرزها «المشكلات التي يواجهها المؤلف والكاتب» كغياب الدعم المالي الذي يعين المؤلف على تحمل تبعات التأليف والنشر والتسويق بما يؤثر بصورة مباشرة في التزام الكاتب بالاستمرارية في التأليف، ووجود عقبات قانونية تتمثل في قانون المطبوعات والنشر الذي يعود الى عام 1984م والذي، وحسبما جاء في التقرير، بأنه لا يستوعب التوجهات الجديدة لحرية الكلمة وحرية الفكر الواردتين في النظام الأساسي للدولة.

ويتهم التقرير الجهات الرقابية بأنها لاتضم أفرادا مؤهلين للتعامل مع موضوعات تخصصية إلى جانب عدم إحاطة الرقيب بمعاني الإبداع، وهناك إشكالية أخرى وهي وجود فئة من الكتّاب غير مؤهلة لدخول مجال النشر لأسباب من أهمها ضعف القدرات وعدم الالتزام بقواعد النشر ومنهجيتها وعدم مراعاة حقوق الملكية الفكرية.

ويستعرض التقرير تحت بند «مشكلات مع دور النشر» مجموعة من العناصر من أهمها عدم وجود دار نشر تملك الإمكانات الكافية والقدرات الفنية ومنافذ التوزيع والتسويق الأمر الذي يدفع بالكاتب إلى البحث عن دعم لطباعة عمله أو تحمله بنفسه تكلفة عالية لطباعته أو اللجوء إلى دور النشر خارج السلطنة. كما أن المطابع المحلية هي تجارية الأهداف والعمل الثقافي ليس من أولوياتها، كما يبحث التقرير في مشكلات التسويق والتوزيع، والتي تعد من أبرز الإشكاليات البارزة في حركة الكتاب العماني، داخل السلطنة وخارجها، ويعرض التقرير أيضا غياب تقاليد الاحتفاء والنقد والتكريم.

ولم يغفل التقرير الجانب الآخر من معضلات الكتاب العماني وهو القارئ المحرك لدورة الإصدار، وقد أشار إلى أن «القراءة ليست سلوكاً متأصلاً في الحياة اليومية وهذا أكثر وضوحاً لدى الناشئة، وهي ظاهرة عامة تشترك فيها الدول العربية حسب تقارير منظمات إقليمية ودولية. كما أن القراءة سلوك نخبوي والقراءة الحرة في المدارس ضعيفة»، وانتقد التقرير «عدم انتشار مكتبات جيدة في المدارس والمعاهد لتناسب احتياجات المناهج التعليمية في التعليم الذاتي» وكذلك «عدم انتشار المكتبات العامة، وعدم وجود فعاليات يقودها المعنيون في المجتمع لتأصيل عادة القراءة تسهم في ضعف ذلك التوجه» وبالتالي خلق قاعدة قرائية يمكن التعويل عليها في انتشار الكتاب المحلي.

وقال رئيس النادي الثقافي سالم المحروقي إنه متفائل بقدرة النادي على استقطاب داعمين يحققون هذا الحلم لكنه لم يخف قلقه من عدم وجود المائة كتاب كما يتمنى من حيث الجودة لتقديمها للقارىء العماني والعربي، مشيرا إلى وجود توصية بترجمة الإصدارات العمانية إلى لغات أجنبية ومن بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وقال إن الواقع يبدأ بحلم جميل كما حدث لمجلس الإثنين الذي تواصل منذ انطلاقته قبل عدة أشهر بمعدل مرتين شهريا وسط حضور نوعي يملأ القاعة المخصصة ويحقق حالة الجدل والحوار المبتغاة في مثل هذه الصالونات الأدبية.

مسقط
محمد بن سيف الرحبي

 

 





المخرج الكويتي- سليمان البسام





الفنان جاسم النبهان وفي الخلف الفنان فيصل العميري في مسرحية «ريتشارد الثالث» للمخرج سليمان البسام





صورة من احتفالية القيروان باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية





وزير الثقافة المصري فاروق حسني في اجتماعه مع علي أبو شادي أمين المجلس الأعلى للثقافة





ملصق الندوة





العاصمة العُمانية كما تبدو من بحر العرب