انتماء للبحر

انتماء للبحر

شعر

براحٌ.. براحٌ هو البحرُ
قال المدى للسفرْ
براحٌ.. براحٌ هو البحرُ
يا أيها المنتمي للحجرْ
براح.. براح
فكن نوْرسا وانتسب للبعيد
وشيدْ من الدم والحرفِ والموجِ
فوق بساطِ هيولى التوحدِ
بوابةً للنشيدْ
وخل انتماءكَ للبحرِ
فالبحر لا ينكسِرْ
لماذا يخافُ من البحر قومي
وللبحر تنتسبُ الأغنياتْ
?!
وأكثَرَ من ذاك قال لي البحرُ
ـ وهو يحاورني ـ:
إنني الشاسعُ المتملك كل الجهاتْ
وإني مَنْ تأخذ الأرض زينتها منْ يديْ
ولا تستطيع السمواتُ أن تتأبيّ عليّْ
وإني من يستحثُّ القصيدةَ في كل ذاتْ
وقال لي البحرُ:
هذا أوانكَ
فلتبتدئْ رقصة المد في جَسَدِ الكائناتْ
ولملمْ شتاتَ القصيدةِ
والزمنِ العربيّْ
وقال لي البحر ـ وهو يغالبُ دمْعَ الشجَنْ:
تمرّ السفائنُ ـ واحدة إثرْ أخْرَى ـ
وأرنو إلى الزمن العربي
فأبصره غائباً في جميع السفنْ
تمرُّ السفائنُ ـ واحدةً إثْر أخرى ـ
مُحمَّلَةً:
بالهدايا
وأحلى الصبايا
لأعداء هذا الوطنْ!!
وقال لي البحر:
إن القصيدة ـ يا صاحبي ـ
زمنٌ وحدها
غيرُ هذا الزمنْ
فمُدَّ إليه يديكَ
أمدَّ إليك يديّْ
تأبطتُ خاصرةَ البحرِ
وقّعتُ والماءَ أول حلفٍ وقد كان شاهدنا النيرينْ
وقلتُ:
هو الأبيضُ المتوسط سجادةُ العاشقيْن
وقلتُ:
هو الموج صناجة..
والمدى جُوقةُ
والمحِبُّون أغرودةُ الشاطئينْ
وقلتُ:

هو الماء حِزْبي
إذا صار غيري أُنشوطةً
بَيْنَ بينْ

 

محمد محمد الشهاوي