يوسف جوهر ... أديب كبير متواضع الحظ

يوسف جوهر ... أديب كبير متواضع الحظ

بدأ يوسف جوهر مسيرته في هذا الدرب منذ الثلاثينيات من هذا القرن حين شرع ينشر أقاصيصه في "مجلتي" لصاحبها أحمد الصاوي محمد، وذهب في إخلاصه لهذا الفن إلى حد هجرة المحاماة التي مارسها حيناً من الزمن ثم فزع منها إلى فنون الرواية بعدما تأهب لها بكل أدواته: فبيانه عربي ناصع مطواع، وحبكته الروائية شديدة الإتقان، وقدرته على سبك الوقائع الروائية التي يستقيها من أحداث الحياة الجارية قدرة أستاذية، وموهبته في إثارة أسباب التشويق لدى القارئ موهبة فطرية، هذا إلى قدره على التفريغ في الشخوص بحيث لا تتكرر في أعماله الروائية المختلفة، كل هذا مع استعداد طيب للسخرية ولإبراز المفارقات، فضلاً عن استخلاص العبرة من تجارب الحياة بتلقائية تفرض نفسها، وليس بإلقاء المحاضرات وتلقين المواعظ، مع حرص شديد على الابتعاد عن الإسفاف أو الخوض في المباذل- وهي التي تغري بعض كتاب القصة بتجسيمها بل بإدارة موضع القصة كله حولها، باعتبارها محورها الرئيسي.

قرأت ليوسف جوهر للمرة الأولى وأنا طالب جامعي "بين عامي 1939 و 1942" فاستهواني أسلوباً وموضوعاً حتى إذا ما طلب مني أستاذ الدراما الإنجليزية اختيار أقصوصة عربية ونقلها إلى اللغة الإنجليزية وقع اختياري على أقصوصة أعجبتني ليوسف جوهر منشورة في مجلة "الاثنين" التي كانت تصدر وقتها عن دار الهلال، وقمت بترجمة هذه الأقصوصة فنالت إعجاب الأستاذ الأمريكي الذي قال لي إن هذا النمط الرفيع من الكتابة يؤهل صاحبها للعالمية، ولم أكن وقتها أعرف يوسف جوهر إلا بالاسم، ولكن اتفق بُعيد ذلك أن دعاني بعض الشبيبة إلى حضور محاضرة ليسوف جوهر في ناديهم، فرحبت بدعوتهم ونعمت مع الحاضرين بحديثة العذب الذي صاغة في قالب روائي، ثم خلونا إليه بعد المحاضرة في لقاء أدبي حميم، ومنذ ذلك الحين انعقدت بيني وبينه صداقة لم تنقصم عراها حتى الآن، سداها الإعجاب بخلقه السامي، ولحمتها الإعجاب بأدبه الرفيع.

وهذا الإعجاب بأدبه الرفيع هو ثمرة متابعة حثيثة لمسيرة هذا القاص المبدع الذي امتلك ناصية التقنية الروائية، سواء وهو يكتب أقصوصة أو رواية أو نصاً سينمائياً مما يسمونه "بالسيناريو" فهو أمين على أداء رسالته، لاتستهويه الاعتبارات التجارية، ولا ينساق وراء الشهرة العارضة التي تقتنص من أي سبيل.

لماذا بخس حقه؟

وقد هالني- وهو من المفارقات الغليظة- أن يكون حظه من عناية الدارسين والنقاد حظاً التواضع، إن لم يكن محاولة منهم لإهماله وجحد فضله، وكنت أعزو هذا إلى افتقاره إلى أسلحة "العلامات العامة" وترفه عن مطاردة النقاد والمشرفين على الصفحات الأدبية لكي يقوموا "بتلميع" اسمه وتسليط الأضواء عليه، هذا في الوقت الذي كان فيه الدكتور طه حسين يصر على ألا يكتب سيناريو رواياته التي حولت إلى أفلام سينمائية إلا يوسف جوهر وحده، اطمئناناً من عميد الأدب العربي إلى تفرد يوسف جوهر بالقدرة التامة على نقل النص المكتوب إلى عمل سينمائي خلو من التشويه، مع استخدام لغة للحوار يرتاح إليها طه حسين.

بل إن فوز يوسف جوهر بجائزة الدولة التقديرية لم ينبه الدارسين إلى تقصيرهم في حق هذا الأديب الكبير، فبقي حيث هو منكور الفضل مبخوس الحقوق.

والحقيقة أن هناك كثيرين من الأدباء والشعراء الذين عاشوا وملأوا الدنيا ثم غفلت عنهم عيون الدارسين وباتوا من مظاليم الأدب، ومن قبيل التمثيل أذكر بعضاً ممن عرفت مثل محمد سعيد العريان، وعادل الغضبان، ومحمد عبد الغني حسن، ومحمد الأسمر، والعوضي الوكيل، ونقولا يوسف، وعبدالرحمن صدقي، ومحمد مصطفى الماحي، ومحمود غنيم، والقائمة طويلة.

ومن فترة قريبة تلقيت محادثة هاتفية من طالبة جامعية في قنا اسمها "إيمان محمد إلياس" قالت فيها إنها تعد أطروحة جامعية عن يوسف جوهر، وإنها لم تجد مشقة في الوقوف على آثاره بعدما طبعت ثمانية أجزاء من مجموعة هذه الآثار الكاملة بالإضافة إلى مجموعة أخرى نشرها مركز الأهرام للترجمة والنشر بعنوان "شخلول وشركاه"، ولكن أعياها أن تعثر على كلام ذي شأن لنقاد الأدب يمكن الاعتداد به في دراسة جامعية منهجية كدراستها، وقالت إنها راجعت نسبة كبيرة من المؤلفات الروائي ونقده، ففجعتها ظاهرة الإهمال شبه الكامل ليوسف جوهر، مما أضطرها إلى الاتصال الشخصي بالنقاد عساها تظفر من كل منهم برأي مكتوب تستعين به في إعداد أطروحتها في الإطار العلمي السليم، فجاء اكتشافها المتأخر لهذه الحقيقة معززاً لاكتشافي المبكر لها، فكيف غاب النقد الأدبي تماماً عن عالم يوسف جوهر "وأيضاً عن عالم الروائي الكبير أمين يوسف غراب؟" وكيف سكت أرباب الأقلام من الدارسين عن العناية بهذا الركن الركين من أدب الرواية والأقصوصة؟ وهو ما يفجر قضية صارخة في أدبنا المعاصر، وهي أن الآثار الأدبية إنما تعامل من جانب النقاد بكيلين: إسراف هنا وتقتير هناك، وأضواء ساطعة هنا وتعتيم هناك، مع أن مهمة النقد الأساسية هي وضع كل كاتب في موضعه الصحيح استناداً إلى عمله وليس إلى علاقاته أو نفوذه أو منزلته في "سيرك" المجتمع، واكتشاف الأدباء حتى وإن كانت لهم شهرة خاملة.

أمهات في المنفى

وإن استحال التمثيل على أدب يوسف جوهر من مجمل آثاره، فقد اخترت نموذجاً من أعماله هو رواية "أمهات في المنفى" لأقول فيها كلمة اتصاف يرضى عنها ضميري، ولأحاول بذلك تدارك ما اجترحته من تقصير متطاول في حق يوسف جوهر، وإن كان عذري أنني لست ناقداً محترفاً، كما أن أسباب النشر كثيراً ما تدير ظهرها لي.

"أمهات في المنفى" رواية استمدت وقائعها من البيئة المصرية الصميمة بعدما انجرفت في تيار المادة الطاغي، فضاعت القيم الأصيلة الراسخة من تراحم وود وعطف ومشاركة إنسانية وجدانية، وتضحية تصل إلى حد البذل والفداء، وشهامة أريحية تلقائية، وأصبحت المادة هي القيمة العليا في الحياة، يطلبها الناس إطلاباً، متوسلين إلى ذلك بالمشروع من الوسائل وغير المشروع منها- وهو الأرجح الأعم.

كانت الأسرة المصرية التي أدار يوسف جوهر حولها وقائع هذه الرواية- والأسرة كلها هي "البطل" في هذا العمل الفني- تعيش مستورة في بيت متماسك بفضل القيم الروحية والدينية المتأصلة في الأب- وهو رجل قانون يعرف الحدود والحقوق ويرعاها- وزوجته التي لا تكف عن الصلاة والصوم والدعاء، وابن لهما يدرس الطب، وإن احترمه المنون قبل الأوان، وثلاث بنات ليس في سمعتهن ما يشين.

وبوفاة الأب والابن وزواج البنات انفرطت حبات العقد التي كانت تجمع الأسرة تحت سقف واحد، وبقيت الأم وحيدة تجتر الذكريات في بيت يضم تسع غرف مستأجر من سنوات طويلة بإيجار زهيد، وفي حين هاجرت واحدة من البنات إلى أمريكا، عاشت الثانية في حي شبرا الشعبي مع زوج يعمل كاتباً بسيطاً في المحكمة، وأقامت الثالثة في الثغر السكندري إذ كان زوجها يعمل موظفاً في الجمرك.

وعندما تعرض المجتمع للهجمة المادية الشرسة التي عصفت بكل متعارف عليه من أصائل القيم، ومتوارث الفضائل، رأت البنتان أن البيت الذي يؤوي أمهما في شارع رئيسي من شوارع القاهرة يمثل ثورة مهدرة تنقلهما- إن ظفرتا بها- من مستوى الطبقة المتوسطة إلى مستوى الطبقة اللاعبة بالأموال. فقامتا ببيع البيت دون استشارة الأم وعلى الرغم من معارضتها الشديدة فإن البيت هو بيت الذكريات الجميلة التي لا يصح التفريط فيها، ولكن الأمر كان قد تقرر فعلاً، فبيع البيت وتحولت مقتنياته من الأثاث إلى "كراكيب" جرى التخلص منها لدى باعة "الروبابيكيا"- أو سقط المتاع، وصارت الأم "ملطشة" تنتقل كالضيف الثقيل من بيت الابنة في شراً إلى بيت الأخرى في الإسكندرية، تراقب عن كثب وفي غيظ مكتوم كيف أطاحت الثورة المفاجئة بصواب الابنتين، ففتحت السكندرية بيتها للمقامرين والمرتشين والمهربين وعشاق الترخص الأخلاقي، وتحول زوج الثانية إلى مزور ومعاقر للمخدرات في حين تورطت زوجته في علاقة آثمة مع شاب إيطالي تخلصت من آثارها بالإجهاض أولاً ثم الانتحار في آخر الأمر.

ولماذا ازداد النهم إلى المال، انفضح أمر المقامرين والمهربين فاستقروا في غياهب السجون ولقيت الابنة الباقية من شقيقتها المهاجرة ترحيباً بالانضمام إليها، أما الأم، فقد أودعت بيتاً للمسنات تقضي فيه بقية عمرها منبوذة من ذوي الأرحام، نادبة حظوظها في الحياة.

نقمة المال

وعبرة الرواية هي أن المال لم يكن نعمة لأصحابه بل كان نقمة عليهم، وأنه لم يجلب السعادة بل جلب معه التعاسة، وأن متع الدنيا استحالت إلى عذاب مقيم.

هذا- بإيجاز مخل- هو موضوع راوية "أمهات في المنفى" التي نسج خيوطها يوسف جوهر باقتدار أستاذي وبأسلوب هو من أنصع الأساليب وأنقاها في الأدب الروائي العربي عامة، وإذا بحثت في الرواية عن مواقف افتعلها المؤلف وتعارضت مع المنطق، أعياك البحث، وإذا تربصت للمؤلف عساك تعثر على مصادفات لفقها لكي يتخلص من مأزق في سلسال الرواية، لم تعثر على شيء، وإذا نقبت عن عبارة نابية انزلق إليها قلم الكاتب، فلن تقع على شيء من هذا القبيل، فالراوية متماسكة تطرد مع أحداثها اطرداً منطقياً سلساً، وتترابط وقائعها ترابطاً محكماً، وليس فيها شخوص أقحموا دون مسوغ فني على أحداث الرواية.

وليس يخلو أسلوب يوسف جوهر من سخرية واضحة تنساب في سياق السرد الروائي وهي تمثل في حقيقتها "موقفاً أخلاقياً" من جانب المؤلف إزاء واقعة معينة عرضت له ومن سخرياته أنه كثيراً ما يستخدم تعبيرات الصحف الدارجة إحكاماً لمقاصده، فيقول مثلاً: إن المدين "لم يجدول" ديونه، وإن هناك "استراتيجية" لا تخفي حكمتها على اللبيب، وإن الممثلة الناشئة "لم تقدم تنازلات" وإن "وراء كل مرتش عظيم امرأة" وإن الدكتور "أعطى لشرف المهنة إجازة" وهلم جرا.

وقد يسأل القارئ: إلى أي مذهب من المذاهب تنسب راوية "أمهات في المنفى"؟ والجانب الأكيد هو أنها رواية واقعية، بل صارخة في واقعيتها، لأن جميع أحداثها قريبة المنال، وليس لعنصر الخيال دور فيها أو في اختلافها، ويكاد المرء يصادف في معاملاته اليومية شخوصاً كشخوص يوسف جوهر بجميع الخصائص التي صورها لهم دون مبالغة، وإذا كان جمي شخوص هذه الرواية يمثلون الانحراف بدرجاته المختلفة، فإن الأم المؤمنة هي وحدها التي بقيت مستمسكة بعرى الأخلاق- على غيظ كامن واستسلام لا معدى عنه- ومع ذلك فوجئت بالصحف تنشر فضيحة اكتشاف أرملة محام- وهي الأم- تدير بيتها مع ابنتها لممارسة القمار! ذلك أن بانتها وزوجها حررا عقد الشقة باسم الأم تفادياً للتبعات القانونية، وهكذا لوث اسم الأم دون جريرة، ودفعت ثمن صلابتها الأخلاقية حين تخلي عنها في منفى يسمونه "بيت المسنات". وإذا كانت الابنة التي هاجرت إلى أمريكا سلمت بدورها من هذا العفن الخلقي، فهي سعران ما تطبعت بطبائع الحياة في المهجر وتخلت عن أمها في أيام عمرها الأخيرة.

كما أن في الرواية مفارقات مضحكة ساقها المؤلف من قبيل التدليل على أن هناك خللاً جذريا أصاب المجتمع، سواء في الحياة الواقعية أو في العمل الروائي، فالخادمة قد تحولت إلى سكرتيرة يتبارى المقامرون في خطب ودها، وخادمة أخرى تحولت إلى زوجة لرب البيت لترعى أولاده بعد انتحار زوجته حتى لا تكون سيرتها مضغة في الأفواه إذا ما عملت في بيت رجل أعزب، وكاتب المحكمة فتح مكتباً للمحاماة واستخدم فيه محامياً ناشئاً يدفع له خمسين جنيها شهرياً، فيقوم الكاتب بإعداد المذكرات والإعلانات بخبرته التي حصلها من العمل كاتباً في المحكمة، في حين يقوم المحامي بالتوقيع على هذه الأوراق لإكسابها الشكل القانوني، فإذا استقل المحامي بعد ذلك بمكتب خاص به، استخدم نفس هذا الكاتب عنده بأجر شهري قدره عشرون جنيها.

هذه المفارقات هي "توابل" في رواية "أمهات في المنفى" وإن كانت تشكل جزءاً من التصميم الروائي الذي تكتمل به صورة التفسخ الفاجع الذي عرا هذه الأسرة التي لها أشباه كثيرة في الواقع، فالمؤلف لم يبتكر هذه المفارقات كاشف وليس من منظر "عين الرضا" التي تكل عن وصف كل عيب، وتتستر على كل عمل مذموم تضج منه نواميس الأسوياء من البشر.

أصناف من البشر

ورواية "أمهات في المنفى" معرض لصنوف من البشر يختلفون في منابتهم ولكنهم يتفقون في مشاربهم، فهناك ثري الحرب الأمي، والطبيب المنحرف، والزوجة الصورية لتسهيل عقد الصفقات، وهنك كاتب المحكمة الذي يعامل الناس بمقدار ما يدسونه له من رشاوي في درج مكتبة المفتوح، وهناك البلطجي "قفه" الذي يترفق بضحيته ماقبل الفلوس، وهناك النصاب الذي يستولى على مدخرات البسطاء ويهرب إلى الخارج، وهناك رجل الدين البسيط الحال الذي يشكو قلة الأجر وكثرة العيال الذين يفتكون بحلة العدس وهي تغلي، ثم يسأل: "هل نضع للحلة قفلاً أو نضعها في حراسة الجيران"؟ وهي شخصيات متفردة قل أن يجتمع مثلها في عمل روائي واحد، وإن حفل المجتمع بصنوف كثيرة منها، ولا يشد عن هذه الشخصيات إلا الأم المسكينة "صفية" التي لم يبق لها في منفاها ف بيت المسنات إلا صورة أبنها الطبيب الراحل تتأملها وتضمها إلى صدرها وتنهمر من عينيها الدموع السخينات.

إن يوسف جوهر قد أتقن في هذه الرواية الفن الروائي حبكة وحواراً ووصفا وتصويرا بحيث اطردت الأحداث في تسلسل منطقي فيه كثير من الصنعة الأستاذية، وليس لاصطناع الناشئ عن العجز، وهو يمسك في يديه القادرتين بجميع خيط الأشخاص والأحداث ليؤكد الترابط والتماسك اللذين يحققان للعمل الروائي كل آيات الصدق، ولن تصادف في الرواية حشواً أو تزيدا، لأن كل عنصر من عناصرها يخدم المعمار الشامل للرواية ببراعة واقتدار.

فإذا جئنا إلى عنوان الرواية وهو "أمهات في المنفى"، عن لنا أن نسأل: من هن أولئك الأمهات؟ هل هن اللائي هاجرن إلى الخارج إيثاراً منهن لمنفى اختياري؟ أو إنهن نزيلات بيت المسنات، ومن جملتهن الأم التي غدرت بها بناتها؟ الأرجح أن المؤلف أراد بالمنفيات نزيلات بيت المسنات، وإن كنا لا نعرف شيئاً عن ظروف نفيهن، وسوءا أشتابهت ظروف نفيهن مع ظروف الأم "صفية" أم لا، فالمؤكد أن بيوت المسنات مهما توافرت فيها أسباب الراحة والعناية، هي المنفى الأرضي الذي يفضي لامحالة إلى النفي بين القبور واللحود بعد وقت يقصر أو يطول.

وصفوة ما يقال إن رواية "أمهات في المنفى" هي رواية تشد القارئ وتستهويه لقدرة يوسف جوهر على إضافة عنصر التشويق في كل فصل من فصولها، ولصدق الكاميرا الروائية التي يلتقط بها مناظره، ولا متلاكه لناصية البيان، يوظفه في خدمة الحوار والسرد أجمل توظيف وأبلغه.

 

وديع فلسطين

 
  




يوسف جوهر





بعض مؤلفات يوسف جوهر





بعض مؤلفات يوسف جوهر