تنهدات

تنهدات

ها نحن تأخذنا أمانينا
أتينا لنراكن من منازل
من خشب البلوط
أو سعف النخيل المندى
برذاذ شواطئ مهجورة
حيث تلهو على السواحل
غربان العشق الناعبة السوداء!
نحن الفتيان
ليس لنا أن نقول كُلّلنا بالغار
كلا..
وإنما جئنا بقلوب دامية
من معاركنا القاتمة الهزيلة
التي تعلمن
لنلتمس لديكن الملاذ
دونما أكياس تبر أو شموع!
ها بهاء الغسق الخفي
يلفّنا جميعاً بتنهدات لا تُسمع
ويمطرنا بدموع حارقة
وأصداء نحيب..
لكنما أنتن المدرعات بالبخل
تدفعن لهفاتنا بعيداً بعيداً
صوب حقول الخيبة اليابسة
بعيون لا مبالية
لكنما أيضا تبتعث فينا لوعات لا ندري كنهها!
وتعبر منكن همسات
ولربما ضحكات مزقزقة
ممتلئة بالبوح الخفي
وفي ثنايا ثيابكن الأنيقة
يلتمع الليل برغبات حادة
فتشهق أرواحنا
مرفرفة فوق حقول الوجد الدامسة
لكنا، في كلّ خطانا، لا نجد منكن
سوى قلب الليل المعتم
الذي يملأ أفواهنا بالرماد!.

 

 

باسل عبدالله