اللجاة السورية وجبل موسى في لبنان يدخلان الشبكة الدولية لمعازل المحيط الحيوي

اللجاة السورية وجبل موسى في لبنان يدخلان الشبكة الدولية لمعازل المحيط الحيوي

ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) منطقة اللجاة في السويداء في سورية وجبل موسى في لبنان إلى «شبكة اليونسكو العالمية لمعازل المحيط الحيوي».

معازل المحيط الحيوي Biosphere Reserves هي عبارة عن مناطق تم تحديدها بموجب برنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي (ماب) من أجل أن تكون أماكن لاختبار مختلف النهوج المتعلقة بالإدارة المتكاملة في مجال الموارد الساحلية والبحرية والأرضية، وموارد المياه العذبة، والتنوع الحيوي. وهكذا، فإن معازل المحيط الحيوي تُعتبر بمنزلة مواقع لاختبار النهوج الخاصة بالتنمية المستدامة واستخلاص الدروس منها، وذلك في إطار برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، ولاسيما أثناء عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة الجاري تنفيذه (2005 - 2014).

وبإضافة «اللجاة» و«جبل موسى» إلى «شبكة اليونسكو العالمية لمعازل المحيط الحيوي»، يصل عدد محميات المحيط الحيوي في المنطقة العربية إلى 25 محمية، بواقع ست محميات في الجزائر «حظيرة الطاسيلي»، و«حظيرة القالة»، و«حظيرة جرجرة»، و«حظيرة الشريعة»، و«حظيرة تازا» و«حظيرة فوراية»، ومحميتان في مصر «العميد» و«وادي العلاقي»، ومحمية في الأردن «ضانا»، وثلاث محميات في لبنان «الشوف»، و«جبل الريحان» و«جبل موسى»، ومحمية في موريتانيا «دلتا فلوف على نهر السنغال»، وثلاث محميات في المغرب «محمية المحيط الحيوي لأشجار الأركان»، و«واحات الجنوب المغربي» و«محمية المحيط الحيوي بالمتوسط»، ومحمية بقطر «الريم»، ومحميتان بالسودان «الدندر» و«الردوم»، ومحمية بسورية «اللجاة»، وأربع محميات بتونس «جبل بوح دما»، و«جبل شامبي»، و«بحيرة إشكل»، و«جزيرة زمبرا وزمبريتا»، ومحمية بالإمارات «مروح».

ويقع جبل موسى في الجزء الشمالي من محافظة جبل لبنان، وتحديداً بين منطقتي كسروان وجبيل. وتقع هذه المحمية في أعالي المنحدرات الغربية لجبل لبنان في مواجهة البحر الأبيض المتوسط غربا. وهي مساحة واسعة نسبيا «6.500 هكتار» تحتفظ بطابعها البري البكر، إذ تحميها القوانين البلدية التي تستهدف صون سلامتها الإيكولوجية ونظمها الطبيعية وما تحويه من أنواع حيوانية ونباتية. ويشتهر جبل موسى بوادي أدونيس المحتفظ بطبيعته الأصلية ولا تزال تمارس فيه زراعة المصاطب التي تعود إلى العهد الروماني، كما أنه موئل للحيوانات البرية من ذئاب إلى ضباع وعصافير وزواحف.

أما اللجاة فتقع في محافظة السويداء في سورية، في أقصى جنوب الجنوب على الحدود مع الأردن. وتتميز بدرجة عالية من التنوع والثراء البيولوجي وباحتوائها على أجمل المناظر الطبيعية في المنطقة. ومن شأنها أن تتيح فرصا عظيمة لتنمية الأنشطة البشرية المستدامة بيئيا من خلال نظم المرعى الدوراني وعمليات الترميم والحفائر على صفحة الأرض وإحياء الأطلال الأثرية.

كما قررت اليونسكو، في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، التي عقدت في أواخر مايو الماضي في جزيرة جيجو بجمهورية كوريا، إضافة 22 موقعاً جديداً من 17 بلدا «شبكة اليونسكو العالمية لمعازل المحيط الحيوي Biosphere Reserves «المحميات الطبيعية»، التي تشمل حالياً 553 موقعا تنتشر في 107 بلدان. وفيما يلي المواقع الجديدة المقرر إضافتها:

- «بحيرات مونتبيللو Lagunas de Montebello» في المكسيك: تقع في منطقة هيدرولوجية على درجة عالية من التنوع البيولوجي. وهي تستمد أهميتها من موقعها في المنطقة التي تربط مرتفعات شياباس والسهل الساحلي لخليج المكسيك. ومما يضفي جمالا خلابا على هذه المنطقة منظر الكارست وما يتناثر فيها من بحيرات مختلفة الأحجام يزيد عددها على الخمسين.

- «فورتوفينتورا Fuerteventura» في إسبانيا: ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل الكاناري القريب من ساحل غرب إفريقيا. تضم مجموعة كبيرة من النظم الإيكولوجية تتراوح بين المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية والموائل الساحلية والبحرية. وتتميّز هذه الجزيرة بالتنوع الشديد فيما تضمه من أنواع حيوانية منها الدرافيل والحيتان وأيضا السلاحف البحرية التي تتكاثر على شواطئها، وعلاوة على ذلك تعتبر هذه الجزيرة من أهم معازل المحيط الحيوي في العالم التي تستخدم كمراصد جغرافية إحاثية.

- «جزيرة الزهور Flores Island» في البرتغال: جزء من المجموعة الغربية للأرخبيل اللازوردي الذي هو الجزء الظاهر من جبل مغمور بالمياه قريب من جرف منتصف الأطلسي. ونشأت هذه الجزيرة نتيجة للنشاط البركاني الذي بدأ منذ 10 ملايين سنة. ويضم معزل المحيط الحيوي كل الجزء الظاهر من الجزيرة وبعض المناطق البحرية المتاخمة ذات المناظر الطبيعية اللافتة والتي تضم ثروات جيولوجية وبيئية وثقافية مهمة.

- «دلتا الأورينوكو Delta del Orinoco» في فنزويلا: يتسم نظامها البرّي ونظامها المائي بدرجة كبيرة من التنوع البيولوجي حيث يأويان أكثر من 200 نوع من النباتات ومجموعة كبيرة من الحيوانات البرية والبحرية. ويضاف إلى التنوع البيولوجي للمحمية الغنى الثقافي الذي يتميز به شعب الواراو.

- «جبل ميوهيانج «Myohyang Mount» في كوريا الديمقراطية: موقع مقدس وفقا للأسطورة التي تقول إنه كان موطنا للملك تانجون الجد الأكبر للشعب الكوري. وترتفع هذه المنطقة الجبلية إلى حوالي 2000 متر فوق سطح البحر. وتوفر صخورها الشاهقة مأوى لثلاثين نوعاً من النباتات من بينها 16 نبتة مهددة بالانقراض عالميا، كما أن بها 12 نوعا حيوانيا مهددا. ويضم أيضا هذا الموقع طائفة واسعة من النباتات الطبية.

- «شينان داودوهاي Shinan Dadohae» في جمهورية كوريا: موقع في جنوب غرب البلد يتكوّن من أرخبيل ومجموعة من الجزر . ويضم مناطق برية وبحرية ومساحات مسطحة تخضع لحركة المد والجزر تعيش فيها حيوانات بحرية شديدة التنوع، كما تمر بها أنواع نادرة من الطيور المهاجرة.

- «جريت ساندي Great Sandy» في أستراليا: منطقة ساحلية تقع فيها أكبر غابة مطيرة في العالم تنبت على الرمال. وتضم الموقع الطبيعي لجزيرة فريزر ببحيراتها الكثبانية ذات المياه العذبة التي تمّ في عام 1992 إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

- «نوكريك Nokrek» في الهند: موقع بيوليوجي حيوي في ولاية مجالايا تجد فيه النظم الإيكولوجية وصفحة الأرض على طبيعتها. وتعيش في هذه المنطقة الأفيال والنمور والفهود وقرود الجيبون، وإلى جانب ذلك تتميز هذه المنطقة بما ينبت فيها من أنواع الموالح التي يمكن أن تستخدم كمستودعات للجينات لأغراض الإنتاج التجاري للموالح.

- «باشمارهي Pachmarhi» في قلب الهند في ولاية انترا براديش: منطقة تحتوي على محميات للنمور وغيرها من الحيوانات البرية. وتقع في ملتقى أنواع مختلفة من الغابات الاستوائية والرطبة والجافة وغابات التلال شبه الاستوائيةـ - «سيميلبال Similipal» في الهند: محمية نمور تقع في ولاية أوريسا التي كانت بقعة صيد للمهاراجا مايوبانج. وهذه البيئة الاستوائية تزخر بالنمور والأفيال والفهود والغزلان وأنواع متعددة من النباتات مما يجعلها مختبرا حيّا لعلماء البيئة.

- «جيام سياك كيسيل - بوتيك باتو Giam Siak Kecil Bukit Batu» في إندونيسيا: منطقة مستنقعات في جزيرة سومطره تتميز بالإنتاج المستدام للأخشاب وتضم محميتين للحياة البرية تأوي الحيوانات البرية مثل نمر سومطره والفيل والتابير والدب.

- «موي كا مو Mui Ca Mau» في فيتنام: منطقة تقع في الطرف الجنوبي للبلد تتتابع فيها النظم الإيكولوجية على أراض رسوبية جديدة. ومما يؤكد أهمية صونها دورها كحدّ بين غابات المنغروف وغابات ميلاليوكا. وهي أيضا منطقة ملائمة لتناسل وتربية الأنواع البحرية.

- «بليازجوBiosphare Bliesgau» في ألمانيا: يطبق هذا المشروع أسلوب «الترابط بين المدن» الذي يقيم علاقة بين موقعين شديدي الاختلاف: مدينة ذات كثافة سكانية عالية تشكل موقعا حضريا في الشمال، ومدينة St Ingbert القروية الطابع قليلة السكان. وفي هذا الإطار تجرى أبحاث عن التغيرات الإيكولوجية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية في سياق التغير المناخي العالمي.

- «سوابيان ألب Swabian Alb» في ألمانيا: موقع في جبل جورا الأوربي تنبت فيه غابات الزان وبساتين الفاكهة وأيضا أشجار الصنوبر والتنوب، كما تنتشر فيه مساحات المراعي الواسعة. وهذا الموقع القريب من مدينة شتوتغارت تبلغ مساحته 84.500 هكتار وعدد سكانه 1500 نسمة. وتتضمن البرامج التي تنفذ في إطاره لأغراض التنمية المستدامة للمحيط الحيوي الزراعة والحراجة ومشروعات الأعمال الخضراء والسياحة البيئية وأيضا ترويج المنتجات المحلية والصناعات المنزلية. وهناك خطط للنهوض باستخدام الطاقة المتجددة ولا سيما لأغراض النقل. ويتضمن المعزل الحيوي منطقة Münsingen للتدريب العسكري التي تقع في Hilly Alb وهي منطقة ظلت محظورة على الجمهور لمدة 110 سنوات حتى العام 2005. وهي اليوم من أكبر المناطق غير الملوثة التي لا مثيل لها في مقاطعة Baden-Württemberg من حيث خلوها من الضوضاء.

- «ألتايسكي Altaisky» في الاتحاد الروسي: موقع في المنطقة الشمالية الشرقية والشرقية من جبال ألتاي. يتميز بالتنوع البيولوجي وبالتراث الثقافي. ويمتد على مساحة تبلغ 3.532.234 هكتارا ويبلغ عدد سكانه 15.000 نسمة. وتشكل المنطقة الرئيسية جزءا من «الجبال الذهبية» من موقع الألتاي المدرج في قائمة اليونسكو للتراث الطبيعي العالمي.

- «فيمبي Vhembe» جنوب إفريقيا: هي منطقة تشتهر عالمياً بفضل ثراء تنوعها الثقافي والحيوي. وتشمل هذه المنطقة الجزء الشمالي من منتزه كروجير الوطني، ومواقع الأراضي الرطبة المندرجة في اتفاقية «رامسار» في ماكوليكي، وفي المناطق الحارة للتنوع الحيوي في سوتبانسبيرج وبلوبيرج، فضلاً عن موقع التراث العالمي للمناظر الطبيعية الثقافية في مابونجوبي، وهضبة ماكجابينج التي تحوي ما يزيد على 1000 موقع للرسومات الموجودة على الصخر.

- «ديسنيانسكي» أوكرانيا: تقع في شرق بوليزي، بمحاذاة نهر الديسنا. يشمل هذا الموقع، الذي تبلغ مساحته الكلية 58000 هكتار، مجموعة متنوعة من النظم الإيكولوجية، بما في ذلك الغابات والأنهار والبحيرات وسهول الفيضان والمستنقعات. ويتسم هذا الموقع بأهمية فيما يخص البحوث البيئية التي تشمل رصد الأنواع النادرة من الحيوانات كالدب والوَشَق. وترتكز الأنشطة البشرية الرئيسية على الزراعة والحراجة ومصايد الأسماك ورياضة الصيد. وتشمل الأنشطة المتعلقة بالتنمية المستدامة الزراعة العضوية والسياحة الخضراء على نهر الديسنا، وكذلك الأنشطة التعليمية التي يتم تصميمها في إطار المعسكر الإيكولوجي» ديسنيانسكي زوري» المخصص لتلاميذ المدارس.

- «جبل جيريس/ إكسوريس Geres/Xures» معزل للمحيط الحيوي عابر للحدود بين البرتغال وإسبانيا: تم إنشاؤه على أساس التواصل البيولوجي الجغرافي لسلسلة جبال جالايكوـ مينيوتاس والأودية المرتبطة بها التي تتقاسمها كل من البلدين. وتعود أهمية هذا الموقع من الناحية الإيكولوجية إلى وفرة النظم الإيكولوجية المتعلقة بالغابات وأراضي الخُثّ، وإلى أنواع حيوانية مستوطنة ذات مستوى عال تطورت بفضل التأثيرات المناخية الآتية من المحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط على السواء. ومع المجتمعات المحلية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من المناظر الطبيعية الإقليمية، تم إنشاء مراكز للتنمية المستدامة في معزل المحيط الحيوي من أجل تقديم الدعم إلى البلديات فيما تبذله من جهود ترمي إلى تعزيز معايير الاستدامة البيئية في مجال التنمية المحلية.

- «جزيرة «كو شام هُوي أن Cu Cham Hoi An» في فيتنام: هي عبارة عن موقع ساحلي/ جزري/ بحري يوجد في أواسط البلاد، والذي اُشتهر على وجه الخصوص بفضل توافر أنواع من الحيوانات البحرية فيه، مثل المَرجان والرِخويات والقشريات والطحالب البحرية. ويشمل هذا المعزل أيضاً «هُوي أن»، وهو موقع للتراث الثقافي العالمي، وميناء تجاري قديم يشهد على الالتحام بين الثقافتين الفيتنامية والأوربية.

- «بحيرة «شيني» Tasik Chini» في ماليزيا: تمثل هذه البحيرة أول موقع من معازل المحيط الحيوي تم تحديده بواسطة اليونسكو. ويُعد هذا الموقع، الذي يوجد في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة ماليزيا، مستجمعاً للمياه لبحيرة «شيني» الواقعة في وسط معزل المحيط الحيوي. وتمثل هذه البحيرة ملتجأً للعديد من الأنواع الحيوانية المستوطنة التي تعيش في المياه العذبة.

كما أقر المجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي توسيع نطاق خمسة معازل للمحيط الحيوي سبق تحديدها، وهي: ماتا أطلانطيقا (البرازيل)؛ وكامبانا - بينويلاس (شيلي)؛ وشمال كاريليا (فنلندا)؛ ودايفي، الذي أعيدت تسميته ليصبح «معزل المحيط الحيوي دايفي» Biosffer Dyfi (المملكة المتحدة).

 

 

أحمد خضر الشربيني 





جبل موسى في لبنان مغطى بالثلوج





جزيرة فريزر ببحيرتها الكثبانية في أستراليا