اليَمنُ السَّعيدُ بالفَنِّ

اليَمنُ السَّعيدُ بالفَنِّ

يخرجُ التشكيليون من مراسِمِهم المُسوَّرة، ومحترفاتهم المغلقة، ويصعدون إلى المنصَّةِ ليقصوا طرفًا من سيرِهم الحافلة، أو يطرحوا شيئًا من رؤاهم النافذة، أو يقرأوا بعضا من نقدهم البارع، لكنهم حين يتحررون من الميكروفون وينطلقون في شوارع صنعاء، ينسون اللوحة التي تركوها في استوديوهاتهم، والأوراق التي وضعوها في حقائبهم، ويتأملون مدينة تعشق الفن فتعيشه آناء النهار والليل .. أما حين تحتضنهم الطرق السحرية إلى كوكبان والمحويت وما جاورهما من آثار ومشاهد، فتراهم يتمنون أن يقيموا هنا أو يحيوا هناك، في قلب ذلك المرسم الشاسع المفتوح على جغرافية الجنة، وقد اكتشفوا أن سعادتهم ستكتمل حين يستعيدون فراديسهم المنسية في اليمن السعيد بالفن.

لا تحتاج اليمن إلى مناسبة لتزورها، لكن إطارَ الرحلة إليها كان فعاليات «ملتقى صنعاء الدولي للفنون التشكيلية» في دورته الثانية، الذي أخذ له عنوانًا، «الحركة التشكيلية العربية: نصفُ قرن من الإنجاز والأسئلة». واجتمع للندوة الموازية فنانون وباحثون من العراق، والبحرين، ولبنان، وتونس، واليمن، ومصر، ليتجادلوا حول ذلك الإنجاز، ويطرحوا أو يجيبوا عن تلك الأسئلة وسط احتفالات البلاد بالذكرى التاسعة عشرة للوحدة اليمنية.

قبل مَسْرد الأبحاث علينا أن نشارك فرحة حضور كبير حجُّوا إلى «بيت الثقافة» في صنعاء ليشهدوا افتتاح وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي لمعرض الملتقى الذي ضم 282 عملاً، لفنانين من 11 دولة عربية، مع الصين. ولمشاركة الصين طرفة نوردها لأهميتها، فهي الدولة الأجنبية الوحيدة التي دُعيت للمشاركة وحضرت، في حين انسحبت دولٌ أجنبية أخرى، حين وصلتها أوراق الملتقى، واكتشفت ـ تلك الدول ـ أن الفعالية مقامة في إطار احتفال القدس عاصمة للثقافة العربية، حسب التوصية المقدمة من جامعة الدول العربية بإقامة الفعاليات هذه السنة تحية للعاصمة الفلسطينية. الصين حضرت لتؤكد عدم الاعتراض الذي منع تلك الدول الأجنبية الأخرى التي أرادت ألا تُغْضِب دولة الاحتلال!

في منتصف المسافة الزمنية بين افتتاح المعرض، وختام الندوة، كرَّم المفلحي المشاركين، بحضور الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، الذي طبع بهذه المناسبة كتابًا تذكاريا عن متحفه الخاص في دولة قطر «المقام على مساحة 35 ألف متر، ويضم 18 جناحاً للمقتنيات»، وقدم الشيخ الكتاب هدية للحضور، في أمسية أظهرت وجهًا آخر للفن اليمني حين عزف أربعة موسيقيين ألحان أغان من مصر ولبنان والعراق واليمن، لتؤكد تآلف الفنون في ذلك البلد السعيد.

بين معرضين

يستحق معرض الملتقى أن يكون شاهداً حقيقياً على اللحظة التشكيلية العربية الراهنة. فقد حضر المنظر الطبيعي الذي يتكئ على تضاريس الوطن العربي وجغرافيته المتباينة، كما في أعمال أمل جمعان وليلى جمعة «قطر»، وإبراهيم غزالة «مصر»، وعبدالجبار نعمان «اليمن». واختار فنانون أن يستلهموا الحروفية العربية، بأكثر من أسلوب، في أعمالهم المعروضة، ومنها أعمال أحمد بلال «السودان»، وصالح العبيدلي وحصة كلا «قطر». حضور المرأة البارز في أعمال التشكيليين العرب يؤكد استمرار استلهام الموديل النسوي الذي يتجاوز حدود الأنثى إلى استعارة التاريخ والحلم والحياة، كما في أعمال حكيم العاقل «اليمن»، أماني البابا «فلسطين»، إسماعيل نصرة وسارة شمة «سورية»، محمد عتيبي «السودان»، عامر الهاشمي «الجزائر»، وفناني الصين جين تنجتينج، وجو هونج صن، وزاو هنج. كثيرٌ من المخزون التراثي، الشفاهي والمدون، وجد طريقه لسطح اللوحة العربية، مثلما استلهمه في أيقونات رمزية بصرية الفنانون، أحمد عبد الكريم وهيام عبدالباقي «مصر»، علي الزنايدي «تونس»، نبيلة الخير «البحرين»، حيدر إدريس «السودان»، آزاد حموي ورهاب بيطار «سورية».

وفي حين استأثرت الأعمال التصويرية الزيتية بكثير من واجهات العرض، تنوعت أعمالٌ قليلة بين الحفر «كما في عملي الفنانين المصريين عبد الوهاب عبد المحسن وسيف الإسلام صقر»، وأساليب جديدة في معالجة الصورة الفوتوغرافية كما في أعمال عاطف أحمد ورضا عبد الرحمن «مصر». وأقيم في حديقة بيت الثقافة العمل التركيبي الوحيد الذي قدمته الفنانة القطرية سعاد السالم بعنوان وطني خيمة، وهي خيمة قماشها الكوفية الفلسطينية ووتدها رمحٌ يشق قلب فلسطين وسط خارطة العالم العربي. كذلك وجد التجريد مساحة خاصة أبرزتها أعمالٌ قليلة منها لوحات الفنان غسان نعنع «سورية» وجعفر العريبي «البحرين».

على هامش ذلك المعرض، خرجنا إلى معرض شبابي بعنوان «معرض القلم الرصاص الثالث»، أشرفت عليه الفنانة أمل فضل رئيسة قسم الجرافيك، وأقامه قسم الوسائط الإعلامية والتصميم الجرافيكي بكلية المجتمع، التي تقدم أقسامها إعدادًا أكاديميا ومهنيا لحرف تخدم المجتمع، مثلما شاهدنا في قسم تصميم الأزياء. لاتزال التجارب «الرصاصية» في بواكيرها، بالرغم من حرفية كثير من الأعمال التي تنبأ لها الزائرون بمستقبل فني، كحسام الهمداني، وعلي الهمداني، ونجوى حميد، وسامي جمال. ربما وجدنا في ذلك المعرض إرهاصة بتحول جديد للفن في اليمن، بأن يكون في خدمة المجتمع، وهو التحول الذي نرجو أن يسقط الفكرة القائلة إن التشكيل للنخبة وحسب.

سيرُ الجدد.. مسيرةُ الرواد

ركَّز ملمحٌ أول- في أوراق الندوة الموازية للملتقى - على سيرٌ جديدة، ومسيرة رائدة، لعدد من التجارب التشكيلية العربية.

اختار الفنان حكيم العاقل، المنسق العام للملتقى، ومستشار الوزير للفنون التشكيلية وبيوت الفن، أن يقدم تجربة الفنان الفطري اليمني الرائد هاشم علي، فمعه، كما يقول العاقل «كانت البداية الحقيقية للفن التشكيلي في اليمن، إذ إنه شكل بصمة خاصة شديدة التأثير والتميز منذ علم نفسه بنفسه، وفتح مرسمه المتواضع لطلبته الذين درسوا على يديه، وجعل من القراءات ملهمه لتكوين رؤاه التي اقتربت من الحياة اليومية للإنسان البسيط، ليحضر موضوعًا أزليا بالرغم من تغير الألوان في مراحله المختلفة. لوحات هاشم علي كانت اكتشافا للكثيرين، حتى أن الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن قال إنه يجد خصوصية يمنية في أعمال الفنان، ولو لم يجد في هذه الزيارة الأولى لليمن عدا تلك الأعمال لكَفَتْهُ.

تحدث الفنان البحريني عباس يوسف عن ثلاث تجارب، وثلاث مراحل، للفن بمملكة البحرين، بدءًا من ريادة ناصر اليوسف، وتجربة الجيل الثاني ممثلا بعبد الجبار الغضبان، وختاما بالفنانة لبنى الأمين التي تنتمي للجيل الثالث وتقترن تجربتها بتحولات الفن. وركز عباس على تجربة اليوسف (1940 ـ 2006) «الذاهب إلى الرسم بوصفه خلاصًا»، والذي بالرغم من فقد بصره في بداية التسعينيات من القرن الماضي، فإنه استمر في الحفر وتقديم أعماله التي ارتكزت على بصيرته المستلهمة للتراث الشعبي.

أما الفنان الدكتور مصطفى عيسى «مصر» فكتب عن التجربة المصرية لجيل الشباب الذي اختار التمرد على سابقيه، فكتب عن غواية التمرد قائلا: «أغوت المؤسسة الرسمية الشباب في بدايات صالونهم الخاص بمزيد من حرية التعبير وكثير من الجوائز، وفي المقابل مارست المؤسسات الأهلية والدولية الدور نفسه، بيد أن ذلك التحريض مضافا إليه إغراءات الوسائط الجديدة سرعان ما سجل نتيجة غير متوقعة عندما أمسك الفنان بالخيط الممدود له، وأضحى هو محرضا في فعله الجمالي بإصرار.. كما أقدمت تلك التجربة على تذوق الآخر، فاستطاب لها المذاق، وسرعان ما أنتجت تجربتها الخاصة .. وسوف يبقى للنقد الفني دوره في تقريب المسافة المزدحمة بالأسئلة بين المجتمع وهؤلاء المتمردين».

وعرضت الشاعرة والناقدة مي مظفر «العراق» لتجربة الفنانين العراقيين الشباب واختارت نماذج منتقاة من فناني جيل الثمانينيات الذين ولدت تجربتهم في رحم الحرب، لكنها نشأت خارج الوطن، مثل فاخر محمد الباحث عن مفردات عالم الريف، وهيمت محمد علي الذي شكل أبجدية خاصة به، وكريم رسن في أعماله التجريدية، ونديم محسن الفنان المسكون بالأفكار الذي يحاول الإمساك باللامرئي من خلال المربعات والدوائر والثقوب الموزعة على سطح لوحته، وهناء مال الله التي استلهمت تجربة أستاذها شاكر حسن آل سعيد - مثل كثيرين من جيلها الذي لا يزال تحت عباءة الفنان الكبير -ومحمود العبيدي الولع بالخطوط والمقتصد بالألوان، وغسان غائب الذي يشحن خاماته «الخشب والليف والأحبال القطنية» بإشارات مجازية، وأحمد البحراني صاحب الحضور اللافت بمنحوتاته التجريدية، وسامر أسامة الذي تنحاز تجربته إلى التقنية، ونزار يحيى الذي يعالج مفهوم المسافات بتجريدية دلالية.

وكان ختام التجارب حديث الفنان العراقي الكبير رافع الناصري عن تجربته تحت عنوان «خمسون عامًا بين الشرق والغرب»، تلك التجربة التي بدأت في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ومرت ببداية صينية وتكوين برتغالي ورحلات أوربية وأمريكية لاتينية، قبل أن تمر بالبحرين، وتستقر في عَمَّان. ومع عرض مصاحب لأعماله في الحفر والتصوير تحدث الناصري عن اللحظات الرائعة التي تراوده وتشجعه وتتحداه، عند مواجهة سطح أبيض، للوحة جديدة: «لعل أصعب ما في الأمر إنها تفرض شروطها القاسية على حالتي النفسية، وتزجني في حيرة الاختيار بين أن أنسى ولا أنسى درسي الأول في الفن».

حضور الفنان.. غياب المتلقي

تحدثتُ في ورقتي التي شاركت بها في الملتقى عن حضور الفنان وغياب المتلقي، لأن تلقي الفن، تذوقا وقراءة واقتناء، لا يبدأ فجأة، بل هو مثل نهر تتجمع روافده من شلالات شتى، ليكون قويا هادرًا، ومؤثرًا، فيُنبتُ على جانبيه ألوانا من حبِّ الفن. ونحن ندرك أن الأمية البصرية في المؤسسات التعليمية، بكُتب لا تعير الفن صفحاتها، تنافي الذوق السليم ولا تستند إلى أبجديات التصميم، ولا تراعي أصول الفنون في عرض المواد التعليمية، مما ينشيء مجتمعًا لا يعنى بالفنون الجميلة. هذا يعني تغييب التلقي على مدى عقد أو أكثر من التعليم الأولي، الذي يساهم في تكوين الشخصية. ومن بين ما طالبتُ به إقامة أسواق للفن التشكيلي، ليس فقط للترويج للوحة الإطارية، بل للإعلام عن حضور الفن في مناحي الحياة، من تشييد العمارة، إلى بناء المصانع، إلى تصميم الأدوات الحياتية، وبهذا ننقل الإدراك بكون الفن غير معني بالنخبة وحسب، بل بالحياة اليومية للجميع، لأن حضور الفنان الراسخ، سيؤكد، ويدعم من موقفه، بناء التلقي المدرك لأبعاد العمل الفني، المؤمن بأهميته. فالقبح الذي يحيط بنا نتشارك جميعًا في المسئولية عنه، وبما أننا نسعى للتخلص منه، فعلينا التكاتف من أجل عالم جديد، يكمله الفن ويجمله.

وكان التلقي كذلك هدف الفنانة الدكتورة أمل نصر «مصر» الباحثة عن «متلق جديد لفنون جديدة»، حيث أشارت إلى معاناة تجربة الفنون البصرية العربية المعاصرة من مشكلة الانفصال بين المتلقي وبين المبدع، داعية إلى إنهاء ذلك الانفصال بتغيير مجرى التجربة الجمالية في عقلية المتلقي حتى لا يكون مجرد مُستقبِل لأحكام ذوقية، داعية إلى، المشاركة فيه، والإدراك لتلك التجربة نحو وعي للأشكال الجديدة من الفن.

أما الدكتور حاتم الصكر «العراق» فقد تحدث عن إمكان تأهيل المتلقي بصريا في أفق الفن، واستعرض تحت عنوان «عين ميدوزا وعين الطائر» معوقات تأهيل المتلقي وإعداده، بين انعدام الفضاء الذي تفترضه اللوحة والعمل الفني الحديث بما يوازي افتقاد الحرية في التعبير والاختيار والإنجاز، وشيوع الأمية البصرية، وإغفال الصورة، وإهمال الجماليات، وغياب الدراسة الفنية المنظمة - لا للفن التشكيلي فحسب بل - للعلوم الإنسانية المساندة كعلم الجمال والفلسفة وتاريخ الفن والنقد بأنواعه، فضلا عن العوامل الاقتصادية الضاغطة التي تساهم في فقر فضاء الفن بالمؤسسات التعليمية وإغفال الإعلام للتثقيف البصري.

التشكيل العربي بين الذات والآخر

العلاقة مع الغرب بكل ما يمثله كانت ملمحًا حاضرًا في أوراق القسم الثالث من الندوة التي استمرت يومين وتوزعت بين أربع جلسات صباحية ومسائية.

الفنانة الدكتورة فاطمة الحاج «لبنان» قدَّمت شهادة تاريخية على علاقتنا مع الغرب «التشكيلي»: الغرب تأثر بنا عندما كنا حقيقيين، وغير مزيفين، تأثر بالحضارة الإسلامية بطبها ومعمارها وفلسفتها، أعجب بمنمنماتها وزخارفها. أُعجِبَ بمعاني الارتقاء والبساطة في التعامل مع الذات الإنسانية .. تأثرنا بهم فأقمنا معاهد الفنون في بداية القرن العشرين .. وبدأ التحريم والممنوع قبل نهاية القرن .. ألسنا من كان تحت نير الاحتلال، وهكذا نبقى تحته، أحيانا تختلف الجهة، من عسكر الخارج أو- و - تخلف الداخل. الهدف واحد، أن نبقى في حالة من الجهل لأن ذاتنا مهيأة للخنوع.. عندما نتوقف عن انتظار اعتراف الآخر بنا، ونعترف أولا بأنفسنا، نكون قد بدأنا أولى خطوات التقدم باتجاه الآخر وليس وراءه، بشخصيتنا الحالية، وليست الماضية وكأنهم هم الأحياء ونحن الأموات، وكأن الفرعوني والقبطي والإسلامي هو الحي، أما العربي فهو ميت.

الفنانة الدكتورة آمنة النصيري «اليمن» نظرت إلى الغرب من زاوية أخرى، في حديثها عن التشكيل العربي بين سلطة الآلة وغواية التجريب، حيث لم يعد التغيير في جوهر الصورة وحسب، وإنما في أدوات صناعة العمل، مع دخول الوسائط الجديدة، والخامات المستحدثة، كما تغير شكل العرض الذي كانت تتحكم به الصالات الفنية والمتاحف فأصبح الانترنت إحدى الوسائل الحيوية في عرض التجارب الفنية، مما أكد تنامي سلطة الآلة ومساحتها في إنتاج العمل، في مقابل تقليص فعل الفنان المنتج الأساسي له، ولعل غواية الوسائط التكنولوجية قد أقلق وأربك تلقي هذه الأعمال، مما جعل هناك تخوفا من رقمنة الفن وميكنته، وبالتالي موت الفنون في شكلها التقليدي.

في ورقته الموسومة «أين التشكيل العربي من ضحكة طه حسين المتصلة»؟ تحدث الدكتور محمد بن حمودة «تونس» عن نشاز العبقرية والفن، مستعرضا آراء طه حسين وعباس محمود العقاد في الآداب والفنون، خالصًا إلى أن «الخطاب التشكيلي العربي لم يرتق إلى مستويات تحديات الأحداث على الأرض، لا من خلال اللجوء إلى الخط العربي، ولا المباشرة في التعبير، كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء، بينما تداعيات الأحداث الكبيرة في النصف الأول من القرن العشرين كان سريعًا ومتسارعًا في الغرب... أما وجودنا على خارطة الفن المعاصر، فقد كان - كالعادة - صدى للحدث في أمريكا وأوربا».

وختامُها شعرٌ.. للبشر والوطن

لمْ يفت القائمون على الملتقى وجود شاعرين بين الحضور، فنظما - لي وللشاعرة مي مظفر - أصبوحة شعرية في مركز الدراسات والبحوث أدارها مؤسس المركز ورئيسه الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، وشارك فيها شعراءٌ يمنيون بينهم هدى أبلان وليلى إلهان وسوسن العريقي وطه الجند ومحمد القاعود.

وإذا كانت القصائد التي ألقاها الشعراء وصفق لها الفنانون من حروف، فإن القصيدة التي صفق لها الجميع، وكانت مفرداتها بلغة غير مكتوبة، كانت الطبيعة التي ودع بها المشاركون الملتقى، بأعلى هضاب المحويت، فوق جرف صخري، يجاور السحاب، حين عبر البصر الغيم، ليبصر بيوتًا تسكن الأعالي، كما لو أن طيورًا أسطورية وضعتها على القمم. إنها القصيدة التي تجمع الشعر والفن في تكوين رباني، خرج من إطار اللوحة التقليدية، ليستلهم المبدعون كلما صافحتها العيون. فوداعًا لليمن السعيد بالفن في كل درب، ومرسم، ومحفل.

 

 

 

أشرف أبو اليزيد 





دار الحجر، من المعالم التي قضى فيها فنانو ملتقى صنعاء زمنا للتأمل والاستلهام





الفنان الفلسطيني محمد صالح، متحررًا من قيود الفن، يطل على بيوت مدينة المحويت التي تخترق الضباب، والجاذبية





عبد الجبار نعمان، مع أعمال لهم، تمثل جيلين مختلفين، ومدارس متعددة





فنانو اليمن حكيم العاقل





فنانو اليمن آمنة النصيري





الفنانة والناقدة اللبنانية فاطمة الحاج، مع إحدى طالبات التصميم بكلية المجتمع





جانب من افتتاح ملتقى صنعاء للفنون التشكيلية





الدكتور محمد أبو بكر المفلحي والشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني والشاعرة والناقدة التشكيلية مي مظفر، في أمسية تكريم المشاركين