إلي أن نلتقي
إلى أن نلتقي
يا منعم ... ينعم عليك وعلينا الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم هو رجل العام بلا منازع ، على الصعيد الشخصي والصعيد الرسمي . وشعب الأرجنتين " المجامل " هو بالتأكيد أكثر تقدما وتطورا وانفتاحا وتسامحا من الشعب الأمريكي . فالرئيس منعم المؤمن بمبدأ الاقتصاد الحر والسوق الحرة المفتوحة وسيلة للتخلص من التضخم والبطالة اختلف مع زوجته بعد أن اتهمته علنا بأنه طور قناعاته الاقتصادية لتشمل علاقاته النسائية أيضا، وهددت الزوجة بالكشف عن أكثر من فضيحة إذا لم يرجع الرئيس إلى سياسة "الستار الحديدي"... في مواجهة النساء. الرئيس صمد في قلب العاصفة ، وطرد الزوجة "الأصولية"... وعندما عادت إلى القصر الجمهوري مع أمها وأسراب هائلة من الإعلاميين... رفض ببساطة أن يفتح لهما باب القصر...وانتصر على زوجته وحماته دفعة واحدة. وللمرة الأولى منذ 68 عاما قرر شعب الأرجنتين أن يبايع الرئيس لولاية ثانية تمتد ست سنوات من الانفتاح الحر. وكنت اعتقد أن خلف كل رجل عظيم امرأة، خاصة في الأرجنتين، فالزعيم الراحل خوان بيرون ارتفعت شعبيته بعد وفاته، عندما عادت زوجته السيدة إيفا بيرون من المنفى لتقود الحركة الديمقراطية في الأرجنتين في مواجهة العسكر... ولكن الجنرالات المحاربين ربحوا الحرب، بكفاءة عالية. إذ اعترف أحدهم أخيرا فقال : كنا نخطف المعارضين، وبعد أن نشبع من تعذيبهم و"إقناعهم" بالاعتراف، كنا نطير بهم فوق البحر ونلقيهم من الجو، بعد أن نربطهم بأثقال تضمن أن يستقروا في القاع إلى الأبد... وبالطبع فإن هؤلاء الجنرالات الميامين خسروا حربهم ضد السيدة الحديدية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر.. ومعهم خسرت الأرجنتين جزرها . بعد حرب فوكلاند قلت لنفسي إن السيدة تاتشر انتقمت للسيدة بيرون... وأن أختا للرجال سوف تظهر لتعود إلى حكم الأرجنتين... لأن تلك البلاد كما يبدو منذورة للنساء. وتعزز اقتناعي عندما اختلف الرئيس منعم مع زوجته، وبدأت " الفضائح "، قلت في أحسن الأحوال إن الزوجة سوف تسمح له بأن يحكم الأرجنتين ولكن من " بيت الطاعة " خاصة أن الحزب البيروني الحاكم "ملغوم" بالقيادات النسائية، وقلت أيضا إن الرئيس بيل كلينتون مازال حتى اليوم يدفع ثمن "إشاعة" أطلقتها سكرتيرة سابقة عنده ، عندما قالت إنه غازلها مرة و... راودها عن نفسها. وأن محاكمته سوف تستأنف بعد ولايته لأن الشعب الأمريكي لن يغمض له جفن إذا لم يعرف ما إذا كان الرئيس يحب المغازلة. ... وخاب فألي ، فقد تجاوزت أخت الرجال في الأرجنتين عقدة الجنس ، وتجاوز شعب الأرجنتين هذه "الأصولية" العاطفية الجديدة... وجدد المبايعة للرئيس منعم... ... ولأن الرئيس منعم من أصل سوري ، فهذا يمنحنا بعض " المدى الحيوي" في منازلنا التي لا تبخل علينا بالجنرالات ... ويا منعم... الله ينعم عليك وعلينا أيضا.
|
|