الثقافة والإمبريالية

الثقافة والإمبريالية

المؤلف: إدوارد سعيد
ترجمة: كمال أبو الديب

في هذا الكتاب لم يرد إدوارد سعيد أن يتناول العلاقة بين السلطة والكلمة في بلد معين فقط, لقد شاء أن يكون شمولياً, أراد أن يبين لنا العلاقة بين نوع النظام أو شكله وبين الكلمة ليقول إن النظام يشجع هذا الشكل أو ذاك ويرعاه أكثر من غيره حتى ولو أن منتج هذا النوع أو ذاك الشكل استطاع أن يبرز كصاحب كلمة أدبية جميلة لا بل رائعة, سواء حُسب على النظام أو بقي بعيداً عنه, العلاقة قائمة في كل حال, ويقول إن هذا الشكل الأدبي أو ذاك, دون أي شكـل آخر هو الذي يروج ويزدهر في هذا النظام أو ذاك, دون غيره.

وإدوارد سعيد أستاذ الأدب المقـارن, وهو في ذلك يتناول العلاقات بين مختـلـف أنواع الأدب لدى الشعـوب, أو بين النـوع الواحد من الأدب لدى الشعوب المختلفة, وطبيعي ألا تكـتفي هذه الدراسات المقارنة بأن تبـين ما هنالك من التـشـابه أو الاختلاف وحسـب, ولكنـه لابد لها أن تكـشف طبيعة العلاقة بين الأدب من ناحـية, وأن تبين من ناحية أخرى ما تعـمد إليه (آداب) النظـام من هيمنة على آداب الشعوب الأخرى الخاضعة للنظام.

هذا بالإضافة إلى أنه في هذه الدراسات باحث عن النواحي الجمالية والإبداع في الأدب, كما هو مؤرخ أيضاً, لا للآداب وتطوراتها فقط بل للعلاقات بين الشعوب والحضارات.

الإمبريالية والكلمة المكتوبة

ومن أجل إظهار هذه العلاقات اختار إدوارد سعيد ميدانا أراد فيه أن يثبت علاقة النظام الإمبريالي بأشكال الكلمة المكتوبة, بوجه عام, وبأحد أنواعها, أي الرواية بالدرجة الأولى, للتدليل على أن هنالك بالفعل صلة سببية بين الثقافة والإمبريالية, إذ لايمكن, في نظره, تصور ازدهار الرواية, كما عرفناها في القرن التاسع عشر في أوربا, لولا النظام الإمبراطوري أو الإمبريالي, البريطاني والفرنسي, في سيطرته على الشعوب, لقد رأى إدوارد سعيد علاقة سببية بين ازدهار الرواية الفرنسية, على سبيل المثال, وسيطرة فرنسا على بعض الشعوب في إفريقيا وآسيا, أو بين ازدهار الرواية البريطانية, كمثال آخر, خلال ذروة السيطرة البريطانية على قسم آخر من هذه الشعوب, الرواية ميدان فسيح لعرض التراث الإمبراطوري بطريقة توهم أنها تخلو من الفرض, أوالعنف أحياناً, بطريقة تبين حسنات هذا التراث إزاء ما يمكن للرواية أن تبينه من تراث محلي لدى الشعوب المحكومة, خال في أحيان كثيرة من المشوقات التي يحملها النظام فيغري هذه الشعوب ليصرفها عن تراثها المحلي.

في كتاب ( الاستشراق) كان إدوارد سعيد, وهو العربي المنبت والمفكر المناضل في سبيل القضايا العربية, قد تناول عدداً من المستشرقين رأى في دراساتهم انحيازاً وتعصباً بحق الشعوب التي درسوا آدابها وتاريخها, ولم يروا في تاريخ الحضارة العربية, موضوع دراساتهم الأساسي, غير ما هو مقدمة للإساءة إلى العرب أو لتقديم صورة مشوهة عنهم في حضارتهم.

أما في كتابه (التراث والإمبريالية) فيتناول روايات لروائيين وروائيات لدى الدول الإمبريالية لاتتوخى عرض حضارات الشعوب الإفريقية والآسيوية, والأمريكية الجنوبية, بل تهدف إلى التشويق لحضارة غربية من غير دعوة واضحة بالضرورة لاعتمادها, وإظهاراً لتفوقها على الحضارات الأخرى, ولاستيعابها للتكنولوجيا الحديثة, وفي ذلك ما يصحبه من تنفير من عيوب مفتعلة أحياناً في حضارات الشعوب المحكومة, ومبالغة صريحة بكل حال, في عرض بعيد عن الإطار السليم.

وكتاب (الثقافة والإمبريالية) الذي نحن بصدده كبير الحجم, موضوع باللغة الإنجليزية, غني بالمعلومات والتحليلات, يقع في مقدمة وأربعة فصول تتناول نشأة الإمبراطورية والعلاقة بين هذه النشأة من النواحي السياسية والاقتصادية ونشأة الأدب الذي يتصل بهذه النشأة, ثم تأييد هذا الأدب للمزاعم السياسية عن الشعوب الخاضعة ونظرة القيادات البانية للإمبراطورية لهذه الشعوب, وهي تعتبرها مزعجة إلى حد كبير, وترى فيها مكاناً ثقافياً وسياسياً دونياً, ولا تستحق في الواقع إلا أن تكون تحت سيطرة الاستعمار.

والموقف من كتاب علي مزروعي البحاثة الإفريقي الكبير حول تراث إفريقيا الثلاثي (الإفريقي, والإسلامي, والإمبريالي), دليل على موقف الإمبريالية من الثقافة إذ سرعان ما هاجمه مؤيدون للإمبريالية بوصفه مبالغا في مساوئ الاستعمار الغربي.

ويأتي هذا الكتاب ليكمل دورة لكتابين كان كتاب (الاستشراق) أولهما, بحيث يمكن اعتبارهما جزأين متصلين من مسار فكري واحد, مع العلم أن كتاب (الثقافة والإمبريالية) يتناول المشكلات في سياق أوسع.

منذ أوائل الثمانينيات بدأ إدوارد سعيد بجمع الأفكار والمادة حول العلاقة بين الثقافة والإمبراطورية, معتمداً بالدرجة الأولى كتابات أوربية عن إفريقيا وبعض مناطق الشرق الأقصى وأستراليا وجزر البحر الكاريبي, في مجمل الجهود الأوربية لحكم بلدان وشعوب نائية.

من حرب الخليج إلى العولمة

ثم تناول كذلك نشأة المعارضة, أو المقاومة, مما أدى بالتالي إلى تفكيك الاستعمار وإمبراطورياته ونشوء الدول القومية, ثم ينتهي بعرض للتحرر في ظل أحادية القطبية الأمريكية, وهي دولة إمبريالية كذلك في عنجهيتها لاسيما النتاج الثقافي أثناء حرب الخليج, وما أدت إليه أو يتوقع أن تؤدي إليه من صراعات بين (الإمبراطورية) العالمية الواحدة باسم (العولمة), وبقية شعوب العالم, أما أثر ذلك في الأدب بصورة عامة, فشأنه الاعتماد على الاحتمالات, أكثر منه على ما صدر حتى الآن, الفترة قصيرة جداً لا توفر لنا الأمثلة الكافية.

إن العلاقة بين الدول الغربية من جهة والشعوب التي أخضعتها قائمة على العنصرية الثقافية, الشعوب المحكومة أدنى حضارة من الدول الأوربية ذات الكبرياء والعنجهية, كما يظهر ذلك في العديد من عمالقة الأدب الأوربي الذين مثلوا دور الاعتذاريين الإمبرياليين في الواقع, لقد كانت الثقافة (تعد العدة) و(تفوض), و(تشرعن) الإمبراطورية بما هي عمليات متداخلة في بناء الإمبراطورية.

يحدد المؤلف مفهومه للثقافة باعتبارها (تملك استقلالا نسبيا عن المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, والتي كثيراً ما توجد في أشكال جمالاتية تشكل اللذة واحدة من غاياتها الرئيسية بما يندرج في ذلك من مخزون المأثورات الشعبية والمعرفة المتخصصة من حيث إنها مفهوم يضم عنصراً منقياً ودافعاً إلى السمو), ومن حيث هي بالتالي مصدر من مصادر الهوية, وهي مصدر صراعي أيضا, ثم مسرح من نمط ما تشتبك عليه قضايا سياسية وعقائدية متعددة متباينة.

واتخذ الكاتب من الرواية نموذجه الرئيسي لاعتقاده أنها كانت عظيمة الأهمية في صياغة وجهات النظر والإشارات والتجارب الإمبريالية, أنا لا أعني أن الرواية وحدها كانت مهمة, بل إنني أعتبرها المشروع الجمالي الذي تمثل علاقته بالمجتمعات المتوسعة في بريطانيا وفرنسا ظاهرة مشوقة بصورة خاصة للدراسة.

ولم تكن الثقافة الإمبريالية خفية لامرئىة, ثمة وضوح في الخطوط الرئيسية للثقافة, ولو أن هنالك كتاباً تناولوا الإمبراطورية بصراحة, أمثال كيبلينج, وآخرين تناولوها بصورة غير مباشرة أمثال جاين أوستن التي لم تذكر الإمبراطورية, ويتخذ إدوارد سعيد من شخصيات ديكنز, وهم رجال أعمال وأقارب جموحون ولامنتمون مخيفون على علاقة طبيعية وآمنة بالإمبراطورية, دليلاً على هذه الثقافة الإمبريالية ويؤكد أن الترابط بين السياسات الإمبريالية والثقافية مباشر إلى درجة مدهشة وقد كانت لمواطني بريطانيا وفرنسا موضوعاً رئيسياً للاهتمام الثقافي الذي لايشوبه شعور بالحرج, لقد كانت الأرباح والأمل بمزيد من الأرباح, أمرين على قدر كبير من الأهمية, من غير أن يعني ذلك تجاهل رغبة الإخضاع والحكم لشعوب أدنى مرتبة أو أقل تقدماً, إن الموقف الذهني للمستعمر هو أساس السلطة الإمبريالية, ثم نبه إلى ضرورة إدراك أن الرواية الأوربية دعمت بشكل لايكاد يكون ملحوظاً إقرار المجتمع للتوسع فيما وراء البحار.

واتخذ كذلك من روايات أخرى مثالاً على حكاية تأسيس أستراليا مستعمرة للعقاب, وفي كتابات كونرادما يؤكد أنه يرى العالم خاضعاً للغرب, عالم لا تؤدي فيه أي معارضة للغرب إلا إلى تأكيد قوة هذا الغرب الخبيثة الماكرة, هو لم يستطع رؤية البديل, أي أن للحضارات الإفريقية والهندية والأمريكية الجنوبية حيوات وثقافات لها تكاملياتها! ولا أن يعتبر حركات الاستقلال المناهضة للإمبريالية ليست كلها فاسدة.

إن الرواية الأوربية كما نعرفها اليوم ما كانت ستوجد في غياب الإمبراطورية, إن الرواية والإمبريالية غير قابلين للخطور بالبال منفصلتين إحداهما عن الأخرى, نشوؤها هو الأكثر قابلية للتأريخ, ولقد حصنت الرواية والإمبريالية إحداهما الأخرى, بلوغ الرواية شكلها الجمالي زامن تطور الإمبراطورية الكبير مع منتصف القرن التاسع عشر, لقد أسهمت الرواية إسهاماً مهما في تكوين مشاعر الدولة الإمبريالية ووجهة نظرها.

وهذا الدور في دعم الإمبريالية واضح فيما يقوله رسكين, هو صريح حين يقول إن إنجلترا ينبغي أن تحكم العالم لأنها الأفضل, ينبغي استخدام القوة, منافسوها الإمبرياليون ليسوا جديرين بشيء, مستعمراتها ينبغي أن تزداد وتثري وتبقى مربوطة بها, على نحو ما تشهده حالياً من تفوق أمريكي, لاسيما خلال الفترة الأخيرة, أي فترة العولمة والأحادية القطبية, وكذلك ما نجده عند كامو في علاقة فرنسا بمستعمراتها في شمالي إفريقيا.

ضد.. أو مع الإمبريالية

هكذا نجد خطين متوازيين: صلة دعم ثقافي ومواءمة للإمبريالية من جهة, وموقف معارضة يناهض هذه الإمبريالية, وهنا تعود المقاومة إلى مرحلة سابقة على الإمبريالية بحثاً عن ثقافة وطنية, (أصلانية) باعتبارها ملاذاً خاصاً, وطبيعي أن نجد مثل هذه المقاومة للإمبريالية لأن الشعوب غير الأوربية لم تتقبل السلطة المفروضة بلا مبالاة, حتى الأدب المقارن وهو الحديث عن تفاعل آداب العالم بعضها عن البعض, كان منظماً بتراتبية تحتل معها أوربا وآدابها أسمى مركز, ومع أن الأدب المقارن يكسبنا منظوراً يتجاوز أمة المرء فإنه نشأ في مرحلة الإمبريالية الناشطة, وهو فيما يشير إليه تأكيد على مركزية الفكر الإمبريالي في الثقافة الغربية.

وصحيح أن تفكيك الاستعمار حقق انتصارات على الإمبراطورية التقليدية, لكن الإمبريالية لم تنته, ألسنا نلحظ ادعاء بأن الولايات المتحدة هي (حارسة الحضارة الغربية والوصية عليها), مؤرخو الثقافة الأميركيون انتجوا دراسات كثيرة تفهمنا منابع الدافع للسيطرة على العالم, وفي هذا التوسع الأمريكي الاقتصادي بالدرجة الأولى نرى أنه يعتمد اعتماداً كبيراً على أفكار وعقائديات ثقافية حول أمريكا نفسها, النظام الاقتصادي لابد له, كي يحيا, من معتقدات ورؤى بالغة الحيوية, صاميويل هنتنجتون تقدم بنظرية الصراع العدواني الحتمي بين الحضارات, وقال فوكويان بنهاية التاريخ ترسيخاً للعولمة الأمريكية, ولكن إدوارد سعيد يرفض القولين معاً.

اللغة والترجمة

ترجم الدكتور كمال أبوديب هذا الكتاب إلى اللغة العربية وأضاف إليه المؤلف مقدمة خاصة بالترجمة العربية, فيما أضاف المترجم مقدمته التي تجاوزت أربعين صفحة عرض فيها أهمية الكتاب بجدة تأويلاته ونظريته, وقد رأيت أن أتناول باختصار بعض ما جاء فيها لعلاقته بالمادة من جهة, وبالترجمة من جهة ثانية.

يمتدح المترجم إدوارد سعيد من حيث أسلوبه اللغوي وجلالة التركيب وجزالته, باللغة الإنجليزية بالطبع, مما رأى فيه المترجم (ألقاً وتوهجاً وإفصاحاً) عن جوهر موقفه وتساوقاً معه, ويثير الإعجاب بألمعيته وببراعة تحليله, لكنه يختلف معه في ميله إلى (تقليص أهمية الهوية كعامل فاعل إيجابياً في بناء الثقافة), ولا غرابة في ذلك وهو الباحث في الأدب المقارن الذي ينبغي له أن يجد ما يجمع بين أفكار الشعوب, لا ما يفرق بينها.

وصف المترجم هذه الترجمة بأنها (معترك وساحة تنازع ومقاومة, معترك بين الإيمان بثقافة تغزى وبين الاستسلام لثقافة غازية), إن هذه الترجمة هي فعل مقاومة للاستعمار اللغوي والثقافي مفهوماً ولغةً واصطلاحاً وإنشاءً.

وفي تصور المترجم كمال أبوديب أن لعملية الترجمة بعدين اثنين: تمثل النص المترجم تمثلاً مدركاً لخصائصه البنيوية الكلية, وتمثيله في لغة قادرة على تجسيد هذه الخصائص إلى أقصى درجات التجسيد المتاحة, لامجرد الرسالة الفكرية التي يقررها النص.

ولتنفيذ هذه المحاولة اصطدم المترجم بمشكلات مرهقة ترتبط بالطاقات اللغوية العربية, وبالطاقات الحضارية, وقرر أن يواجهها بالجرأة والابتكار والمغامرة باستخدام اللغة بوصفها عملية مستمرة من التوالد الاصطلاحي, ونعى على ترجمات أخرى أنها كانت صباً لما يفهمه المترجم في قالب مسبق هو العربية, في حين أن طموحه في ترجمته هو أن تجسد ما تستطيعه من بنية الفكر المنشئ أولاً وأن تسهم في توسيع بنية اللغة التي أترجم إليها ثانياً, غرضه تفجير هذه البنية وتوسيعها لتصبح قادرة على استيعاب العالم دون حشر أو ضغط أو تبسيط.

لن ندخل هنا في جدلية أولوية الحفاظ على بنية الفكر المنشئ أو إفهام النص المترجم, ولكن ذلك اضطر المترجم إلى شروح وتفسيرات وتراكيب لم تزد في فهم القارئ للنص, وكان لابد للمترجم من كشافين للمصطلحات, ومن تعليقات لتوضيح ما قد لايتضح للقارئ في الترجمة, وكأنه يقدم له قاموساً يفسر كلمات عربية (غير مألوفة).

كذلك وجد نفسه يتقبل بنية أجنبية (إنجليزية) يجري فيها التنازع على الاسم بين حرفي جر عادة, كأن يقول: (فالحقيقة أننا فعلاً مسئولون عن, ولذلك أقدر على, التأثير على هذا البلد..) والأمثلة كثيرة من هذا القبيل.

ولاشك أن الجهد الذي بذله المترجم في اشتقاق المصطلحات كبير, ولكن هذا الجهد لم يأت بنتيجة موفقة في أحيان كثيرة, ولذلك وجد نفسه يضطر لاستعمال الكلمة الأجنبية بين هلالين بعد الكلمة العربية المشتقة بقصد نقل الفكرة المضبوطة.

وخلاصة القول إن الكتاب مهم من حيث موضوعه, آني في ذلك ونحن في خضم الصراع العربي لا على التراث وحسب, بل على الكيان كذلك, يعالجه المؤلف بعمق وشمول ومنطق, غزير المادة, يؤكد فيه علاقة سببية وثيقة بين النظام الإمبريالي في القرن التاسع عشر, والنظام الأحادي السائد حالياً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي, من جهة, والأدب بوجه عام, والرواية بوجه خاص, وخيراً فعل المترجم بنقله إلى اللغة العربية, ولابد من شكره لأنه لم يأل جهداً في انقطاعه إليه واستغراقه في هذا العمل المرهق الذي لم يقتصر على هدف تعريفنا برسالة المؤلف المنشئ, بل شاء أن تكون لغته في الترجمة بمنزلة مختبر لتوسيع اللغة وتفجيرها, فنجح في التعريف بغاية إدوارد سعيد ورسالته, ولكن التوفيق في تحقيق غايته الثانية لابد له من انتظار واختبارات أخرى, وهو يتراوح بين نجاح حيناً, ومعاناة أحياناً, ولم يكن دائماً يسيراً لنقل الفكرة إلى القارئ.

 

ميخائيل خوري

 
 




غلاف الكتاب