عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • رسالة حب

هي «العربي» أعرفها معرفة طفولة, لذلك فصداقة الطفولة يعرفها الجميع، لم أكن عاشقاً وحسب، بل مفتوناً بقراءتها. كيف لا ووالدي يحرص على شرائها بالرغم من أننا نعيش في قرية لا تتوافر فيها أي وسيلة من وسائل العصر الراهن، لأنه وبحكم أنني طالب جامعي أسبق لشرائها فور وصولها لأنني أعيش في مدينة حضرية.

ما أجمل فرسانها ونحن نطالع كلمة رئيس تحريرها القدير د.سليمان العسكري الذي لا يختلف عليه اثنان! هي ساحة حب لكل أبناء وطننا العربي، وما أجمل أن يكون هذا، مقال صاحبه يمني وآخر سوداني وآخر لبناني، فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على رحابة وسعة صدور شعب الكويت وحكومته راعية الإبداع ومشجعة المواهب، فلتبق لنا جسراً للتواصل والحب والمودة. وليونس أخي الصغير حبيبته «العربي الصغير» دوامها غايتنا وأملنا ولكل طاقمها المحبة والود، أخصهم رائد الكلمة والفكر الغالي د. سليمان العسكري.

ملاحظة: أحببت أن يكون لي اسم في أحد أعدادها كي يكون ذلك أقل جميلاً منكم مقارنة بوفاء وحب والدي لكم ولمجلتكم التي لم يتسع دواليب بيتنا الصغير للأعداد الهائلة من 1989، شهراً شهراً لم يضع أو يتلف منها عدد واحد، وأعتقد أنكم فهمتم القصد مع كل المشاعر الطيبة لكم حكومة وشعباً، وكان الله في عونكم.

عبدالرحمن عثمان سيف
الضالع - اليمن

  • الإمام الشافعي شاعراً

لي هذا التعليق على ما جاء في مقال الشاعرة سعدية مفرح الموسوم بـ «الإمام الشافعي شاعراً وحسب!». ما نصه: «أما أشعاره فقد تفرقت في كتب التراث والتأريخ الأدبي إلى أن تصدى لجمعها زهدي يكن ونشرها في بيروت، ثم جمعها محمد عفيف الزعبي مستدركا ما فات زهدي يكن».

وأقول إن ديوان الإمام الشافعي طبع غير مرة ولا يكاد يمر عام من الأعوام إلا ويظهر فيها ديوان الشافعي بخاصة في السنين الأخيرة، وقد أحصى الأستاذ الدكتور سامي مكي العاني في كتابه القيم «معجم التراث الشعري المطبوع» تسعاً من هذه الطبعات ص170 - 171، هي:

1 - الجوهر النفيس في أشعار الإمام محمد بن إدريس، جمعه محمد مصطفى، مطبعة النيل بمصر 1903م.

2 - الجوهر اللماع فيما ثبت بالسماع، من حكم الشافعي المنظومة والمنثورة، لحسين عبدالله باسلامة. مبطعة كردستان العلمية، مصر 1326هـ.

3 - ديوان الإمام محمد بن إدريس الشافعي، جمع محمود إبراهيم، مطبعة المكتبة العباسية بمصر 1911م.

4 - ديوان الإمام الشافعي، جمعه وشرحه الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الكتاب الثامن والعشرون، القاهرة 1386هـ - 1966م.

5 - ديوان الإمام الشافعي جمع وتعليق محمد عفيف الزغبي، دار النور بيروت 1391هـ - 1971م، وأعاد طبعه في مؤسسة الزغبي ودار الجيل 1974م.

6 - ديوان الإمام الشافعي جمع وشرح نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت 1404هـ - 1984م.

7 - شعر الشافعي, جمع وتحقيق ودراسة د.مجاهد مصطفى بهجت، نشر مكتبة القدس، مطابع جامعة الموصل 1406هـ - 1986م، وأعاد نشره بدار القلم دمشق 1420هـ - 1999م.

8 - ديوان الإمام الشافعي، مكتبة الشرق الجديد، بغداد 1988م.

9 - ديوان الشافعي، جمع زهدي يكن، دار الثقافة - بيروت.

وبالطبع هناك طبعات أخرى غير التي ذكرها الأستاذ د.سامي مكي العاني، إلا أن الملاحظة الغالبة على هذه الطبعات أنها طبعات تجارية، لم تراع المنهج العلمي الدقيق في تحقيق النصوص وتخريجها. لكن تبرز من بين هذه الطبعات طبعة علمية دقيقة هي من النفاسة بمكان، بل إنها ينبغي أن تعتمد وحدها فقط لا غير في توثيق وتخريج أشعار الإمام الشافعي، هي طبعة الأستاذ الدكتور مجاهد مصطفى بهجت، وأقول هذا عن تجربة ومقابلة بين هذه الطبعات، هذه الطبعة التي سدت ثغرة كانت موجودة بما نشر من شعر هذا الإمام الجليل، هذه الطبعة التي نحت بشعر هذا الإمام الجليل نحو المستوى الأمثل في النشر العلمي.

ولإعطاء صورة واضحة للسادة القراء عن هذه الطبعة أنقل لكم ما جاء في مقدمتها عن ميزات هذا العمل بقلم صاحبه الأستاذ الدكتور مجاهد إذ يقول: «لم أعتمد على مجاميع شعر الشافعي للمتأخرين والمحدثين وإن كنت أفدت منهم، وإنما وثقت النصوص بالرجوع إلى كتب الطبقات والمناقب والتاريخ والحوليات، ومصادر الأدب والمنتخبات الشعرية والأدبية، وجعلت مجموع شعره في قسمين:

يضم القسم الأول: أوثق ما نُسِبَ إليه من شعره مما ثبت في المصادر بما لا مجال للشك فيه وهو مائة وخمسة وثلاثون نصا في أكثر من أربعمائة بيت. ويضم القسم الثاني: ما لم تثبت نسبته إلى الشافعي مما نسب إليه وإلى غيره وهو مائة وثلاثة نصوص في أكثر من ثلاثمائة وخمسين بيتا، وهو على درجات متفاوتة من توثيق النسبة إلى الإمام الشافعي يتراوح بين ما نسب إليه في المصادر المتأخرة وما لا يصح نسبته إليه، وبين ذلك أصناف ما يترجح نسبته إليه لغة ومضمونا وما ينسب له ولغيره دون مرجع يحدد النسبة، وما نسب له ولغيره ويترجح ألاّ يكون له، وما يبعد أن يكون له لغة ومضمونا، وما نسب إليه مما تمثل به». ثم يضيف قائلا: «وجعلت لكل نص رقما مسلسلاً لتمييز النصوص وتحديدها، وقد يأتي نصان متشاكلان متشابهان شكلا (وزنا وقافية) ومضمونا (موضوعا ومعنى) لكنهما لم يردا مجتمعين في نص واحد خلال المصادر، لذلك أبقيت كلا من النصين منفرداً ولكل نص رقم خاص.

وجعلت لكل بيت من القصيدة أو القطعة رقما مسلسلا للإشارة إليه في الهامش عند بيان فروق الرواية واختلافها خلال المصادر.

ذكرت المناسبة التي وردت خلال المصادر مقترنة بها الأبيات بما يكشف عن غرض النص ويعين على فهم معاني أبياته. ذكرت أوزان الأبيات وبحورها. ضبطت النص بالشكل التام بما يزيل اللبس ويحدد المعنى على الوجه الصحيح.

جعلت الهامش الأول لتخريج النص من المصادر والمظان ورتبت المصادر حسب أصالتها قدما، وبهذا الوصف فإن رواية النص المختارة تترجح على الأقدم مصدرا، وأحيانا على الأكمل رواية حين يكون المصدر المتأخر أصح وأوفى رواية للأبيات.

جعلت الهامش الثاني لبيان اختلاف الروايات للنص والفروق للكلمات ضمن المصادر المختلفة، شرحت بعض الألفاظ الغريبة والصعبة، ووضحت معانيها، وأشرت إلى علاقة بعض المعاني الشعرية بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية مما يأتي على سبيل الاقتباس والتضمين.

أردفت ملحقاً آخر البحث ترجمت فيه للأعلام غير المشهورين الذين وردت أسماؤهم ضمن الموضوع الشعري، واكتفيت بذكر سنة وفاة الأعلام المشهورين قرين أسمائهم.

وأخيراً، ففارق ما بين عملي في شعر الشافعي والمجموع المتداول ومزيته أنه يزيد عليه في حجم نصوصه الشعرية وعدة أبياته بمقدار يزيد على الضعف، فهو يضم 850 بيتا في 238 نصا فضلا عن منهج التحقيق الذي التزمته في تخريج النصوص وتوثيقها». انتهى كلامه وزيادة على كل ما سبق فقد قدّم د.مجاهد لعمله بمقدمة نفيسة تناول فيها حياة الإمام الشافعي بإيجاز عرض فيها: لاسمه ونسبه، ونشأته ورحلته، وعرّف فيها بأخلاقه وعلمه، واعتنى في الدراسة بما له صلة بالجانب الأدبي عند الشافعي فتكلّم عن: فصاحته، ولغته، وثقافته الأدبية، وإنشاده الشعر ونقده ومنزلته الشعرية، ومصادر شعره، والعبث والانتحال فيه، وسياق حياته خلال شعره، وموضوعات شعره وخصائصه لغة وأسلوبا، وغلبة المقطعات عليه وأوزانه وقوافيه.

وقد ذكرت هذا الكلام الذي ربما فيه شيء من الإطالة لأبين منهج الرجل ونفاسة عمله وما بذله من جهد من أجل إخراج طبعة علمية رصينة تليق بمكانة هذا الإمام الجليل.

مهنّد مجيد برع العبيدي
مدرس مساعد
كلية الآداب جامعة تكريت - العراق

  • «العربي» وتواصل الأجيال

غمرتني فرحة عارمة عند قراءتي للعدد 593 (أبريل 2008) من مجلتي الحبيبة العربي ليس فقط لتشريفي بالجائزة الثالثة بمسابقة التصوير الفوتوغرافي ولكن لأنه منذ نحو ثمانية وأربعين عاماً وتحديداً في العدد رقم 24 الصادر بتاريخ نوفمبر عام 1960 من مجلتنا الرائدة شارك والدي رحمه الله بمساهمة تم نشرها في باب بريد القراء (مرفق صورة من المساهمة) وكان حينها طالبا بكلية الآداب - قسم الصحافة وكان عن موضوع حديث العهد آنئذ في العالم العربي وهو موضوع تنظيم النسل وكان يرحمه الله من الحريصين على اقتناء المجلة وقراءتها والاستفادة منها في عمله الصحفي ولاتزال معظم أعدادها اعتبارا من العدد الأول تزين أرفف مكتبتي. سيدي الفاضل، لقد انتابني إحساس عميق بالتواصل مع والدي الراحل لدى قراءة اسمي على صفحات نفس المجلة التي راسلها منذ ثمانية وأربعين عاماً لمعرفتي بأن الفضل الأول والأخير في هذا يرجع إليه وأن هناك تواصلاً بين الأجيال ساهمت فيه مجلة العربي بشكل أساسي وأتمنى في يوم من الأيام أن أرى اسم ابني أو ابنتي فيها.

هاني هلال السعد عبدالعليم
الجيزة - مصر

وها نحن نحقق طلبك عزيزي القارئ ونعبر عن سعادتنا بكون «العربي» كانت ولاتزال تحتضن مساحات واهتمامات الاجيال المتعاقبة للقراء العرب.

  • تصويب لمقالة «شروخ في جدار السينما المصرية»

ورد في العدد 607 لشهر (يونيو 2009) وتحديدا في موضوع «شروخ في جدار السينما المصرية» للناقد رفيق الصبان عدة أخطاء، وهي أن فيلم «الحياة منتهى اللذة» من إخراج كاملة أبو ذكري وهو في الحقيقة من إخراج منال الصيفي، كما ورد أيضا أن فيلم «ملك وكتابة» من إخراج محمد علي وهو في الحقيقة من إخراج كاملة أبو ذكري، كما ورد أيضا أن فيلم سهر الليالي من إخراج سعد هنداوي وهو في الحقيقة من إخراج هاني خليفة لذا فقد وجب التصويب.

  • حول الفضائيات وثقافة الاستهلاك

في كل مرة تلقي مجلة العربي بظلالها على موضوع يكتسي أهمية بالغة في مجتمعنا العربي وله الأثر الكبير على محيطنا الاجتماعي، وقد جاء العدد 605 لشهر أبريل من هذه السنة حاملاً مقالاً ممتعاً ومثيراً في آن واحد ضمن ركن «قضايا عامة» حول الفضائيات وثقافة الاستهلاك للدكتورة سامية حسن الساعاتي التي وضعت القارئ العربي أمام عدة تساؤلات متى وكيف؟

متى نستطيع أن نعيد بناء مقومات جديدة لثقافتنا الإعلامية وكيف يتسنى لنا أن نجد أساليب ومناهج علمية ترتقي بالإعلان خاصة الذي يشاهده أطفالنا ومدى تأثير هذا الأخير في شخصية الطفل العربي.

لقد قال أحد الباحثين إن الإنسان هو ابن وسائل الإعلام, فالفضائيات تشكل بيئة الإنسان الفعلية في شكلها المصنوع لكن تؤثر في شعور الإنسان وهي وراء تشكيل شخصيته, ويري بعض الخبراء أن وسائل الإعلام لقبت بالوالد الثالث الذي يحتل مرتبة مهمة في الأسرة تلي مرتبة الأم والأب, بل أصبح يشارك في مسئولية إعداد وتربية الأطفال.

فالمخاطر السلبية على الطفل من خلال الإعلانات المتدفقة من الغرب تأتي لتحطيم القيم والتقاليد وتقودنا إلى نتائج سلبية على مستوى البناء الاجتماعي والانتماء الوطني والتراث والهوية الثقافية الحضارية، فقد أصابت من قبل د.كافية رمضان (قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الكويت) كبد الحقيقة في أحد أبحاثها عندما قالت ما يلي: «إن درجة التأثير في الطفل تعلو وتهبط بالقدر الذي يلامس الإعلان اهتمام الطفل وحاجاته ويناسب مستواه العقلي ويأسر بأسلوبه سمعه وبصره وخياله، ولا ريب في أن الإعلان الثابت أقل إثارة للطفل من الإعلان المتحرك، وأن الإعلان المضيء أفعل في نفسه من الإعلان المعتم وأن الإعلان الحافل بالألوان أقرب إلى نفسه من الإعلان ذي اللون الواحد، وأن الإعلان المكتوب أقل شأنا عنده من الإعلان المرسوم ولاسيما إذا كان دون سن القراءة».

ويؤكد د.عماد الدين عثمان المستشار الإعلامي بوزارة الأوقاف الكويتية أن الهدف هو سلخ الهوية العربية الإسلامية عن أبنائنا وأن إدمان بعض الأبناء مشاهدة هذه البرامج والتفاعل معها هو تعبير عن حاجات داخلية لم يتم إشباعها وهذا تقصير يقع على العديد من المؤسسات التي تساهم في صياغة وتشكيل فكر الأبناء بدءا من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومرورا بمحطات تربية وتنشئة كثيرة تقع بين هاتين المؤسستين يتقدمها جميعا الإعلام بمختلف وسائله ورسائله. وفي السياق نفسه، يشير د.جمال النجار قسم الإعلام بجامعة الأزهر إلى أن الإعلانات التلفزية تدمر القيم الأخلاقية وتزرع قيما غربية تنمي لدى الطفل سلوكا استهلاكيا بدلا من السلوك الإنتاجي. بالرغم من الجهود الرامية لإيجاد حلول علمية وميدانية لثقافتنا الإعلامية إلا أن ما يطرح الآن ما هو إلا رؤى تنطلق من معايير تربوية.

وتبقى الإعلانات التلفزية لها تأثير سلبي في نفسية الطفل غايتها الإغراء والترويج والاستهلاك مثقلة بذلك كاهل الآباء لا غير.

شهاب جوادي
قفصة - تونس

  • وتريات

إثر الفراشة

إلى راحة الشاعر محمود درويش

سيُكتبُ عنك كثيراً كثيراً
وتُرثى قليلا
لأنّ الرثاءْ
كقطرة ماءْ
معلّقة مثل قرط العروس
على سروة بعدُ لمْ تنكسر تحت سقف السماءْ
السماء التي لا تجيد البكاءْ
تحنّ إلى الشعرِ
تحنو على كيِّسيهِ الظماءْ
فرادى
حفاة
عراة
لها يذهبون
كما نجمة الصبح تحفى وتعرى
وتكسبُ لآلئها في كئوس المساءْ

***

كتبنا على لحمنا الحيّ يوما
«على هذه الأرض ما يستحق الحياة»
وكنّا جميلين نحيا
نحاول أن نَنْصُرَ الشعر
أن نبرئ القلب مما اعتراهْ
وأن نهزم الموت بالأغنيات
حسرنا الغزالات مثل القصائد
صنا جمال الحياة ملائكة لا خطاة
ولم نظلم العطر
لم نأسر الطير
لم ننهر النهر
ظللنا جميلين نحيا
اجترحنا الحياة
وَأَدْنا بها الترّهات
ذهبنا بعيدا بعيدا
لنا ما لنا من مواويلنا
من نشيد الفراشة
من زهرة اللوز
من لؤلؤ الحزن
من كرمة الشعر
لا من كتاب الرفاة!

***

قمرٌ تكلّل بالأفول
مطر خريفي خجول
دمع على حلل الحقولْ
ناي وموال يطول
مرّ المغنّي منْ هنا
وعليه وردته البتولْ
ومضى بإثر فراشة
إثر الفراشة لا يزول

شعر: أحمد خنسا
حماة - سورية