عزيزي العربي

عزيزي العربي

الفكر العربي في نهاية القرن

رئيس التحرير

قد يتبادر إلى أذهان المتفائلين منا أن الفكر العربي استطاع مع نهاية هذا القرن أن يتشكل على نحو نوعي منذ الإرهاصات الأولى لتباشير المعاصرة وبوادر التنوير في البلاد العربية. وأن هذا الفكر قد أمكن له تجاوز العوائق والإشكاليات والمعادلات التي رافقته إلى حد التجانس.

وإذ يطوي هذا القرن بقاياه الزمنية، فإن العود على بدء يبدو ضرورياً وحتميا لاستكناه طبيعة هذا الفكر واستقراء مرحلته واستشراف الآتي منه. لعل الإشكالية التي ظلت تساؤلاتها تلح على نحو متواتر هي طبيعة هذا الفكرالعربي، هل هو فكر تراثي أم معاصر؟

وحين نتمعن في طبيعة هذا التساؤل، فإننا نستحضر حتما الرصيد الحضاري والفكري الهائل الذي تحفل به الذاكرة العربية منذ تأسيس حضارتها الأولى. وقد ظل هذا الرصيد حتى بدايات هذا القرن الهاجس الأكبر الذي يشغل المفكرين العرب الأوئل، فهل من تواصل معه، أم هل من انزياح مفروض وضروري ليس له أن يكون البديل؟

وقد آل هذا التساؤل إلى انقسامات نوعية لدى المفكرين العرب فيما بين التأصيل والتحديث، قصد نحت المرحلة العربية آنذاك وتحديد ملامحها وطبائعها الشاملة.

لقد نشأت معادلة التراث والمعاصرة منذ بدايتها في البلدان العربية على أساس المفارقة والتباعد، وتبقى المقولات والمباحث التوفيقية التي بشر بها المفكرون العرب مشروعا مزعوما ووهما تاريخيا رافقا الزمن العربي إلى حدود الراهن، فالمعاصرة على أساس الحتمية والمصير، وظل التراث في ذات الأنماط ذا سمات فلكلورية إلي حدود معينة، ذلك أن الانبهار بالمشروع الحضاري الغربي منذ بدايات القرن العشرين قد تعززت وتيرته مع نهاياته، ولم تعد المسألة مقتصرة على أخذ مجرد لمعطيات الحياة الغربية، وإنما آل بها الأمر إلى إشكاليات هيكلية فيما بين التنميط والاختراق الثقافي والحضاري. فهل استطاع الفكر العربي أن يتشكل من خلال هذه المقتضيات لتضخ نوعيته وذاتيته؟ وهل استطاع هذا الفكر أن ينحت معالم الإنسان العربي المرجو؟

لئن تأسست منطلقات الفكر العربي منذ البداية على أساس التساؤل المشروع والمصيري: أي فكر نبغي وأي إنسان نريد؟ فإن مباحثه في ذات التساؤل لم تتواصل مع الحد الأقصى للموضوعية والواقعية، ولم تنشد الجدوى الإجرائية في التصور العام والغاية النهائية.

وهل لنا أن نبالغ أو نزعم متى قلنا بتواصل الفكر العربي مع نفس التساؤلات والبدايات التي افترضها الزمن العربي منذ أوائل هذا القرن، ولعلها ازدادت تواصلا بتعاقب المراحل والأحداث التي عصفت طيلة قرن بالبلاد العربية؟

وليس لنا أن نأمل في إجابات حقيقية لهذه التساؤلات مادام المفكرون العرب لم يقنعوا بمصطلحات ومفاهيم محددة يسودها التوافق والتواشج.

الفكر العربي في نهاية الأمر لم يستطع طيلة قرن كامل أن يعبر عن خصوصياته قياسا بالثقافات الذاتية والنوعية الأخرى، فظل كما بدأ مع بدايات هذا القرن متأرجحا بين الهاجس التراثي والحلم الحداثي، ولم يستطع أن يؤسس لمشروع تسكن فيه النظرية للإجراء.

وإذ ينطلق زمن آخر وقرن جديد فإن الفكر العربي يتجلى على مشارف نفس المنطلقات التي بشر بها منذ قرن.

فأية مشروعية ممكنة لهذا الفكر مستقبلا؟

ناجي بن جنات
تونس

"العربي" انطلاقة جديدة في توزيع مطبوعاتها

وقعت وزارة الإعلام في ديسمبر الماضي عقداً مع شركة درة الكويت للتوزيع "إحدى الشركات الشقيقة للشركة السعودية للتوزيع " لشحن وتوزيع مجلة "العربي، والعربي الصغير، وكتاب العربي" وبقية مطبوعات وزارة الإعلام: ويمثل هذا العقد انطلاقة جديدة للـ "العربي" ومطبوعاتها في توسيع مساحة التوزيع في العالم.

ووقع العقد وكيل وزارة الإعلام فيصل الحجي والدكتور ماجد طاهر عثمان مدير عام الشركة السعودية للتوزيع التي يمثلها في الكويت مؤسسة درة الكويت للتوزيع.

وحضر توقيع العقد في مبنى وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك الصباح وكيل الوزارة المساعد للشؤون المالية والإدارية، ويوسف الجلاهمة مدير إدارة الصحافة والمطبوعات والنشر، وأنور الياسين مدير تحرير مجلة العربي، وجميل حافظ مدير العلاقات العامة في الشركة السعودية وجمال خالد المدير التنفيذي للشركة في الكويت.

ويغطي العقد توزيع مجلة العربي وجميع المطبوعات الأخرى الصادرة عن وزارة الاعلام في الدول العربية وبعض دول أوربا.

وقال الحجي إن وزارة الاعلام حريصة على تلبية طلبات القراء في الدول العربية الذين تكرر منهم طلب إرسال المزيد من النسخ من مجلة العربي التي تنفد كمياتها_ الموزعة فور نزولها إلى الأسواق.

وأشاد الحجي بالدور الذي تؤديه الشركة السعودية للتوزيع في خدمة مطبوعات وزارة الإعلام ومتابعة وصولها وانتشارها في جميع مناطق التوزيع في كل دولة عربية وأوربا ومعالجة الظروف الاستثنائية التي تصادفها احيانا بكفاءة واقتدار.

وقال مدير عام الشركة إن الشركة تفخر بترسية عقد توزيع وشحن مجلة العربي وإصدارات الوزارة الأخرى وأنها بالتنسيق مع المسئولين في وزارات الإعلام وأسرة تحرير مجلة العربي ستحقق أفضل مستويات الانتشار والتوزيع.

وأضاف: "إن الشركة ستوزع 4.5 مليون نسخة سنويا من مجلة العربي وإصدارات الوزارة الأخرى في الدول العربية وأوربا.

"الدانماركي" قائد أم عالم متواضع؟

.. رئيس التحرير

طالعت في العدد "468"- سبتمبر 97 من مجلة العربي مقالا للدكتور عزت طه سليم بعنوان "الدنماركي القائد" واعتقد أن هناك مبالغة بشأن العالم الدنماركي المشهور نيلز بور. لقد اعتبر الكاتب في أكثر من موضع من مقاله أن بور أكثر علماء الفيزياء تأثيرا خلال هذا القرن "باستثناء أينشتين". والحقيقة أن مساهمته في تطوير الفيزياء الحديثة كانت متواضعة وتوفيقية ولا ترقى إلى مستوى كثير من النظريات المهمة التي طورها آخرون خلال النصف الأول من هذا القرن. لقد فشلت فروض التوفيقية في تفسير طيف ذرة الهيدروجين بصورة كاملة، ناهيك عن الذرات الأخرى. ولا يمكن مقارنة هذه الفروض مع نظرية العالم الفرنسي دي بروي حول الأمواج المادية. لقد تأكد وجود الأمواج المادية "أمواج الإلكترونات" تجريبيا بعد نشر نظرية دي بروي بفترة قصيرة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة. كما استخدم العالم النمساوي شرودنجر نظرية الأمواج المادية في بناء نظرية الكم الأولى، والتي يعتبرها البعض أعظم ما انتجه العقل البشري واستطاعت هذه النظرية تفسير التركيب الذري بصورة تامة. كذلك فقد تم بناء أول مجهر إلكتروني يعتمد في عمله على الأمواج المادية "أمواج الإلكترونات" بعد نشر النظرية بسنوات قلائل. هل يمكن مقارنة نظرية الأمواج المادية وتأثيرها على العلم والفكر بفروض بور التي فقدت قيمتها العلمية بعد سنوات قليلة ولم يعد لها سوى أهمية من الناحية التاريخية؟

لقد تطورت الفيزياء الحديثة خلال الربع الأول من هذا القرن بعمل فريق متميز من العلماء واعتقد ـ على النقيض من الكاتب ـ أن بور كان أقلهم حظاً في هذا الجهد فهو الوحيد الذي لم تعمر فروضه أكثر من عقد من الزمن. ففروض بور لم يعد لها قيمة علمية بعد أن وضع شرودنجر نظرية الكم الأولى عام 1926.

د. فخري إسماعيل حسن
أستاذ الفيزياء المشارك ـ كلية العلوم
جامعة الخليل ـ فلسطين

تصحيح وأمانة

.. رئيس التحرير

أشعر بشديد الامتنان لمراسلتكم لي والتي وقعت مني موقعا أكثر بهجة وأبعد سرورا من إدراج قصيدتي ذلك لما شعرت به من حسن التنظيم ودقة العناية برواد مجلتكم الحبيبة.

ووفاء مني لمبادئكم الأصيلة وجب علي إشعاركم بأن هذه القصيدة نشرت بعد ذلك في إحدى المجلات بتونس.

فالرجاء جميل العفو ولطيف المعذرة وسوف أكون إن شاء الله أشد تحرياً إن كتب لي أن أبعث لكم ببعض قصائدي البكر.

محمد بن صابر
عضو اتحاد الكتاب التونسيين

* المحرر: وبدورنا نشكر لك الأمانة، وسرعة تصحيح الأمر.. احتراما لتقاليد النشر في مجلة العربي.

الاتجاه شرقاً

.. رئيس التحرير

بداية لابد من تقديم شكر واجب من شرق المشرق لأصدقائنا في "العربي" في غرب المشرق، فكم يثلج صدورنا أن نتنسم عبير نسمة عربية تأتينا في "منتصف كل شهر" وأقول منتصف وهي الحقيقة، فلا تزال الصين، بالنسبة للوعي العربي، بلادا بعيدة، حتى عندما ترسل المطبوعات العربية إليها! وكم أسعدنا نداؤكم في العدد 467 أكتوبر 1997 بالاتجاه إلى الشرق، وكم كان جميلا أن تذهب العربي إلى الهند وأن تسعى لإطلالة على الأدب الصيني في لقاء عبدالمنعم الأعسم ورضا الظاهر بكاتبة صينية الأصل في عدد شهر أكتوبر 1997 ولكن مع الأسف جاءت المقابلة تكريسا لتوجه في الصحافة العربية وهو الإصرار على رؤية الصين بعيون الغرب، وهو أمر تناولته في مقالة لي بعدد الشهر الخامس لسنة 1995 للطبعة العربية من مجلة "الصين اليوم" وذكرت أمثلة عديدة لأخطاء في تناول الإعلام العربي للصين، ولك أن تتصور صحفا عربية كبيرة تكتب أسماء قادة الصين من الرئيس إلى وزير الخارجية خاطئة، ناهيك عن ترديد نتاجات آلة الإعلام الغربي.

والحقيقة أن الصين برغم حضورها في الوجدان العربي فإنها غائبة عن الوعي العربي مع أن أسبابا كثيرة تدعونا إلى الذهاب إليها ورؤيتها بعيوننا والحكم عليها بمنطقنا لا بمنطق الآخرين.

وعودة إلى حوار الكاتبة الصينية نرى كل ما سبق متجسدا في هذا الحوار، بداية من الاختيار انتهاء بالأسئلة الموجهة إليها فقد اختار الكاتبان أن يحاورا صين الخارج مع كاتبة صينية تعيش في لندن أصدرت كتابا لقي حفاوة غربية، وهذا طبيعي فكل كتابات تدين الصين يحترمها الغرب، وهنا أذكر بحالة مماثلة في تعامل الإعلام الغربي مع الإسلام وهي سلمان رشدي وآياته الشيطانية.

إن بلدا بحجم الصين، سكانا ومساحة، بحاجة إلى اهتمام أكثر من اعلامنا العربي، بحاجة إلى اقترابات أكثر جدية ورؤية أكثر وضوحا. ومن هنا، من بكين نضم صوتنا إلى دعوة "العربي" بالاتجاه شرقاً شريطة أن نرى الصين من قلبها بكين وليس من لندن.

حسين إسماعيل حسين
مشرف تحرير الطبعة العربية
لمجلة "الصين اليوم"

استنساخ الخيال .. والكتب

.. رئيس التحرير

في خضم الأحداث وحمى التقارير الإخبارية والصحفية حول موضوع الاستنساخ الذي اخذ أبعادا ودارت حوله العديد من الندوات وافردت له الصحف صفحاتها.

نجد انه يحز في النفس حقاً أن جل المحللين تحدث عن الموضوع وكأنه حدث جديد وليد الساعة، لم يتطرق إليه أحد من قبل، إلا بعض المحاولات التي تمت في الدول الغربية.

وأؤكد لكم أن الموضوع سبق أن تطرق إليه عالم عربي جليل وباحث متخصص في مجاله، وأفرد له كتابا اعتبر من كتب الخيال العلمي، فصل فيه العديد من المسائل شارحأً إياها وموضحاً الكثير من المسائل التي لم يتطرق إليها من تحدث في هذا الموضوع في الوقت الحالي. وقد صدر هذا المؤلف منذ ستة عشر عاما بدولة الكويت عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، سلسلة عالم المعرفة، الكتاب رقم "48"، تحت عنوان "التنبؤ العلمي ومستقبل الإنسان " للمؤلف د. عبد المحسن صالح، وكانت رؤية الكاتب فيه واضحة وثاقبة وهي من نبع أفكاره ودراساته وليست ترجمات او اقتباسا ، فهل نعطي الإنسان العربي حقه ولو بالإشارة وذكر اسمه على هامش الموضوع، وهذا هو حق العالم العربي على الإعلامي العربي إذ لا أتوقع أن يذكره إعلامي أو باحث أجنبي بينما أبناء وطنه يتجاهلون مجهوداته فإذا لم نرفع نحن من شأن علمائنا، فمن ذا تراه يفعل ذلك؟

في ظل هذا التناسي لمجهودات الآخرين قد يخرج علينا غداً مدع يقوم باستنساخ محتويات الكتب واضعا عليه اسمه، ومن باب الإنصاف نرجو من مجلتنا الغراء "العربي" أن تسلط الضوء على هذا الكاتب ومؤلفاته.

خليفة على خليفة
سبها- ليبيا

أطول عمراً

رئيس التحرير

نشرت العربي الغراء في باب عزيزى العربي، في العدد 467 أكتوبر 97 تعليقا للقاريء عبد الرزاق رضوان تحت عنوان "أطول عمراً" على مقال الاستاذ محمود المراغي "نساء العرب" يقول فيه إن بعض العلماء العرب ينسبون ظاهرة تخلف المرأة للإسلام.

ويتساءل: هل هذا هو الإسلام نفعلا؟ فجاء الأخ الكاتب بالإجابة بالنفي معللاً أن الإسلام أنصف المرأة ولم يقف في طريق تعليمها.

وإني أوافقه الرأي واضم صوتي إلى صوته لأقول وأؤكد أن تخلف المرأة لم يكن مصدره وسببه الإسلام، بل على العكس تماما. وإنما السبب يعود إلى المفاهيم الخاطئة والتفسير له. ويبدو واضحا وضوح الشمس أن الإسلام دافع عن المرأة وعن كرامتها وجاء باعترافه لحقوقها وقيمها ومكانتها في المجتمع ، بل وبمساواتها بالرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنهن شقائق الرجال" . كما أن الآيات القرآنية جاءت مخاطبة لثنائي الرجل والمرأة معاً . قال الله تعالي:سورة النحل آية 79 من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان " الرجل والمرأة " في أحسن تقويم ، وكرمه أفضل تكريم وسخر له ما في هذا الوجود تسخيراً . وهذا التكريم الإنساني يقتضي أن يكون الإنسان متمتعا بكل الحقوق الطبيعية والحريات العامة التي منحها الإسلام للفرد وأعلنها منذ بزوغ فجره وقبل أن تعلنها الثورة الفرنسية سنة 1789 أو هيئة الأمم المتحدة سنة 1948. الإسلام سبق القوانين الوضعية إلى تقرير الحريات العامة للإنسان للفرد في حق الحياة والحرية، حق التفكير والتعبير وحق التعليم والتملك.

ليلى أزيدار
الناظور- المغرب

العربي على طوابع بريد تذكارية

أصدرت وزارة المواصلات الكويتية " قطاع البريد" مجموعة جديدة من الطوابع البريدية التذكارية بمناسبة مهرجان القرين الثقافي الرابع. ويمثل الرسم تاريخ الكويت الثقافي، ويضم الفرخ 25 طابعا بعدد إجمالي 1.250.000 طابع من الفئات "150.50.25" فلسا" وتشير الطوابع التذكارية إلى أهم معالم التاريخ الثقافي الكويتي ومنها مجلات العربي والبعثة والكويت وعالم الفكر والثقافة العالمية، إضافة إلى سلستي عالم المعرفة ومن المسرح العالمي، إلى جانب معهدى الدراسات الموسيقية والدراسات المسرحية ، والنادي الأدبي ومرسم الفنون التشكيلية والمرسم الحر ومركز الفنون الشعبية ومتحف الكويت الوطني وفرقة المسرح الشعبي والسينما الشرقية ومعرض الكتاب ومطبعة المعارف والمكتبة الأهلية.

مجمع اللغة أم مجامع اللغة!

رئيس التحرير

تحت عنوان "مهمة جليلة لمجمع اللغة"

في العدد 466 أغسطس 1997 راح الأستاذ عبدالرزاق البصير يتحدث عن مهام مجمع اللغة العربية بالقاهرة في إغناء اللغة العربية الفصحى عن طريق التوليد والاشتقاق والنحت والاقتراض من اللغات الأخرى، وهي مهمة جليلة بلا ريب.

ويتحدث عن مجمع القاهرة وكأنه المجمع الوحيد في البلاد العربية، قائلا "أصبح الأدب العربي في القرن السادس "الهجري"، وما يليه من القرون أدباً أبعد ما يكون عن التعبير عما تعانيه الأمة العربية، بلغة فصيحة صحيحة. وظلت الأمور على هذه الحال إلى أول هذا القرن فرأى الغيارى على هذه اللغة أن ينشئوا صرحاً، فكان أن قرروا إنشاء مجمع اللغة العربية، وكان ذلك في عام 1932م". هكذا، من دول الإشارة إلى وجود مجامع لغوية أخرى في البلاد العربية، علماً أن أحد هذه المجامع سبق مجمع القاهرة في الميلاد بعقد ونيف، ألا وهو مجمع اللغة العربية بدمشق، الذي رأى النور في المرحلة التي حكم فيها الأمير فيصل بن الحسين سوريا وذلك عام 1919م وفي عام 1947م تأسس المجمع العراقي ببغداد ثم تأسس المجمع الأردني بعمان في عام 1976م. ومن الجدير بالذكر أنه تم تأسيس مركز لتنسيق التعريب في الرباط ـ المملكة المغربية ـ عام 1961 الذي سعى في مؤتمره الأول إلى إنشاء شعب وطنية للتعريب في كل بلد عربي ترتبط بالمكتب الدائم لتنسيق التعريب الذي انبثق عن المؤتمر نفسه.

وقد اقترح أن تقوم هذه الشعب بوضع المصطلحات المطلوبة وإرسالها إلى المكتب الدائم الذي يعمل على توحيدها ونشرها على المستوى القومي العربي، لكن هذا المسعى آل مع غيره من المساعي والمشروعات الحضارية العربية إلى الجمود لأسباب تتعلق بالتجزئة أساساً.

عبد الحميد الجويقي
حلب/سوريا

وتريات
كـبـريـاء

 

أنا امرأة في مدى الأزمنة

 

سأفلت من قبضة الأمكنة

 

هو الحلم يأخذني للبعيد

 

فأسبح كالموجة الساكنة

 

أسير إلى البحر أجري إليه

 

فيختارني طفلة فاتنة

 

ويلبسني عقداً من نجوم

 

ويطلعني قمرا بائنا

 

 

***

 

 

أنا امرأة نخلة في البقاء

 

تمر على ظلها الأزمنة

 

إذا اشتدت الريح لا أتقيها

 

وأجعل من سعفي أحصنة

 

لي الشمس من سفر للضياء

 

ولي الأرض قاطبة موطنا

 

 

***

 

 

على أي شيء تطول الأماني

 

وفي أعيني ظهرت معلنة

 

وقد كنت أحضنها بكياني

 

وأرفعها في السما مئذنة

 

وأدمنت كأس هوى في سهادي

 

فأضحى الصباح لها مدمنا

 

أنا لا أغار اشتعال الليالي

 

إذا الشمس سارت إليّ أنا

 

سأنشرها في حنايا البلاد

 

وأجعلها في دمي عنوانه

صباح طيبي
الجزائر

 



 
  




تبادل وثائق العقد بين وكيل الوزارة ومدير عام الشركة السعودية





الدنماركي القائد