طرائف معاصرة جداً
العلاج بالذهب

كانت جدة أمير الشعراء جارية في قصر الخديوي إسماعيل وكانت أخلاط الدماء تتكون منها عروق شوقي، فهو من عنصر تركي وآخر شركسي وعنصر يوناني وآخر عربي كردي، كانت جدته المذكورة تعمل بحريم الخديوي وكانت تعشق الطفل إلى حد الوله، تذوب فيه عشقاً، وتحبه بجنون، وكانت تصحبه معها إلى القصر دائما، وفي يوم من الأيام دخلت الجدة غرفة الخديوي إسماعيل حاملة أحمد شوقي، قال لها الخديوي: ماذا تريدين؟ فأجابته: هذا الطفل يا مولاي. قال لها: السماء، ولا يستطيع أبدا النظر إلى الأرض.

شرد الخديوي قليلا وكان يتمتع بذكاء وسعة حلية، ثم دسّ يده في جيبه وأخرج بضعة جنيهات من الذهب ونثرها على الأرض وفجأة تحولت عينا الطفل مع لمعة الذهب ورنينه وهبط بعينيه من السماء إلى لون الإبريز. عند ذلك ضحك الخديوي قائلاً: هه... كلما نظر الطفل إلى السماء، انثري له ذهبا يعود فوراً إلى الأرض. عند ذلك صاحت جدة أحمد شوقي أمير الشعراء بعد ذلك "هذا يا مولاي دواء لا يخرج إلا من صيدليتك".

درس شوقي لعبد الوهاب:

رحم الله شوقي بك الشعار، والأمير المتوج على إمارة الشعر، عندما أحسن ببزوغ شمس العقاد والمازني وشكري "مدرسة الديوان" ركبه القلق وخاف على مشروعه الشعري الذي يتهدده هؤلاء، بحث عن وسيلة تضمن رواجه بين عامة الشعب العربي، وأهل الطرب في مصر، فكان عبدالوهاب لسان حال شعره، والوسيلة الجميلة التي حافظت على وجوده حتى موته.

كان شغوفا ومحبا لعبدالوهاب ويتمنى له شهرة مدوية ممزوجة بأبوه عطوفة مخلصة.

في يوم سأل شوقي عبدالوهاب.

- هل ترى بأنه قدمت لك شيئا في حياتك؟ أجاب عبد الوهاب: أنت ولي نعمتي.

قال شوقي: حاشا لله، لقد حاولت دفعك للمجد لكي تغني شعري بعد مماتي، أرجوك يا محمد لا تهمل شعري بعد أن أموت. وفي مرة قال عبد الوهاب وكان في أول الطريق : "أنا سوف أعمل أغنية بلحن سوف يعجبك، ويتفق مع اللون الذي تحبه"، عند ذلك صرخ شوقي في وجه عبد الوهاب قائلاً:- انتبه، الفنان الأصيل لا يعمل لكي يرضي ذوق غيره لأنه سوف يكون فنانا منافقا، عليك أن تسمعني أنت لحنا تعتز به أنت وتحبه.

الشيخ الإمام المراغي واللورد كيلرن:

رحم الله شيخ الإسلام محمد مصطفى المرغي فلقد تحمل الكثير في سبيل الدفاع عن الدين والوطن برغم ما يصفه به بعض الأدعياء الآن من أنه كان عميلاً للقصر مرة، وللإنجليز مرات، رحمه الله عندما قال يوماً: "قدموا أي شيء ينفع الناس وأنا آتيكم بسند له في الشريعة الإسلامية".

بينما كانت الحرب العالمية الثانية يشتد أوارها، والغارات على مدينتي القاهرة والإسكندرية بلا حدود، صعد الشيخ المراغي إلى مسجد السلطان حسن بالقاهرة وكان من بين المصلين الملك فاروق ورئيس الوزراء حسين سري، وعندما خطب المراغي: "إنني أتضرع إلى الله أن يرفع عنا شر حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل" أثارت عبارة المراغي حفيظة رئيس الوزراء بالذات في حضور الملك فاروق، وحاول أن يرغم المراغي على إصدار نفي لما قاله لكن الشيخ رفض رفضا نهائيا وهدد بالاستقالة، عند ذلك علم المندوب الإنجليزي السامي في مصر بما جرى فغضب على الملك والحكومة والشيخ المراغي الذي لم يتراجع قيد أنملة مما دفع جريدة التايمز إلى أن تقول: إن هذا المراغي أخطر على بلادنا وحياتنا من ويلات الحروب.

خطأ مطبعي

كان الشاعر "فوزي العنتيل" من أرق شعراء الرومانسية العرب منتصف هذا القرن، وكان شعره يفيض بقيم الحب والجمال والخير وتشكل قصيدته عالما من البراءة والحنان. ظل "فوزي العنتيل" ينشر شعره في مجلة الآداب في الخمسينيات، وظلوا هم يخطئون في كتابة اسمه فبدلا من فوزي العنتيل كانوا يكتبونه فوزي العنبتيل، فمثلاً قصيدة.. "الغروب" للشاعر فوزي العنتبيل.. قصيدة السحاب "الأشهب شعر فوزي العنبتيل... وهكذا فوزي العنبتيل، فوزي العنتبيل، حتى ضاق الأمر بالشاعر فأرسل للمجلة يطلب منهم تصحيح الاسم وأخبرهم أنه فوزي العنتيل وعليهم أن يتداركوا الأمر. في العدد التالي من المجلة جاء التصحيح هكذا "نخطئ في كتابة اسم الشاعر العنبتيل وصحة اسمه فوزي العنتبيل"

بعدها أصاب الاكتئاب الشاعر إلى حين.

كيس نظارة توفيق الحكيم:

كان المسرحي المصري الكبير توفيق الحكيم يرحمه الله مشهورا بالبخل وله في ذلك نوادر وحكايات، مرة كانت تجمع أم كلثوم بعض التبرعات وذهبت له في مبنى الأهرام فتحمس للأمر ودعا الحضور للتبرع بحماس شديد ولما انتهى من دعوته طلبت منه سيدة الغناء تبرعه، ارتعب الحكيم واصفر لونه وشحب، وقال : طبعا ... طبعا ... سوف أدفع بإذن الله ولكن حين ميسرة، عند ذلك مدت أم كلثوم يدها وأخرجت من جيبه كيس نظارته ودست يدها فيه وأخرجت منه عشرة جنيهات فارتج على الرجل وخرجت وهي تطلق ضحكتها المجلجلة.