ذهبُ البيرة.. إلى محمود درويش

ذهبُ البيرة.. إلى محمود درويش

ما قالهُ
أنا ذاهبٌ للقاءِ وجهِ قصيدةٍ
كانت أخيرهْ
هو نفسُه الموتُ الذي
تختارهُ تلكَ القصيدهْ
هو ذاهبٌ كي يستحمَّ
بنهرهِ الأبديِّ
نهرٍ دافئٍ ما شاخَ لكنْ
قرر الصمتَ الكبيرْ
مِنْ أينَ نروي زهرَ رامَ اللهْ
ونهدي البيرةَ الفيحاءَ نهرَ البيلسانْ
فلكلِ بئرٍ دلوهُ
ولكل أفقٍ نسرهُ
ولكلِ شمسٍ صُبحُهَا ولكلِ شِعْر صولجانْ
هذا هواءُ القدسِ منتظرٌ
قدومكَ فوقَ أعناقِ الزمانْ
ماذا فعلتَ وحذَّرتكَ فراشةٌ
لكنما غافلتها
وذهبتَ تكتشفُ الرهانْ
لِمَ قد ذهبتَ
وأنت نهرٌ أعمقُ الأنهارِ
في لغةِ الجبالْ
من أين تشربُ قدسكَ ماءها
وتعبُّ من رئةِ الخيالْ
هذا كتابكَ أنتَ قد أقفلتَهُ
ومضيتَ حتى غصَّ بالوجدِ الجمالْ
ما قالهُ لطبيبهِ
اخلعْ هواءكَ أنتَ
من رئتيَّ
من شفةِ المعاني
ما راقني إلا نسيمُ القدسِ
ليس يعوزني إلا هواءٌ
من فلسطينَ الحبيبةِ
كي أعودَ إلى حصاني
فوقَ أعتابِ الجليلْ
يا أيها الموتُ القتيلْ
انزعْ جرابكَ عن فمي
حتى أُتممَ آخرَ الكلماتِ
عن وجعِ النخيلْ

 

 

حسن جعفر نورالدين