هل يحتاج العالم إلى أيديولوجيات جديدة؟.. د. أحمد أبوزيد

هل يحتاج العالم إلى أيديولوجيات جديدة؟.. د. أحمد أبوزيد

مازال الإنسان يتساءل, ما هو نوع المستقبل الذي سوف يداهمه بتغيراته المتسارعة والمتلاحقة. وكيف يمكن أن يتصرف أمام مفاجأته الكثيرة وغير المحسوبة?

على الرغم من كل ما أحرزه العالم المعاصر من تقدم وازدهار، بفضل الكشوف العلمية الرائدة في شتى المجالات، وما ترتب عليها من مستجدات تكنولوجية ساعدت الإنسان على التحكم في كثير من جوانب الحياة بل وفي بعض مظاهر الكون التي كان يقف أمامها عاجزا خلال القرون الطويلة الماضية، فلا يزال الذهن البشري يقف متسائلا عن الأحداث التي يمكن أن تصدمه والتي يصعب التنبؤ بها مسبقا. ويزيد من شعوره بالحيرة عدم وجود نظريات أو مبادئ عامة شاملة يمكنه الاسترشاد بها في رسم حياته وتحديد علاقاته المستقبلية مع الآخرين بشكل يمكن الاطمئنان إليه ويدعو إلى الثقة. ولقد فشل العقل البشري المعاصر في التوصل إلى صياغة أيديولوجيات ونظريات كبرى راسخة، تشبه تلك التي أفلح في إبداعها خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ولكنها بدأت تتهاوى أمام حقائق العلم والتكنولوجيا وإن كان من الصعب الاعتراف بذلك. فالقرن التاسع عشر هو قرن الأيديولوجيات والنظريات الاجتماعية الكبرى مثل الليبرالية والاشتراكية والتطورية والانتشارية وغيرها من الأيديولوجيات السياسية والنظريات الاجتماعية التي توارت إلى حد كبير وكادت تصبح من ذكريات الماضي، مما دفع عالم الاجتماع الأمريكي الشهير دانييل بل Daniel Bell إلى أن يطلق في أوائل الستينيات من القرن الماضي مقولته المشهورة عن نهاية الأيديولوجيا The End of Ideology في الكتاب الذي يحمل تلك العبارة في عنوانه. وما يصدق على الأيديولوجيات السياسية يصدق على النظريات الاجتماعية الكبرى التي لانجد لها بديلا له عمق التأثير نفسه واتساع المجال ومدى التقبل وإمكانات التطبيق وقوة الإقناع والقدرة على تغيير النظرة إلى الحياة. فكلمة «أيديولوجيا» تعني وجود منظومة من المعتقدات وبخاصة في المجال السياسي تهدف إلى تغيير العالم حسب رؤية معينة، مما يعني أن المصطلح له أبعاد طوباوية - إن صح التعبير- وأنه يحمل بين طياته وضع قيود على آراء الآخرين أو رفض الآخر بكل ما يتضمنه ذلك أحيانا من تعسف.. وفي هذا انحراف عن المعنى الأصلي للمفهوم، حين ظهر لأول مرة أيام الثورة الفرنسية ،وكان يقصد به (علم الأفكار)، ويهدف إلى محاولة إصلاح أحوال الناس وأن للأيديولوجيا رسالة تهدف إلى تحرير العقل البشري من الأوهام والتحيزات والشكوك عن طريق التعليم باعتباره أفضل أداة للتغيير الاجتماعي.

نهاية الأيديولوجيا

وقد تكون هناك بعض الآراء والأفكار العامة والنظريات الصائبة، التي تحدد معالم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية القائمة، ولكنها لاتؤلف أيديولوجيات بالمعنى الدقيق للكلمة لضيق مجالها إلى حد كبير، وضعف تأثيرها إذا قورنت بالأيديولوجيات التي أفرزها القرن التاسع عشر. وهناك من يتساءل الآن عن مدى إمكان قيام مجتمعات إنسانية متماسكة في المستقبل دون أيديولوجيات مسيطرة وموجهة ونوع هذه المجتمعات وطبيعة العلاقات التي تربطها بعضها ببعض والمبادئ التي تحكم تلك العلاقات.

وبالرغم من مرور مايقرب من نصف قرن على ظهور كتاب نهاية الأيديولوجيا (صدر عام 1960)، فلا يزال يحتل مكانا مؤثرا في الفكر السياسي والاجتماعي المعاصر. ويذهب الكتاب إلى أن الأيديولوجيات السياسية الكبرى التي ظهرت في القرن التاسع عشر كانت تهدف إلى تحويل وتغيير كل أسلوب الحياة برمته ولكنها لم تلبث أن فقدت قدرتها الدافعة على تحقيق ذلك على الوجه الأكمل نظرا لإخفاقها في منع الحروب والقضاء على الاضطهاد السياسي واستمرار حالة التدهور الاقتصادي، وما ظهر من عيوب وتراجع الرأسمالية، وبداية ظهور اتجاهات فكرية وسياسية جديدة، وإن لم تكن على المستوى نفسه من القدرة على التأثير الفكري المستمر، نظرا لاهتمامها بالوصول إلى حلول سريعة للمشكلات، حتى وإن كانت حلولا مبتسرة. وبصرف النظر عن مدى صدق هذه المبررات فإن تغير الأوضاع في العالم يقتضي وجود أيديولوجيات جديدة ملائمة، وبرامج للفعل ذات أبعاد عالمية، بعد أن ظهر أن الزمن تخطى تلك الأيديولوجيات الكبرى، واختفاء كثير من الموروثات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وازدياد قوة الفرد وبزوغ اتجاهات إنسانية لم يكن لها وجود على الأقل بالدرجة نفسها من الوضوح والقوة مع فاعلية وسائل الإعلام والاتصال وتقارب المجتمعات والثقافات بفضل الثورة الإلكترونية، بالرغم من استمرار الاختلافات والتفاوت في كثير من جوانب الحياة.

البيولوجي والآلي

والحقيقة الأساسية الواضحة هي أن العالم يقف الآن على مشارف أشد وأعمق مراحل التغير التي عرفتها الإنسانية. وتتميز هذه المرحلة بسرعة التغيرات التكنولوجية وارتباط الإنسان بها واعتماده المتزايد عليها، بشكل قد يؤدي إلى نوع من التوحد بين الإنسان والآلة بحيث قد يصعب التمييز بين ما هو بيولوجي وما هو آلي. وهناك من المفكرين من يرى أن التغيرات في مجال التكنولوجيا خلال القرن الحادي والعشرين سوف تكون أكبر بألف مرة من تلك التي شهدها القرن العشرون، لأن التغيرات تتزايد بمتواليات هندسية وليس بمتواليات حسابية. ومع أن كل موجة من موجات التقدم تحل المشكلات الموجودة بالفعل فإنها تؤدي في الوقت ذاته إلى ظهور مشكلات جديدة، وينجم عنها مخاطر جديدة تحتاج إلى حلول تعتمد على فكر جديد وهكذا.

ولن يقتصر التغير على الثورة التكنولوجية وإنما سوف يمتد إلى المجال البيولوجي، بحيث تتحول حياة الأفراد عن المسار المألوف إلى مسارات يصعب تقديرها الآن. فعلى سبيل المثال يذهب روبرت فريتاس Robert Freitas إلى أننا لو أفلحنا في القضاء على خمسين في المائة من الظروف التي تساعد على ظهور وانتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها، فإن متوسط عمر الإنسان سوف يرتفع إلى مائة وخمسين عاما بينما القضاء على تسعة وتسعين في المائة من تلك الظروف والأسباب قد يرفع متوسط العمر إلى أكثر من ألف سنة. وهذه وغيرها أمور تدعو إلى التفكير في أوضاع العالم والجنس البشري، وتفرض ضرورة التوصل إلى مبادئ وأفكار وأيديولوجيات جديدة، تتلاءم مع هذه الأوضاع وتنظم مسيرة المجتمع.

ولكن هذا لايعني أن الإنسان لم يعد له أي دور في تشكيل واقع حياته الذي قد يمتد ويتدخل في تحديد مستقبل تلك الحياة ونوعيتها. بل الأمر على العكس من ذلك تماما. إذ وسط كل هذه التغيرات يبرز الإنسان كفاعل مؤثر في أحداث العالم والكون، وعامل أساسي في نشأة حقبة جديدة يطلق عليها بول كروتزن Paul Crutzen الهولندي الذي حاز جائزة نوبل في الكيمياء عام 1993 اسم «الحقبة البشرية أو الإنسانيةAnthropocene «تشبيها لها بالحقب والمراحل الجيولوجية والأركيولوجية الكبرى التي ينقسم إليها تاريخ الإنسان والحضارة، مثل البلايوسين والبلايستوسين. فعصر الأنثروبوسين هو عصر هيمنة الإنسان على كل شيء بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، الذي يمده بتلك الإمكانات الخارقة التي تساعده على القيام بذلك الدور الإيجابي الفعال، بعد السلبية والعجز الطويل أمام أحداث الكون التي ميزت القرون السابقة. فلأول مرة في تاريخ البشرية يستطيع الإنسان أن يتحكم بشكل يكاد يكون مطلقا في كثير من الأنساق الفيزيقية لكوكب الأرض، سواء من حيث مواطن الإقامة أو التنوع الحيوي أو العمليات التطورية والإيكولوجية الرئيسية، وإن كان يمارس على الجانب الآخر نشاطا مدمرا لتلك الأنساق كماهو الشأن بالنسبة لتلوث البيئة والاحتباس الحراري واستنزاف كثير من الموارد الطبيعية غير المتجددة. بل وإبادة بعض أشكال الثروة الحيوانية وهكذا. وصحيح أن الإنسان كان يحاول خلال كل مراحل التاريخ إخضاع الطبيعة لسيطرته في صراعه من أجل البقاء، ولكن ذلك كان يتم بشكل بدائي يتفق مع إمكاناته البسيطة التي لم يستطع معها التحكم في كل قوى الطبيعة، فضلا عن أن يمتد تأثيره إلى خارج نطاق الكوكب الذي يعيش فيه ليصل إلى مناطق أخرى فسيحة من الكون، كما هو الشأن الآن بالنسبة لغزو الفضاء. فالتقدم يشمل الآن كل شيء وليس هناك من يتشكك في قدرة الإنسان على تحقيق ذلك التقدم المطرد الذي يبدو أنه لن يتوقف عند أي حدود لدرجة أننا أصبحنا نسمع عن إمكان قهر الموت، وأن ذلك قد يتحقق في غضون عقود قليلة، وأن الصعوبة الوحيدة التي ينبغي التغلب عليها لتحقيق ذلك الهدف هي التحايل على المرض والضعف حتى يأتي الوقت الذي يستطيع الفرد فيه أن يختار لنفسه وبإرادته الحرة بين الاستمرار في الحياة أو الاستسلام للموت. فكأن اختيار الموت سيصبح مشكلة فردية بحتة، إذ ليس ثمة ما يعجز العقل الإنساني عن مواجهته وتطويعه لإرادته ورغباته، بما في ذلك الموت ذاته. والعلم كفيل بأن يساعد الإنسان في ذلك. وسوف تزداد هذه الإمكانات في المستقبل، فالعلم نشاط تراكمي بطبيعته Cumulative Activity، ونحن نعرف الآن أكثر بكثير جدا من كل ماعرفته الإنسانية خلال كل القرون الطويلة التي مرت منذ ظهورالإنسان الأول إلى الوجود وليس ثمة حدود لما يمكن أن يصل إليه في المستقبل.

بعيداً عن الصراع

وإذا كان العالم ينقسم الآن إلى أقسام وشيع متناحرة ومتصارعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعرقيا ودينيا بشكل يهدد كيانه، مما يتطلب البحث عن وسيلة ترده إلى شيء من التلاؤم والتقارب والتناغم حتى تستمر الحياة في مسارها الطبيعي، أو كما يريدها الإنسان كي تلبي احتياجاته في المستقبل، فإن النداءات تتزايد الآن لقيام نظام عالمي جديد يكفل الارتفاع بمستوى المشكلات الإنسانية وقضاياها، ويستند إلى أيديولوجيا واضحة المعالم تتضمن رؤية محددة دقيقة وشاملة لما يجب أن يكون عليه عالم الغد من حيث أسلوب التعامل مع الأشياء وطبيعة العلاقات بين البشر على مستوى كوكب الأرض، وذلك على اعتبار أن الأيديولوجيا منظومة من المبادئ والأهداف والقرارات التي تكمن وراء نظرية أو نسق سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي معين، وأن هذه المنظومة قابلة للتطبيق، وقادرة على تشكيل الفكر والحياة.. وقد تكون هناك في أواخر القرن العشرين طائفة من الاتجاهات التي تعتبر في نظر البعض أيديولوجيات، ولكنها لاتتصف بالشمول الذي يميز أيديولوجيات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ولا تلزم غير أتباعها المحدودين مهما كثرت أعدادهم، ولذافإنها تكرس الانقسام والاختلاف وترسخ التمييز العقائدي بين أتباع تلك الأيديولوجيات المختلفة، وهي انقسامات خطيرة تحتاج إلى اتخاذ موقف إنساني شامل وكلي يكفل القضاء على تلك الاختلافات.

والواقع أنه بالرغم من كل تلك الانقسامات والصراعات التي يبدو العالم إزاءها كما لو كانت تحكمه القيم والسلوكيات القبلية، فإن هناك في الوقت نفسه رغبة قوية في التواصل والالتقاء والتفاهم بين مختلف الشعوب والثقافات لتحقيق مايصفه الأستاذ Jeffrey Sachs بأنه عصر التقارب Age of Convergence، وذلك في محاضراته التي ألقاها عام 2007 والتي تنظمها الإذاعة البريطانية كل عام تخليدا لذكرى لورد ريث Reith Lectures، ويرد ذلك التقارب إلى قوة وفاعلية وسائل الاتصال وأساليب الترابط المتنوعة بشكل غير مسبوق، بحيث إن مايحدث في أي مكان في العالم سرعان ما يجد له صدى واسعا في بقية أنحاء العالم، مما يعزز الدعوة إلى ضرورة العمل على إقامة نسق دولي جديد يعبر عن هذا الوضع وينظم العلاقات بين مختلف الدول، و لن يتيسرذلك إلا بوجود أيديولوجيا عالمية شاملة، تهدف إلى التوفيق بين النظرتين المتعارضتين إلى العالم المعاصر وهما اعتباره عصرا للهيمنة البشرية أو الأنثروبوسين بكل ما يحمله من تقدم ومخاطر من ناحية، وعصرا للتقارب والالتقاء والتفاهم والاحترام المتبادل من الناحية الأخرى. فالأمر يحتاج إذاً إلى ثورة تنويرية جديدة لحل المشاكل المترتبة على هذه الظروف المعقدة الحالية، كما أنه في حاجة إلى منظومة من الأفكار والقيم والنظم - أي إلى أيديولوجيا شاملة للتحكم في كل الأوضاع الفيزيقية والاجتماعية من أجل مصلحة الجنس البشري، وتحقيق المساواة والتجانس، والثورات (التنويرية) الحالية تختلف كل الاختلاف عن تلك التي عرفتها الإنسانية في عهودها السابقة. فهي ثورات (علمية) يقودها في الأغلب علماء الوراثة والبيولوجيا والفيزياء والتكنولوجيا الحيوية، وبعض المشتغلين بالعلوم الاجتماعية الذين يمارسون بحوثهم ودراساتهم وتحليلاتهم للواقع المشاهد من مدخل مستقبلي. وقد يدخل في زمرتهم كتاب الخيال العلمي الذين قد تتحول أخيلتهم الإبداعية إلى اكتشافات واقعية تغير مسيرة الحياة. فهذه الفئة من المفكرين والعلماء والمبدعين هم الذين يعملون على تطوير الوضع الإنساني بشكل جذري، وتتجاوز أهدافهم كل تلك الأفكار والآراء الجزئية أو الفرعية القاصرة الموجودة الآن.

... وبعيداً عن التقليدية

وكثيرا ما تتعارض تلك الأفكار والاكتشافات والاتجاهات مع النظم التقليدية المستقرة مثل العائلة والدولة وكثير من العلاقات المتوارثة، بل وبعض السلوكيات ذات الأبعاد البيولوجية، كما هو الشأن مثلا في حالة الالتجاء إلى الأساليب الصناعية للإنجاب والتي ينطبق عليها تعبير (الإنجاب خارج الجسد)، وهو تعبير له مغزى عميق لأنه يشير إلى انفصال الحياة الإنسانية عن الجسم الإنساني في العصر الحديث، كما يكشف لنا عن نوع ومدى اختلاف الأيديولوجيات التي يحتاج إليها العالم، عن تلك التي عرفها في عهوده السابقة والتي تبدو الآن ساذجة بل ومتخلفة لاتتناسب قط مع الأوضاع القائمة الآن فضلا عن متطلبات الغد.

والأمر لايخلو بعد هذا كله من وجود بعض الشكوك والتساؤلات التي يثيرها عدد من علماء الاجتماع حول جدوى هذه التغيرات التي يتحمس لها كثير من المستقبليين المشتغلين بالعلوم البيولوجية والتكنولوجية دون أن يعطوا للجوانب الإنسانية ما تستحقه من عناية واهتمام. والذي يقلق هؤلاء المفكرين الاجتماعيين هو أن هذه التغيرات الهائلة والمتسارعة سوف تؤدي في آخر الأمر إلى اغتراب البشر بعضهم عن بعض، وعن العالم الذي يعيشون فيه، وعن الطبيعة التي تحيط بهم. ومثل هذا المستقبل سيكون - بغير شك - غريبا تماما عن طبيعة الإنسان الذي سوف يفقد نفسه وآدميته في ظل تلك الأوضاع التي لن توفر له السعادة المنشودة والتي سوف تجعل منه عبدا للآلة بدلا من أن تساعد على ترابط البشر من خلال شبكة من العلاقات الاجتماعية المتنوعة والمتغايرة. فليس هناك على مايقول ريتشارد إكرسلي Richard Eckersley الأستاذ بجامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا - ماهو أهم من الشعور بالانتماء، وأنه ليس من المجدي في شيء أن يتحكم الإنسان في الكون بفضل التقدم التكنولوجي إذا فقد ذلك الإنسان إنسانيته (The Futurist, March-April, 206). وهذا معناه أن العالم لايزال في حاجة إلى أيديولوجيا جديدة تعيد الأمور إلى نصابها وتخلق نوعا من التوازن بين متطلبات العلم والتكنولوجيا وإنسانية الإنسان.

ولكن من يتولى وضع هذه الأيديولوجيا؟ وما أبعادها؟!

تلك هي المشكلة.

 

 

أحمد أبوزيد