هو .... هي

سوف أهزمه

لن أصارح هذا الفتى بأي من أفكاري أو مشاريعي. أفهمه جيدا. أعرف أنه يريد مساعدتي له. كما أنني أتابع تحركاته حولي. إنه دائم التودد إلى، الآن وفقط. أما بعد أن ينال مني ما يريد من أفكار ومشاريع فسوف يعود سيرته وعادته الأولى مرة أخرى. عنيد وشقي ولا يراعي أيا من رغباتي أو خصوصياتي. يستمر يضايقني ليلا ونهارا.

سوف أؤدبه. سوف أعلمه هذا العام كيف يتوقف عن مضايقتي خاصة عندما أتحدث أو ألعب أو أصاحب صديقاتي وجاراتي.

حدث أن ضبطته أمس وهو يفتش أحد أدراج مكتبي، فنبهته بهدوء ألا يفعل ذلك مرة أخرى وألا يعود إلى تلك الفعلة ثانية، لكني لم أظهر له أني اكتشفت حيله ومحاولاته لمعرفة ما أخفي من أفكار ومشاريع. تظاهرت وكأني لا أبالي ولا أفهم شيئا.

ماذا يريد أحمد مني؟

يريد مساعدتي له في اختيار وشراء هدية لأمنا في عيد ميلادها.

كذلك يريد معرفة ماذا سأشتري لها، وبكم؟

في مثل هذه المناسبات يأتي إلى أحمد منافقا إياي ومتوددا إلى طالبا مساعدتي له. ثم وبعد أن أساعده وأختار له الهدية المناسبة وبعد أن أقرضه بعض المال، يعود سيرته الأولى والدائمة في معاملتي. كثيرا ما يضايقني خاصة عندما أكون في صحبة صديقاتي من التلميذات أو الجارات.

دائما ما أنصحه بأن يدخر بعض النقود لمثل هذه المناسبات. إلا أنه لا يستمع إلى. يستمر ينفق كل مصروفه، ثم يأتي إلى مأزوما يطالبني بإقراضه، ثم بمساعدته في شراء الهدايا سواء كانت لأمنا أو لوالدنا. قدمت مساعدتي لعدة سنوات. أما هذا العام فلن ينال مني قرشاً واحداً أو أي درجة من المساعدة.

سوف اعلمه كيف يعتمد على نفسه. وكيف يتوقف عن الاعتماد على. ثم سوف آخذ ثأري منه عن كل الذي فعله معي طوال الفترة الماضية.

إنه لا يعرف حتى الآن أنني اشتريت هديتي لأمي. لقد فكرت منذ فترة وقررت أن أشتري لها قرطاً يلائم فستانها الجديد المشجر ذا الورد الحمر والأصفر. اشتريت لها قرطا ذا فص أحمر يحيط به إطار من المعدن المذهب.

سوف أهزم أخي أحمد وأجعله يقف أمام أمي في عيد ميلادها كالأبله.

.. هي

آه .. من الهزيمة

إنها خبيثة وماكرة.

كاد يغمى على أمس عندما ضبطتني أفتش في أدراج مكتبها بحثا عن هدية أمي في عيد ميلادها. كنت أريد أن أعرف ماذا اشترت لكي أشتري مثلها.

لا أعرف كيف تبتكر تلك الأفكار.

في العام الماضي نصحتني بشراء إيشارب أصفر به تشكيلات سوداء. قالت لي إن هذا الإيشارب سيلائم الجاكيت الجديد الذي اشترته أمنا. وبالفعل عندما قدمت الإيشارب إلى أمي قالت لي "أحمد .. ذوقك جميل .. هذا الإيشارب يلائم الجاكيت الجديد"، فرحت ولم أقل إنه ذوق منى.

منى أختي شيطانة. تعرف كيف تدخر النقود لمثل هذه المناسبات. لذلك أقترض منها. أما أنا فلا أستطيع الادخار. كلما احتفظت ببعض من مصروفي أسرعت إلى إنفاقه. تغريني الأشياء المطروحة في السوق، كما أنني لا أعرف كيف أتصرف في اختيار الهدايا.

عندما أقترب عيد ميلاد أمنا، ساورتني الحيرة لأني لا أملك المال الكافي لشراء مجرد باكو حلوى صغير. وكنت خائفا من ألاعيب هذه الفتاة الماكرة العنيدة. أنها تريد أن تحرجني هذا العام. تريدني أن أظهر كالأبله لحظة أن تتقدم هي بهديتها لأمنا.

ذهبت غلى أبي ورجوته أن يقرضني بعض المال على أن يخصمه من مصروفي على عدة شهور. شرحت له الأمر. في البداية رفض بحجة أن هذه أمور لابد للمرء أن يحسب لها حسابا قبل فترة. قال لي إن كان كل إنسان لابد أن يدخر جزءا من دخله للطوارئ. أما إذا أنفق كل فرد كل دخله فلن يستطيع مواجهة الطوارئ أو الأزمات أو تلك الواجبات الصغيرة.

عدت إليه مرة أخرى راجيا، أكاد أبكى. فأنا لا أريدها أن تهزمني. أفهمها جيدا فهي عادة ما تتردد في الأخذ بالثأر.

في النهاية وافق أن يقرضني على شرط أن أسدد كل شهر جزءا من القرض. لم يكن أمامي إلا هذا الحل. والآن ما زال أمامي جزء آخر من المهمة وهو انتقاء هدية ملائمة لأمي.

أحاول مجاهدا التقرب من منى، لكنها ماكرة تستطيع اكتشاف كل الألاعيب. قمت بالبحث في دولابها، فلم أجد شيئا. تحدثت مع صديقاتها، لكن يبدو أنهن كون عصابة ضدي.

ثم عندما فتحت درج مكتبها، دخلت على الغرفة وضبطتني. كاد يغمى على خاصة بعد أن لمحت في عينيها أنها تفهمني ولم تتكلم. كل الذي قالته لي " لا تعد إلى هذه الفعلة بعد ذلك ... هذا عيب كبير أن يفتش إنسان في خصوصيات الآخرين".

كم أود أن تساعدني هذه الماكرة.