ستون عاماً على النكبة

ستون عاماً على النكبة

قرأت في عدد مايو 2008 موضوعاً بعنوان «فلسطين عربية أطول حرب ضد شعب» للأستاذ الدكتور سلمان أبو ستة، وأقول تعقيبا عليه: يتفق المؤرخون والدارسون على أن عام 1948هو اليوم المشئوم في تاريخ الأمة العربية والإسلامية هو يوم هزيمة العرب والمسلمين في حربهم مع الدولة الصهيونية وفقدت فلسطين استقلالها، وفى عام النكسة 1967 سقطت القدس في أيدي اليهود ومع ذلك لم يتعلم العرب والمسلمون من التاريخ، تاريخ اليهود مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع الأنبياء. هؤلاء البشر ولدوا على المكر والخديعة وطبعوا على الغدر والخيانة. كثيرا ما كانوا يقتلون النبيين بغير حق ويأكلون أموال الناس بالباطل وكانوا في نزاع دائم وعدوان مستمر وهم أينما كانوا وفي أي زمان كان طابعهم الخسة والنذالة والعداوة المتغلغلة في صدورهم للمؤمنين. قال الله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون صدق الله العظيم.

ولهذا وقف اليهود من النبي - صلى الله عليه وسلم - مواقف غير إنسانية وحاولوا الغدر به أكثر من مرة ولكن محاولاتهم الدنيئة باءت بالفشل. إن تاريخهم الأسود ملطخ بدماء الأنبياء والأبرياء هم خلفاء إبليس في الأرض، وقد اشتمل التلمود - وهو الأفضل عندهم من التوراة - على أوامر في منتهى الخطورة على الأديان السماوية بل على البشر جميعاً. ومن هذه الأوامر أن أي شريعة غير الشريعة اليهودية فاسدة، وأن كل شعب قابض على السلطة غير الشعب اليهودي هو شعب غاصب للسلطة والأحبار والحاخامات في كتبهم قالوا ما نصه: «اهدم كل شيء قائم، لوّث كل طاهر، احرق كل أخضر كي تنفع يهوديا بفلس، اقتلوا جميع من في المدن من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم بحد السيف، العن رؤساء الأديان غير اليهودي ثلاث مرات في اليوم». ويقول التلمود: «إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد معضلة لا يمكن حلها في السماء، ويقول إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله». موسى - عليه السلام - كان يقول عنهم: «إنهم الشعب الغليظ المتمرّد على الله ورسله الكافر بنعمه وفضله»، وعيسى - عليه السلام - كان يقول لهم: «يا أولاد الأفاعي»، «والرسول ـ صلى الله عليه وسلم - كان يقول: « يا إخوة القردة والخنازير»، وسجل عليهم اللعنة ليوم الدين وذلك بما قرأه عليهم بنص القرآن لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون صدق الله العظيم.

إن الدولة الإسرائيلية قامت على ثلاث أساطير كما وضّحها الفيلسوف الفرنسي الشهير روجيه جارودي في كتابه «أساطير المؤسسة السياسية الإسرائيلية». ويقول إن هذه الأساطير عندهم مستمدة من التوراة، الأسطورة الأولى تقول: إن فلسطين هي الأرض الموعودة أو بمعنى أدق هي جزء منها، وفي سفر التكوين يقول: «إن الرب أعطى إبراهيم وقومه هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير في العراق»، وعلى هذا إن إسرائيل قامت على أساس نبوءة توراتية، الأسطورة الثانية تؤكد إن إسرائيل هي شعب الله المختار ولذلك في سفر الخروج عبارة تقول «هكذا قال الرب إسرائيل ابني البكر وتحاول الأسطورة الزعم بأن الوحدانية ولدت مع اليهودية، الأسطورة الثالثة استغلها اليهود في قتل سكان قرية دير ياسين العربية البالغ عددهم 254، وفي عام 1948 استغلها اليهود في عملية الإبادة الجماعية للفلسطينيين، ولذلك في سفر العهد». حديث عن مآثر بني إسرائيل يقول: «قاتلوا مدين كما أمر الرب موسى واقتلوا كل ذكر»، وفي حروبهم مع العرب في العصر الحديث كانت فتاوى الحاخامات توزع على الجنود من هذه الفتاوى لا تنتهك حرمة السبت في إنقاذ شخص غير يهودي لا يجوز إنقاذ شخص غير يهودي حتى ولو كان في حالة خطرة يجوز تجريب الدواء على الشخص غير اليهودي، العرب والفلسطينيون مثل الكلاب يجب إبادتهم، الشعب الاسرائيلي أفضل الأجناس هم شعب الله المختار. المستشرق اليهودي جستاف لوبون كان يقول عنهم: إن اليهود ومن أول ملوكهم شاؤل هم قوم أفاقون سفاكون شديدو الخصام العدائي، إنهم قوم ميالون للقتل. ومع كل هذه الأكاذيب والمغالطات التاريخية فاللوم كل اللوم على العرب والمسلمين الذين أخطأوا في حق دينهم وعروبتهم وأنفسهم، كما أخطأوا من قبل عندما ضاعت منهم الأندلس وضاعت أهم مدنها إشبيلية وغرناطة وقرطبة. أضاعوا القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وعزائي الوحيد أن تاريخ الثقافة العربية المتمثل في مجلة العربي أنها ولدت بعد النكبة يا ليتها ولدت قبل ذلك.

وفي النهاية لايسعني إلا أن أتذكر الآية الكريمة إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم . صدق الله العظيم.

رفعت بسيوني
دسوق - مصر

-----------------------------------------

أَهِلاَلٌ بَيْنَ هَالَهْ؟
أَمْ غَزَالٌ في غِلاَلَهْ؟
صَادَ بِالَّلحظِ فُؤَادِي
أَتَرى الْهُدْبَ حِبَالَهْ؟
غرني، ثمَّ تولى
لَيْتَ شِعْرِي، مَا بَدَا لَهْ؟
أَنَا مِنْ شَوْقِي إِلَيْهِ
واقعٌ بينَ ضلالهْ
أيها الظالمُ ! هبْ لي
مَرَّة ً مِنْكَ الْعَدَالَهْ
وَارْعَ لِي حَقَّ وِدَادٍ
فيكَ ، لمْ أقطعْ حبالهْ
منطقٌ عذبٌ ، وَمعنى
يبسمُ السحرُ خلالهْ
كُلُّ بَيْتٍ كَنَسِيجِ الرْ
رَوْضِ حُسْناً وَطَلاَلَهْ
أنا في الشعرِ عريقٌ
لمْ أرثهُ عنْ كلالهْ

محمود سامي البارودي