«السودان على مفترق الطرق بعد الحرب.. قبل السلام»

«السودان على مفترق الطرق بعد الحرب.. قبل السلام»

صدر حديثاً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب «السودان على مفترق الطرق بعد الحرب.. قبل السلام» ضمن سلسلة كتب المستقبل العربي (50).

البحوث التي يتضمنها هذا الكتاب - الذي يقع في 287 صفحة - تتناول حزمة القضايا المعبّرة عن واقع السودان الراهن، وهي تحاول رسم الطريق بين قلب السودان ورمز سيادته، الخرطوم، وأطرافه الممتدة من كردفان ودارفور إلى أعماق الجنوب عند حدود جبال الأماتونج. إن تلك الجغرافيا المذهلة التي تمثل واحداً من أكثر البلدان في العالم التي تمتزج فيها المناخات الصحراوية وشبه الصحراوية في الشمال بمناطق السانا الشاسعة والتربة الطينية الخصبة والسدود في أعالي النيل والمناخ الاستوائي الرطب في أقصى الجنوب، هي في الواقع تعبيرات ثقافية أسهمت بشكل أو بآخر في كل الأحداث التي عبّرت عن تمزق السودان ووحدته في آن واحد.

وقد شملت هذه البحوث موضوعات معبّرة عن مسعى الطموح لبناء السلام الوطني المجسّد لوحدة السودان وتقدمه، ومعالجة تداعيات قضية الجنوب وأزمة دارفور، والتصدي لسياسات التدخل الخارجي، وفي مقدمتها المخططات الأمريكية لإثارة النزاعات الداخلية، ومواجهة التحالفات الإقليمية من داخل القارة الأفريقية، لانتزاع أدوار علي مائدة القضية السودانية، وصولاً إلى تناول موضوع الثروة، والتنمية، والمحور الاقتصادي والاجتماعي، وتأثيره في مسيرة السودان، ووحدته واستقلاله وتقدمه.

وكل تلك الموضوعات تلتقي على قاعدة جامعة تقود إلى التعريف وإشاعة الحقائق حول قضية السودان من جوانبها المختلفة، فالأرض العربية التي أرسل إليها نيرون قبل عشرين قرناً أولى بعثات الاستعمار طمعاً في الثروات والنفوذ، تواجه اليوم عصر النيرون الأمريكي وأطماعه في الهيمنة، وتقاوم، كما عرفت بذلك عبر تاريخها، من أجل الثوابت ذاتها، وفي سبيل حريتها وكرامتها.