ورد في إصِّيص علي منصور

ورد في إصِّيص

شعر
تجـاعـيد

" أبداً، لن أكذب ثانية، منذ اللحظة"
هكذا أكد لنفسه ذات صباح
وكان على مقربة من ظلال لها رائحة ياسمين .
سوى أنا قد نسي ذلك تماماً
ولم يعد يدري منذ متى
وهو يقفـز هكذا، بـين العربات، وفي المكـاتب، وعلى
الأرصفة!!
فجأة أمام مرآة مصعد الجريدة
بينما هو في السابعة والأربعين ، وتسعة أشهر، ويومين
تذكر الظلال ذاتها
الظلال التي لها رائحة ياسمين .
وكحاطب تعاسة
غمغم الذي سيموت في فراشة هذا المساء:
" ماذا ستفعل الآن حيال التجاعيد؟!
آه التجاعيد التي - بلا رحمة -
غضَّنتْ روحك!!".

رجـال ورعـون

هبطوا المدينة خفاقاً ، ذات مساء
واشتغلوا مهنا شتى
مسحوا على رأس يتيم، وبسملوا
وليس لبعضهم لحى، وبعضهم
ذوو أفكار لها رائحة ريحان .
قال أحدهم باسماً :
" خذ هذه يا غلام "
ولم تكن برتقالة ، ولا قطعة من نقود!!
ثم هبطها مدينة أخرى، غير متعبين
مسحوا على رأس يتيمة ، وبسملوا
وقال أحدهم : خذي هذه يا غلامة
ولم يكن رغيفا، ولا قميصاً ذا كمين ا!
اصبروا خمسة عشر عاماً ،
والرجال الورعون لن يراهم أحد.
فقط سيتزوج الغلام الغلامة
ويتحدث الناس ، في الصباح
عن غرباء
شوهدوا عند أطراف المدينة
يُهنئون أنفسَهم ، مهللين

 

علي منصور

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات