" أبداً، لن أكذب
ثانية، منذ اللحظة"
هكذا أكد لنفسه ذات صباح
وكان على مقربة من ظلال لها
رائحة ياسمين .
سوى أنا قد نسي ذلك تماماً
ولم يعد يدري منذ متى
وهو يقفـز
هكذا، بـين العربات، وفي المكـاتب، وعلى
الأرصفة!!
فجأة أمام مرآة مصعد
الجريدة
بينما هو في السابعة والأربعين ، وتسعة أشهر، ويومين
تذكر الظلال
ذاتها
الظلال التي لها رائحة ياسمين .
وكحاطب تعاسة
غمغم الذي سيموت في
فراشة هذا المساء:
" ماذا ستفعل الآن حيال التجاعيد؟!
آه التجاعيد التي - بلا
رحمة -
غضَّنتْ روحك!!".
رجـال ورعـون
هبطوا المدينة خفاقاً ،
ذات مساء
واشتغلوا مهنا شتى
مسحوا على رأس يتيم، وبسملوا
وليس لبعضهم لحى،
وبعضهم
ذوو أفكار لها رائحة ريحان .
قال أحدهم باسماً :
" خذ هذه يا غلام
"
ولم تكن برتقالة ، ولا قطعة من نقود!!
ثم هبطها مدينة أخرى، غير
متعبين
مسحوا على رأس يتيمة ، وبسملوا
وقال أحدهم : خذي هذه يا غلامة
ولم
يكن رغيفا، ولا قميصاً ذا كمين ا!
اصبروا خمسة عشر عاماً ،
والرجال الورعون
لن يراهم أحد.
فقط سيتزوج الغلام الغلامة
ويتحدث الناس ، في الصباح
عن
غرباء
شوهدوا عند أطراف المدينة
يُهنئون أنفسَهم ،
مهللين