الطريق إلى المعرفة.. تعليم الساحر دون خوان
الطريق إلى المعرفة.. تعليم الساحر دون خوان
كان التقابل بين الثقافات، وبالذات في مجال الاختلاف والتباين بين المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية والاجتماعية من أهم المشكلات التي شغلت بال الكثيرين من المفكرين والباحثين وبخاصة علماء الأنثربولوجيا الذين يتخصصون في دراسة الثقافات والنظم السائدة فيما اصطلح على تسميته بالشعوب والمجتمعات "البدائية"، وهي تسمية مطاطة أطلقت في القرن التاسع عشر على الجماعات القبلية التي تعيش في عزلة عن الحضارة الغربية بنظمها الاقتصادية والسياسية الحديثة وتكنولوجياتها المعقدة. ومع أن الاتجاه العام الذي ساد في ذلك القرن وحتى عهد قريب نسبيا كان يميل إلى الإعلاء من ثقافة الغرب على حساب الثقافات الأخرى بوجه عام، والثقافات (البدائية) بوجه خاص وتجريد تلك الشعوب المتخلفة المنعزلة في إفريقيا واستراليا وجماعات الهنود الحمر من القيم الأخلاقية العليا ومن القدرة على التفكير المنطقي السليم، فقد ظهر في النصف الثاني من القرن الحالي على الخصوص فريق كبير من الباحثين الذين يؤمنون بنسبية الثقافة ويرون أن لكل ثقافة قيمها ومعاييرها الأخلاقية وأنماطها الفكرية الخاصة التي يجب أن تؤخذ في ذاتها بعين الاعتبار والاحترام دون محاولة تقويمها والحكم عليها في ضوء الثقافة الغربية أو بالإشارة إلى مقومات ومحطات ومعايير تلك الثقافة، وأننا إذا درسنا تلك الثقافات (البدائية) أو (المتخلفة) وفهمناها على حقيقتها فسوف تكشف لنا تلك الثقافات عن قيم ومبادىء وقواعد أخلاقية ودينية وفكرية لا تقل سموا وعمقاً عما هو سائد في الثقافة الغربية، بل إنها قد تكشف عن أبعاد وأعماق لم يصل إليها الفكر الغربي الذي تتحكم فيه القواعد والمناهج العلمية الدقيقة المحكمة ويخضع للنظرة العقلانية (المتزمتة) التي تضع قيودا على انطلاق الفكر وتمنعه من رؤية كثير من العلاقات التي تربط بين الأشياء والكائنات المختلفة المتباينة، لأن مثل هذه العلاقات لا تتفق مع مبادئ التفكير العلمي الوضعي الحديث. فالرجل (البدائي) يصدر تفكيره عن منطق له قواعد تختلف عن القواعد التي تحكم تفكير الإنسان الحديث. وهو منطق يقوم على أساس اعتبار الكون بكل ما فيه من كائنات وموجودات وظواهر يؤلف وحدة متكاملة لا تقوم فواصل أو حواجز قاطعة وحاسمة بينها، وبذلك يمكن أن تتشكل الكائنات بأشكال مختلفة تحت ظروف مختلفة، فالإنسان قد يتحول إلى حيوان أو نبات والعكس بالعكس، بل إن الكائن الواحد قد يجمع بين خصائص كائنات عديدة مختلفة في الوقت الواحد، فقد تكون له رأس آدمية تقوم على جسم حيوان له أطراف نباتية وهكذا. وهذه أمور سجلتها الميثولوجيا (البدائية) بل وميثولوجيا اليونان، وكلها تعني في آخر الأمر اعتقاد العقل (البدائي) في وحدة الوجود. وبعض قادة الفكر الحديث في الغرب ينظرون إلى هذا المنطق بشيء غير قليل من الإكبار والتقدير ويرون فيه دليلا على مرونة التفكير البدائي المتحرر من القوالب الجامدة المحكمة التي يصب فيها الفكر الغربي الحديث الذي يصف نفسه بأنه فكر أو تفكير علمي. تصنيف مختلف المفكر الفرنسي الكبير ميشيل فوكوه له في ذلك ملاحظة دقيقة وطريفة وتعبر عن هذه النظرة، التي يأخذ بها الكثيرون من الكتاب والعلماء المعاصرين، وبخاصة علماء الأنثربولوجيا، فهو يقول في بداية كتابه عن (الكلمات والأشياء) ـ نقلاً عن الكاتب الأرجنتيني بورخيس إن إحدى الموسوعات الصينية تصنف الحيوانات تصنيفا مختلفا عن التصنيف المعهود في الغرب، لأنها تميز بين عدة فئات هي: الحيوانات، والحيوانات المحنطة، والحيوانات المستأنسة، والخنازير الرضيعة، والحيوانات الأسطورية شبه الآدمية، والحيوانات الخرافية، والكلاب الضالة، والحيوانات التي تدخل ضمن ذلك التصنيف القائم الآن، والحيوانات المسعورة والحيوانات التي ترسم باستخدام فرشاة مصنوعة من وبر الجمل الناعم، والحيوانات التي (كسرت الإبريق)، والحيوانات التي تبدو من بعيد كأنها ذباب، وغير ذلك. ويذهب فوكوه إلى أن هذا التصنيف الذي يبدو عجيبا أمام الفكر الغربي يكشف في حقيقة الأمر عن عجز الغرب عن التفكير بمثل هذه الطريقة، وأنه دليل على مدى قصور نسق التفكير السائد في الحضارة الغربية. فهناك عدد كبير من أنساق تصنيف الحيوانات (مثلاً) ظهرت خلال التاريخ، وكل نسق منها يستمد أصوله من تصور مختلف للنظام الطبيعي للعالم، وهي تصنيفات، يرفضها العقل الغربي ويرى أنها فاشلة لأنها متأثرة بأشكال التفكير الديني أو التفكير البدائي، وأن التصنيف الوحيد الصحيح والذي يخلو من كل العيوب والنقائص هو التصنيف السائد في الغرب. وهذه وأمثالها قضايا يرفضها الكثيرون من المفكرين الآن، أو على الأقل يضعونها تحت المجهر لمعرفة مدى صدقها ومصداقيتها. ربما كان علماء الأنثربولوجيا أكثر الناس اهتماما بتعرف خبايا الفكر (البدائي) والكشف عن المبادئ التي يقوم عليها والبحث عن القيم الإنسانية السامية الرفيعة التي يتضمنها هذا الفكر. وربما كان هؤلاء العلماء أقدر من غيرهم على ذلك بحكم تخصصهم الذي يفرض عليهم الإقامة لفترات طويلة من الزمن قد تصل إلى بضع سنين في الشعوب التي يدرسونها حتى يتمكنوا من التغلغل إلى أعماق ثقافات تلك الشعوب من خلال الاتصال المباشر والمشاركة في كثير من أوجه النشاط اليومي الذي يقوم به الأهالي. لقاء مع السحر من أهم وأطرف الخبرات والتجارب التي مر بها الأنثربولوجيون في هذا المجال، تجربة عالم أنثربولوجي أمريكي لا يكاد يكون معروفا في العالم العربي إلا للقليلين حتى من المتخصصين على الرغم من شهرته الواسعة في الخارج.. العالم اسمه كارلوس كاستانيدا أستاذه اقترح عليه استاذه في جامعة كاليفورنيا أن يركز على دراسة استخدام الأعشاب الطبية في السحر والعلاج لدى بعض هنود المكسيك، بل "التلمذة" على أحد "العارفين" الذين يعرفون عند هؤلاء الهنود الحمر باسم "الياكوي"، وهو الذي يظهر في أعمال كاستانيدا تحت اسم دون خوان. جاء التقاء الباحث الأنثربولوجي الشاب بالساحر المطبب العارف الشيخ (الياكوي) عن طريق المصادفة البحتة في إحدى محطات الأتوبيس عام 1961 أثناء الدراسة الميدانية. وقد وجد الباحث الشاب نفسه مشدودا بقوة إلى العارف الشيخ منذ البداية، ولازمه في الرحلة إلى حيث يقيم، وأراد الارتباط به لمعرفة سر الممارسات السحرية والأفكار التي تكمن وراءها. وبعد تردد طويل قبل الشيخ العارف أن يتولى إرشاد وتعليم الباحث المريد وإطلاعه على أسرار الطقوس والممارسات والسير به في دهاليز وسراديب المعرفة المتشعبة. واستمرت فترة التلمذة والتلقي أربعة أعوام بين عامي 1961 و 1965 عاد بعدها الباحث إلى جامعته، ولكنه لم يلبث أن رجع إلى العارف الشيخ مرة أخرى عام 1968 لمواصلة التلقي والتعلم من أجل مزيد من التعمق في بعض الأسرار والأفكار التي أغلقت عليه. وتدور معظم أعمال كاستانيدا بعد ذلك حول هذه التجربة الروحية العميقة، وحول التعاليم والأسرار التي تلقاها على أيدي دون خوان الذي قاده على طول (طريق الياكوي إلى المعرفة). طريق صعب والطريق إلى المعرفة، صعب وطويل ومحفوف بالمخاطر. والمعرفة الحقة ليست مجرد معلومات أو مبادئ وقواعد وإرشادات وتوجيهات نظرية، وإنما هي بالإضافة إلى هذا كله ممارسات عملية وتأمل وتطويع للذات وترويض للنفس بما يتفق مع تلك الإرشادات والتوجيهات والمبادئ. والوسيلة لتحقيق ذلك تكون عن طريق التفكير والتأمل العميقين وتحديد الهدف بوضوح ثم الإقدام على تحقيق الهدف من الواقع دون خوف أو تردد، فالمعرفة قوة تدفع صاحبها إلى اتخاذ القرار الصحيح القائم على الفهم. ولذا فإنه كثيرا ما كانت هذه الممارسات لطلب المعرفة تفرض على العارف وعلى المريد تعاطي بعض تلك الأعشاب الطبية المخدرة التي كانت تتيح لهم الانفصال عن هذا العالم الدنيوي المحسوس والتحليق في عالم لا مادي مليء بالأفكار المجردة بقدر ما هو مليء بالتخيلات البعيدة عن الواقع المعيش وهو ما يشير إليه دون خوان في تعاليمه مجالات (الواقع غير المألوف)، أو غير المعتاد. وفي هذا الواقع غير المعتاد نزول الفواصل والحواجز بين الأشياء ويمتلك أي شيء خصائص ومقومات كل شيء ويتحول البشر تحت ظروف معينة إلى حيوانات، أو نباتات والعكس بالعكس. فهو (واقع) وحدة الوجود الذي تؤلف فيه الأشياء جميعا وحدة متماسكة كلية، بحيث يعكس الجزء ـ أيا كان ـ خصائص الكل. وقد تكون هذه الأعشاب والنباتات الطبية المخدرة هي الوسيلة إلى بلوغ هذه الحالة التي تتفتح فيها أبواب المعرفة على مصاريعها. ولكن هذه الحالة بعيدة عن أن تكون حالة هذيان أو (هلوسة) كما قد يتبادر إلى الذهن. وإنما لكل نوع من تلك النباتات الطبية خصائص معينة تساعد على الوصول إلى مرتبة محددة من مراتب المعرفة إلى جانب استخدامها في السحر وعلاج الأمراض، كما تساعد في الوقت ذاته على تحقيق حالة من الاسترخاء الفيزيقي والمتعة الذهنية والصفاء الروحي والنشوة النفسية. ومن بين هذه النباتات الطبية تحتل ثلاثة أنواع منزلة خاصة، إذ يرتبط اثنان منها بإمكان امتلاك (القوة) التي تعتبر خير حليف للإنسان إذا عرف كيف يستخدمها، ولم يقع هو نفسه فريسة وضحية لسوء استخدامها، بينما ارتبط النوع الثالث بالحكمة أو معرفة الطريق الصحيح للحياة الآمنة الهانئة. وقد يصاحب تعاطي هذه الأنواع الثلاثة من الأعشاب والنباتات الطبية المخدرة حدوث تشنجات وتقلصات عنيفة في الجسم تنتزع الإنسان من هذا العالم المادي الدنيوي المحسوس الذي يعرفه في حالة الوعي والصحو واليقظة التامة. فهي إذن ليست مجرد ارتعاشات أو انتفاضات عصبية تحدث بطريقة تلقائية تحت وقع المخدر ودون أن يكون لها هدف، وإنما هي وسيلة لبلوغ تلك الحالة التي يعرف المرء فيها (الواقع غير المعتاد) أو الحقيقة غير المألوفة في الحياة اليومية العادية. وللوصول إلى المعرفة شروط ينبغي الالتزام بها، ليس أهمها الرغبة في تحصيل العلم، إذ الأهم من ذلك هو تحديد الهدف من هذه المعرفة تحديدا واضحاً، بالاضافة إلى الرغبة الأكيدة لبلوغ هذا الهدف وتحقيقه. وصدق الهدف أو كذبه هو الذي يحدد صدق أو كذب المطلب الذي يطلبه الإنسان في سعيه من أجل المعرفة. والوسيلة الوحيدة لتحديد ذلك المطلب هي تركيز الفكر بحيث ينسى المرء كل ما يدور حوله حتى يتجسد أمامه ذلك المطلب الذي قد يكون خافيا عليه في بداية الأمر. أعداء المعرفة ولكن طريق المعرفة تعترضه بعض الصعوبات التي تعتبر (أعداء) للمعرفة ولذا ينبغي التغلب عليها. وأهم هذه الأعداء الخوف والطموح. وصحيح أن الإنسان معرض دائما للخوف. بل إن الإنسان السوي يجب أن يستشعر الخوف وأن (يجربه) في حياته اليومية، ومن الأفضل له لكي يحقق ذاته وإنسانيته أن يعرف الخوف بدلا من ألا تكون لديه فكرة عنه على الإطلاق، والمهم هو أن يعرف كيف يتعامل مع ذلك الخوف. فالشخص الذي يستسلم للخوف ويسمح له بأن يتمكن منه سوف ينتهي به الأمر إلى أن يحيا حياة ملؤها الرعب والفزع مما يمنعه من السعي والعمل والإقدام، وإما أن ينقلب إلى طاغية يملؤه الغرور بحيث يسيء معاملة كل من هم دونه في المكانة والمنزلة ومن هم أضعف منه قوة. أما التغلب على الخوف فإنه يساعد إلى صفاء الذهن وجلاء الرؤية ووضوح الهدف وتحديد الرغبات بكل دقة وبالتالي السير قدما في طريق المعرفة الصحيحة أو المعرفة الحقة. بيد أن هذا الوضوح له هو أيضا مخاطره ويمكن أن يكون (عدواً) للمعرفة إن هو زاد عن الحد الذي يجعل المرء يتغاضى معه، أو حتى يتعامى عن رؤية نفسه في كل أبعادها بحيث يصبح واثقا من قدراته الذاتية ولا تسايره الشكوك حول إمكاناته الخاصة، وبذلك يخذل الإنسان نفسه بنفسه ويجعل من ذاته موضعا لسخرية الآخرين، ويركن إلى الرضا بما هو فيه، وينصرف عن العمل على ما فيه الارتقاء بقدراته وقواه على اعتبار أنه ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن وقائم بالفعل، وذلك بعكس الحال إذا ما اتخذ المرء من وضوح ذهنه وصفاء رؤيته وسيلة للتحكم في النفس وأداة لتحقيق ما يسميه دون خوان (القوة الحقيقية) التي تستند إلى عمق الإدراك وحسن التقدير مما يساعده على التحكم في طموحاته والسيطرة في الوقت نفسه على الذات وعلى كل ما حوله. هذه القدرة على السيطرة ـ أو القوة حسب تعبير دون خوان ـ يمكن أن تنقلب ضد الإنسان وتكون بذلك عدواً آخر من أعداء المعرفة، وذلك إذا تهاون المرء في التحكم فيها ذاتها بحيث يسلم نفسه إلى إغراءاتها ويلجأ في حياته إلى القسوة والعنف وبذلك تحول بينه وبين الوصول إلى المعرفة الحقيقية، وذلك على العكس من الشخص الذي يدرك الأبعاد الصحيحة للإفادة من تلك القوة وينظر إليها على أنها مجرد عبء ثقيل يحمله على كتفيه وأنها ليست في آخر الأمر ملكا خاصا أو خالصة له دون غيره وأن عليه أن يقاوم إغراءاتها ويضعها في موضعها الصحيح. وحين يفلح المرء في ذلك يكون قد وصل إلى تحديد أهدافه الحقيقية من السير في طريق المعرفة، وإن كان تحقيق هذا الهدف يحمل في الوقت ذاته إليه الرغبة في الخلود إلى الراحة من طول العناء. قوة المعرفة وقد يكون في هذه التعاليم كما تلقاها كارلوس كاستانيدا وعرضها في بعض أعماله شيء من الغموض. ولكنها تكشف عن أن ثمة نسقا من الفكر الفلسفي العميق تتضمنه هذه التعاليم، وهو نسق يقوم على مبدأ الاعتراف والتسليم بأن المعرفة قوة، وهي قضية فلسفية نجد لها تعبيرا في كتابات عدد كبير من الفلاسفة لعل من أبرزهم الفيلسوف الفرنسي المعاصر (ميشيل فوكوه) كما أن ذلك النسق يعترف بأن طريق المعرفة طريق طويل وصعب وشائك وتحوطه المخاطر، وأنه لا ينتهي إلا بنهاية الإنسان نفسه أو اقترابه من الشيخوخة والعجز ثم الموت. كذلك تعلمنا هذه الفلسفة أنه لا ينبغي أن نأخذ أي شيء في الحياة اليومية على أنه حقيقة مطلقة، وأنه لا يوجد شيء صادق صدقا مطلقا أو كاذب كذبا مطلقا أيضا. وأننا لو قبلنا كل ما في الحياة على أنه حقيقي فإن ذلك سوف يثير في النفس السأم والضجر بل والضيق من كل شيء ومن الذات ومن العالم كله، حسب ما يقول. بينما إذا نحن رفضنا كل شيء على أنه كاذب وغير حقيقي وأنكرنا الصدق على كل شيء وتنكرنا لواقعنا وتاريخنا (الشخصي) فسوف نجد أنفسنا نعيش في جو رهيب من الغموض الذي يحيط بكل شيء بما فيه وجودنا نحن أنفسنا. وقد يكون كارلوس كاستانيدا صاغ أفكار وتعاليم دون خوان بطريقته الخاصة وبأسلوبه وبعباراته دون أن يلتزم بما قاله ذلك الشيخ العارف حرفيا. ولكن هذه الآراء والأفكار تحمل في ذاتها وبصرف النظر عن أسلوب وطريقة التعبير عنها فكرا فلسفيا خليقا بالتأمل وجديرا بأن ننظر إليه، وإلى التفكير (البدائي) بشكل عام بقدر أكبر من الاحترام والتقدير.
|
|