عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

تحية.. للبرلمانيات الكويتيات

تبدأ الكويت في هذه الأيام مرحلة جديدة في تاريخها الديمقراطي، فقد دخل برلمانها المنتخب أربع سيدات دفعة واحدة، لم يحدث ذلك عن طريق التعيين، أو بنظام الحصص، كما يحدث في العديد من الدول العربية، ولكن بالاقتراع الحر المباشر، وبالإرادة الحرة للناخب الكويتي وبسرعة قياسية، ولا يدل هذا الأمر على تأصّل النظام الديمقراطي في الواقع السياسي فقط، ولكن على التطور الاجتماعي الذي تعيشه الكويت أيضاً، فلكي تستطيع أن تقيس تقدم أي مجتمع، عليك أولاً أن تقيس تقدم المرأة به، وهؤلاء السيدات الفضليات هن ثمرة مجتمع آمن بحق المرأة في التعليم والخروج إلى ميدان العمل والمشاركة في الخدمة العامة منذ وقت مبكر، فمنهن وزيرة سابقة وأستاذة في العلوم السياسية، وأخرى أستاذة في الاقتصاد، وثالثة في مجال التربية، ورابعة في الفلسفة، أي أنهن جميعاً كوادر مهنية متخصصة، إضافة إلى دورهن النشط في حركة المجتمع، وهن بهذه الصورة يتوّجن مرحلة من نضال المرأة الكويتية ودورها الرائد في تطوّر المجتمع.

لقد حافظت الكويت على تماسكها بفضل المرأة، فعندما كان بحّارة الكويت القدامى يصارعون الأمواج في رحلات طويلة، تحمّلت المرأة وصارعت ظروف العيش الصعبة على الأرض لتحافظ على البيت والأولاد، وما الوطن إلا بيت قائم وامرأة مقيمة، ومع تطور الحياة، كانت المرأة سبّاقة دائماً إلى كل مجالات التعليم، وفي جامعة الكويت تتخرج ثلاث من الفتيات في كل عام مقابل كل فتى واحد، وعندما وقع الغزو العراقي الغاشم على الكويت، كانت المرأة الكويتية في مقدمة مَن انضموا إلى حركة المقاومة حتى أطلقوا عليها «أخت الرجال»، لذا كان من الطبيعي أن نرى المرأة الكويتية سفيرة ووزيرة، وأخيراً على مقاعد البرلمان، فهنيئاً للنائبات البرلمانيات المحترمات، وهنيئاً للكويت.

وتقدم «العربي» كعادتها في هذا العدد وجبة ثقافية وفكرية متنوعة، ففي افتتاحيته لهذا العدد يكتب رئيس التحرير عن التحديات التي واجهت مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مسيرته على مدى 28 عاماً، ويؤمن الكاتب بضرورة وجود هذا المجلس، وبالحتمية التاريخية التي أوجبته، وبالرغم من كل ما يواجهه من انتقادات، يرى أنه الأرضية الصلبة التي يجب أن يقف عليها كل أبناء الخليج وهم يتطلّعون للوحدة والتقدم.

وترحل «العربي» إلى ماليزيا، النمر الآسيوي المسلم، الذي استطاع من خلال التعايش السلمي بين أعراق ثلاثة هي: الملاوية والصينية والهندية أن يبني مجتمعاً قادراً على النهوض الاقتصادي.وتحتفي «العربي» من خلال ملف واف بواحد من أعظم شعراء العربية هو الشاعر الغنائي، والكاتب المسرحي الكبير منصور رحباني الذي رحل عن عالمنا بعد أن ملأ الحياة العربية بالفن والبهجة حتى اللحظات الأخيرة من عمره، ومازالت وجبة «العربي» حافلة، وغنيه بقدر اتساع صفحاتها.

 

 

 

المحرر