تلك الأرواح الخضراء جذور ورموز محسن حافظ

تلك الأرواح الخضراء جذور ورموز

يقول عنها عالم النفس الكبير كـارل يونج : " إن صورة الشجرة لا تـزال باقية كنمط أولي في اللا شعور الفردي والجمعي .وما من شك في أنها من أخصب الـرموز وأكثرهـا حيويـة وشمـولاً "وتتبع هذه الرموز حتى جذورها أسطورة وواقعاً - قـد يـكون وسيـلة أثرى من كـل الخـطب البيئـية الصـارخة ..للـذود عـن هذه الأرواح، الـذي يعني ذودا عن حاضر ومستقبل الإنسان ..على الأرض .

من المشكـلات التي تفرق العـالم في الثلث الأخير من القرن العشرين البيئـة الطبيعية وما تتعرض له من دمار بشع، وفي قمة الأرض التي عقدت في البرازيل حظيت غـابات الأرض بكل أنواعها بما تحتويـه من تنوع بيئي وبيولوجي بالاهتمام الأكبر لان ما هو حادث في الأرض الآن من ارتفاع درجة حرارة الأرض والجفـاف الطويل في إفريقيا والأعاصير والفيضانات المدمرة وأخيرا ثقب الأوزون يـرجـع بداية إلى الهجـوم الشرس الذي تتعرض له الأشجار في كل أنحاء العالم إلى جانب ارتفـاع نسب التلوث الكيماوي للهواء نتيجة الإفراط في استخدام الكيماويات في شتى نواحي الحياة .

إن الأشجـار هي رئة العـالم فهي تأخذ ثاني أكسيـد الكربون وتخرج لنا الأوكسجين، فثاني أكسيد الكـربون إذا ظل في الجو يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض لان ذرات الكربون تحبس جزءا من الأشعة فوق الحمراء، فلماذا نسيت البشرية أهمية الأشجار حيويا وجمالياً؟

لماذا نسى العالم كله المتحضر وغير المتحضر الدور الذي تلعبه الأشجار في تنظيم المياه في الكون؟ لقد أدى قطع أشجار الماهوجني الغالية الثمن في منطقة بحيرات الحبشة إلى اختلال دورة مياه الأمطار في هذه المنطقة والتي أثرت بدورها على كميات المياه في نهر النيل.هل تجهل البشرية أن قطع الأشجار وتدمير الغابات يدمر معه كماً هائلا من البيئـات الطبيعية التي يمكن من خلالها شفاء البشرية من كثير من أمراضها؟

هـناك رأى يقول إن زيادة مطبوعات العالم بشكل لم.يحدث من قبل خلال الثلث الأخير من هذا القرن أحد الأسباب التي دفعت البشرية دون تقدير وحساب مدى الخسائر إلى قطع أشجارها، مع أنه اكتشف أخيرا في إفريقيا نبات يصنع منه لب الورق وقـد وجد العلماء أن لب الورق الناتج من زراعة فدان بهذا النبـات يساوي لب الورق الناتج من خمسة أفدنة مزروعة بالأشجار ويسمى هذا النبات نبـات- التيل- فهل يـرفع هذا النبات بعض الظلم الواقع على الأشجار؟ .

الشجرة واستمرار الحياة

منذ بدء الخليقة والأشجار عنصر أساسي في حياة الإنسان، فإذا عجزنا عن حماية الأشجار كان مصيرنا إلى الهلاك معها، فالإنسان له روابط طبيعية وثيقة بالأشجار فالغابات هي مهد أجدادنا الأوائل فهي التي أطعمتهم وزودتهم بالـوقود وبنت مساكنهم ومنها صنعها أسلحة صيدهم وهنـاك رأي يقول: إن الأشجار هي التي جعلت حيـاة البشر ممكنـة على سطح الأرض عنـدمـا تشكلت- الأرض- منذ أكثر من 4600 مليون سنـة ولقد كانت كل شعـوب العالم القديم تعتقد بأنـه عندما تكونت الأرض ظهر في مركزها الشجرة الأولى أو الشجرة المقـدسة، ولـذا شاعت في العصـور القـديمة عبـادة الأشجار .وهذه الشجرة الأولى أو المقـدسة تختلف من شعب إلى آخـر فهي عنـد المصريين القـدماء أشجـار الجميز، وفي البلاد الاسكندنـافية هي شجرة الدردار، وفي الهند هي شجرة التين الهندي أو تين المعابد، والتي يقال إنه عند جذعها وصل بوذا لعالم النور، وفي الصـين كانت الغاب المنتصبة هي مركز الإمبراطورية والعالم .

وفي إفريقيا الشجرة المقدسة هي الكايلينا عند قبائل الـدوجون والبـالانزا عنـد قبائل البلمبارا والآذي عنـد قبائل الداهوم.

السنديان هي شجرة زيوس وكان .يعتقد بأن الشجرة هي موطن الإله والكون كله.

كانت قبـائل الشاهان في سيبريا وقبائل .الارونتا في أستراليا تعتقـد بأن الإنسان إذا تسلق الشجرة المقدسة ووصل إلى طـرفها فإنه سوف يصل إلى السماء، وفي اليونان القديم وعنـد الشعوب السلافيـة القديمة كان قطع شجرة مقـدسة أو جزء منها يعاقب عليه بعقوبة واحدة فقط: الموت .وفي القرن السادس عشر صـور الشاعر الفرنسي رونسار هـذه المعتقـدات في قصيدته "مرثية للحطابين ".

ولقد أدت فكرة الشجرة المقدسة إلى الاعتقاد بوجود غابات مقدسة وساد هذا الاعتقاد بـين الإغريق والرومان وفي إيران وإفريقيا وأمريكا، ولا تزال بقايا هذه الغابات المقدسة موجودة في الهند والصين واليـابان والبربر في شمال إفريقيا .

كانت الشجرة المقدسـة هي المكان الذي يتلقى تحته راغبو المعرفة تعاليم شفوية من الكهنة.

كان السومريون خلال الألف عام الأولى قبل الميلاد يعبـدون شجرة تسمى كيسكـانو .وعلى الاكروبوليس نمت أشجار الزيتون التي غرستهـا أثينا وفي ساحة روما نمت شجرة التـين التي رضع رومولوس تحت أغصانها .

وكان من المعروف قديما أنه عنـدما يولد طفل تغرس شجرة وكـان يعتقد بأنهما توأمان يتقـاسمان مصيراً واحداً لـذا كانت الأشجار تحظى برعـاية شـديدة لأن ذبـولها يعرض توأمها - الطفل- للخطر .

لقد بقيت هـذه العـادات سـائدة وحيـة في بعـض المجتمعـات التقليـديـة حتى خـلال القـرن العشرين .كانت شعـوب الوارا مونجـا في وسط أستراليا تعتقد بان الشجر ملاذ للأرواح قبـل تناسخهـا وكان المصريون القدمـاء يعتقدون بأن أرواح الموتى (البا) تحط بعد الوفاة مباشرة على أغصان الجميز وأن ربـة الجميز الإلهة البقرة هاتور تظهر بين الأغصان وترحب بالأرواح وتقدم لها الخبز والماء .في جنوب شرق آسيا يعتقدون بأنه لا تلوذ بالأشجار إلا أرواح الـذين ماتوا ميتـة عنيفة،ومن هنا ظهر الاعتقاد بضرورة غرس الأشجار في المقابر وفي منطقة البحر المتوسط شجرة المقابر هي شجرة السرو وفي الصـين شجرة المقابر هي الصنوبر.

ولقـد عرفت أوربا القديمة تقـويماً شجريـاً كـان معروفا لـدى الكلت ويرتكـز هذا التقويم على السنة القمرية المؤلفة من 13 شهرا كل منها 28 يوما ومجموعها 364 يوما ويسقط يوم هـو 23 ديسمبر وهو أكثر الأيام شؤماً في السنة كلها لأنه يوم موت العام وكان لكل شهر شجرة مثل :

15 إبريل- 12 مايو

تمثله شجرة الزعرور

2 سبتمبر-29 سبتمبر

تمثله شجرة اللبلاب

30 سبتمبر-27 أكتوبر

تمثله شجرة الزيزفون

18 مارس-14 إبريل

تمثله شجرة الصفصاف

10 يونيو-7 يوليو

تمثله شجرة البلوط

ومن هـذا التقويم مازالت البتـولا هـي شجرة عيد الميلاد حتى الآن فهي تمثل الشهر من 24 ديسمبر- 20 يناير .

أما الآن فتقول الإحصاءات الصادرة عن الصندوق العالمي للحياة البرية :

  • في كل عام يزال من 11-15 مليـون هكتار من الغابات المدارية وهي مسـاحة تفوق مساحة دولة النمسا

(الغابات المداريـة: هي الغابات الواقعة بين مدار الجدي ومدار السرطان)

  • من المعروف أن نصف المحـاصيل الرئيسية في العالم نشأت أصلاً في الغابات المدارية .
  • الغابات المدارية تغطي من 7 - 8 % من مساحة الأرض فقط ولكنهـا تحتوي على نصف الأنواع النباتية والحيوانية المعروفة وحوالي 80% من الحشرات.
  • تبلغ حصـة أوربا من تجارة الأخشاب المدارية 40 % .
  • تملك الحكومات 8% من جميع أراضي الغابات
  • يعتقد العلماء بأن حوالي 140 نباتا من نباتات الغايات يمكن أن تكون مضادة للسرطان.

يقول العلماء فيما يشبه الإجماع أنه يوجد على الأرض من 5- 30 مليون شكل من أشكال الحياة لم يسجل منها سـوى مليوني شكل فقط وبحلول عـام 2000 سـوف تنقرض الملايين من أشكال الحياة التي لم يجد العلماء الوقت الكـافي لتسجيلها ودراستهـا فهل ستغفر أجيال المستقبل لعالم اليوم هذا الجنون؟ !!

يقول أحد علماء جامعة هارفـارد الأمريكية أنه يعرف ثلاثة أنواع من النباتات في مناطق مختلفـة من العالم بدأ الدراسة عليهـا وتحمل إمكانات علاج مرض الإيدز ينمو أحدها في كـوستاريكا والآخر في غابات أستراليا المطيرة والثالث في بنما .

وفي غـابات بـورينـو الاستوائية المطـيرة في مـاليزيـا اكتشف العلماء نباتاً له خـاصية مكـافحة الملاريا كـما عثروا على نبـات آخـر يستفـاد من جـذوره في عـلاج الالتهابات الناجمة عن الجروح .

وفي شيلي اكتشف نوع من الصنوبر البري يسمى الدادياتسا ويقال إنه بترول نباتي.

وفي الهنـد بدئ في زراعـة حوالي 50 ألف فـدان بأشجار الجانـزوفا التي تحتوي على زيت الـديزل والكيروسين بنسبة 40%.

في بـداية القـرن السـادس عشر أدى التـوسع في احتياجات مجتمعات عصر النهضة إلى إزالة مساحات شاسعـة من غابات غرب أوربا أو غابـات المناطق المعتدلة فمثلا فرنسا كـانت الغابات تغطى 80% من مساحتها أصبحت في أوائل القرن التاسع عشر تغطى حوالي 14% من أراضيهـا .وفقدت الأمريكتان من بداية القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين حوالي ثلث مساحة الأشجار .ولكن في السنوات الأخـيرة زادت عملية إزالة الأشجار بشكل مطرد وبلا هوادة تحت ما يسمى التنمية الاقتصادية والاجتماعيـة خاصة في البلاد النامية؟ ولكن خسارة الغطاء الشجـري إذا كان فيهـا مكسب كبير على المدى القريب فان الخسارة وإن كانت بسيطـة في البـدايـة ولكنها تتراكـم، حيث إن إزالـة الأشجار تـؤدى إلى اختلال التباين الحيوي في كثير من بقاع الأرض وتؤدي لخسارة شديـدة للتربة وتزداد آثار الجفاف والفيضـانات نتيجة لاضطرابـات دورة المياه في الطبيعة والأمثلة كثيرة، الجفـاف الـذي يجتـاح أوربا وإفريقيا منذ الثمانينيات، الأعاصير المدمـرة التي تجتاح البحر الكـاريبي والولايات المتحدة، فيضـانات وسط آسيا- بنجلادش .

في الثلث الأول من الثمانينيات تعرضت المساحة من كاليفـورنيا إلى جورجيا لجفـاف شديد استمر لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى تحميص الأرض وانخفاض محاصيل البلاد بنسبة بلغت 30% .

إن الأشجار تلعب دوراً مهما ورئيسيـاً في دورة الكربون في الكون ويعتبر قطع الغابات بـلا رحمة أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهـور التغيرات المناخية المرتبطة بزيادة ثاني أكسيد الكـربون وارتفاع درجة حرارة الأرض التي تعتبر من أخطر المشاكل البيئية الآن.

ويجمع العلماء على أن الكثير من الحيوانات والنباتات كتبت شهادة وفاتها ويقولون إن 10% على الأقل من الطيـور في حوض نهر الأمازون و 10-15% من النبـاتات في وسط وجنـوب أمريكـا والكثير عن الثدييات والزواحف .الاستوائيـة محكوم عليها بالانقراض.

إن زيادة طلب البلاد الصناعية على أخشاب المناطق المدارية الصلبة يدفع كثيرا من البلاد النامية لتدمير غاباتها من أجل العمـلات الصعبـة وقد أدى ذلك إلى تدمير ما يقرب من 30 % من الغابات المدارية التي تمثل 8 % من الغابات على سطح الأرض.وتقول إحدى إحصاءات منظمة الأرض .الفـاو التـابعـة لـلأمم المتحدة :

إن ثلث سكـان البـلاد النـاميـة يعتمـدون على الأخشاب في الطهي والتـدفئة وإن حـوالي 1200 مليون نسمه من سكان هذه البـلاد لم يكن في استطاعتهم سد احتيـاجـاتهم الأسـاسيـة من خشب الـوقـود إلا بقطع الأشجار بسرعة لا تواكب سرعة غرس بديل لها .

في أمريكا الوسطى في الفترة من 1960- 1980 زاد رعي قطعان الماشية بنسبة حوالي 50% بينما قلت مساحة الغـابات بنسبـة 40% حيث تحولت أرض الغابـات إلى مراع للماشية، لقد تحول حوالي 5 , 1 مليـون هـكتار من الغابـات في منطقة الأمازون إلى مراع للماشية، حتى في أمريكا في العقدين الأخيرين نقصت مساحات الغابات مع زيادة أسواق تصدير الحبوب .

في جنوب حـوض الأمازون تقع غابة رونـدونيا وهي غابة تعيش على الأمطار وتعتبر متحفا حياً كاملاً يعرض فيها كل صـور تباين الحيـاة فالأشجار متشابكة يصل طولها إلى 50 متراً ولا يدخلهـا الضـوء وتزخـر بمختلف أنواع الحشرات والطيـور والحيوانـات ولكن مع بداية السبعينيـات زحف عليهـا المستـوطنـون من أجل حياة أفضل لتـدميرهـا!! .....وزراعـة القمح وغيره من المحاصيل، لقد دمر منها حوالي 20% .

خطر الانقراض

إن قطع الغابـات مرتبـط حتمياً بخطر الانقراض فهـناك ما يمكن ملاحظته من الكـائنات أثناء انقراضها وهناك كائنات دنيا تختفي دون أن يلاحظها أحد وتختفي معها دروس قيمة عن كيفية البقاء .وترمي كـل الجهود التي تبـذل الآن في إبطاء عمليـة إزالة الأشجار وإعادة غـرس أشجار بـدلا من التي تـدمر وذلك لتوفير الاحتياجات الآنية والمقبلـة للأخشاب .ومازالت الكثير من البلاد النامية تعاني من المشاكل التي تفـوق عملية إعادة غـرس الأشجار في حـين أدركت البلاد الصناعية خطورة الأمر وبدأ مسطـح الأشجار يزداد بها كـما حدث في إنجلترا أو فرنسا .

في هاييتـي زرع أكثر من 27 مليـون شجرة في الفترة من 82 - 86 وفي كينيا زرعت حركة الحزام الأخضر أكثر من مليوني شجـرة، ومنذ عـام 85 تزرع الصين سنويا حوالي 8 ملايين هكتار بالأشجار وذلك في خطة تحاول فيها زراعة 20% من مسـاحتهـا بالأشجار حتى عـام 2000 كـذلك تبـذل الهند مجهودات كبـيرة في زراعـة الأشجار .ولقد حظرت تايـلاند قطع الأشجار لأغراض تجارية في عام 1989 وذلك عندما هبطت فيها مساحة الغابات من 29% عام 85 إلى 19% عام 1988 كما منعت الفلبين قطـع الأشجار في معظم أقاليم البلاد .ولقد قامـت كوستاريكـا بتجربة فريدة فبدلا من الغابـات قامت بإعطاء شركـة ميرك شارب اندروم للأدوية حق استخدام النباتـات التي قد تكون لها قيمة دوائية نظـير مليون دولار سنوياً، وبهذا الاتفاق حافظت كـوستـاريكـا على 25% من أراضيها من الـدمـار على أساس أنه يعتقد بأنها تحتوي على نصف مليون نوع من النباتات ذات القيمة الدوائية .وفي المنطقة العربية تبذل الحكومات كل الجهود الممكنة من أجل زراعة الأراضي على الرغـم من الصعوبـات الشديـدة التي تواجـه هذه المشاريع الـواعدة مثل وعورة الأراضي وعدم صلاحيتهـا وقلة المياه خاصة في منطقة الخليج العربي إلا أن المحاولة مستمرة بدأب وإصرار من أجل زيادة المساحة الخضراء سواء بالأشجار أو النبـاتـات .ولقـد أثـار جيمس جـوستـاف من معهد الموارد الـدولي في قمـة الأرض بالبرازيل أمرا مهما فقد قـال: إذا سارت الدول النامية في بـرنامـج تقدمهـا بنفس الأسلـوب الـذي اتبعته الدول المتقدمة في الماضي فإنها سوف تسبب آثارا خطيرة ومدمرة على مناخ الأرض وصحة الإنسان.لقـد أحرقت أمريكا وأوربا كميات كبـيرة من الفحم والنفط لتغذية صناعاتها إلى درجـة أنه يعتقـد بأن الجو أوشك على بلـوغ ذروته الاستيعابية من ثـاني أكسيد الكـربون ويقول المهندس الألماني جيبل : إن الطاقة الشمسية تمثل خطوة من القرن الماضي إلى القرن المقبل .ولقـد بـدأت كثير من الدول النامية في استخـدام الطـاقـة الشمسيـة في نهضتها الصناعية مثل المشروع المشترك للطاقـة الشمسيـة بين الأرجنتين وألمانيا .

الشجرة والكون

يقول كارل ساجان في كتابه "الكون " نشأ الإنسان في الغـابات لذا فهو يرتبط بها ارتبـاطـاً طبيعيا وما أجمل الأشجار تعلو نحو السماء تحصل على غـذائها من ضوء الشمس .إن الأشجار تعتبر آلات ضخمة جميلـة قوتها الـدافعـة نور الشمس والماء من الأرض وثـاني أكسيد الكربون من الهواء .وتحول الأشجار كـل هذا إلى غذاء لها ولنا وتستخدم النباتات ما تصنعه هن مواد كربوهيدراتية مصـدرا لطـاقتها .أما نحن معشر الإنسان والحيوان فكائنات طفيليـة تعتمـد على النبـات .فنحن نأكل النباتات ونمزج المواد الكربوهيدراتية بالأوكسجين الدم ونحصل على طاقاتنا اللازمـة لبقائنا ثم نخرج ثاني أكسيد الكـربون فيـأخذه النبـات .ويصنع منها مـواد كربوهيدراتية جديدة فيا له من تعاون رائع .

إن الإنسان مثل كل المخلوقات جزء من نسيج الحياة المتشابك على الأرض والذي ينبغـي عدم الأضرار به من أجل حيـاة أفضل ، لقد آن الأوان لكي يتخلى الإنسان عن استهتاره في محو مظاهر الحياة على الأرض ، فالأجيال تمضي وتأتي ولكن الأرض باقية إلى الأبد .

 

محسن حافظ

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




تلك الأرواح الخضراء جذور ورموز





الأشجار والطيور علاقة بيئية عريقة ضمن دورة





موت الأشجار مقدمة لمةت الحياة على الأرض