نساء مخترعات

نساء مخترعات

ترجمة: الدكتورة جوهر محمد الدبوس
عرض: الدكتور إلياس خليل زين

يعيش العالم في "عصر الكمبيوتر" الحاسوب على مشارف القرن الحادي والعشرين للميلاد، فهل فكرت يوماً من هم الرواد الأوائل في مجال معالجة المعلومات؟ ومن قام بتطوير برامج أول حاسبة رقمية في التاريخ؟ ومن قام أيضاً بتصور حاسبات أوتوماتيكية من نوع آخر للكمبيوتر وبرامجه؟ ومن كان أول من تخيل نظم الألحان بواسطة الكمبيوتر؟

ربما قد تظن للوهلة الأولى أن الذي قام بكل تلك الاختراعات هو رجل مخترع أو مجموعة من الرجال المخترعين. ولكن في الواقع أن وراء كل تلك الاختراعات المهمة كانت "امرأة" واحدة فقط، اسمها "آدا" Ada"1825- 1815 "، ابنة الشاعر الإنجليزي اللورد بيرون "1788- 1824". وكانت تلك الشابة، ابنة القرن التاسع عشر للميلاد، عالمة في الرياضيات. ولهذا الاسم "آدا" أصبح الآن يطلق على واحدة من أهم لغات البرمجة في الكمبيوتر وأحدثها في العالم اليوم.

وإذا حاولت أن تعرف مدى أهمية هذا الاسم العلمي، أو بالأحرى الرمز، "آدا"، وهو إحدى لغات البرمجة الرئيسية المستخدمة في الكمبيوتر في الوقت الحاضر، فعليك أن تستخدم شبكة الكمبيوتر الدولية المعروفة بـ"الإنترنت". ماذا تجد تحت "آدا"؟ إنك تجد أن هناك 192767 وثيقة تحمل اسم "آدا"، باللغة الإنجليزية وحدها، وذلك حتى تاريخ 9 يوليو لعام 1996.

وفي عالم الكمبيوتر المهم أيضاً. من الذي ابتكر في العام 1952، أول برنامج ذلك النظام الذي يمكن جهاز الكمبيوتر من قراءة برامجه عن طريق التعليمات التي يتلقاها من لوحة المفاتيح؟

فمن المحتمل أنك إذا لم تعرف اسم المخترع، فستفترض، بطبيعة الحال، أنه رجل أيضاً. لماذا؟ لأن الصورة التقليدية العالقة بالذهن عن المخترع هي أنه دائماً وأبداً، هو "رجل".

حسناً، ولكن ليست هذه الصورة صحيحة. إنها عالمة الرياضيات "جريس هوبر" "1906- 1992"، التي تحمل رتبة عميد في البحرية الأمريكية.

كانت هاتان امرأتين رائدتين في دنيا الاختراعات من بين 42 فتاة وامرأة مخترعة دونت إنجازاتهن العلمية في كتاب جديد ظهر في طبعته الأولى عام 1995، بعنوان: "نساء مخترعات"، من تأليف الدكتور فرج موسى، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين. والمؤلف يعيش منذ أكثر من 31 سنة في مدينة جنيف السويسرية، حيث مقر عمله، والكتاب صدر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في إطار سلسلة الكتب المترجمة.

مخترعات مجهولات

كيف جاءت فكرة تأليف هذا الكتاب من جانب رجل حول نساء مخترعات؟

يقول المؤلف عن الظروف التي أحاطت به، والتي أدت إلى تأليفه، يقول بالنص: ظللت أعمل سنوات طويلة في مجال براءات الاختراع، قبل أن يخطر لي ذات يوم، في عام 1983 السؤال: لماذا لم نسمع أبداً عن مخترعات؟

ويجيب المؤلف على سؤاله بالقول: "ولدهشتي، اكتشفت، بعد كثير من عمليات البحث والمقابلات، أن هناك عشرات من المخترعات، إنهن في كل مكان، وفي كل مجال، من التكنولوجيا الرفيعة إلى الأدوات البسيطة: "الكمبيوتر" المصمم للأطفال المعوقين، سلالة جديدة من الماشية، مقعد يتحرك بالصوت، مطحنة أرز سهلة الحمل، مفاتيح الأمان، منتجات طبية من الأعشاب، مضادات حيوية، أدوات تجميل، صور راقية جداً، إلخ.. إلخ".

وكان من بين المخترعات اللاتي قابلهن المؤلف، السيد جوليا تيزورو، الإيطالية الأصل، التي قدمت أكثر من مائة اختراع في مجال النسيج.

وكل ما رمى إليه المؤلف من هذا الكتاب هو "تصحيح صورة" المرأة وإلقاء الضوء على إسهام المرأة في عالم الاختراع المعاصر.

ويتضمن الكتاب سير وإنجازات واختراعات 42 مخترعة من الفتيات والشابات والنساء فقط. ويضم بين دفتيه لقاءات وحوارات وأحاديث أجراها المؤلف شخصياً مع العديد من المخترعات من النساء اللاتي يمثلن 24 بلدا في العالم.

والكتاب، المدعم بالحقائق والصور الحية، يسلط الضوء على إنجازات المخترعات من النساء في مجالات علوم الكمبيوتر والعلوم الصحية والآلات والتصوير، وفي مجالات الحياة اليومية والبناء وحماية البيئة والكهرباء، هذا بالإضافة إلى بعض من الصور المشرقة لنساء وفتيات مبدعات، ونبذة عن تشجيع الإبداع لدى الفتيات في بعض بلدان العالم.

المرأة والحياة العلمية

لعل أهم مايميز هذا الكتاب هو إبراز دور النساء المخترعات، وبالتالي إبراز دور المرأة في مجال الاختراع والابتكار. ويبين الكتاب، بالحقائق والأرقام، أن المرأة قادرة على الاختراع والابتكار والإبداع في كل مجالات العلم والتكنولوجيا.

ويؤكد أن المرأة شريط للرجل في الحياة، بما فيها الحياة العلمية والتقنية والبحثية. وبذلك فالعلم لم يكن يوماً من الأيام حكراً على الرجال أو النساء، وإنما العلم لمن اجتهد وعمل وصمم وخطط وكد وجد وثابر من الجنسين على السواء.

ولعل الكتاب يزيل الفكرة أو الصورة النمطية التقليدية السائدة والعالقة في أذهان الناس لعشرات السنوات من أن الاختراع هو من مهمة الرجال، وليس من مهمة النساء.

ويؤكد المؤلف أن هناك عشرات الآلاف من النساء المخترعات في العالم اليوم، إلا أنه اختار فقط 42 منهن لتأليف هذا الكتاب.

وفي هذا السياق تقول المترجمة الدكتورة جوهر محمد الدبوس، من جامعة الكويت "كلية التربية" في مقدمتها للكتاب بالنص:

"ولعل أبرز إنجازات الإنسان وتطبيقاتها، التي اعتمدت على الابتكار والاختراع، كانت في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأثرها على الفرد والمجتمع، في مجال الصحة والبيئة والمواصلات والاتصالات والاقتصاد وغيرها. وكثيراً ما ارتبطت معظم هذه الاختراعات، وخاصة في بلادنا العربية، بأسماء مخترعين من الرجال، يذكرهم التاريخ، ويدرسهم الأبناء، ويمجدهم الباحثون. ونادراً ما نمر على ذكر المخترعات من النساء، ودورهن في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نعيش آثاره اليوم.

وبدوره، يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "أجد أنه من نحو 514 مخترعاً، كانت هناك 29 امرأة، أي نحو 6%. وأجد نفس النسبة المئوية حين أنظر إلى إحصاءات الاختراعات. فمن بين 609 اختراعات، اخترعت المرأة، أو شاركت في 37 اختراعاً".

وعند الحديث عن المخترعة الوحيدة، الحاصلة على جائزة نوبل في الكتاب، وهي الأمريكية "روزالين يالو، والتي نالتها في الطب لسنة 1977، ذكر المؤلف أنه من بين 370 شخصاً، بقائمة الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم، لاتكاد نسبة النساء الحاصلات على جائزة نوبل تصل إلى 3%فقط.

مخترعات شابات

ويبرز الكتاب دور المخترعات الشابات. فيتحدث، مثلاً عن مخترعة بارزة هي ما جريتا تشينتيسو، المولودة في يونيو لعام 1961، في الفلبين، التي استطاعت أن تنتج الخشب من أوراق الأشجار الجافة. ثم يتحدث عن الشابة البالغة من العمر 26 عاماً، للسيدة روبرتا هوفمن كاربس، البولندية، التي أحدثت ثورة علمية قلبت العالم التقليدي رأسا على عقب، على حد تعبير المؤلف.

فماذا اخترعت هذه السيدة؟ لقد اخترعت طلاء "صباغاً" غير ملوث. وهذا الطلاء يحافظ على نظافة البيئة. والبيئة قضية رئيسية في العالم اليوم.

ولايمكن أن ندرك أهمية إيجاد "طلاء غير ملوث للبيئة"، ما لم نعلم بأن الحكومة الهولندية، مثلاً، قد أعلنت أنه بحلول عام 2000 للميلاد، سنكون في وضع خطير إذا لم نقلل من كمية تلك المذيبات الضارة، التي تتبخر في الهواء، إلى نصف ما كانت عليه منذ سنوات قليلة.

ويذكر أن المادة المذيبة، هي التي تجعل من الطلاء سائلاً يمكن وضعه على الفرشاة ودهان الجدار به. وهي المادة التي تتبخر فيما بعد.

وعلينا أن نتخيل حجم المشكلة إذا نظرنا إلى كمية المذيبات المتبخرة في بلد أوربي واحد، هو ألمانيا الاتحادية "العربية، قبل الوحدة مع ألمانيا الشرقية عام 1990"، والتي بلغت 30.000 طن من المذيبات الناتجة عن مستخدمي الطلاء، في العام 1986 وحده.

مراهقات ومبدعات

ويتحدث الكتاب عن ثماني مخترعات من الفتيات المراهقات المبدعات، أصغرهن سوزان جودن، البالغة من العمر ستة أعوام ونصف العام فقط، حين اخترعت اختراعاً مدهشاً. وهو عبارة عن "ملعقة طعام" جديدة للحيونات الأليفة.

والملعقة من تصميم سوزان نفسها. ويمكن استخدام الملعقة لكل من القطط والكلاب.

والملعقة الجديدة يمكن أن تأكلها القطط أو الكلاب بعد إطعامها بها. وتتكون الملعقة من عجين بسكويت الأطفال، مضافاً إليها فحم نباتي للتخلص من الروائح الكريهة التي تصدر من تنفس الحيوان، وخميرة البيرة لطرد البراغيث، وثوم لفتح الشهية وطرد المواد الطفيلية، حيث يتم خلط هذه المواد وتشكيلها وخبزها.

هذا ويتحدث الكتاب أيضاً عن أصغر فتاة أمريكية تبتكر اختراعاً تحصل بمقتضاه على براءة اختراع. والمخترعة، أمريكية من مواليد 1961، هي بيكي شرودير، كان عمرها عشر سنوات فقط أثناء إنجاز الاختراع. ولقد استطاعت أن تخترع وسيلة تمكن الناس من القراءة والكتابة وسط الظلام. وهي عبارة عن ورقة ضوئية توضع في أسفل الورق العادي. هذا واستطاعت بيكي تسجيل خمس براءات اختراع أخرى، كلها تعديل لاختراعها الأساسي، أي "ورقة المساندة التي تتوهج في الظلام".

واليوم بيكي تتربع على رأس شركتها الخاصة بإنتاج منتجات اختراعاتها المختلفة من "الأوراق المضيئة".

البيئة والإبداع

كما يبرز الكتاب دور الأسرة والأهل والبيئة الاجتماعية في تشجيع الاختراع والإبداع. وبالتحديد، فإن للزوج وللوالد وللأم أدوارا مهمة في تكوين المخترعين والمبدعين. هذا بالإضافة إلى كثرة تكوين المخترعين والمبدعين. هذا بالإضافة إلى كثرة القراءة والمطالعة من قبل الفتاة.

والجدير بالذكر هنا أنه كان للزوج بالذات أثر بالغ الأهمية على 13 مخترعة في الكتاب، يليه أثر الوالد على 7 مخترعات، ومن ثم أثر الأم على 5 مخترعات.

ويقدم لنا الكتاب فصلاً كاملاً من 9 صفحات حول كيفية تشجيع الإبداع العلمي عند الفتيات والفتيان بعيداً عن النظام المدرسي، وذلك عبر الأندية العلمية، التي تفتح أبوابها للشباب، في الدول المختلفة. ويقدم تجارب حية حول الموضوع من اليابان وفنلندا والسويد وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودولة الكويت "النادي العلمي".

ويرى المؤلف أن طريقة تشجيع الإبداع العلمي تكمن في البيئة، التي يعيشها الأطفال والشباب. ويطرح سؤالين: هل البيئة في بلد ما تثير الإبداع لدى هؤلاء الاطفال وتغذيها؟ وهل تجيز تلك البيئة الأفكار الجديدة والمتباينة وتشجعها؟

ويجيب المؤلف على السؤالين موجهاً كلامه إلى دور العلم والتعليم، بالقول: إنه ليس المهم أن نعلم، ولكن كيف نعلم، وعليه "فالتعليم يجب أن يقوم على كيفية اكتشاف المعرفة، والاتجاهات النقدية، أكثر من الامتصاص السلبي للمعرفة. وهذه القاعدة يجب تطبيقها على جميع التخصصات".

ولم يتحدث المؤلف فقط عن المخترعات، من البلدان الأوروبية والأمريكية، وهي الأسهل والأقرب له، جغرافياً، بل شمل البلدان المتقدمة والنامية على السواء. وهذا يعني، بكلام أبسط، أن مقدرة المرأة العلمية على الابتكار والاختراع، لا تقتصر على بلد معين، أو منطقة معينة من العالم، بل تضم معظم بلدان العالم. لأن المهم في ذلك أن يتوافر للمرأة البيئة المادية والنفسية والعلمية والاجتماعية المناسبة لعملها.

هذا والكتاب يضم إنجازات لمخترعات من 24 دولة. وتوزعت المخترعات على المناطق والبلدان على الشكل الآتي: 32 مخترعة ينتمين إلى البلدان المتقدمة، و 10 مخترعات إلى البلدان النامية "مخترعة من مصر". وحسب المناطق، هناك 22 مخترعة من بلدان أوربا، و10 مخترعات من بلدان آسيا، و7 مخترعات من بلدان أمريكا الشمالية، واثنتان من قارة إفريقيا السمراء، ومخترعة واحدة من أستراليا.

ومؤلف الكتاب الدكتور فرج موسى يعمل ويقيم في جنيف، سويسرا، منذ أكثر من 31 سنة. وهو فوق ذلك رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين، ومقرها جنيف.

ثم إن الكتاب عمل إبداعي من الطراز الأول. فقلما نجد مثله في الوطن العربي، حيث إن الغالبية العظمى من الكتب هي عبارة عن أعمال مكتبية، ونادراً ما نجد كتاباً مبيناً على نشاط ميداني، يقوم المؤلف نفسه بجمع المعلومات من مصادرها الأولية الأصلية. والمؤلف قد أنفق ساعات وساعات استغرقت سنوات في إجراء المحادثات والمكالمات الهاتفية، بالإضافة إلى كتابة مئات الرسائل إلى المخترعات في جميع بلدان العالم، ولكنه لم يتلق، في النهاية، سوى ردود على بعضها. وهذا شيء طبيعي يواجه سائر الباحثين في كل مكان.

ولعل من المفيد أن نذكر هنا ما جاء في بعض هذه الردود الطريفة جداً.

فبعض هذه الردود- سواء كتبها رجال أم نساء- كانت موجهة إلى المؤلف "السيدة" فرج لماذا "السيد"؟ لأن أصحاب الإجابات لم يظنوا أن رجلاً عربياً يكتب عن النساء من المخترعات، فظنو أنه امرأة.

وفوق كل ذلك، كان على المؤلف أن يسافر كثيراً للبحث عن المخترعات اللاتي قام بتصويرهن.

وظهرت الصور الملونة في الكتاب، الذي يضم 90 صورة ملونة، بين صغيرة وكبيرة "صفحة كاملة"، فضلاً عن 26 رسمة وشكلا ووسيلة إيضاح نادرة، وكلها تضفي على محتويات الكتاب طابعاً خاصا فعلاً.

كتاب للقرن الحادي والعشرين

وفي الختام، لابد من الإشارة إلى أن الكتاب هو موضوع جيد جداً للقراءة، ليس في نهاية القرن العشرين، بل خلال القرن الحادي والعشرين المقبل، فالكتاب مكتوب بأسلوب سلس يشجع على القراءة حقاً، للكبار والصغار معاً، وبطريقة مثيرة تعطي نماذج جذابة يمكن أن يحتذى بها في تأليف الكتب العربية للقرن القادم.

والكتاب، الذي يعد فريداً حقاً، يخاطب قطاعاً عريضاً من القراء العرب، كما يمكن أن يستخدم ككتاب للقراءة المساعدة في المدارس ونوادي العلوم، ولتشجيع الفتيات- بل والفتيان- على حب العلوم والتكنولوجيا وعلى البحث والاختراع والإبداع العلمي.

ويمكن أن نعتبر هذا الكتاب ليس مجرد خطاب للدفاع عن المرأة على مشارف القرن الحادي والعشرين، بل أجمل خطاب في الدفاع عنها، علمياً. فالكتاب، بالوقائع والأرقام، وبالصور وبالحضور البشري، الحي، يثبت أن المرأة ليست كائناً "كامل العقل" وحسب، بل قادرة على الابتكار والاختراع في كل المجالات العلمية والتكنولوجية، وفي كل البلدان، وفي كل الأعمار.

وهل الدكتور فرج موسى سوى نموذج آخر للمصلح الاجتماعي المصري، قاسم أمين، "1965- 1908"، نصير المرأة، والداعي إلى تحريرها في نهاية القرن الماضي وأوائل القرن الحالي.

فالدكتور موسى لا يخطب فينا عبر كتابه، بل يرى ويفتح أعيننا، ثم يقنعنا، عبر كتابه، بأن "ماري كوري" "1867- 1934" مكتشفة الراديوم والبولونيوم، والحائزة على جائزة نوبل مرتين، في الفيزياء والكيمياء في عامي 1903 و 1911، ليست اسماً لامرأة واحدة فحسب، بل هي عشرات الآلاف من النساء في العالم المعاصر.

 

فرج موسى

 
  




غلاف الكتاب