سرطان الثدي.. عوامل الخطر وطرق الوقاية

سرطان الثدي.. عوامل الخطر وطرق الوقاية

سرطان الثدي هو الأشيع من بين السرطانات التي تصيب النساء. وهو القاتل الأول بين الأورام التي تصيب النساء وثاني سرطان قاتل عند الإنسان عموما بعد سرطان الرئة، وهو ملف مفتوح لدى كل امرأة.

يمكن تلخيص عوامل خطر التعرض لسرطان الثدي في النقاط التالية:

1 ـ الوراثة مسئولة عن عدد محدود من إصابات سرطان الثدي (5%) فقط، فخطر الإصابة يبلغ 2 ـ 3 أضعاف تقريبا عند النساء اللواتي يوجد في تاريخهن المرضي العائلي إصابة بسرطان الثدي لاثنين أو أكثر من أقرباء الدرجة الأولى مثل الأم أو الأخت أو الجدة، ويزداد الخطر إذا حدثت الإصابة في عمر مبكر أو إذا كانت الإصابة ثنائية الجانب منذ البداية. ومن جهة أخرى فإن وجود أنواع أخرى من السرطانات في التاريخ المرضي لعائلاتهن لايعني أبدا زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

2 ـ اقترحت الأبحاث أن تناول مانعات الحمل الفموية التي تحتوي على مستويات عالية من الأستروجين لفترة أطول من ثماني سنوات يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء الشابات (قبل سن اليأس)، ولذلك تنصح النساء حاليا باستعمال مانعات الحمل التي تحتوي على مستويات منخفضة من الأستروجين لأنها أسلم من هذه الناحية، ولأنها من جهة أخرى تقي من سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم.

3 ـ توجهت الأنظار أخيراً للمعالجة بالإعاضة الهرمونية (المستعملة للتخفيف من أعراض سن اليأس أو الوقاية من الأمراض القلبية أو لعلاج تخلخل العظام)، كعامل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وخاصة إذا استعملت هذه الأدوية لفترة أطول من عشرين عاما، وفي جميع الأحوال يجب على المرأة أن تأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تسببه هذه المعالجة من أخطار خاصة عند وجود قصة عائلية لسرطان الثدي.

4 ـ إن الطمث المبكر وتأخر سن اليأس يزيدان من خطر الإصابة بسرطان الثدي وذلك بسبب زيادة الفترة التي تتعرض خلالها المرأة لتأثير هرموناتها الجنسية.

5 ـ إن سرطان الثدي شائع أكثر عند نساء الطبقة الغنية، وقد اعتقد البعض أن السبب هو زيادة النمو أثناء الطفولة الناجم عن قلة النشاط الفيزيائي والتغذية المفرطة في تلك الفترة، حيث تبين أن البدانة تزيد من خطر حدوث سرطان الثدي خاصة بعد سن اليأس. لذلك ينصح بتقليل الوارد الغذائي من الدسم وزيادة النشاط الحركي.

6 ـ تترافق الإجهاضات المحرضة مع زيادة خفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.

7 ـ أثبتت الدراسات التي أجريت على النساء اليابانيات اللواتي تعرضن للانفجار الذري وبقين على قيد الحياة، والدراسات التي شملت النساء اللواتي تعرضن لجرعات عالية من الأشعة السينية ( X rays ) في سياق الإجراءات الطبية، أن التعرض للإشعاع المؤين يزيد من خطر حدوث سرطان الثدي ويسرع من تطوره. ويكون التأثير المسرطن للإشعاع على أشده إذا ما حدث التعرض في العمر بين 10 ـ 20 بين سنة، حيث يتطور نسيج الثدي خلال هذه الفترة بشكل سريع جدا، ويكون الخطر أقل إذا كان التعرض قبل عمر 10 سنوات أو بعد عمر 40 سنة.

وبغض النظر عن التقارير المتفرقة التي أشارت إلى وجود علاقة بين حدوث سرطان الثدي واستهلاك الكافيين (القهوة)، فقد فشلت الغالبية العظمى من الدراسات المجراة في تقصي أي علاقة بينهما.

وبينت بعض الدراسات أن للتدخين تأثيراً واقياً ضعيفا من حدوث سرطان الثدي، إلا أن دراسات أخرى وجدت علاقة سببية ضعيفة ما بينهما، أما المحصلة فتتلخص في أن معظم الدراسات فشلت في إيجاد علاقة سببية ما بين التدخين وسرطان الثدي.

ونفس القصة تنطبق على التعرض لعوامل متعددة اشتبه في البداية بوجود علاقة ما بينها وحصول سرطان الثدي، وفشلت الدراسات المفصلة في إثبات هذه العلاقة ومن هذه العوامل (أصبغة الشعر، وعقاقيرالرزربين، الديازيبام).

وأيضا فإن أدلة محدودة تقترح وجود علاقة إيجابية بين الشدة النفسية والهمود وحصول سرطان الثدي. ومن ناحية أخرى فلم يثبت إلى الآن وجود علاقة ما بين حدوث سرطان الثدي والتعرض للحقول المغناطيسية الناجمة عن خطوط نقل الطاقة (الكهربائية).

وقائيات

ومثلما عددنا عوامل الخطر فإنه يمكن تلخيص عوامل الوقاية فيما يلي:

1 ـ للإرضاع الوالدي تأثير وقائي من سرطان الثدي، وكلما زاد عدد شهور الإرضاع تناقص خطر الإصابة بسرطان الثدي.

2 ـ تبين أن للحمل المبكر تأثيرا وقائيا من سرطان الثدي، وأعتقد أن ذلك يعود إلى تأثيره المحرض لزيادة تمايز خلايا الثدي مما يحد من قدرة الخلية عن النمو الشاذ ويحد من تأثيرها بالعوامل المسرطنة لاحقا.

3 ـ إن زيادة عدد الولادات عند المرأة يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتتضح هذه المشكلة بشكل خاص في البلدان المتطورة حيث تؤجل النساء حملهن ويقللن من عدد أطفالهن لأسباب دراسية أو مهنية، مما يؤدي إلى تزايد معدلات الإصابة بسرطان الثدي مستقبلا. فعلى سبيل المثال، يتوقع زيادة معدل الإصابة بسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 5 ـ 10% تقريبا خلال الـ 52 عاماً القادمة.

4 ـ يكون لتناول الخضار والفواكه الطازجة تأثير وقائي من سرطان الثدي.

5 ـ وفي دراستين وجد أن النشاط الفيزيائي المعتدل ينقص من حدوث سرطان الثدي عند النساء، إلا أن هذه العلاقة بحاجة إلى تأكيد من دراسات أوسع. وقد يؤثر النشاط الفيزيائي عن طريق تأثيره في الهرمونات الداخلية. حيث تؤكد إحدى الدراسات أن النشاط الفيزيائي المعتدل في سن مبكرة ينقص من تواتر الدورات الإباضية عند النساء، وتشير دراسة أخرى إلى أن النشاط الفيزيائي المعتدل في سني اليفع يقلل من مستويات هرمون البروجسترون.

لقد كان للكشف المبكر لسرطان الثدي الفضل الأكبر في تحسين الإنذار وإطالة فترة الحياة وذلك بمنحنا فرصة أكبر لمحاربته وعلاجه، ولذلك فقد اتجهت كل التوصيات أخيراً إلى أهمية توعية النساء وحصولهن على معلومات وافية عن الثدي وضرورة مراقبته بشكل مستمر وذلك باتباع برنامج تقصي الثدي الذي يتضمن:

1 ـ إجراء استقصاء لكلا الثديين بالماموجرام، وهو تصوير لنسيج الثدي بالأشعة ( X ) لتي تستعمل بجرعات منخفضة جدا لاتسيء للصحة العامة للجسم، وعند إجرائه يضغط نسيج الثدي ويثبت بين صفيحتين من البلاستيك وهذا مزعج عند بعض النساء ولكن مرور الأشعة يستغرق أقل من دقيقة. وتوضح هذه الصورة التغيرات في نسيج الثدي بشكل دقيق جدا قبل أن تلاحظ عيانيا. ويعتبر إجراء الاستقصاء ضروريا في العمر بين 35 ـ 40 سنة للحصول على ما يسمى بالماموجام الأول الأساسي الذي تقارن به كل الصور المجراة لاحقا لكشف أي تغير مهما كان بسيطا يمكن أن يطرأ على نسيج الثدي، وكما ينصح بإجرائه سنويا بعد عمر 50 سنة.

2 ـ الفحص السريري لثديين من قبل طبيب مختص، وينصح بإجرائه بشكل دوري كل ثلاث سنوات عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 ـ 40 سنة، وكل سنة عند النساء فوق 40 سنة.

3 ـ تقديم الإرشادات اللازمة لإجراء الفحص الذاتي للثدي الذي يوصى بإجرائه شهريا بعد بلوغ العشرين عاما، فمن المهم لكل امرأة أولا أن تميز الشكل الطبيعي والتغيرات الدورية الطبيعية التي تطرأ على الثدي مثل توتر وإيلام الثدي قبل الطمث أو أثناء الحمل حتى تستطيع معرفة التغيرات غير الطبيعية التي يمكن أن تطرأ على الثدي، وأفضل وقت لإجراء الفحص الذاتي هو أثناء الاستحمام حيث تقف المرأة أمام المرآة وترفع ذراعها إلى الأعلى وتثبت يدها جانبيا خلف الرأس ويفحص الثدي بجسه بالسطح المنبسط للسبابة والوسطى (وليس الضغط برؤوس الأصابع) من الأعلى حتى الأسفل مع فحص منطقة تحط الإبط.

وأهم التغيرات التي يجب أن تلاحظ هي:

ـ ظهور عقدة في الثدي أو تحت الإبط، أو أي ثخانة في المنطقة.

ـ ظهور تبارز أو ثنيات أو انسحاب على جلد الثدي.

ـ ظهور تغير في شكل الحلمة (مثل غؤور الحلمة)، أو تغير في لون الجلد.

ـ ظهور سيلان أو مفرزات غير طبيعية (سيلان دم..) من الحلمة.

عند ملاحظة أي من هذه التغيرات الموصوفة يجب مراجعة الطبيب المختص للحصول على التشخيص الدقيق وإجراء الفحوص اللازمة.

 

تغريد أصفر
 
  




تكوين أنسجة الثدي





يمتد نسيج الثدي إلى منطقة الإبط