عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

نحن.. والرقمية

عزيزي القارئ..
لعله يكـون مناسبا أن نتحدث عن الرقمية في عدد سبتمبر، فاسم الشهر نفسه مشتق مـن كلمة "سبتم" التي تعني رقم (7) الـذي كـان يشير إلى موضع الشهر في التقـويم السابق على التقويم الجولياني الروماني المأخوذ به والذي تحول فيه الشهـر إلى رقم (9).

لكن الأرقام تقفز الآن قفزة هائلـة، وتكتسب مع منطق الحاسوب زخما كبيرا ودلالات هائلة، وبتلخيص شديـد فإن الرقمية الحاسـوبية هي تمثيل المعطيات بصيغ رقمية، إلكترونية، تجعل الحاسـوب يخزن كميات كبيرة من المعطيات ويفرزها بدقة فـائقة . وبالتالي يوفر انفتاحا على عالم من المعلومات والابتكارات، كما وكيفا، تكفي لأن نقـر بأن الرقمية هي لغة العصر .. من الآن ، وحتى القرن القادم، وإلى مالا ندري من القرون.

وفي عدد هذا الشهر، ذي الاسم الرقمي، نحن على لقاء مع الرقمية، استطلاعا، ووعدا ... فقد تابعت العربي في دوسيلدورف معرضا دوليا لتقنيات الطباعة الحديثة، وهي تقنيات أبسط وأوضـح ما يمكن أن توصف به هو أنها طباعة للقرن الحادي والعشرين . وأبرز مـا فيها أنها رقمية الطابع، بمعنى اعتمادها على آليات عملي الحاسوب وتطوراته . ففي جانب واحد فقـط من هذا المعرض المتعدد الجوانب نجـد أن الرقمية تحدث انقلابا في عالم طباعة الصور، فعبر آلة التصوير الرقمية والحاسوب والطابعة الرقمية لن تكون هناك أية ضرورة للأفلام والتحميض والتظهير وكل ما يتعلق بذلك من ورق حسـاس ومعامل خاصة ومواد كيماوية.إنه عالم يقول وداعاً للكثير من تقنيات الطباعة التي كانت بالأمس فقط حديثة، فهو عالم الرقمية.

وليست الرقمية وقفاً على دنيا الطباعة، فهي تنتشر وتتغلغل حتى تكاد تشمل دنيانا كلها، من القطب إلى القطب، ومن المشتريات المنزلية حتى رحلات مكـوك الفضاء، مروراً بالاتصالات والسفر والطب وآلاف. المفردات الداخلة في الحياة اليومية للإنسان المعاصر.

لكننا نود أن نعود إلى الطباعة، بل إلى النشر وما قبل النشر لنتحدث عن مجلتنا " العربي ". فقد تحدثنا في مقدمة عدد سابق عن بعض الارتباك الذي أصاب موعد وصول المجلة إلى القارئ، وعن النية والعمل الدائب لتجاوز ذلك الارتباك. وهو ما نؤكد عليـه الآن، ويدخل بجوهره في إطار الرقمية . فنحن بسبيلنا لتجاوز هذا الارتباك بشكل قاطع، ولن يبدأ العام الجديد إلا وتكون " العربي "قد استقرت على نسق جديد،منظم، ودقيق، وجيد. وأدواتنا في هذا السعي واضحـة، وتنبع معظمهـا من حقل الـرقمية، فـالتجهيزات الإلكترونية الجديدة في الإعداد للنشر وإنجازه، ستضمن - بإذن الله - انتظاماً جيداً وأداء جديداً .

فإلى لقاء متجدد.

 

المحـرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات