طرائف عربية

طرائف عربية

صلاح الرعية بصلاح الراعي
تأويل المعاني

قال الحكماء : الناس تبع لإمامهم في الخير والشر .

ومن أمثالهم : إذا صلحت العين صلحت سواقيها .

جيء لعمر بتاج كسرى وسواريه فقال : إن الذي أدى هذا لأمين .

قال له رجل : يا أمير المؤمنين، أنت أمين الله، يؤدون إليك ما أديت إلى الله تعالى، فإن عصيت عصوا .

وقال الأصمعي : صنفان إذا صلحا صلح الناس : الأمراء والفقهاء .

مال بيت المال

زار أبوسيفان معاوية بالشام، فلما رجع من عنده دخل على عمر فقال: أجزنا أبا سفيان.قال : ما أصبنا شيئا فنجزيك به .فأخذ عمر خاتمه فبعث به إلى هند، وقال للرسول : قال لها : يقول لك أبوسفيان : انظري إلى الخرجين اللذين جئت بهما فأحضريهما .فما لبث عمر أن أتى بخرجين فيهما عشرة آلاف درهم ، فطرحهما عمر في بيت المال .

العدل والموت

كان طومان باي آخر سلاطين المماليك بمصر أحد الساعين إلى العدل في الرعية، أحبه شعبه ، وجدوه حتى عند موته الغادر بعد دفاعه الشجاع عن أرض مصر في مواجهة الغزوة العثمانية .يقول عنه المؤرخ ابن إياس : كان بطلا شجاعا تصدى لقتال ابن عثمان، وثبت وقت الحرب بنفسه ، وكسر جند بني عثمان ثلاث مرات وهو في نفر قليل من عسكره .

عندما أسره ابن عثمان سرت إشاعة أنه سوف ينفيه خارج الديار إلى الشام ولكنه عدل عن فكرته خوفا من أن يتحول إلى رمز للمقاومة والعدل .

وعندما وضعوا الحبل في رقبته عند باب زويلة بالقاهرة الفاطمية صاح بالناس : " اقرأوا لي الفاتحة ثلاث مرات".ثم نظر للسياف قائلا بشجاعة الرجال "شوف شغلك" .

يقول ابن إياس : إن حبل المشنقة قطع ثلاث مرات، فصرخ الناس وضجوا من الظلم لهذا السلطان العادل ، والمقاوم ، العظيم .

لما شنق حزنت الناس عليه كثيرا وبكى العامة في الدروب والحارات .

يروى عنه أنه في حياته عندما أغراه مستشاره بالسلطان ، وبأن يفرض مظالم، وضرائب جديدة، ويعيش في أبهة الملك والنعمة ، صاح في وجوههم :

- ما أجعل هذا مسطراً في صحيفتي :

ومات طومان باي عادلاً ، وبطلا صحيفته بيضاء للناظرين .

ذنوب تغفرها ذنوب

أتي عبدالملك بن مروان برجل قد قامت عليه البنية بسرقة تقطع يده بسببها، فأمر بقطع يده..فأنشأ الرجل يقول :

يدي يا أمير المؤمنين أعيذها

بعفول من عاد يشينها

فلا خير في الدنيا ولا في نعيمها

إذا ما شمال فارقتها يمينها

قال عبدالملك: هذا حد من حدود الله تعالى ، ولا بد من إقامته عليك .

فقالت أم له كبيرة السن : يا أمير المؤمنين، حافظي ، وكاسبي ، وابني ، وواحدي ، فهبه لي .

فقال لها : بئس الحافظ حافظك ، وبئس الكاسب كاسبك ، لا بد من إقامة الحد عليه .

فقالت : يا أمير المؤمنين اجعله من ذنوبك التي تستغفر بها الله .

فقال : خلوه.فأطلق .

هدايا خراسان

كان هارون الرشيد يرافق يحيى بن خالد البرمكي في موكب على طريق ببغداد، فرأى الرشيد أحمالا على جمال وجيادا قادمة ناحية المدينة المحصنة بالغنى والثراء .وعندما سأل خالد عنها ، قال له : هدايا خرسان بعث بها إليك علي بن عيسى بن ماهان،وكان ابن عيسى قد تولى أمر خراسان بعد الفضل بن يحيى البرمكي .

دهش الرشيد من كثرة الأحمال والهدايا المحملة على ، البعير، التي تساق إلى عاصمة ملكه، وقال ليحيى :أين كانت هذه الأحمال عندما ولي ابنك أمر خراسان ؟ .

فإجابة يحيى : كانت في بيوت أصحابها .

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات