عزيزي العربي

عزيزي العربي

غناء هذا الزمان

.. رئيس التحرير:

كثيرُ ممن استعجلوا الغنى والشهرة، استسهلوا طريق الفن والغناء خاصة، وخرجوا علينا بأغان ليس لها معنى أسموها شبابية، وصوروها بما يسمى "الفيديو كليب" فزادت خفة وركاكة، وظهر تحت هذا العنوان شبان وفتيات لا حصر لعددهم، ومن الصعب حفظ أسمائهم، ومعرفة أغانيهم، فكل يوم يتحفنا الرائي بمغن جديد واسم جديد، أما أصواتهم فأقل من عادية وكلمات أغانيهم لا تمت للعربية، والأنكى من ذلك أن تلك الأغاني متشابهة، فإن سمعت إحداها أغنتك عن سماع البقية، أما الشيء الذي يؤلم حقا، فهو المبالغ الخيالية التي يتقاضونها عن حفلات وسهرات منها الخاص ومنها العمومية، ولكن عتبنا الشديد هو على الدعاية الإعلامية المكثفة لهؤلاء، والاحترام والتبجيل والألقاب المغدقة عليهم، فلا يمضي يوم واحد، دون أن تشاهد إحدى هذه الأغاني الاهتزازية، أما المقابلات الشخصية مع أبطال هذا اللون من النماذج البشرية، فحدث ولا حرج، فهي أكثر البرامج المرئية، وأكثر ما يحز في نفسك هو الاستقبالات الجماهيرية، التي ما حظي بها من أفنوا حياتهم في خدمة البشرية، وإن أحدهم ليجلس منفوشا كالطاووس، ليقول: "إني انتقي كلماتي وألحاني بعناية وروية، وأرفض الكلمات الهابطة، ولو جلست دون عمل، وكل مشواري الفني هو تضحية بتضحية، لن تتخيلي كم نتعب، فنحن مرهقون على الدوام، فمن التصوير إلى التسجيل، ساهرين الليالي في عمل وحركة مستمرة، لا نجد وقتا للراحة، وبالمناسبة لا أريد لأبنائي أن يصبحوا فنانين، لأن طريق الفن صعبة للغاية".

ونريد أن نسأل بدورنا، أي صعوبة في هذا الضجيج الذي يسمونه غناء؟ ولماذا نقلد الآخرين في الأمور السيئة والتافهة، ونترك تقليدهم في المناحي الحضارية؟ وهل الأغنية هي مجرد كلمات تتحدث عن الحب والحبيب؟ أليس الحب في حقيقته عاطفة مجردة عن الهوى والمصلحة، أليس لدينا كلاما آخر أشد نفعا من هذا الهراء؟ أليس من الأجدى أن يوظف الفن "والأغنية جزء منه" للتوجيه وبيان معاناة الناس، إضافة إلى وظيفته الترفيهية، خاصة أن ذلك محقق عند من نقلدهم في "الصرعات والسلبيات" فقط؟.

أليس من المحزن أن يكون كثير من العلماء والمفكرين، يعيشون عيشة الكفاف، بينما من أفسد أذواقنا، وأصم آذاننا قد أصبح نجما يسطع، ولؤلؤة تلمع؟!

وأخيرا نتمنى أن يحتفى بالعلماء والمفكرين، أو أن ينالوا جزءا يسيرا من الحفاوة التي يلقاها هؤلاء الشبابيون!! وإن لم يعد النظر في موضوع الفن الهابط، فإننا سنشهد استمرارا مخيفا لهذه الظاهرة الضارة، ونأمل ألا يحدث ذلك.

نبيل الإمام
سوريا ـ دمشق

ونقول:

الحديث عن المفارقة التي يتم التعامل بها مع فئة العلماء يظل ممتداً لأزمنة طويلة، وإذا كنا نؤكد على ضرورة تقدير العلم والإبداع بالقول والعمل، فإننا نؤكد في الوقت نفسه أن الحاجة إلى الفن الجاد والراقي لا تقل أهمية عن حاجتنا للعلم والفكر والثقافة والإبداع، أما "الاستسهال" في الفنون بجميع أشكالها ـ وهو موجود في كل العصور ـ فإنه رغم وميضه الطارئ، يظل أشبه بالفقاعات التي سرعان ما تتلاشى.

قضية المرأة بين التشدد والتفريط

.. رئيس التحرير:

تعقيباً على ما كتبه الدكتور محمد الرميحي في حديث الشهر للعدد "467" أكتوبر 1997 بعنوان "رفع حجاب الأوهام عن حال المرأة العربية" الذي يعد إحدى القضايا الساخنة في الحياة الثقافية العربية ـ الإسلامية: أرى أن الخير كل الخير هو في منهج الإسلام الذي أنصف المرأة وأعطاها حقوقاً لم تصلها أمم أخرى إلا بعد قرون!! ولكن الخطأ فيمن لا يعمل به!! ولنتأمل ما يلي:

1ـ حض الإسلام المسلم والمسلمة على طلب العلم ولهذا فمن حق البنت على أبيها أن يعلمها أمور دينها ودنياها وخاصة القراءة والكتابة، والآيات، والأحاديث كثيرة في هذا الباب، ولكن يجب على من يكتب حول أحوال المرأة ألا يلوم الإسلام إذا تخلى المسلم عن اتباع نهجه وترك ابنته أمية!!.

2ـ يأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتزويج المرأة لمن هو كفؤ لها فقال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". ولكن إذا لم يعمل المسلم بهذا الأمر، وخاصة عندما يضع نصب عينيه الأموال الطائلة وينسى طاعة الله سبحانه وحسن الخلق، فالمرأة يظلمها وليها إذا زوجها ممن ليس بكفؤ لها سواءً بدينه وأخلاقه أو علمه وعمره، خاصة إذا علمنا أن الاسلام يمنع ولي المرأة أن يزوجها لرجل لا ترغب فيه، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد منع أحد الصحابة أن يزوج ابنته ممن لا ترغب فيه.

3ـ وهناك مسألة عمل المرأة وهي تحتاج إلى تفصيل، فليس كل عمل مناسبا للمرأة، وليس كل عمل ممنوعا عنها.

4ـ إن المؤسسات الاجتماعية والجامعات مدعوة لتوضيح حقوق المرأة في الإسلام ودعوة الرجال لإنصافها من أجل الخروج بحلول وآراء من شأنها رفع الظلم عن المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية وتوجيهها لما فيه صالح الأمة وتقدمها.

ثائر عبدالوهاب البهيجي
عرعر ـ السعودية

عباس الأول لم يكن خديوياً

.. رئيس التحرير

استرعى انتباهي ما جاء في مقال الأستاذ الدكتور جابر عصفور بعنوان "تعريب بوالو" المنشور في مجلة العربي العدد "469" ديسمبر 1997م كالتالي:

"وكلا الأمرين كان مطلوبا في حالة محمد عثمان جلال الذي توجه بكتابه "العيون اليواقظ" إلى الخديو عباس باشا الأول الذي تولى حكم مصر سنة 1849م".

وأود الإشارة إلى أن لقب الخديو لم يحمله أي من أبناء الأسرة العلوية التي حكمت مصر قبيل إسماعيل باشا.

وأود إضافة المزيد من الإيضاح في هذا الصدد، حيث إن عباس الأول هو ثالث الولاة في مصر من أسرة محمد علي باشا، توفى أبوه طوسون قبل جده محمد علي فكفله جده وآلت إليه ولاية مصر عند وفاة عمه إبراهيم باشا ابن محمد علي في أواخر عام 1264 هـ /1848م وليس كما ورد في المقال عام 1849م. وقد استدعى للولاية وهو يومئذ أكبر أبناء الأسرة، حيث كان بالحجاز بعد أدائه فريضة الحج ليتولى على مصر في حياة جده وقد توفى اغتيالاً على يد بعض خدم القصر في مدينة بنها وقيل بإيعاز من عمته "نازلي" بنت محمد علي، وكان ذلك عام 1270 هـ/14 يوليو 1854م.

وخلفه بعد ذلك الوالي ـ أيضا ـ محمد سعيد باشا الذي منح امتياز حفر قناة السويس للفرنسي فرديناند ديلسبس ومات سعيد باشا في 18 يناير 1863م ليأتي بعده الوالي ـ أيضا ـ إسماعيل باشا الذي استطاع أن يستصدر فرماناً من السلطان العثماني ليكون أول من يحمل لقب خديو من أسرة محمد علي اعتباراً من 8 يونيو 1867م حتى خلع بمؤامرة أوربية شهيرة يوم 26 يونيه 1879م ليأتي بعده ابنه الخديو توفيق الذي توفى في يناير 1892م ثم عباس حلمي الثاني الذي فرض الحماية على مصر من قبل بريطانيا عام ،1914 ثم أخيه حسين كامل الذي كان أول من حمل لقب سلطان يوم 10 أكتوبر 1917م ليأتي بعده الأمير أحمد فؤاد سلطاناً عام 1917م ليصبح بعد ذلك ملكاً على مصر بعد تصريح 28 فبراير 1922 حتى توفى في 28 أبريل 1936م ليأتي بعده ابنه الملك فاروق الأول الذي انتهى حكمه بقيام ثورة 23 يوليو 1952م ليتنازل بعد ذلك لابنه الملك الطفل أحمد فؤاد الثاني الذي نودي ملكاً على مصر والسودان حتى 18 يونيو 1953 عندما ألغيت الملكية.

وبهذا أردت التوضيح والله من وراء القصد.

محمد عبده العباسي
بورسعيد ـ مصر

مصدر السعادة

.. رئيس التحرير

إضافة إلى ما قرأت في مجلتنا العربي العدد "469" ديسمبر 1997 تحت عنوان: "السعادة هبة من الله تنبعث في الروح مهما كانت الظروف والملابسات" للأستاذ محمد مستجاب، وقد استلفت انتباهي لهذا الموضوع اللطيف أمران هما: العنوان والفقرة الثانية.

أما الأول: السعادة صحيح أنها من الله لكنها ليست هبة، بل نتيجة إقبال المرء على خالقه، بالأعمال الصالحة، والأعمال وليدة الإيمان بالله عز وجل المبني على النظر والتفكر في السموات والأرض مراراً وطوالاً وبحثاً وصدقاً في معرفة الله سبحانه عن طريق صنعه وإبداعه وتسييره وإمداده لكل ما يلزم الحياة في هذا الكون، حتى يصل المرء لنتيجة من خلال نظراته أن هناك يداً رحيمة خلقت ونظمت، حيث إنه لم يستطع من خلال تفكيره أن يجد خطأ، بل وجد كل ما في الكون من شمس وقمر ونجوم وليل ونهار وفصول، وخَلْقِه أيضاً هو في بطن أمه إلى أن سوته تلك اليد الرحيمة بشراً سوياً كمالاً بكمال، والسماع لكلامه عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه المعجز في نظمه وكماله، يرى كلامه مثل خلقه لا يتطرق إليه الخطأ، فعلم هذا المرء أن لا إله إلا الله، فصار سعيداً راضياً.

وهكذا السعادة ليست وقفاً على أناس دون آخرين، بل كل من اجتهد واتجه بقلبه إلى ربه سعد في الدنيا والآخرة، قال تعالي: سورة النحل آية 97من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون>.

أما الفقرة الثانية: "بأن الرضا الروحي والنعيم أمر واسع فيه مع الأسس الدينية ـ كلام فلسفي تربوي كثير والدخول فيه يقودنا إلى ما يغرقنا سعادة وتعاسة أيضاً".

أقول: إذا ابتعدنا عن فهم الدين والإيمان ابتعدنا عن السعادة كل البعد، الإيمان ليس شعارات وأقوالا فلسفية لا روح ولا حياة فيها، كما أن العبادات ليست فلكلورا تطبقه كل قرية بحسب عاداتها وتقاليدها، الإيمان سماع وعقل، سماع لكلام الله المتلى على لسان رسوله الكريم وعقل ومشاهدة لحقيقته، عندها النفس تدين لخالقها وتذعن لأوامره، وترى الإنسان المؤمن يطبق أوامر ربه وينتهي عن نواهيه راضية بذلك نفسه سعيد بها، إذ إنها أوامر حبيبه سبحانه وتعالى الذي ما خلقه وما خلق الكون حقيقة إلا ليسعده في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالي: سورة الرحمن آية 46 ولمن خاف مقام ربه جنتان. أي: جنة في الدنيا وجنة في الآخرة.

هذا وقد تمر على الإنسان المؤمن شدائد وأحوال قد تكون متباينة مع السعادة؟!.

ولكن هذا الإنسان الذي قد علم متيقناً بنفسه أن هنالك يداً واحدة تتصرف في هذا الكون وتسيره ضمن العدالة والحكمة ووفق الرأفة والحنان والرحمة، وأن هذه اليد المسيرة والإرادة الحكيمة المدبرة هي أرأف وأرحم بالإنسان من أمه وأبيه وحتى من نفسه التي بين جنبيه، وأنها لا تسوق له إلا ما يكون سبباً في صلاحه وبما يعود عليه بالخير العميم، إذا آمن الإنسان حقاً بكلمة "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم" فهنالك يطمئن قلباً ويهدأ بالاً ويستسلم كل الاستسلام ويرضى بتصاريف القضاء، رضا يجعله لا يضطرب لحال ولا يتألم من تبدلات الزمان.

وكيف يتألم وهو يرى ربه الرحيم ما منعه إلا ليعطيه، وما أخذ منه القليل إلا ليعطيه الكثير.

وهكذا فليس يُسعد المرء السعادة الحقة إلا إذا كان راضياً وليس يرضى حقاً إلا أن يكون مؤمناً بخالقه مستسلماً إليه شاعراً بحنانه ورحمته، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن قربه من خالقه جعله أسعد مخلوق حيث قال: لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.

وقال أحد المؤمنين وهو أبا يزيد البسطامي: "لو تعلم الملوك ما في قلبي لقاتلوني بالسيوف عليه".

زياد محمد حجازي
دمشق ـ سوريا

داروين نجح أم فشل؟

.. رئيس التحرير

قرأت في العدد "468 نوفمبر 1997 في ركن البيت موضوعاً يتحدث عن فشل ونجاح داروين واستغربت طريقة التناول لأهم نظرية علمية هزت نظرتنا إلى الطبيعة عموما وإلى الإنسان خصوصا. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل النظرية، فهي ككل نظرية علمية إنسانية يعتريها النقص بالضرورة وتخونها الحجة أحيانا.. وقد لا يروق لبعض المتزمتين قبول محتواها، إلا أن أحدا مهما كان حجم المعارف البيولوجية لديه لا يستطيع أن ينكر أن المقولة الرئيسية التي دافع عنها داروين، أعني مقولة التطور ـ والتي تشمل كل كائن حي انطلاقا من الخلية إلى الإنسان أكثر المخلوقات تعقيداً وتطوراً ـ هي مقولة خاطئة.

فإن القول بأن داروين "فاشل في دراسته وكان في بداية حياته إنسانا فاشلا مستهترا يقضي وقته مع الكلاب وفي صيد الفئران وجمع الحشرات" لا يعدو أن يكون إلا قولا تنقصه الحجة، وينم عن عداء واضح ضد هذا العالم الكبير مهما اختلفنا معه في الرؤية والمنهج. ولم أجد أي مبرر لهذه الجملة الغريبة "إن والده قال له ذات يوم إن وجودك عار على نفسك وعلى أسرتك". فهذه الهوامش هي التي تبقى في الذاكرة.

العقربي بالشيخ
صفاقس ـ الجمهورية التونسية

رسالة من جبل طارق

.. رئيس التحرير

أنا مقيم بجبل طارق منذ عام 1981 كنت وكباقي أفراد الجالية المقيمة بهذه المدينة والتي يبلغ عددها حوالي ألفي مسلم، كنا نفتقر إلى مسجد كبير، إلى أن تم بناء جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي تم افتتاحه يوم الجمعة 8/8/1997 على مساحة 5200 متر يشمل مصلى للنساء ومدرسة إسلامية وقاعة للمحاضرات وسكنى للإمام.

ولهذا أتمنى من مجلة العربي الغراء أن تزورنا في هذه المدينة لتقوم باستطلاع حولها وحول هذا الجامع العظيم، خاصة ونحن نلاحظ في هذه الأيام بعض المحليين في جبل طارق يعشقون الدين الإسلامي الحنيف، والفضل هنا يرجع إلى هذا المسجد.

مصطفى اللمطي
جبل طارق

جوانب مضيئة

.. رئيس التحرير

بكل الحب أعبر لكم عن خالص مودتي وشكري عن نفسي أولاً وعن محبي للمرحوم العلامة الأستاذ محمود محمد شاكر طيب الله ثراه، ذلكم العالم الجليل الذي رحل في صمت تاركاً وراءه ثروة ضخمة تحتاج إلى من يهتم بها نشراً وتحقيقاً وتعريفاً بفضل هذا العالم الراشف من منبع اللغة العربية رشفات كلها رحيق نتج عنه ذلك الإرث النادر من كتب لا نظير لها وكم كانت سعادتي بنشر مجلتكم الرائعة ملفاً عن تلك الشخصية الفريدة إظهاراً لمكانتها بين العلماء.

إنني أشكر لكم هذا الاهتمام وشكراً للأقلام الرائدة التي أبانت لنا جوانب مضيئة في حياة رائد العربية المرحوم العلامة محمود محمد شاكر رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيراً عن العربية وأهلها إنه ولي ذلك وأهله.

طه صلاح هيكل
ميت برة ـ منوفية

جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج

أعلن مكتب التربية العربي لدول الخليج عن جائزته للدورة الحالية 1418 ـ 1419 هـ في مجال البحوث التربوية.

واشترط المكتب ألا يكون المرشح قد نال جائزة أو رسالة علمية عن الإنتاج المقدم، وأن يمثل البحث نظرية تعليمية تربوية أو مساهمة مبتكرة في مجال البحث التربوي أو تحقيقاً علميا مكتوبا باللغة العربية الفصحى لأحد مصادر التراث التربوي العربي الإسلامي. وأن يكون المرشح من مواطني الدول الأعضاء في المكتب.

على أن تصل طلبات الترشيح في موعد لا يتجاوز يوم الأربعاء 4/12/1418 هـ الموافق 1/4/1998. على العنوان التالي:

ص.ب (94693) ـ الرياض ( 11614) ـ المملكة العربية السعودية.

الغرب وفيكو

.. رئيس التحرير

قرأت في العدد "469" ديسمبر 97 مقالاً بعنوان "لماذا تناسى الغرب فيكو؟"

وقد قالت الكاتبة: "نحن نهمش ما يهمشه ونضع في المركز ما يرى أنه مركزي"، فهل من اختصاصنا أن نمركز ما يراه الغرب هامشياً في فلسفته هو؟

إنني أرى أن ديكارت هو فعلاً معلم أساسي في تطور الفلسفة الغربية ولا يستطيع أحد إنكار ذلك.

وهنا أود أن أسأل، هل فعلاً أن الغرب أهمل الفن والقانون والتاريخ بعد اتباعه منهج ديكارت في التفكير؟

وبالنسبة لـ "الترادف الحقيقي والمصنوع" هل نستند إلى هذا القانون الذي وضعه فيكو لنقول في النهاية غير المنطقية إن الوعي بالذات على الطريقة الديكارتية هو وعي بدائي لا يصلح أساساً للمعرفة، وقد رأينا بأعيننا نتائج هذا التفكير في الحضارة الغربية حيث استندت إلى المبدأ ذاته في المقارنة بين دراسة الطبيعة.

وأخيرا أسأل: هل وضعنا نحن كعرب ومسلمين رؤية كاملة للحضارة العربية والإسلامية لنتفرغ للحضارة الغربية ونضع لها رؤيتنا الخاصة التي لن تفيدنا في شئ؟

عماد سليم سباغ
حلب- سوريا

أهم مائة كتاب

..رئيس التحرير:

قرأت في العدد "467" أكتوبر 1997 مقالا للأستاذ حسين أحمد أمين بعنوان أهم مائة كتاب في التراث العربي القديم صنف فيه الكتب العربية المهمة وفائدتها للقراء والمفكرين والمثقفين ونحن نقرأ في كل عدد زاويتي "كتاب العربي" و "كتاب الشهر" وأكثر الكتب التي تنشر فيهما هي الكتب المعاصرة والحديثة ولذلك نطلب من مجلتنا العزيزة ولفائدة القراء شرحا موجزاً لكل كتاب في زواية التراث العربي عن حياة الأدباء والشعراء.

إباد سعيد
عمان- الأردن

الحب في التراث العربي

.. رئيس التحرير

في مقال الدكتور وليد صالح الخليفة بعنوان "حب وجنون وموت.. من أوجه الحب في التراث العربي" المنشور في عدد العربي "467" أكتوبر ،1997 قام بإبرام مقارنة بين الحب عندنا وعند اليونان عامة والغرب خاصة، في الوقت الذي توجد فيه عوامل تخالف بين الحب هنا وهناك منها: البيئة والظروف الاجتماعية والدينية والسياسية والحضارية.. علاوة على أن الحب العذري عرفه الغرب من الشعر التروبادوري المتأثر كثيراً بالشعر الغنائي العربي. وأما قول الفيلسوف الإسباني خوس أورتيجا جاسيت عن الحب العذري "إذ إنه ينفجر بمجرد سماع أي ثناء من امرأة" غير صحيح، لأن الشواهد القاطعة الثابتة من الشعر العربي تدل على أن الشاعر كان ينفجر بالبكاء والعويل بمجرد ذكر اسم محبوبته هو لا من مجرد سماعه أي ثناء من امرأة كما يقول أورتيجا، مثال ذلك قيس مع ليلى في "الأغاني"، وغيره كثير من أساطين الحب العذري في البيئة العربية".

صلاح حسن رشيد
أبوحماد ـ مصر

وتريات
حلم

هذا قتيلك يا ليلى فلاقيه

وسلسلي الدمع من عينيك واسقيه

ما كان لولاك مصفورا بلوعته

أو كان لولاك محزوناً بما فيه

فلا تكوني مع الأيام في طرف

يكفيه ما تفعل الأيام يكفيه

وحكمي القلب في أمر الوصال فقد

يقضي الفؤاد بما ترجو أمانيه

رحماك، رحماك.. ما ذاق الهوى فرحاً

ولا تبسم في الأشعار شاديه

الجرح سيده، والليل صاحبه

والهجر قاتله، والحزن حاديه

ما حزن يعقوب إلا بعض لوعته

ولا ضلالة قيس مثل هاديه

ألا قميصا يرد العين بعد عمى

أصابها، أو خيالا من تهاديه

هو الشريد وسحر الروح شرده

فسائلي الروح كم كانت تناجيه

وكم أذاعت له أسرار غربتها

فضمها بين جنبيه لتحييه

وقال إنك نجم شع يؤنسه

وقال إنك تيار سينجيه

حتى أفاق وهذا الحلم يسكنه

شوق الغريب إذا ما جن داجيه

يدعو عليك إله العشق يوم هوى

لعل قلبك يلقى ما يلاقيه

هذا قتيلك مازالت قصائده

حرى ومازال جمر الحب يكويه

شعر: محمد رضوان الحر
الأردن ـ عمان