عزيزي القارئ
حوار متعدد الأطراف
- عزيزي القارئ ..
رحلة واسعة بين أرجاء شتى، قطعتها "العربي" حتى تصل إليك هذا الشهر، وتضع بين يديك محتوى يصح أن يوصف بأنه حوار متعدد الأطراف، لا يقنع برؤية أحادية الجانب، ولا بالثبات عند ركن من أركان الزمان أو المكان.
فإلى الشمال، يصعد بنا رئيس التحرير في حديث الشهر "الحرب العالمية الثالثة - أين تبدأ؟ "، لنعاين مفارقة تدعو إلى الدهشة، ونرصد جدلية مخيفة، عن مصير علماء الذرة السوفييت، ومآل ماكينة العلوم النووية السوفييتية، العسكرية خاصة، في ساحة العوز والفوضى التي تعم دولة كانت - حتى الأمس القريب جدًا - عظمى. ما هي السيناريوهات المحتملة لتناقض التفوق في هذا العلم المرعب مع تردي أحوال القائمين عليه من البشر؟ وهل من خلاص طيب؟ يتساءل حديث الشهر، ويأمل، ونأمل معه.
وإلى الغرب (من عالمنا العربي) يذهب بنا أبو المعاطي أبو النجا في استطلاعه: "استفتاء الصحراء المغربية. المشهد الأخير من أسطورة الحقائق الواضحة" فيعيد بصراحة ووضوح، يحاكيان صراحة ووضوح الصحراء، قراءة قصة تعدّد رواتها حتى جعلوا منها لغزاً أو أسطورة.
وإلى الشرق يذهب محمد المنسي قنديل في استطلاعه "إيران: بوابة آسيا تفتح قلبها"، فتنبسط أمامه سجادة عجمية قديمة، يرينا إياها، فنلمح تداخل ألوان خيوطها الساحرة، مع إيقاعات أزمنة من الحزن الغامر، لعلها تعود إلى زمن كربلاء.
وإلى الجنوب يأخذنا مبارك الصادق لنتعرف على " قبيلة الشلك"، ونرى طقوس تنصيب "الرث" فيها، فتلذعنا شمس إفريقيا الحارة في الجنوب السوداني.
أما في الزمان، فإن "العربي" - هذا العدد - تغوص واصلة إلى عمق القديم، في مقالة "أسطورة العربي" للدكتور صلاح فضل، ومقالة "القاهرة القديمة تحت الحراسة" لمختار السويفي، ومقالة الدكتور رياض عصمت "أثر ألف ليلة وليلة على المسرح العربي".
ومن الزمن القديم، يخرج بنا هذا العدد لنواجه زماننا، فتضج قضايا الساعة ويحتدم الحوار. يستعرض عامر ذياب التميمي - في رؤية لا تهمل شرقًا ولا غربًا - " أزمة الفكر الاقتصادي"، ويتساءل محمد الأسعد: "عالمية أم محلية؟ ". وتراجع نجوى قلعجي "قيم المدنية المعاصرة". ويلاحظ الدكتور محمد السيد سعيد: "أطروحة النظام العالمي بين الاستبداد والمشاركة".
وإذا كانت مقالة "عربسات: العرب على أبواب ثورة الفضاء" لفوزي الشلق، تبشرنا في هذا العدد، بأن أحدث أقمار الفضاء العربية ينقلنا إلى وضع لا نكون فيه متخلفين عن عصر تختصر فيه المسافات والأزمنة، فإننا نعدك عزيزي القارئ بأن نكون في كل ما تنشره "العربي" مواكبين لهذا العصر، مسهمين في التعريف بأهم ما فيه من إنجازات.