الأمم المتحدة في الذكرى الخمسين لقيامها حلم للبشرية يقاوم الانكسار أنور الياسين

الأمم المتحدة في الذكرى الخمسين لقيامها حلم للبشرية يقاوم الانكسار

المتجه إلى نيويورك، وبعد سأم الطيران الطويل فوق مياه الأطلسي، يشعر عندما تصافح عيناه تلك الجزر الخمس للمدينة الهائلة بأنه يحلق في حلم. ولقد كانت بداية نيويورك حلماً، كما كان قيام الأمم المتحدة على ضفة نهرها الشرقي حلما آخر. وأنها لأحلام بشرية تجاهد، بين قساوة الواقع، ورحابة الأمل الإنساني بالغ البساطة والصعوبة .. في الحرية، والطمأنينة، والسلام.

قبل أن يأتي موعد لقائنا الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي في مقر المنظمة المطل على النهر الشرقي من ضفة جزيرة مانهاتن التي تشكل القلب الحقيقي لمدينة نيويورك. اتسع أمامنا بعض الوقت، كي نطوف بأرجاء المدينة، وبأرجاء الأبنية الأربعة الشاهقة التي يتكون منها مبنى المنظمة التي تحتفل ويحتفل معها العالم بذكرى مرور خمسين سنة على قيامها.فكانت رؤى، وكانت لقاءات، وكانت تأملات تجزم خلاصاتها بأن المنظمة الدولية والمدينة التي تحتضنها.. كلاهما أتيا من قلب العناء البشري، وكلاهما ولد حلماً من أحلام البشرية..

فعندما رست سفن المهاجرين الأوائل من أوربا على الشاطئ الشرقي الأخضر للأرض الجديدة، وبعد عناء الإبحار الطويل والمليء بالمخاطر وسط مياه الأطلسي صعبة الترويض، بدا أن بوابة من الأمل تنفتح لهؤلاء القادمين من أوربا التي ضاقت بهم وضاقوا بها آنذاك، وكان بعضهم هاربا من نيران الحروب، وبعضهم فاراً من سعير الاضطهاد الديني، ومعظمهم طالعاً من وهاد الفقر..وكان بينهم مجرمون هاربون من السجون أو خارجون للتو منها، ومغامرون طامعون في الثراء اليسير، وموهوبون يبحثون عن فرصة أفضل لمواهبهم خارج أوربا التي كانت قد أنهكتها الحروب الدينية والتنافس على بسط النفوذ. من هذا (الموزاييك) البشري تشكل الحلم الأمريكي الذي كان آنذاك حلماً طازجا على أرض عذراء.. ولأنه كان وليد الانهيار في مجمله لهذا كان طموحا إلى البناء - في مجمله أيضا - وكانت نيويورك (المنسوبة قسراً إلى دوق يورك البريطاني) تلك المدينة التي بنها المهاجرون عند ملتقى الأنهر والمحيط والتلال والغابات صارت بوابة الدخول في العالم الجديد. عبر منها الخير، وعبر منها الشر لكنها تظل - وبكل المقاييس وبكل ما فيها من عظمة وبؤس تظل نموذجاً لحلم بشري كبير...

هل تستحق الاحتفال؟

الأمم المتحدة أيضاً، شأنها شأن نيويورك، وبغض النظر عن كل ما يقال فيها، سلباً أو إيجاباً، هي نموذج لحلم بشيء كبير آخر..

على ضفة نهر "أيست" بين الشارع الثاني والأربعين والشارع الثامن والأربعين من شاطئ مانهاتن الشرقي. ما بين مياه النهر المفضي إلى المحيط ورحابة الجادة الأولى العريضة. في هذا الموقع يمتد رحاب منظمة الأمم المتحدة. حديقة يانعة على طرف غابة الأسمنت تفضي وتحيط بالمباني الأربعة المكونة لعمارة المنظمة الدولية التي يصح تسميتها "برلمان العالم". علي النهر مباشرة يطل بناء المؤتمرات المستطيل ويضم قاعة مجلس الأمن ذات المائدة المستديرة الشهيرة، وقاعة مجلس الوصاية وقاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أما قبة قاعة الجمعية العمومية فهي إلى الجانب وأقرب إلى مدخل الزوار والبهو. بينما في الطرف الآخر مبنى مكتبة داج همرشولد التي تضم أكثر من نصف مليون كتاب بين هذه الأبنية الثلاثة يسمق البرج المكون من تسعة وثلاثين طابقاً والذي تشغله الأمانة العامة.

عبرنا مدخل الزوار المحفوف بالخضرة والزهور ومضينا للقاء السيدة "جولين فورنسنن" رئيسة اللجنة العليا للاحتفال بمرور خمسين عاما على قيام الأمم المتحدة والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة. وراحت السيدة الممتلئة بالحيوية والحضور اللطيف تجمل لنا الحديث عن أشكال وغايات هذه الاحتفالات، فقالت:

"نحن نتمنى من خلال هذه الاحتفالات أن تكون مناسبة لنشر الوعي بأهمية الأمم المتحدة، كما نحاول إن نصل إلى أعداد كبيرة من الناس خصوصا الصغار منهم، لنستطيع إقناعهم بأهمية الأمم المتحدة ودورها. وستكون الاحتفالات عبارة عن ندوات ومعارض وأمسيات موسيقية ومحاضرات تشرح أهمية ودور الأمم المتحدة، كما أننا ننظر إلى المستقبل والدور المتعاظم للمنظمة خلاله، وسوف تمتد الاحتفالات وجميع مناطق العالم طوال عام 1995، ولدينا أكثر من 140 دولة لديها لجان خاصة للاحتفال وهناك أكثر من 80 دولة تعمل بالاتفاق مع منظمات الأمم المتحدة لتنظيم احتفالات خاصة، وجميع مكاتب الأمم المتحدة في العالم تبذل أقصى جهودها لتسهيل مهمة هذه الاحتفالات، ولعمل مركز اتصال لإيصال رسالة الأمم المتحدة لنشر السلام العالمي.

في 24 أكتوبر الجاري سيكون في نيويورك مؤتمر عالمي لرؤساء وملوك دول العالم، أكبر تجمع للقمة على الأرض، لمدة 3 أيام، وسيكون هذا اللقاء الختامي، لكنه الأهم، إنه لقاء تاريخي إنساني إذ سيكون لقاء عشاء، وموسيقى، وسيكون البث التلفزيوني مباشرة وعلى مستوى العالم كله.

واللجنة العليا للاحتفالات هي لجنة تضم الكثير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيكون هناك ميثاق للسلام يوقع عليه القادة والزعماء الذين سيحضرون اللقاء وسيكون ترتيب إلقاء كلمات قادة العالم بالقرعة. أما عن الأموال المخصصة للاحتفالات فقد جاءت من التبرعات الخارجية إضافة لمساهمات الدول في فعاليات دون مقابل مثل الحفلات الموسيقية والفنية ".

لقد حضرنا جلسة من جلسات سحب القرعة لترتيب دور القادة في إلقاء خطبهم. ثم ودعنا السيدة " جولين فورنسنن" بعد أن حملتنا بالعديد من نشرات برامج الاحتفالات التي تحدثت عنها، وكانت برامج شديدة الطموح. فمنها حفلات لفرق موسيقية واستعراضية وفنية من كل أنحاء العالم تعرض فنها في أكثر من مكان تحت عنوان: البشر .. احتفال موسيقي لجمال التنوع وسيراعى في الاحتفالات أن تشمل كل الأعمار ويتخللها تنويه عن مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.

وبعد أن انتهيت من إلقاء نظرة على نشرات هذه البرامج الاحتفالية لم أستطع أن أطرح عني عبء السؤال: وهل تستحق الأمم المتحدة كل هذه الاحتفالات بينما المجازر تزداد دموية في البوسنة والشيشان وبورندي. ولا تقل عنها وحشية في أماكن أخرى من العالم. هل تستحق الأمم المتحدة الاحتفال؟

ظل السؤال معلقا في خاطر بينما عاودنا تجوالنا في أرجاء الأبنية الأربعة الكبيرة المكونة للمقر الرئيسي للأمم المتحدة في حي إيست سايد بنيويورك. وعند الزاوية الجنوبية الغربية بجوار الأمانة العامة، اتجهنا إلى مكتبة "داج همرشولد" التي حملت اسم الأمين العام الراحل في 16 نوفمبر 1961. وتبدو الواجهة الزجاجية لمبني المكتبة وكأنها مرآة تعكس صورة الأمانة العامة، وتتألف المكتبة من ستة طوابق، ثلاثة تحت الأرض، وثلاثة فوقها، إضافة إلى طابق علوي، ويتم الدخول عبر ممر محاط بالزجاج يصل المكتبة بالمدخل الجنوبي للأمانة العامة، منه دخلنا، فجرفنا طوفان المعلومات والمقتنيات - والخرائط والفهارس وقواعد البيانات والكتب التي يقترب عددها من نصف مليون كتاب.

فهذه المكتبة هي ذاكرة الأمم المتحدة المصممة بحيث تستقبل وترسل المعلومات لفعاليات المنظمة الدولية والباحثين والمهتمين بأسرع وقت ممكن وبأوضح صورة. وكان طبيعياً ونحن في خضم ذاكرة منظمة الأمم المتحدة أن نستقرئ تاريخ هذه المنظمة، لعل ذلك يكون قاعدة إجابة عن السؤال الذي يظل معلقا في الخاطر عن الأمم المتحدة، وهل تستحق الاحتفال بيوبيلها الذهب والعالم على ما هو عليه؟!

من الحرب ولد السلام

في آخر نوفمبر عام 1943 وبينما الحرب العالمية الثانية ما زال يتصاعد دخان آخر حرائقها اجتمع في طهران أقطاب الحلفاء الموشكين على النصر: روزفلت، وتشرشل، وستالين. ورأوا أنه من الضروري إنشاء هيئة دولية تكون مهمتها فض المنازعات العالمية والمشاكل بين الدول على أن تبدأ هذه الهيئة مهمتها بعد انتهاء الحرب مباشرة. ثم في الفترة من 21 أغسطس إلى 7 أكتوبر 1944 عقد في دومبرتون أوكس (بالقرب من واشنطن) مؤتمر تمهيدي ضم ممثلين أمريكيين، وبريطانيين، وروساً، وصينيين. وقام المؤتمر بوضع الخطوط العريضة لميثاق الأمم المتحدة. لكنه استكمل في يالطا في شهر فبراير 1945 في ذلك الاجتماع الشهير الذي حضره أقطاب المنتصرين في الحرب. وأقر هذا الميثاق في سان فرانسيسكو في الفترة من 25 إبريل إلى 26 يوينه 1945. ولأن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة كانتا هما القوتين الكبريين اللتين برزتا بعد الحرب وكان بينهما ما بينهما من خلاف أيديولوجي لهذا طرحت أهمية الوفاق بين هاتين القوتين العظميين لكي تتمكن هيئة الأمم المتحدة من تأدية دورها العالمي.

رؤية عربية

ولأن عالمنا العربي يقع في دائرة العالم الثالث، لهذا سعينا نبحث عن بعض إجابة عن أسئلتنا لدى السفير محمود أبو النصر المندوب الدائم للجامعة العربية لدى الأمم المتحدة الذي بادرناه بالسؤال:

* سعادة السفير. إنك من السفراء الذين لديهم خبرة كبيرة في الدبلوماسية العربية وخصوصا في الأمم المتحدة. وتابعت قضايا عديدة والأمم المتحدة وهي تحتفل بمرور خمسين عاما - ألا تراها تغيرت - وما هو تقييمك لوضعنا العربي في المنظمة الدولية - كمجمل عام؟.

- في الواقع نحن الآن نعيش فترة دقيقة في تاريخ العلاقات الدولية خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة وبعد بدء المحاولات لإرساء نظام دولي جديد لا يعتمد على قطبين، هناك الآن قطب واحد، عمل الأمم المتحدة قد تغير، تغير في تقديري أنا إلى الأسوأ، بمعنى أن مجلس الأمن بعد أن كان منبراً تلجأ إليه الدول المعتدى عليها لحماية أمنها وسلامتها أصبح هذا الموضوع يمر بأزمة طاحنة، ولعل ما يحدث في البوسنة والهرسك دليل على عجز الأمم المتحدة وعجز مجلس الأمن عن قيامهما بدورهما، ذهبت قمت الأمم المتحدة إلى البوسنة والهرسك لحماية مناطق آمنة، وانتهى بها الأمر بعد فترة تردد كبير من الدول الأعضاء إلى أنها لا تستطيع حماية نفسها، بل إن قوات الأمم المتحدة أخذت رهينة وعجزت الأمم المتحدة وعجز من يقف خلفها كحلف الأطلنطي والتجمع الأوربي عن التدخل أو عمل شيء.

هذا من الناحية الواقعية، أما من الناحية الشكلية فقد أصبح من الصعوبة على الوفود العربية وجميع وفود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متابعة ما يحدث في المنظمة الدولية وخاصة في مجلس الأمن، فمجلس الأمن بعد أن كان يجتمع اجتماعات علنية فور أن يتلقى طلبا من أحدي الدول الأعضاء للنظر في أمر ما أصبح الموضوع مختلفاً، الآن أنشئت غرفة جانبية لمجلس الأمن يدخلها خمسة عشر عضوا من أعضاء المجلس ويتبادلون وجهات النظر ولا يعلم أحد تفاصيل ما يدور في هذا الشأن، وداخل هذه الغرفة يتم الاتفاق على النظر أو عدم النظر أو إصدار بيان أو قرار أو عدم إصداره، أو حتى الاجتماع من عدمه - ثم يخرجون على مسرح الأمم المتحدة وهو غرفة مجلس الأمن التي أصبحت مسرحا يظهر عليه الممثلون ويخرجون هذه التمثيلية التي اتفقوا عليها مسبقاً ولا تشجع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي غير الأعضاء بالمجلس والأعضاء في الأمم المتحدة حتى على إبداء رأيها والمشاركة في النقاش العلني: والجدير بالذكر أيضا أن عمل مجلس الأمن تغير كثيرا، فبعد أن كانت تصدر القرارات ولها وزنها الكبير، أصبح عدد القرارات الآن يقل إلى درجة كبيرة ، وصدرت طائفة أخرى من نتائج أعمال مجلس الأمن وهي بيانات لرئيس المجلس، أو بيان صحفي لرئيس المجلس. وكل من هذه النتائج لها وزن القرار أو مستوى القرار، البيان الرسمي لرئيس مجلس الأمن له قوة أقل ثم البيان الصحفي التي يصدر عن المجلس قوته أقل وبالتالي عمل المجلس تغير، عمل الأمم المتحدة تغير، وبصراحة فإن الذي يعتقد أن الأمم المتحدة تعد ملاذاً تدافع عنه وأن اليد العليا هي للقانون والعدالة ولمبادئ القانون الدولي، فهو يخدع نفسه، إذا لم يدعم هذه القوانين وهذه القرارات وزن وقوة سياسية على مسرح العمل السياسي فلن تنفذ فكم من القرارات صدرت ولم تنفذ؟ بل بالعكس فإن السؤال هو كم من القرارات صدرت ونفذت؟ إنها قليلة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بدولة لها وزن على الساحة الأمريكية مثل إسرائيل أو بدولة لها صلات معينة بإحدى الدول الكبرى، حيث نجد أن هناك تراجعاً كبيراً وعلى سبيل المثال: (البوسنة والهرسك) مجلس الأمن غير قادر ولا يستطيع الاقتراب منها لأن روسيا تحمي الصرب.

* سعادة السفير.. والأمم المتحدة تحتفل بمرور خمسين عاما على إنشائها، فهل من وجهة نظرك تراها دخلت في مرحلة الكهولة أم أنها لا تزال في مرحلة الشباب؟

- هذا سؤال ممتاز وأعتقد بأنك تعرف الإجابة عنه نعم دخلت مرحلة الكهولة في تقديري، ليس بسبب عيب فيها، وليس بسبب عيب في هذا التنظيم الدولي ولكنه بسبب واقع على الساحة الدولية والواقع الذي نعيش فيه، الدول الأعضاء نفسها بدأت تستهين بقرارات الأمم المتحدة ولا تحزمها، إلا بالقدر الذي يتفق مع مصالحها - ولا ترى كم عدد القرارات التي صدرت، ونقول مثلا أصدرت الجمعية العامة في الدورة الأخيرة قرارا بعدد كبير من الأصوات مطالبة برفع الحصار الاقتصادي عن كوبا، وصوت ضد هذا القرار قلة من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، والولايات المتحدة لها وزنها الكبير فهل نفذ ، هذا القرار؟! وهكذا فالمكاييل التي تقاس بها الأمور مختلفة، وهذا أمر يسبب القلق.

* سعادة السفير.. اسمح لي قاطعتك، يمكن أن تكون الآن قد اختلفت أولويات الولايات المتحدة.. ، الآن ننظر إلى موضوع البيئة، والجريمة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، هذه القضايا تبعد عن المنازعات بين الدول وربما أن الأمم المتحدة لا تملك الأدوات بقدر كاف لحلها ولكن في المسائل الأخرى كالسكان والجريمة والبيئة وغيرها أليس لها دور في هذا؟

- أولا إن لديك حقا في طرح هذا السؤال لأن الكلام الذي قلته سابقا يتعلق يجانب واحد وهو الأمن والسلم الدوليان ولكن ليس جديد على الأمم المتحدة اهتمامها بالمجالات الأخرى، فهناك أجهزة وهناك نجاحات لهذه الأجهزة في مجالات مختلفة، إذا أخذت مثلا موضوع مكافحة الاستعمار، التمييز العنصري هذه المنظمة التي بدأت بعدد يقل عن 60 عضواً، أصبحت  الآن تزيد على 180 عضوا، استقلت بلاد كثيرة، موضوعات العلاقات الاقتصادية، موضوعات المساعدات الفنية، موضوعات الطفولة، موضوعات حقوق الإنسان، موضوعات المرأة، موضوعات التنمية بوجه عام في الريف وغيره، كل هذه القضايا لا بد أن نعترف بأن الأمم المتحدة أحرزت فيها نجاحات مهمة، ليس الأمم المتحدة فقط بل أيضا وكالاتها المتخصصة حققت إنجازات كبرى، مثلا منظمة الصحة العالمية، قضت على بعض الأمراض الموجودة والمستوطنة ومنظمة الأغذية والزراعة ومساعداتها ودورها في التنمية الزراعية في العديد من الدول لا شك أن هناك نجاحات كثيرة وعندما نستعرض الخمسين عاما الماضية في هذا العيد، برغم أنة قد نندفع في توجيه النقد للأمم المتحدة - كما اندفعت أنا - في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين إلا أن هنا يجب إلا ينسينا (وأشكرك على تذكيري بهذا) جانبا ساطعا أيضا، الجانب الأخر من عمل الأمم المتحدة وهو أعمال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية..

الأمم المتحدة .. أصوات خليجية

خلال زيارتنا لمبنى هيئة الأمم المتحدة لم يغب عنا عون السفير محمد أبوالحسن مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، وكان مرجعنا في أروقة البنايات الأربع الشاسعة للمنظمة الدولية. ولم يكن ممكنا وقد تابع الرجل خطيات العربي منذ حلولنا على أرض مطار جون كنيدي بنيويورك وحتى إقلاعنا عائدين، لم يكن ممكنا أن نحبس أسئلتنا عن دور الأمم المتحدة وعملية تحرير الكويت. فهذا الدور قد يحمل بعض الإجابة عن جدارة هذه المنظمة الدولية لهذا الاحتفال، فقضية تحرير الكويت قبل أن تكون قضية مواطنيها وأبنائها وأحبائها وأشقائها، هي في الصميم قضية قانون دولي، وإنساني، وأخلاقي. لهذا لم نكتم توجهنا بالسؤال إلى أقرب الشهود المباشرين على علاقة عملية تحرير الكويت ودور الأمم المتحدة في ذلك.

* سعادة السفير في بداية هذا اللقاء الخاص بمجلة العربي نود أن تحدثنا عن الدور الذي قامت به الأمم المتحدة من أجل تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي وأنت الذي عاصرت هذه الفترة؟

- الأمم المتحدة كان لها دور رئيسي في حقيقة الأمر في تحرير الكويت من حيث وضع قضية العدوان العراقي على دولة الكويت في إطارها القانوني الشرعي حيث اعتبرت الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن اللحظات الأولى من العدوان أن ما تم وما وقع على دولة الكويت هو عدوان وخرق لميثاق الأمم المتحدة وتعريض الأمن والسلام في منطقة الخليج وبالتالي منطقة الشرق الأوسط والعالم للخطر. العناصر الثلاثة هذه : اعتبار ما حصل من عدوان، واعتبار ما حصل من خرق لميثاق الأمم المتحدة، وتهديد الأمن والسلام في العالم، هذه أحكام نهائية أصدرتها الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن في اللحظات الأولى من العدوان العراقي، ومن خلال هذه الأحكام تحركت الأمم المتحدة كما سارت الدول التي تعاونت مع الكويت في وضع أسس عملية التحرير، حيث أنه بمغزل عن الأحكام الثلاثة أو العناصر الثلاثة هذه كان من الممكن أن نصل إلى حالة ضياع لتلك القضية واختلاف فقهي وقانوني وسياسي في تبويب أي تدخل للأمم المتحدة أو أي تدخل للدول الأخرى لحل هذه القضية ولعل أوضح مثال حالي - هو ما يدور الآن في البوسنة والهرسك حيث إنه لا توجد للأمم  المتحدة ومجلس الأمن أحكام ثابتة في التكييف القانوني لما يحدث هناك، بينما من اللحظات الأولى تم حسم ما وقع على الكويت، وتم وصفه بعدوان، وخرق لميثاق الأمم المتحدة، وتهديد للأمن والسلام في العالم، وبالتالي فإن هذه الأحكام التي صدرت هي التي كانت الأساس والأرضية الرئيسية التي اعتمد عليها المجتمع الدولي في :

أولا : إدانة العدوان من جميع دول العالم.

ثانيا : التصميم على ألا يستمر هذا العدوان.

ثالثا : تجميع القوى العالمية سواء كانت خليجية، أو عربية، أو دولية لوقف انتشار هذا العدوان في مناطق غير منطقة الحدث وهي الكويت.

رابعا: وضع الخطط العملية لتحرير الكويت.

هذه الخطوات الأربع أوصلتنا إلى عملية تحرير الكويت، وأهم ما قامت به الأمم المتحدة فيما يتعلق لتحرير الكويت عند إصدار القرار رقم 678 عندما أعطت الصلاحية للدول المتحالفة مع الكويت باستخدام جميع الوسائل الممكنة بما فيها الوسائل العسكرية لتنفيذ الحكم الذي أصدره مجلس الأمن وأصدرته الأمم المتحدة في اللحظات الأولى من العدوان، هذا القرار الذي صدر يوم 29 نوفمبر 1990 أعطى الآلية والوسيلة لتنفيذ الحكم الصادر في اللحظات الأولى من غزو العراق للكويت، فبالتالي للأمم المتحدة الدور الأول في تحرير الكويت، ولولا الشرعية التي أضفتها الأمم المتحدة على عملية تحرير الكويت لدخل الأمر- ودون أي مبالغة - في مجموعة صراعات مثلما يحدث الآن ونعيشه ونشاهده في قضية البوسنة والهرسك.

* سعادة السفير، منذ خمسة عشر عاما وأنت مندوب دائم للكويت في الأمم المتحدة، وهذه الفترة تتيح لك الحكم على فعالية المساهمات العربية بصفة عامة والكويتية بصفة خاصة لدعم دور الأمم المتحدة في قضايا التنمية، ومكافحة التلوث، والصحة وغير ذلك من قضايا؟

- للكويت دور مميز حيث إنه ولله الحمد منذ انضمامنا للأمم المتحدة، لا.. بل قبل انضمامنا كدولة عضو مستقل كنا نتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة في دعم المشاريع التنموية في العالم فالكويت لها سجل واضح قبل اعتبارها عضوا في 18 مايو 1963 ومنذ دخلت الأمم المتحدة وانضمت إليها ومن منطلق إثبات أهليتها لهذا القبول من قبل الأمم المتحدة ضمن الدول المتحضرة كانت دائما تركز نشاطها في داخل المنظمة ليس فقط على القضايا السياسية خصوصا قضية فلسطين وقضية الشرق الأوسط في ذلك الوقت إنما كان نشاط الكويت دائما منصبا على مساعدة الدول الإفريقية والآسيوية لمواجهة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية المطروحة على لجان الأمم المتحدة، ودائما موجودة في جميع  اللجان العاملة لهذه الدول، ودائما موجودة في جميع الهيئات التي تنشأ لحل هذه القضايا، ولعل أوضح مثال على ذلك أن الكويت كانت عضوا فعالا في لجنة العقوبات المفروضة على جنوب إفريقيا - حين ذاك - عندما كان النظام العنصري هو الحاكم في جنوب إفريقيا، وكنا نحن نوابا لرئيس لجنة المقاطعة النفطية على جنوب إفريقيا، كما أننا كنا من أكثر العاملين فعالية وقوة للجنة الحوار بين الشمال والجنوب التي قادتها الأمم المتحدة. ولنا مساهمات قوية جداً بين الشمال والجنوب، كما أن الكويت وأنا كممثل لها ترأست لجنة الأمم المتحدة، للتبرعات الدولية لوكالات الأمم المتحدة وأنشطتها الاقتصادية والاجتماعية، وكنت رئيسا لهذا النشاط الذي استمر لمدة عام كامل، وعندما أردنا أن نساهم في رئاسة إحدى اللجان الرئيسية للأمم المتحدة كان لي شرف أن يتم انتخابي في سنة 1988 رئيسا للجنة الثالثة في الدورة السادسة والأربعين، هذه اللجنة المهتمة بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والطفل، والتنمية الاجتماعية، والأقاليم الخاضعة لنفوذ الاستعمار. واختيار الكويت لهذه اللجنة ودوافع الترشيح لها، كان تعبيرا عن اهتمامات الكويت الدولية.

ثم كان اختيار الكويت بسبب سجلها الناصع منذ انضمامها للأمم المتحدة حتى تم انتخابها لرئاسة اللجنة التربوية وهي من اللجان التابعة للأمم المتحدة. وعندما يريد السكرتير العام أن ينشئ فريق عملي أو فريقا استشاريا في المسائل الاقتصادية والاجتماعية فإنه دائما يتصل بوفد الكويت لكي يطلب مساهمة مندوب الكويت في هذه اللجنة.

* سعادة السفير هل تعتقد أننا كمجموعة عربية، أو كدول عربية نستفيد من الخبرات والإمكانات التي تقدمها الأمم المتحدة عبر لجانها المختلفة؟

- مع الأسف نحن نعطي أكثر مما نأخذ، وهي ظاهرة مؤسفة وبالرغم وضوح الفرص التي تقدمها الأمم المتحدة إلا أننا حتى الآن لا نستطيع أن نستفيد من هذه الإمكانات المتوافرة ولا نستطيع، مع الأسف أيضا، أن نعمل على نقل الأساليب التي تتبعها الدول الأخرى في استغلالها لإمكانات الأمم المتحدة، فنحن نعطي للأمم المتحدة الدعم المالي والدعم السياسي والدعم الاقتصادي والدعم الفني أكثر مما نستفيد منها، وليس هذا قصورا من الأمم المتحدة بل هو في واقع الأمر قصور منا نحن سواء الدول العربية أو الكويت للاستفادة من إمكانات الأمم المتحدة وهذه النقطة يجب أن نركز عليها سواء كنا هنا أو في الكويت، ونظرا لأن الكويت تعرف احتياجاتها يجب أن تستفيد من هذه الإمكانات الهائلة التي تقدمها الأمم المتحدة للدول النامية.

* تحتفل الأمم المتحدة الآن بمرور خمسين عاماً على إنشائها، ما هي مساهمات الوفد الكويتي الدائم في نيويورك؟ وما هي مساهمات الكويت بشكل عام في هذه الاحتفالات وهذه المناسبة؟

- في الحقيقة هناك مساهمات تقدمها الكويت كدولة، في هذه الاحتفالات وهناك لجنة وطنية برئاسة وكيل وزارة الخارجية الكويتية وعضوية مندوبين من وزارات الدولة الرئيسية التي لها علاقة بالعمل الخارجي وهذه اللجنة تجتمع منذ أكثر من أربعة أشهر لوضع برنامج عمل، أولا لتعريف طلاب وطالبات المدارس الكويتية في جميع المراحل بماهية الأمم المتحدة، وأهدافها ومقاصدها، وإنجازاتها، وبالذات فيما يتعلق بعملية حفظ السلام في العالم، وتحديدا عملية تحرير الكويت، وهذه أهم رسالة تريد هذه المناسبة أن توصلها للعالم، وهي زيادة القاعدة الشعبية التي تؤمن بهذه المنظمة وأهميتها كراعية للسلام وصانعة له، الشيء الأخر هو إصدار طوابع وعملات تذكارية وتسمية ميدان رئيسي في الكويت بميدان الأمم المتحدة ووضع النصب المناسب الذي يعبر عن الأمم المتحدة ويعبر عن ارتباط الكويت بها، وإنجازاتها التي قامت بها لصالح تحرير الكويت، هذه إحدى العلامات التي ستظل وستبقى دليلا على امتنان الشعب الكويتي للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ذلك فلا شك أن المسئولين الكويتيين عبروا عن قمة اهتمامهم وتقديرهم للمنظمة الدولية من واقع الإبلاغ المبكر عن قبول حضرة صاحب السمو لدعوة السكرتير العام للمشاركة في القمة التي سوف تعقد في يوم 24، 25، 26 من أكتوبر الجاري.

***

وفور انتهائنا من الحديث مع مندوب الكويت لدائم في المنظمة الدولية، وجدنا أنفسنا مرة أخرى في الخليج، مع مندوب البحرين في الأمم المتحدة السفير جاسم أبوعلاي، ولأن البحرين ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، فإنها تبلور توجهات الخليج في الأمم المتحدة. ولأن الخليج العرب بات بحراً تتلاطم فيه الأمواج ويبحث عن سلام، فإن المنظمة الدولية المعنية بأمر السلام تبدو وجهة مهمة.. تدور من حولها الأسئلة.

* سعادة السفير، بصفتكم تتشرفون برئاسة مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، كيف تنظرون للدور الذي تقوم به الأمم المتحدة في عملية الاستقرار والتنمية والسلام في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام؟

- لا شك أن الأمم المتحدة منذ إنشائها في عام 1945 قامت بدور بارز، في شقين هما:

1 - حل الخلافات بين الدول، وهذا شق سياسي.

2 - التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ونحن نستطيع أن نلاحظ كم عدد القمم والاجتماعات التي تعقدها الأمم المتحدة لتكريس البعد التنموي، وعندما نقول التنمية فإننا نقصد التنمية بمعناها الشامل - التنمية الاقتصادية والاجتماعية - إن حجم التنمية والمخصص لها من موارد مالية شيء ضروري لأن معظم الدول خصوصا النامية منها تحتاج إلى هذا الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة منذ 50 عاما.

* دول مجلس التعاون الخليجي، هل تستفيد من وجودها كأعضاء في الأمم المتحدة من الخبرات والموارد المتاحة، والاحتكاك بعناصر وخبرات دولية؟

- لا شك أننا - دول مجلس التعاون - جزء من هذا العالم وانتماؤنا للأمم المتحدة هو تحصيل حاصل بالنسبة لدول العالم كلها وبعد أن كان العدد قليلا جدا في عم 1945 أصبح العدد الآن 187 عضوا، يعني من قبيل تحصيل الحاصل أن أي دولة مستقلة تنضم للأمم المتحدة ليس لزيادة العدد فقط وإنماء للانتماء لتلك المنظمة الدولية. مسألة انتماء دول مجلس التعاون للأمم المتحدة من الناحية التنموية، نحن أنعم الله علينا بالموارد لكن مازلنا في حاجة في الخبرة، وسواء الخبرة في معناها المحدود أو الفني أو الشامل، استفدنا من الأمم المتحدة في مجال التنمية كثيراً في صورة استشارات وخبراء، وهذا لا  يعني أن نستغني عن الاتصالات الثنائية بين دول مجلس التعاون أو الدول الشقيقة والصديقة، من الناحية السياسية قد ترون الدور البارز ممثلا بالنسبة لدول منطقة الخليج في مسألة تحرير الكويت من العدوان العراقي، وهذا مثل واضح على التعاون والتكاتف الدولي وجاء عن طريق الشرعية الدولية، ونعني بذلك منظمة الأمم المتحدة.

* نود لو أعطيتنا لمحة عن طبيعة عمل مجلس سفراء دول مجلس التعاون، والأنشطة والفعاليات، ومدى التنسيق الذي يتم بين الأعضاء؟

- نحن بطبيعة الحال نتداول في اجتماعاتنا من خلال مجموعة سفراء مجلس التعاون موضوعات مطروحة في الأمم المتحدة، وهناك أيضا المجموعة الأوربية ومجموعة عدم الانحياز، نحن سفراء في مجلس التعاون نجتمع بصفة دورية ونبحث الأمور التي تعرض على الأمم المتحدة، والمسألة هنا ذات شقين:

1- بحث هذه المسائل في ضوء التعليمات التنسيقية التي تأتينا من بلادنا.

2 - إمداد الدول الأعضاء بما يجري في الأمم المتحدة في الأمور التي تنسق فيما بيننا.

***

الإعلاميون الذين يذهبون إلى هيئة الأمم المتحدة يجدون أنفسهم بحس الزمالة وضرورات المهمة وجها لوجه أمام جهاز الإعلام في المنظمة الدولية. وهو ما حدث معنا، وكان اللقاء مع الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام في الأمم المتحدة بنيويورك الأستاذ سمير صنبر الذي لقينا باحتفاء، فألقينا عليه الأسئلة...

* أستاذ سمير لو بدأنا من حيث الإعلان العالمي للأمم المتحدة الذي يقول إن لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه، وهو أحد أهم المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، إلى أي حد في رأيكم حققت الأمم المتحدة خلال الخمسين عاما هذا الشعار؟

- أن الأمم المتحدة ليست فقط هذا المبنى أو هذه الجمعية العامة أو مجلس الأمن، الأمم المتحدة هي الدول الأعضاء، أو هي الإرادة المكونة من الإرادة السياسية للدول الأعضاء، هي انعكاس لما تريده الدول الأعضاء، وتحاول تنفيذه ، هذا بشكل عام من حيث المنطلق العام، والشكل العملي إذا نظرت إلى وضع الإنسان مثل (حريته مثلا) وما كانت عليه عندما أنشئت الأمم المتحدة وقارنته باليوم لوجدت أن هناك تقدما ملموسا في مختلف الدول. عل الأقل صار الموضوع مطروحاً ومعلناً، وهناك على الأقل اعتراف بهذا الموضوع وبهذه الحقوق، وهناك مؤسسات تتبع الأمم المتحدة في مختلف الدول تتابع هذا الأمر، وعلى الرغم من النكسات والمشاكل التي لا بد منها في عالمنا، عالم البشر، فإن هناك تقدما أساسيا ملموسا خصوصا إذا ما قارناه بوقت النشأة وفي هذا الأساس يمكن أن أذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة د. بطرس غالي عين مفوضا خاصا لموضوع حقوق الإنسان، وهو أول قرار من هذا النوع على مستوى عال لمتابعة هذا الموضوع.

* الأمم المتحدة عبر مؤسساتها المختلفة.. في تقييمكم هل المواطن العادي يلمس جهودكم (أي جهود الأمم المتحدة) أو نجدها فقط في نشرات الأخبار أو ما تنقله الصحافة والمجلات؟

- هناك عدد من الناس يعتقدون وهما أن الأمم المتحدة تعمل من أجل حفظ السلام فقط (وهذا وهم غير حقيقي) مع أنها تعمل في المجال الاجتماعي وحقوق الإنسان والتقدم الاقتصادي والمساعدات وهذا بنسبة 80%، إنما الوهم عند الناس أن الأمم المتحدة مهمتها هي حفظ السلام والأمن، وحتى ضمن هذا التصور غير الدقيق هناك تصور، أن هناك، عمليتين لحفظ السلام أن هناك سبع عشرة عملية لحفظ السلام، إذن الخطأ في التصور يعود إلى أن الأمم المتحدة محدودة القدرة على الاتصال بوسائل الإعلام، وأسباب ذلك منها سياسي ومنها عملي أي عدم وجود موارد، ومنها ما هو ضمن نطاق الحدود القانونية لأننا نتعامل مع الدول الأعضاء وقدرتنا على التصرف محكومة بمواقف الدول الأعضاء، وضعنا الآن متغير لأن عندنا أمينا عاما مهتما بشكل أساسي بالإعلام، فهو إعلامي وكاتب وناشر، وعنده اهتمام بالإعلام بشكل مباشر، وكذلك أنا أيضا عملت بالصحافة العربية ونحن نهتم بالإعلام، ونحاول أن نشرح قدر الإمكان ومهمتنا هي تسهيل عمل وسائل الإعلام والتعامل معها بشكل إيجابي، وهي بدورها تلعب دور إعادة النشر والعمل على شرح أهداف الأمم المتحدة. إذن إحدى وسائلنا هي التعامل مع وسائل الإعلام وخلق شراكة معها. سماء مجلة العربي، أو CNN ، أو BBC أي المؤسسات الإعلامية، ثم تأتي الشراكة الأخرى وهي مع المثقفين والكتاب والأكاديميين والجامعات والمفكرين، ثم تأتي الشراكة الثالثة وهي أنك تلعب دورا لتجنيد طاقة الشباب لأنهم المستقبل ونحاول عن طريق المدارس ودور الشباب واللجان الشبابية أن يتكون لديهم تفهم لدور الأمم المتحدة، والشراكة الأخرى مع الحكومات، ونحن من المفروض أن نتعامل مع الحكومات إلى حد كبير، أيضا لدينا مكاتب إعلام لكن - ليست في كل الدول (في 68 دولة فقط) فقد أنشئت المكاتب وتوزعت تبعا لتاريخ الأمم المتحدة، وكلما كبرت الأمم المتحدة زادت مكاتب الإعلام، في البداية كانت هناك 54 دولة، وكان هناك 12 مكتبا إعلاميا؟ لكن عندما زاد عدد الأعضاء زاد عدد المكاتب وتوجد لدينا إذاعة تتحدث بـ 55 لغة موزعة على إذاعات العالم، ونحن من خلال النشاط الإلكتروني نقوم بتوزيع الصور وبعد أن كنا نوزع على عدد محدود من الناس أصبح لدينا مئات الألوف من خلال النشاط الإليكتروني وعن طريق القمر الصناعي أيضا بالتفاهم مع كثير من الدول.

(القبعات) الزرقاء والمركبات البيضاء

نكاد جميعا لا نجهل هيئة هؤلاء الدوليين التابعين للأمم المتحدة بأغطية رءوسهم (القبعات) الزرقاء السماوية والمركبات البيضاء التي يستخدمونها لكن أكثرنا لا يعرف على وجه الدقة وظيفة هذه القوات التي تسمى قوات حفظ السلام. لهذا وبرغم السلام السابغ على مقر المنظمة الدولية في نيويورك، رأينا أن نستوضح أمر هذه القوات من أحد المعنيين بأمرها مباشرة وكان لقاؤنا مع الأستاذ إقبال رضا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لقوات حفظ السلام، وهو الذي قام بتنظيم عملية حفظ السلام بين إيران والعراق، فهو يتكلم من واقع معرفة وخبرة لهذا تركنا كلماته تنساب محيطة بموضوع قوات حفظ السلام:

ليس معروفا تماما على نطاق واسع مهام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالتأكيد، معاهدة إنشاء الأمم المتحدة الموقعة سنة 1945 قسمت طريق الفصل في الخلافات بين الدول إلى طريقين :

الطريق الأول : بواسطة الدبلوماسية الهادئة ومحاولة حل الخلافات عن طريق المفاوضات السلمية.

الطريق الثاني: (في حالة فشل المفاوضات) وإذا ما كان هناك احتمال تعرض السلام العالمي للخطر، يتدخل المجلس لاتخاذ قرار صعب وهو التدخل العسكري عن طريق القوات العسكرية التي توفرها بعض الدول. في نهاية عام 1948 ظهرت أهمية وجود قوات حفظ السلام للفصل بين القوات المتحاربة والحفاظ على وقف إطلاق النار لإعطاء فرصة للمتخاصمين للجلوس على طاولة المفاوضات ومحاولة حل المشاكل بالطريق السلمي.

من هنا ظهرت مهام قوات حفظ السلام، في حالة موافقة دولتين متخاصمتين على وقف إطلاق النار تكون مهام قوات حفظ السلام مراقبة وقف إطلاق النار، والمحافظة على هذا الوضع وبعد ذلك يعمل مجلس الأمن على وضع قوات الأمم المتحدة وهي إما مسلحة تسليحا خفيفا أو من دون سلاح في مواقع ومنطقة فصل القوات ولوجود هذه القوات شروط هي:

1 - قبول المتخاصمين بوجود هذه القوات قوات الأمم المتحدة.

2 - قبول وقف إطلاق النار.

3 - حق الدفاع عن النفس لهذه القوات في حالة تعرض أفرادها للخطر.

4 - عدم الاعتداء عليهم وإلا يكونوا في خطر في أي مرحلة.

لقد قامت قوات حفظ السلام خلال الحرب الباردة بدور مهم وناجح وعملت في مناطق متعددة بين الهند وباكستان (في كشمير) وبين الدول العربية وإسرائيل في الشرق الأوسط، وبين الأتراك واليونان في قبرص، بعد انتهاء الحرب الباردة أصبحت هناك أهمية لإجراء مفاوضات سلمية لإنهاء هذه الحروب الأهلية، حيث وقعت معاهدات لإنهاء هذه الحروب، وأصبحت هناك ضرورة لوجود قوات حفظ السلام لمراقبة تطبيق هذه الاتفاقات، أذن أصبحت هناك ضرورة لنقل نفس النظام السابق للتطبيق على ما يحدث الآن، اتفاقية موقعة وتحتاج إلى مراقبة، الاتفاق دعا الأمم المتحدة لإرسال قوات مراقبة وقوات حفظ سلام غير مسلحة للمحافظة على السلام، الآن الموضوع ليس وقف إطلاق نار وإنما اتفاقية كاملة للسلام، تجريد القوات المتحاربة من السلاح، حل الميليشيات والمنظمات المسلحة وسحب الأسلحة منها.. مراقبة حقوق الإنسان.. هذه مهام جديدة لقوات حفظ السلام تتم من خلال موافقة جميع الأطراف صاحبة العلاقة.

في نهاية الحرب الباردة ظهر شيء آخر، مثل البوسنة والهرسك و الصومال. وتعلمون كيف بدأت الحرب، الشيء المشترك بينهما أنه ليس هناك اتفاقية للسلام للمراقبة والإشراف عليها، ولقد أرسلنا قوات حفظ السلام لمساعدة المنظمات الإنسانية لتوزيع المعونات، لقد أعطيت هذه القوات سلطة محدودة لاستخدام القوة.

مجلس الأمن سحب القوات الخاصة بالأمم المتحدة من الصومال، نفس الموضوع ينطبق على يوغسلافيا السابقة) نحن الآن أمام دول مستقلة لها سيادة، وتوجد حروب بينها، مع وجود أقليات في هذه الدول.

في البوسنة الموضوع صعب جداً، والقوات التابعة للأمم المتحدة أرسلت للمحافظة على توزيع المعونات على السكان العزل في (يوغسلافيا السابقة)، المشكلة كبيرة وصعبة لدينا قوات على الأرض من دون حماية وقوة لمواجهة القوى المتحاربة.

نحن ليس أمامنا اتفاقات سلام أو وقف إطلاق نار للمحافظة عليه. وقوات حفظ السلام تعمل إذا تعاون أطراف النزاع معها.

الوضع عند احتلال العراق للكويت ينطبق عليه تماما ما نص عليه الفصل السابع من معاهدة إنشاء الأمم المتحدة الذي يسمح لمجلس الأمن بالتصريح باستخدام القوة ضد أي دولة ترتكب اعتداء صارخا ضد دولة أخرى، دولة تحتل دولة، العراق أحتل دولة الكويت، إنها حالة واضحة، حيث إن مجلس الأمن خول أعضاء في الأمم المتحدة تنظيم قوات دولية مشتركة ومتعددة الجنسيات، الوضع في يوغسلافيا سابقا، مختلف تماما، حيث لا توجد دولة تغزو الأخرى وإن كان واضحا أن دولة تساعد قوات انفصالية ولكن الحالة ليست بالوضوح التام كما كان الوضع بين العراق والكويت UN.KO، إنها قوة حفظ سلام حسب التقاليد المتبعة في عمل هذه القوات، حيث حدث بعد طرد المعتدي العراقي من الأراضي الكويتية، من قبل القوات الدولية، اتفاقية لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وافقت عليها جميع الأطراف كما أن هناك تعاونا من الأطراف، القوات الموجودة هي عبارة عن قوات إما غير مسلحة أو مسلحة تسليحا خفيفا، أنها قوات لحفظ السلام.

كل قوات حفظ السلام للأمم المتحدة ليست مسلحة، وتأتي هذه القوات من مساهمات دول أعضاء في الأمم المتحدة، نحن قوات لمساعدة الدول المتحاربة على حفظ السلام، كل عملية من عمليات حفظ السلام تعتبر حالة خاصة، ولها وضعية خاصة، القوات الموجودة في العملية، تحتاج إلى تنظيم وتدريب خاص، وتدار من المقر الرئيسي في نيويورك. لقد توسعت عمليات حفظ السلام في العالم، وبعد انتهاء الحرب الباردة (92) تمت 6 عمليات بتكلفة بين 500 مليون دولار إلى 600 مليون دولار، الآن 17 عملية سلام - قوات الأمن 80 ألفا - تكلفها 3 بلايين دولار. لقد توسعنا إلى 3 مرات أكثر مما كان سابقاً ( طاجكستان - أنغولا - جورجيا - غواتيمالا - ليبيريا) ونتوقع خلال العامين القادمين أنه ستكون هناك حاجة  أكبر لقوات حفظ السلام. نحن لا نعمل إلا إذا كانت هناك رغبة في السلام من أطراف النزاع.

أما الميزانية الخاصة لهذه القوات فإنها من ميزانية الأمم المتحدة، التي تساهم جميع الدول الأعضاء فيها كل حسب حصته. فذلك هو النظام الذي تعمل بموجبه الأمم المتحدة وتنص عليه اتفاقية ومعاهدة إنشاء الأمم المتحدة. و 25% من ميزانية الأمم المتحدة تأتي من الولايات المتحدة.

انتهى حديث مساعد الأمين العام لقوات حفظ السلام، ولكن برغم كل النوايا الطيبة التي أنشئت لها هذه القوات، وبرغم نجاحاتها في العديد من المواقع التي كانت فيها بالفعل قوات حفظ سلام، إلا أن ما يحدث أخيراً في البوسنة، لا يثير الغبار حول القبعات الزرقاء وحدها، بل هو يضع المنظمة الدولية والمجتمع الدولي كله في مأزق. إن لم يتدارك العالم أخطاءه. بل أخطاء المجرمين - أمثال صرب البوسنة - من بين سكانه.

غصنان وستة أعمدة

في أروقة المقر الرئيسي لهيئة الأمم المتحدة يشعر الإنسان أنه في مدينة متكاملة، وحيثما تنقل يجد شعار هذه المدينة على الجدران، والأبواب، والوثائق. غصنان متعانقان من شجر الزيتون يحيطان بدوائر متداخلة كالموجات تطفو عليها، وفي مركزها قارات الأرض الخمس، إنه شعار يذكرنا بالبشارة التي أتى بها طائر الخير في سيدنا نوح عليه السلام، إذ عاد وفي منقاره غصن زيتون، وكان ذلك دليلا على انتهاء الطوفان وبلوغ اليابسة. بداية للطمأنينة، وإشعارا بحلول السلام، ولا يزال غصن الزيتون رمزا للسلام حتى يومنا وحتى شعار الأمم المتحدة. ويقودني تأمل الشعار إلى تذكر أعمدة العمل التي تقوم عليها فعاليات هيئة الأمم المتحدة. وهي ستة أعمدة...

1 - الجمعية العمومية : وتضم مندوبين عن الدول الأعضاء، وقراراتها المهمة تنفذ بأغلبية ثلثي الأعضاء. وهي تنتخب الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، وتشترك في اختيار الأمين العام، ولها سلطة التحقيق في كل المشاكل الدولية. وتعقد دورة واحدة كل سنة. وكل دولة تمثل فيها بصوت واحد مهما كان عدد سكانها.

2 - مجلس الأمن : وهو الهيئة التنفيذية في المسائل السياسية، ويختص بجميع المسائل المتعلقة بالسلم والحرب ويتكون من خمسة أعضاء دائمين هم : الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، والصين، وفرنسا ولكل من هؤلاء حق الاعتراض (الفيتو). وإضافة إليهم يجري اختيار عشرة أعضاء غير دائمين (يتغيرون كل سنتين) وليس لهم حق الاعتراض!

3 - الأمانة العامة : وتتكون من مجموع الموظفين الدوليين المكلفين أعمال المنظمة ويرأس الأمانة العامة الأمين العام الذي له حق رئاسة مختلف الاجتماعات في المنظمة باستثناء محكمة العدل الدولية. والأمين العام هو القائد المرشد الذي يتولى قيادة المنظمة.

4 - المجلس الاقتصادي والاجتماعي : وهو المنسق بين أنشطة الوكالات المتخصصة في مجالات الثقافة والفكر والاجتماع والطب ويعود إليه الفضل - مع مجلس الخبراء - في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.

5 - محكمة العدل الدولية: (ومقرها لَامَايَ) وهي هيئة قضائية تنظر في المنازعات التي تنشأ بين الحكومات فقط. وتتكون من خمسة عشر قاضياً يتجدد ثلثهم كل ثلاث سنوات وينتخبون بالأغلبية المطلقة للجمعية العمومية ومجلس الأمن.

6 - مجلس الوصاية : وكانت مهمته قبل إلغاء الاستعمار وانتهائه عام 1973 هي الرقابة على إدارة البلاد الموضوعة تحت وصاية دول أخرى أما الآن فقد برزت قضية الاستعمار الجديد. وهو الاستغلال الواقع على الدول حديثة الاستقلال من قبل دول أخرى.

ستة أعمدة للأمم المتحدة، تتبعها روافد عبارة عن اثنتي عشرة وكالة متخصصة أهمها منظمة الصحة العالمية (O.M.S)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO)، والصندوق الدولي لإغاثة الطفولة (UNICEF)، والمنظمة العالمية للأغذية والزراعة (F.A.O)، ومنظمة العمل الدولية (O.I.T) وصندوق النقد الدولي (F.M.D)، ووكالة الطاقة الذرية وغيرها.

باختصار. إنها كيان هائل، لا شك أن بداياته وكثيرا من مساراته تنطوي على أعمق النوايا الطيبة، لكن تكون المحصلة صرحا دولياً جديراً بأن يحتفل به العالم لبلوغه العام الخمسين من عمره. سؤال يظل موضع أخذ ورد، ويكون جوهر الأسئلة التي تتأهب في الخاطر ونحن على موعد مع الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي.

رئيس العالم.. واحد من بيننا

نعترف بأن لقاءنا الدكتور بطرس بطرس غالي في مقر المنظمة الدولية التي يقف على قمتها في نيويورك، يشعرنا بقدر من الفخر ويملؤنا بالتقدير. فالرجل الذي يشغل منصبا يصح أن يطلق عليه رئاسة العالم، هو عربي منّا. لهذا جاء اللقاء بالرجل الكبير أليفا، آسراً بالتواضع الجم والعلم الغزير الذي يمتاز به أستاذ السياسة الدكتور بطرس بطرس غالى. لكن الألفة والمحبة والتقدير لم تمنعنا من (مناوشة) الرجل كبير القيمة بكل ما يجول في صدورنا من أسئلة.

* الدكتور بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة، بعد مرور 50 عاما على إنشاء الأمم المتحدة، هل استطاعت هذه المنظمة أن تحقق أهدافها وتكون شخصيتها الاعتبارية، أو أنها ما زالت ساحة للمناورات السياسية بين القوى الكبرى، في رأيك؟

- نعم المنظمة استطاعت أن تحقق أهدافها، أولا: عندما قامت المنظمة كان عدد الدول : الأعضاء 50 دولة، ولم يكن فيها إلا سبع دول عربية وثلاث دول إفريقية. واليوم انضمت جميع الدول العربية في المنظمة بما فيها جزر القمر. أما عن الـ 53 دولة إفريقية التي انضمت بعد ذلك، فكان الهدف الأول هو تصفية الاستعمار وقد تحقق، الهدف الثاني وهو تصفية التمييز العنصري وقد تحقق ذلك العام الماضي عندما انتهى في جنوب إفريقيا.

ثانياً : الأمم المتحدة نجحت في وضع فكرة التنمية الاقتصادية كهدف وأنشأت المنظمات الفنية التي تحاول أن تعالج قضية التنمية ومعالجة الهوة بين الدول المتقدمة الغنية والدول النامية الفقيرة.

ثالثا : تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية، هناك المئات من المنازعات الدولية، وقد نجحت المنظمة في تسوية عشرات وعشرات المنازعات الدولية بطرق سلمية، إما من خلال التفاوض، أو من خلال حكم من أحكام محكمة العدل الدولية وعلى سبيل المثال: الخلاف بين تشاد وليبيا حول منطقة أوزو تمت تسويته من خلال حكم صدر من أحد فروع الأمم المتحدة وهو محكمة العدل.

وهكذا فقد نجحنا في تسوية العشرات من الخلافات، فقد نجحنا في تسوية الحرب الأهلية الدائرة في موزمبيق بين ريتانو وفرينيمو، ونجحنا منذ بضعة أسابيع في إيجاد اتفاقية لوساكا لإيقاف النار في أنجولا، ونجحنا في التوصل إلى استتباب السلام في السلفادور حيث كانت هناك حرب أهلية مدمرة بين الحكومة والـ F.M.N.N، ولم ننجح في تسوية بعض الخلافات الأخرى مثل الحرب الأهلية الدائرة حاليا في الصومال.

إذن الأمم المتحدة نجحت في تحقيق أهدافها، سواء هدف التخلص من الاستعمار، أو إنهاء التمييز العنصري، أو دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أو تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية.

أما الجانب الثاني من السؤال وهو : هل الأمم المتحدة ما زالت ميدانا للمناورات فأجيب عنه قائلا: نعم .. لأن هدف الأمم المتحدة هو أن تتم المناورات بين الدول الكبرى داخل إطار المنظمة الدولية نفسها ووفقا لقواعدها، بدلا من أن تتم خارج ساحة الأمم المتحدة، فالهدف عن الأمم المتحدة أن تكون الإطار لهذه المناورات وتلك المنازعات وتصل إلى نوع من التنسيق بين الدول الكبرى، وتستطيع أن تحقق القاسم المشترك الأكبر للآراء المتناقضة، وأود أن أقول إن المنازعات من طبيعة الحياة، فهي في طبيعة الإنسان، فهناك منازعات بين العائلات وهناك منازعات زوجية، وهناك منازعات بين القبائل، وبالتالي هناك منازعات بين الدول، والمنظمة الدولية أحد أهدافها أن تلعب دور الوسيط من أجل تسرية هذه المنازعات بالطرق السلمية.

* دكتور بطرس غالي، لقد تفضلت قائلا إن المنظمة بالفعل استطاعت أن تنزع فتيل بعض المشاكل الدولية ذات الطابع الحرب، لكن هناك أشكالا أخرى من الحروب، مثلا هناك الحروب الاقتصادية بين الشمال والجنوب، وهناك حروب بيئة كالاعتداء على البيئة مثلا، هل هناك دور للأمم المتحدة في فض أو اتقاء شر مثل هذه الحروب؟

- الأمم المتحدة عقدت مؤتمر قمة في "ريو" ووضعت قواعد لمواجهة قضايا البيئة.

وسواء قضية البيئة، أو قضية التنمية الاقتصادية، فتلك قضايا تحتاج إلى سنوات طويلة من الجهد المستمر حتى نستطيع أن نجد حلولا لها. على الجانب الآخر هناك قضايا مثل فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وهناك قضايا آجلة سوف تحتاج إلى سنوات طويلة من العمل المشترك مثل قضية البيئة، وقضية التنمية، وقضية حماية حقوق الإنسان، وقضية تجارة المخدرات، هذه قضايا طويلة المدى.

* دكتور بطرس غالي، بالنسبة لدور الأمم المتحدة في عودة الشرعية الكويتية؟ ما هو تقييمكم لهذا الدور وما هي المساهمات التي قدمتها الأمم المتحدة من أجل توحيد الجهد الدولي لصد العدوان العراق على الكويت في أغسطس من عام 1990؟

- الأمم المتحدة هي التي أعطت الشرعية لهذا التدخل الجماعي، وهي التي تولت تنفيذ القرارات التي فرضت على العراق مثل تدمير بعض أسلحة الدمار الشامل، وفرض نوع من الرقابة الدولية على التسلح العراقي، فكأن الأمم المتحدة نجحت في صد العدوان بطرق عديدة، ونجحت في اتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار هذا العدوان.

* أيضاً مجلس الأمن وهو أحد الأجنحة المهمة في الأمم المتحدة، يتحمل مسئولية مراجعة سلوك النظام العراقي، ومدى التزامه بالقرارات الدولية، فكيف تتم عملية المراجعة كل شهرين، وهل يتخذ قرار استمرار العقوبات بناء على أسس موضوعية أو أن مجلس الأمن كما يزعم النظام، العراقي متحيز ضده؟

- مجلس الأمن يتخذ القرار بناء على معايير موضوعية ولكن يجب ألا ننسى أن مجلس الأمن سياسي وأن الاعتبارات السياسية تتحكم في الكثير من قراراته فهو لا يعتبر بمنزلة محكمة، لكنه قبل كل شيء مجلس سياسي حيث هناك تيارات سياسية مختلفة قد تتعارض، وقد تتفق، مجلس الأمن يعطي الأولوية في قراراته للاعتبارات السياسية.

* دكتور غالي، ما هي الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة للإفراج عن الأسرى الكويتيين - وغيرهم من جنسيات أخرى - الذين مضى عليهم أكثر من أربع سنوات في السجون العراقية، وهل يمثل احتجازهم سببا في استمرار فرض العقوبات على العراق؟

- طبعا قضية العقوبات خاضعة للجنة خاصة لها معايير خاصة أما قضية الأسرى فنحن ما زلنا نبذل بشأنها الجهود اللازمة بمساعدة الصليب الأحمر الدولي.

* هناك غضب يجتاح العالمين العربي والإسلامي بسبب أزمة البوسنة نتيجة لموقف الأمم المتحدة إزاء هذه القضية المهمة، والبعض يوجه أصابع الاتهام إلى الأمم المتحدة والقائمين عليها بأنهم يخضعون لمصالح الدول الكبرى، وأن هناك شعبا مسلما على حافة الإبادة. ما رأيكم، وما هي حقيقة موقفكم حيال هذا الموضوع؟

- أنها حرب أهلية - حرب داخلية في الواقع - لأنه منذ بضع سنوات كانت هناك دولة واحدة وهي يوغسلافيا انقسمت إلى عدة دول وهي البوسنة وكرواتيا وصربيا وغيرها. الأمم المتحدة تتخذ قرارات بناء على سياسة الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وهي التي تقرر السياسة، والأمانة العامة مهمتها تنفيذ القرارات التي يتخذها مجلس الأمن. الأمانة العامة تستطيع أن تقدم آراء، تقدم توصيات ولكن القرار يتخذ من قبل مجلس الأمن، فهو صاحب السيادة في اتخاذ القرار، الأمانة العامة ليست لها القدرة على اتخاذ القرارات، فهي مكلفة تنفيذ القرارات التي يتخذها مجلس الأمن، الذي هو وكما قلت مجلس سياسي يحاول أن يجد القاسم المشترك الأكبر بين التيارات المختلفة، تيارات تؤيد اتجاها وتيارات أخرى تؤيدا اتجاها آخر، وتيارات غيرها تؤيد اتجاها ثالثا، المشكلة هي الوصول إلى اتفاق، إلى إجماع في الرأي، وقد يكون هذا الإجماع على حساب بعض المصالح، فالعبرة بالإجماع قبل كل شيء في مجلس الأمن.

* عملية احتجاز بعض من قوات الأمم المتحدة من قبل الصرب كما قرأنا وشاهدنا عبر وسائل الأعلام المختلفة أخيراً.. هل هذا العمل من شأنه أن يشجع بعض الديكتاتوريين الآخرين على القيام بعمل مشابه كهذا، لمحاولة أضعاف قرارات مجلس الأمن؟

- لا شك أن هذه الإجراءات مخالفة للقوانين، ولا شك أن مجلس الأمن احتج أشد الاحتجاجات ونحن أجرينا اتصالات مع المجموعة الصربية التي اعتقلت الرهائن، وقد تم الإفراج عنهم ونأمل إلا يتكرر مثل هذا التصرف مع القوات الدولية في أي مكان.

* دكتور بطرس غالي، بالمناسبة فإن قوات السلام التابعة للأمم المتحدة تتعرض للخطر في أكثر من مكان، ما هي مهامها، وكيف تتغلبون على الأخطار التي يمكن أن تواجهها هذه القوات؟

- مهام هذه القوات تتحدد بموجب قرار من قبل مجلس الأمن. أما المخاطر التي تواجه هذه القوات فلا مفر منها لأن هذه القوات تأتي لكي تحول دون وقوع اشتباكات بين الطرفين فحتما بسبب تكرار هذه الاشتباكات فإن الضحية الأولى تكون قوات الأمم المتحدة، هناك مخاطر ولكن هذه المخاطر تحتملها تلك القوات من أجل استتباب السلام.

* دكتور بطرس غالي، الأمم المتحدة تحكمها في نهاية الأمر المواثيق الدولية التي تحدد طبيعة عملها، ولكن لا بد لكل أمين مر في تاريخ هذه المنظمة من فلسفة خاصة نابعة من خلفيته السياسية والفكرية فما هي الفلسفة التي تحكم عملكم في هذه المنظمة الدولية، وما هي أوجه التشابه والتباين بينكم وبين الأمناء الذين تولوا هذا المنصب؟

- الفلسفة الخاصة مفروضة علي بسبب انتهاء الحرب الباردة وقد بدأنا مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، انتهت القطبية الثنائية، انتهت الحرب الباردة، وبدأنا مرحلة جديدة، فالفلسفة الخاصة أن الأمم المتحدة تستطيع أن تجد الحلول اللازمة لتلك المرحلة الجديدة، والمرحلة الجديدة لم تتضح بعد معالمها، القطبية الثنائية والقواعد التي نظمت العلاقات بين القطبين الكبيرين كانت واضحة. كان هناك حلف الأطلنطي وهناك حلف وأرسو، من ناحية أخرى، كانت هناك اتفاقات، وهناك مناطق نفوذ، وكانت هناك مجموعة ثالثة هي مجموعة دول عدم الانحياز تحاول أن تلعب دور الوسيط بين القطبين.. الآن انتهت هذه الحرب الباردة وظهرت مجموعة من الحروب الأهلية والعرقية في مختلف أنحاء العالم، وهذه ظاهرة جديدة. كما أن هناك ظاهرة أخرى وهي شمولية القضايا الدولية، وتسمى عالمية القضايا الدولية ويترتب على ذلك أن عالمية القضايا لا يمكن أن نعالجها من خلال سياسة دولة بمفردها. سوق المال الدولي اليوم أصبح يخضع لطوكيو وواشنطن ونيويورك ولندن، الأمراض - كالإيدز- لا تستطيع أن تحصرها في حدود معينة فقد أصبحت عالمية، أيضا تجارة المخدرات، الاتصالات السلكية واللاسلكية، اليوم محطة CNN تصل إلى مختلف أنحاء العالم فكأننا نعيش تجربة دولية جديدة وتلك التجربة الدولية الجديدة تتولد عنها قضايا دولية جديدة أيضا، قضايا عالمية جديدة. والهدف هو أن تكون الأمم المتحدة هي الجهاز الذي يستطيع أن يواجه تلك القضايا الجديدة ويساهم في معالجتها.

* دكتور بطرس غالي، أود أن أسألك كعربي، ألا تجد حرجا عند معالجة الأمم المتحدة لقضايا عربية، مثل المقاطعة المفروضة على ليبيا وغيرها من قضايا؟

- لا أجد حرجا بل العكس فوجودي كعربي يجعلني أستطيع أن أتصل بالقيادات العربية، أستطيع أن العب دور همزة الوصل، أستطيع أن أدافع عنها بقدر وفي حدود اختصاصاتي سواء كانت اتصالات تمت بيني وبين القيادة الليبية أو بيني وبين القيادة العراقية، أو بيني وبين القيادة المغربية أو بيني وبين القيادة الجزائرية أو القيادة الموريتانية بسبب خلاف الصحراء الغربية أو الخلاف بين تشاد وليبيا، فمعلوماتي عن تفاصيل هذه القضايا واتصالاتي السابقة مع القيادات العربية تسهل مهمتي كوسيط بين الوطن العربي من ناحية والأمم المتحدة عن ناحية أخرى.

* كيف ترى مستقبل الأمم المتحدة وما هي المخاطر التي تهددها وتعوقها عن أداء مهمتها؟

- أنا أرى أن الأمم المتحدة في السنوات القادمة سوف يزداد دورها بسبب تشابك المصالح الدولية وبسبب الثورة التكنولوجية الجديدة التي تربط بين جميع أنحاء العالم، وبسبب المشاكل العالمية الجديدة التي سوف تظهر، وتلك القضايا العالمية الجديدة لا يمكن معالجتها إلا من خلال مجتمع دولي، والجهاز الوحيد الذي يمثل المجتمع الدولي اليوم هو الأمم المتحدة.

* دكتور بطرس غالي، منذ توليت منصب الأمين العام للأمم المتحدة، رعت المنظمة الدولية سلسلة من المؤتمرات أثار كل واحد منها جدلا واسعا وضجة كبيرة ومن هذه المؤتمرات على سبيل المثال مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة، ومؤتمر التنمية الاجتماعية الذي عقد في كوبنهاجن، وكذلك مؤتمر منع الجريمة الذي عقد في القاهرة ومؤتمر المرأة في بكين، ما هو الهدف من هذه المؤتمرات، ولماذا أصبحت تثير الكثير من الجدل؟

- الهدف من هذه المؤتمرات أن يكون هناك اتصال واستمرار بينها، فهل تكمل بعضها بعضاً مؤتمر ريو للبيئة والتنمية، مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية، مؤتمر كوبنهاجن للعلاقة بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، مؤتمر بكين ودور المرأة في التنمية. نجد أن هناك قاسماً مشتركا بين هذه المؤتمرات وهو قضية التنمية بالمعنى الواسع لهذه الكلمة، قضية التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين هذه الدول من خلال هذه المؤتمرات، نريد أن نضع قواعد جديدة للعلاقات الدولية الاقتصادية، هذه العملية سوف تأخذ سنوات طوالا؟ لأن وضع تقنين القواعد يحتاج إلى مدة طويلة، يحتاج إلى إقناع، فهناك رابطة بين تلك المؤتمرات وأهدافها وتنشيط التعاون في إطار الأمم المتحدة. وأما ما تثيره من جدل فإن هذا في حد ذاته يدل على أن هذه القضايا في حاجة إلى معالجة، والجدل دليل على أننا في حاجة إلى هذه المؤتمرات، والمعارضة هي معارضة صحية.

* ونحن في حديثنا عن الأمم المتحدة، ينشر بين الحين والآخر أن هناك أزمة مالية مزمنة تمر بها الأمم المتحدة، فهل هذا الأمر من شأنه أن يهدد نشاطها بعد مرور 50 عاما من العمل الدولي المتواصل؟

- لا شك أن الأزمة المالية تعطل نشاط الأمم المتحدة وتضع أمامها عراقيل إضافية وصعوبات أمام العمل المشترك اللازم لتحقق المنظمة الدولية أهدافها.

* دكتور بطرس غالي، هل هناك نية بالفعل لتوسيع نطاق مجلس الأمن؟

- أنني أؤيد توسيع نطاق مجلس الأمن ولكن القرار التوسيع هذا وفقا للمادة 108 هو من اختصاص الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتخذ القرار.

* دكتور بطرس غالي، ما هي الرسالة التي تود أن تنقلها عن احتفالاتكم بمرور خمسين عاما على قيام الأمم المتحدة.؟

- المزيد من الاهتمام بالأمم المتحدة، لأن الوطن العربي في حاجة إلى هذه المنظمة الدولية ومن خلالها يستطيع الوطن العربي أن يقوى مركزه في العلاقات الدولية ويدافع عن حقوقه، يجب ألا ننسى أن ثلثي الدول العربية كانت غير مستقلة عام 1945 م، ولا أستطيع القول إنها استقلت بسبب الأمم المتحدة، ولكن بلا شك أن وجود الأمم المتحدة والمبادئ التي سجلت في ميثاق سان فرانسيسكو هي التي ساعدت على تصفية الاستعمار وعلى استقلال الدول العربية.

في النهاية، فإنني أهنئ مجلة العربي وقد كنت أتابعها عندما كنت أتولى الإشراف على الأهرام الاقتصادي والسياسة الدولية، وكنت مهتما بقراءة جميع المجلات التي تصدر في الوطن العربي وأرى أن مجلة العربي من أقوى المجلات أهنئ بنجاحها. وأهم من هذا النجاح هو الاستمرار، لأنني أستطيع أن أذكر كثيرا من المجلات التي توقفت عن الصدور بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات ولكن العربي استطاعت أن تستمر وظل نجاحها مستمر وزاد توزيعها في الوطن العربي كثيرا.

ودعنا الدكتور بطرس غالي في مقر عمله في مبنى الأمانة العامة الأمم المتحدة على ضفة جزيرة مانهاتن في قلب نيويورك. وظلت صورة الرجل النحيف المتواضع تحتل خواطرنا بإكبار ومودة. فهو واحد منا يجلس على مقعد رئاسة العالم بشكل أو بآخر. وبينما كنا في حديقة الأمم المتحدة وقف مبنى الأمانة العامة للأمم المتحدة شاهقا من ورائنا. ومن أمامنا كان مشهد هذا الجزء من مدينة نيويورك. النهر والجسور والسفن التي تربط مانهاتن بالأجزاء الأخرى من المدينة العملاقة.

نيويورك التي بدأت كما بدأت الأمم المتحدة حلما في أفق البشرية الطامحة إلى الحرية والرخاء والسلام والعدل. أنها أحلام عظمى، برغم كل ما يقال فيها إلا أنها ما زالت تواصل الحياة. ومن ثم فهي جديرة - لهذه المواصلة - بالاحتفال.

الكويت احتفاء خاص بالأمم المتحدة

عندما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قيام لجنة تحضيرية للاحتفال بمرور خمسين سنة على قيام المنظمة الدولية ، كانت الكويت من أوائل المستجيبين لهذا القرار ، لإحساسها بالأهمية القصوى لوجود هذه المنظمة ودورها في أحياء وحفظ السلام العالمي ، وأقرت الكويت عبر مجلس وزرائها قيام لجنة وطنية كويتية للاحتفال تولى رئاستها السيد سليمان ماجد الشاهين وكيل وزارة الخارجية ، ولقد عقدت هذه اللجنة العديد من الاجتماعات الدورية وضمت ممثلين ذوي مستويات رفيعة من الديوان الأميري ووزارات : الإعلام ، والتربية ، والشؤون الاجتماعية ، والتخطيط وكذلك من جامعة الكويت ، والخطوط الجوية الكويتية ، وغيرها من فعاليات الكويت للاحتفال بهذه المناسبة . وتمثل مشاركة صاحب السمو الأمير المفدى في احتفالات الأمم المتحدة في أكتوبر الجاري الأهمية التي توليها الكويت لهذه المنظمة الدولية حيث يلقي صاحب السمو رعاه الله خطاب الكويت في هذه المناسبة العظيمة وحضوره المرتقب يمثل أهمية خاصة حيث إنه الزعيم الوحيد من دول مجلس التعاون الذي يشترك في هذه المناسبة حتى الآن

ولقد اتخذت الكويت عبر لجنتها الوطنية للاحتفال بالعيد الخمسين لقيام الأمم المتحدة عدة خطوات تنفيذية كما أشرفت على عدة أنشطة ومن بينها :

1 - قيام الديوان الأميري بإصدار كتاب يحوي خطب صاحب السمو الأمير المفدى والأنشطة الأخرى التي يقوم بها الديوان الأميري ، وذلك فيما يتعلق بدور الكويت في دعم الأمم المتحدة .

2 - قيام وزارة التخطيط بإصدار مجلد من الأنشطة المتبادلة بين الكويت والأمم المتحدة منذ انضمام الكويت إلى هذه المنظمة الدولية .

3 - أصدر مجلس الوزراء توصية بتسمية ميدان مهم في الكويت

 

أنور الياسين 

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية  
اعلانات




صورة الغلاف





حلم للبشرية يقاوم الانكسار





النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد يشارك في احتفال رفع علم دولة الكويت بمدخل الامم المتحدة عام 1963





د. بطرس غالي يرحب بمدير تحرير العربي أنور الياسين





مجلس الأمن الدولي في أحد اجتماعاته الرسمية





مندوب الكويت في الأمم المتحدة السفير محمد أبوالحسن وبجانبه عضوا البعثة ناصر الصبيح ومنصور العتيبي





أحد الشوارع المحيطة بمبنى المنظمة الدولية، يمتلئ بتجمعات الصحفيين من جميع انحاء العالم





الأمين العام المساعد لقوات حفظ  السلام





ممثل الجامعة العربية





وزير خارجية البوسنة شاكر بيه في مؤتمر صحفي عند مدخل مجلس الأمن حيث كان يعمل مندوبا للبوسنة لدى الأمم المتحدة





الأمين العام المساعد لشئون الاعلام





رئيس لجنة الاحتفالات بمرور 50 عاما





هدية الكويت للامم المتحدة





رئيس اللجنة العليا للاحتفالات بمرور 50 عاما تلقي كلمة بحضور الأمين العام





نيويورك من أعلى نقطة برج التجارة الدولي





الجمعية العامة للامم المتحدة





هدية المملكة العربية السعودية





مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبوالحسن





المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك





ستديو التلفزيون الخاص بالامم المتحدة





مكتبة همرشولد





شارع المال - وول ستريت بنيويورك