جنون... !

جنون... !

شعر

كانت المرأة الغجرية
تطرد عشاقها
وتدق الدفوف
لأبراجها العصبية
والشوارع تهجر
دائرة العابرين
لرقصتها الدموية
تفتح بابا إلى صوتها
يتشظى على وترٍ من حرير
كان يسكن في ظلها
ويذوب برنات خلخالها
يتبدد في لمعة العين
حين تمد له
نظرة من عبير..!
* * *
ظل يرحل في ركبها
من زمان التفجر بالبوح
حتى استقر على حجرها
في مساء ضرير...!
دقت الدف
ألقت بخلخالها
واستكانت
فحط على غصنها
غاب
لم يدر كم غاب
لكنه فجأةً
صاح في دمه المتفجر
من خنجر قد تسلل في صدره
في اللقاء الأخير
ظل ينظر في فمها المتكور
في أعينٍ حدقت
في الفراغ المثير..!
وهو يلهث
يلهث
يوقف نافورة الدم
حتى ارتمى عند أقدامها
صارخا: آه
يا طعنة الندم الهمجي
خذيني إلى صدرك
الشبقي...!
ربما يعرف الدم مجراه
أو يتخثر في جرحه العصبي
بلا صرخة
أو زئير...!